الْكِتَابُ الْخَامِسَ عَشَرَ : « „ عَنْ الْمُنَاسَبَاتِ ‟ »

[د. محمد الرمادي]

مرةٌ آخرىٰ تتعرىٰ عورة العرب والغرب -معاً-؛ ومرة تلو الآخرىٰ تنكشف سوأة المنظمات الدولية والإقليمية؛ والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والإغاثية؛ في الزمن القريب ظن البعض أنه حدث مفصلي وتغيير محوري وقت قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة وهو يحتمي بصدر أبيه بـ بندقية جندي محتل؛ قد يحدث ثم نسي الموضوع؛ والأن مسألة اللاجئين العرب علىٰ أبواب القارة الأوروبية يهتم بها الإعلام كـ حدث يستحق النشر في الصفحات الأولى؛ ويتكلم الساسة ورجال الدولة لـ غرق الطفل السوري قبالة الشاطئ التركي؛ فيظن البعض أنه حدث مفصلي ومحوري سيتغير العالم من أجل طفل غرق بدلا من قتله علىٰ يد نظام يتحكم في العباد ويملك البلاد.

[د. محمد الرمادي]

اللجوء لمكان أمن مع اعتبار الحافز لترك الوطن والأهل قُرر في الأعراف والمعاهدات الدولية؛ والتاريخ يروي لنا قصة »مجيرة الضعفاء« ابنة عم النبي أبي طالب؛ فـ ذات يوم طرق بابها رجلان مشركان من مكة تعرفهما وطلبا منها الإجارة فأجارتهما وعلم أخوها علي فجاء ليقتل الرجلان لكنها أمسكت به فلم يستطع الحركة وهو يصيح بها :"اطلقيني!"؛ حتى حضر النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالأمر فتبسم وقال: »قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ؛ وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ«. فأسلم الرجلان. واللجوء عارض لمشكلة لم تحل؛ أو مشاكل ولم يسع أحد بالفعل لحلها؛ اللجوء ينشأ مشاكل جديدة.

[د. محمد الرمادي]

المسألة التي نحن بصددها تجرع كأسها المر من قبل فلسطينيو الشتات؛ فوجد من يسترزق ويتسول بـ اسمهم؛ ثم أهل دجلة والفرات؛ وهي تجارة رابحة رائجة عند تجار لحوم البشر؛ فـ يُنفس العرب عن مشاعرهم من خلال الـ فيسبوك؛ والتغريدات.

[د. محمد الرمادي]

حل القضية لا ينبغي بل لا يصح أن يلقى علىٰ عاتق ساسة الإتحاد الأوروبي أو أن يوضع علىٰ أكتاف القارة الأوروبية، والذي يجب أن يكون مشاركة فاعلة أيضاً من الجامعة العربية وتحت سقفها 22 دولة "عربية"؛ مع خجل كاتب هذه السطور الشديد لـ تصريح أدلى به أمينها العام يوم الخميس 3/9/2015 حين :" أعرب عن أسفه الشديد"، مقراً بعجز الأمانة العامة للجامعة في معالجة تلك المشكلة بالقول :" إن معالجة موضوع اللاجئين أكبر من أن تقوم به الجامعة العربية". ومنظمة التعاون الإسلامي يجلس في مقاعدها الوفيرة 58 دولة لم نسمع لهم صوتاً أو حراكاً؛ ومنظمة التعاون الخليجي الـست؛ أو بعد إضافة الملكية الأردنية أو الملكية المغربية؛ كما ينبغي حضور فاعل لمنظمات ومؤسسات ذات الطابع خدمي جماهيري؛ كـ رابطة العالم الإسلامي ومقرها مكة المكرمة؛ ومشيخة الأزهر ومقرها القاهرة والكنيسة المرقسية مقرها الإسكندرية أو مشاركة أول جامعة نشأت في العالم الإسلامي وأول جامعة في العالم، فقد انتظمت دروسها عام 737 م (120هـ) ، بجامع الزيتونة بمدينة تونس" أقصد جامعة الزيتونة (Université Zitouna) ؛ وما يشبه تلك المؤسسات، وهذا في نظر الكاتب لعدة أمور؛ منها :

[د. محمد الرمادي]

1.] المهاجرون هم سكان إما المنطقة العربية أو مناطق إسلامية؛

2.] الأزمات ويتبعها تقسيم وتجزئة وفق مخطط إتفاقية سايكس/بيكو (إنجليزي/فرنسي) أو مخطط الشرق الأوسط الجديد (أمريكي) أو الفوضى الخلاقة (أمريكي) تركز على المنطقة العربية أو مَن يسكنها غالبية إسلامية (مما أدى لساسة في الإتحاد الأوروبي التصريح بالقول أنهم يخشون على التغيير الديموغرافي لبلادهم؛ مِن تزايد هجرة المسلمين)؛

3.] أيدي داخلية تعبث بالمنطقة كـ كل.

وهذا يؤدي إلى تصدير العقول المستنيرة ويرافق هذا التصدير بقية المشاكل كما نسمع ونرى.

