حوار| الغندور: الأسبان خيالهم مريض .. والحكام لم يساعدوا الزمالك فى الدوري

[الفيلسـوف]

اتهمت صحيفة " ماركا " الإسبانية الحكم المصري جمال الغندور، بأنه كان السبب الرئيسي في خروج الماتادور من مونديال 2002، بعدما حصل علي تعليمات واضحة بصعود صاحب الأرض منتخب كوريا الجنوبية، خاصة بعدما ألغي هدفين واضحين لإسبانيا.

«جمال الغندور» تحدث في حوار صريح عن أزمة إسبانيا ورأيه في الحكام المصريين، وكذلك العمل في لجنة الحكام، والأزمة مع عصام عبدالفتاح، وكيفية إصلاح المنظومة سريعاً، فكان لنا مع المونديالي هذا الحوار

ماذا عن التقرير الذي نشرته صحيفة " ماركا الإسبانية " بوجود مؤامرة ضد منتخب إسبانيا وكنت مشاركا فيها؟

الماركا الإسبانية وخيالهم المريض يريدون اختلاق قصص غريبة وعجيبة حول شخصي، وأولاً في كأس العالم 2002 التي خرجت إسبانيا علي يد كوريا، كان رئيس لجنة الحكام أنخل ماريا دايلر وهو إسباني الجنسية، وهم يدعون أن رئيس لجنة الحكام قام بتعيين جمال الغندور من أجل إخراج منتخب بلادهم من البطولة، فالأفضل لهم أن يحاسبوا ابن جلدتهم أولاً.

الأمر الثاني، الماركا الإسبانية تعتبر أي أخطاء تحكيمية ضد منتخب بلادهم هي فساد ومؤامرة، أما الأخطاء التي استفادوا منها في 2010 و 2014 فهي جزء من أخطاء اللعبة وأخطاء طبيعية.

الأمر الثالث، الصحيفة الإسبانية زادت في الهجوم علي الغندور لأني رفضت طلبهم بالاعتذار للشعب الإسباني واتحدي جميع المتخصصين في التحكيم أن يحملوني خطأ واحد في مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية وأنا غير مسئول عن أخطاء المساعدين.

الأمر الرابع، ألوم علي المواقع والصحف، التي تروج لما ينشر في الصحف الإسبانية، فهما يساعدون الماركا الإسبانية في ترويح الأكاذيب واختلاق القصص بخيالهم المريض حول عليه.

لماذا كل هذا الهجوم علي الحكام المصريين هذا الموسم ؟

هناك أسباب منطقية مثل قلة خبرة الحكام الموجودين علي الساحة، بالإضافة إلي عزوف عدد كبير من أصحاب الخبرة عن العمل مثل ياسر عبدالرؤوف وحمدي شعبان وبدوي حميدة وغيرهم، هناك حكام كثيرين قرروا عدم إكمال مسيرتهم المنظومة التحكيمية المصرية تحتاج إلي ضرورة الانفصال عن اتحاد كرة القدم وعن الجمعية العمومية لابد من تكوين إدارة مستقلة بالحكام بعيدة تماماً عن الاتحاد وأي ضغوط قد تؤثر علي عملها.

هل توجد أزمة بينك وبين عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام الحالي؟

لا توجد أزمة بيني وبينه علي الإطلاق، وأعاون لجنة الحكام بشكل كبير عندما يحتاجونني، لكن للآسف الشديد أرائي دائماً وتحليلي للأداء في المباريات يزعجهم كثيراً، وأنا أقوم بعملي علي أكمل وجه ولا يجوز لي بعد كل هذا التاريخ أن كان مجاملاً في التحليل، ولن أتوقف عن عملي.

إطلاقاً، أنا ضد هذا الكلام جملة وتفصيلاً، التحكيم لم يُهدي الدوري للزمالك علي الإطلاق، ومن الممكن أن يكون هناك فريق استفاد أكثر من الأخر، ولو كان الأهلي متصدراً لانتقدت جماهير الزمالك التحكيم المصري، أخطاء الحكام موزعة علي الجميع قد تكون بنسب غير متساوية علي الإطلاق، لكن أخطاء الحكام فعلاً جزء من كرة القدم.