إذاً فـ هي قضية دولية أممية عالمية؛ وليست حالة خاصة لـ مدينة أو قرية أو إقليم بعينه، فـ علىٰ الجميع العمل لـ حلها بـ حلول ناجعة تبدء من المنطقة؛ ومشاكل آخرىٰ تبدء قبالة سواحل القارة الأوروبية المطلة علىٰ البحيرة المتوسطية؛ المثال الواضح : ما قامت به دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في إسقاط نظام صدام حسين؛ ثم تدمير الجيش والدولة والشعب، وحالة بقاء سوريا في مربعها لم تغادره منذ سنوات بـ مساندة عسكرية من دول خارجياً هذا دولياً ، أما شعبياً فـ كما حدث في مصر بإسقاط نظام حكم مبارك ثم إسقاط نظام حكم الإخوان، أو ماحدث في تونس بإسقاط نظام .

وعليه يجب تفعيل « الدبلوماسية الشعبية يجاورها القوى الناعمة » بجوار ما تقوم به دوائر صنع القرار في الغرب؛ فلا ينبغي أن يترك لساسة الغرب تخليق واقع جديد في المنطقة العربية/ الإسلامية ثم تخريج القضية وفق ما يُعد في المطبخ الغربي، والعرب ينتظرون ما يقدم لهم من وجبات سريعة جاهزة.

?: د.الْفَخْرُ؛الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ؛ بِـثَغْرِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ بِـمِصْرَالْمَحْمِيَّةِحَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَىٰ مُحَمَّدٌ الْمِصْرِيُّ

(يُتْبَعُ)

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

**

[مــريــم]

جزاك الله كل خير
وجعله فى ميزان حسناتك

[د. محمد الرمادي]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[ آية 30 ؛ سورة النمل 27]

رَبِ يَسِّرْ ..

[ ٧. ] " رَجَبٌ "

الشهر السابع من الشهور العربية / الإسلامية

[د. محمد الرمادي]

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء﴾

„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة ؛ صاحبة حضارة ‟

اسم البحث :« 1 رَجَبٌ لغةً »

1

[د. محمد الرمادي]

1 رَجَبٌ لغةً

فِي المسألةِ مَبَاحِثُ :

[ ١ . ] الْبَحْثُ الْأَوَّلُ :

« رَجَبٌ من حيث اللغةً »

[ ١. ] « رَجَبُ » : „ الرَّاءُ ‟ وَ „ الْجِيمُ ‟ وَ „ الْبَاءُ ‟ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى دَعْمِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ وَتَقْوِيَتِهِ .

[ ١. ١. ] مِنْ ذَلِكَ « التَّرْجِيبُ » ، وَهُوَ أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَةُ إِذَا كَثُرَ حَمْلُهَا ؛ أي الثمار، لِئَلَّا تَنْكَسِرَ أَغْصَانُهَا .

[ ١. ١. ١. ] وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ الْأَنْصَارِيِّ [ هو الحُباب] : « أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ ، وَعُذَيْقُهَا « الْمُرَجَّبُ » » يُرِيدُ أَنْ يُعَوَّلَ عَلَى رَأْيِهِ كَمَا تُعَوِّلُ النَّخْلَةُ عَلَى الرُّجْبَةِ الَّتِي عُمِدَتْ بِهَا .

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ :

[ ٢. ] « رَجَّبْتُ » الشَّيْءَ ، أَيْ عَظَّمْتُهُ . كَأَنَّكَ جَعَلْتَهُ عُمْدَةً تُعْمِدُهُ لِأَمْرِكَ ، يُقَالُ إِنَّهُ لَــ « مـُرَجَّبٌ » . وَيَقْرُبُ مِنْ هَذَا :

[ ٢. ١.] « الرَّجْبُ » : الْهَيْبَةُ .يُقَالُ « رَجَبْتُ » الْأَمْرَ ، إِذَا هِبْتَهُ . وَأَصْلُ هَذَا مِنَ التَّعْظِيمِ ، وَالتَّعْظِيمُ يَرْجِعُ إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ السَّيِّدِ الْمُعَظَّمِ ، كَأَنَّهُ الْمُعْتَمَدُ وَالْمُعَوَّلُ .

" أحمد ربي فرقا وأرجبه ".

أي أعظمه

وَالْكَلَامُ يَتَفَرَّعُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ .

وَمِنَ الْبَابِ [ ٣. ] « رَجَبٌ » ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا:

[أ] يُعَظِّمُونَهُ ( في الجاهلية فلا قتال فيه ولا يستحلون القتال فيه )؛ وَقَدْ عَظَّمَتْهُ :

[ب] الشَّرِيعَةُ السمحاء أَيْضًا . فَإِذَا ضَمُّوا إِلَيْهِ شَعْبَانَ قَالُوا « رَجَبَانِ » .

الخميس 7 رجب 1437~14. 04. 2016

[د. محمد الرمادي]

لا يصح : يتردد على بعض الألسنة دون علم شرعي القول التالي
: تنبيه » من صام ثلاثةَ أيَّامٍ من رجبَ كتب اللهُ له صيامَ شهرٍ «، » ومن صام سبعةَ أيَّامٍ من رجبَ أُغلِق عنه سبعةُ أبوابٍ من النَّارِ «، » ومن صام ثمانيةَ أيَّامٍ من رجبَ فتح له ثمانيةَ أبوابٍ من الجنَّةِ « ، » ومن صام نصفَ رجبَ كتب اللهُ له رضوانَه ، ومن كتب له رضوانَه لم يعذِّبْه «، » ومن صام رجبَ كلَّه حاسبه اللهُ حسابًا يسيرًا «.
التخريج: تجده في :موضوعات ابن الجوزي:2/577 ؛ الحديث: لا يصح