ما هي مقترحاتك لتطوير منظومة التحكيم المصري؟

أولاً ، لابد من الانفصال تماماً عن اتحاد كرة القدم والجمعية العمومية، وإنشاء هيئة مستقلة ومنفصلة بعيدة عن الضغوط التي يتعرض لها الحكام المصريين. والاتهامات الموجهة للحكام بسبب نادٍ يتهم أخر بأن الحكام يجاملونه، وأن الشركة الراعية (برزنتيشن) هي السبب في إهداء الدوري للزمالك، لذلك لابد من الانفصال تماماً وهناك طرق عديدة لاستقلالية التحكيم والنظام مطبق في عدد من الدول، هناك إدارات محترفة منفصلة ليس لها علاقة بالأعضاء.

ثانياً، لابد من الاهتمام بالأحوال المالية والاجتماعية للحكام، والعامل المادي مهم للغاية، وأعتقد أن الحكام يتقاضون رواتب مقبولة ولكن الأهم أن يحصلوا عليها، وأن شخصياً لي أموال لدي اتحاد كرة القدم منذ اعتزالي.

هل تنوي الترشح لعضوية مجلس اتحاد كرة القدم؟

الرؤية حتى الآن غير واضحة، ولم استقر بشكل رسمي، علي الترشح، فقد كانت لي تجربة ناجحة بشكل مبهر، بعد حصولي علي78 صوتاً كنت أدخل التجربة ووصفتها بالانتحار، فقد شكلت جبهة واحدة بمفردي بدون معاونة من أحد، واستفدت كثيرا من تلك التجربة، وعرفت خبايا الانتخابات وأتمنى أن أكرر التجربة، ولو الأمور تميزت بالشفافية والنزاهة فقد أكرر الأمر مجدداً.

لماذا هناك غضب جماهيري باستمرار علي جمال الغندور؟

اعتقد أن أرائي التحكيمية هي السبب، عندما أصمت يتهموني بالسلبية وعندما أتحدث في تلك الأمور، أتعرض لانتقادات عنيفة من الجماهير ولجنة التحكيم، لكن أؤكد لن أجامل أحد وسأقول الحقيقة وما أشاهده في التلفاز، فلا يجوز أن أحلل حالة وأجامل فيها حكم معين.

ماذا لو تم عرض رئاسة لجنة الحكام عليك؟

أوافق ولكن بشروط، أولها الاستقلالية وعدم الإشراف علي اللجنة من أي مخلوق، أكون مسئول مسئولية كاملة عن كل ما يخص الحكام، وسبق لهم أن تحدث معي عصام عبدالفتاح في وجود أحمد شوبير ولكني رفضت وأبلغتهم بشروطي، ولست موافق علي تولي المسئولية في منتصف الموسم، ومن الصعب أن أجد حكم يعمل بشكل جيد في بداية الموسم.

هل ستقدم استقالتك من التليفزيون في حالة العمل بلجنة الحكام؟

بالفعل، سأقدم استقالتي وأتفرغ للعمل في اللجنة، فلن أجمع بين المنصبين، وسأعمل بشكل احترافي، وسيكون العمل في اللجنة بمقابل مادي وليس متطوعاً، لأن الجانب المادي سيكون مهم بالنسبة لي، حتي أتفرغ تماماً لذلك، ومنذ بداية عملي في لجنة الحكام لأول مرة كنت أتقاضي راتب وصل إلي 10 ألاف جنية، وهو ما أغضب حوالي 70 مليون مصري، فقد كانت المرة الأولي التي يحصل فيها رئيس اللجنة علي راتب شهري.

علي سبيل المثال، ماسيمو بوساكا مدير إدارة التحكيم في الفيفا يحصل علي راتب شهري قدره 25 ألف دولار، وكذلك ناجي جويني مسئول التحكيم في قطر يتقاضي 100 ألف ريال قطري، وهناك خبير إنجليزي عمل في السعودية كان يحصل علي 100 ألف ريال، وكذلك إدارة التحكيم في المغرب يشرف عليها يحيي حقبة يحصل علي راتب هو الأخر، في النهاية هذا عملك وليس من المعقول أن تعمل في التحكيم وأي مهنة أخري.