كيف تتعاملين مع إصابة طفلكِ بمرض مزمن ؟ (تابع لحملة تنشيط عالم الطفل)

[سارة سرسور]

تريد أي أم دائماً أن تحمي طفلها وتحافظ على صحته وأمنه وسلامته ، وبالطبع فإن اكتشافها مثلاً أن طفلها مصاب بمرض مزمن أمر قد يأتي كالصدمة بالنسبة لها . ومن ضمن الأمراض المزمنة التي قد يصاب بها الطفل هناك مرض السكر أو السرطان أو التهاب المفاصل للسن الصغيرة . وقد تشعر الأم في مثل تلك الحالة بالغضب والحزن وعدد من المشاعر الأخرى ، مع الوضع في الاعتبار أن كل تلك الأمور تعتبر طبيعية ، وهناك عدد من الطرق والتي يمكن للأم أن تتعلمها لتتعامل بها مع الطفل ولتخفف من وطأة الصدمة على العائلة بأكملها . وعلى الأم أن تعلم أنه أحياناً ، بل من الأفضل لها ولطفلها أن تتعامل مع الوضع بطريقة مباشرة . وبالطبع فإن الاعتناء بطفلكِ المريض هو أمر مجهد ومرهق من ناحية الاهتمام باحتياجات الطفل الطبية والجسمانية ومن ناحية أخرى محاولة التعامل مع العواقب النفسية لمرض الطفل . إن الطفل المصاب بمرض مزمن ستتغير حياته بعض الشيء بكل تأكيد ، فعلى سبيل المثال فإنه قد يحتاج لزيارة الطبيب بصفة منتظمة ومتكررة . وبالإضافة لما سبق فإن الطفل المريض روتينه سيتغير ونشاطاته قد تتغير أيضاً . يجب على الأم أن تجلس مع طفلها وتتحدث معه بصراحة وتشرح له الوضع وكيف أنه مريض وسيحتاج لكثير من العناية مع محاولة شرح الأمر للطفل بطريقة يفهمها وطريقة لا تجعله يكتئب . وعليكِ أن تكوني صادقة في الإجابة عن أسئلة طفلكِ وأن تشرحي له أيضاً إذا كان سيخضع لعلاج معين أم لا حتى لا يأتي الأمر له كمفاجأة . لا تقولي لطفلكِ إن العلاج لن يكون مؤلماً حتى لا تكوني تكذبين عليه . إن الطفل سيمر بالعديد من التغيرات على المستوى الجسماني والنفسي ، ولذلك يجب أن تكوني دائماً بجانبه وأن تشجعيه على التعبير عن أي أمر يشعر به وأي مخاوف قد تنتابه . ويمكن أن يكون تعبير الطفل عن مشاعره ليس دائماً بالكلام فيمكنه أن يكون بالرسم أو الموسيقى أو حتى الكتابة . على الأم أن تذكر طفلها دائماً بأنه ليس هو المسئول عن مرضه ، وبالطبع فإنه أحياناً قد لا يكون لديكِ إجابات سهلة لأسئلة طفلكِ ، وبصفة عامة يجب أن يكون طفلكِ واثقاً بأنكِ ستكونين بجانبه دائماً وسيشعر بحبكِ وحنانكِ . ويجب على الأم أن تدرك أن شقيق طفلها المريض قد يشعر أنه لا يوجد أحد يهتم به بسبب التركيز على الاهتمام بالطفل المريض ، وفي تلك الحالة فعليكِ أن تذكري أبناءكِ الآخرين دائماً أنك تحبينهم أيضاً وأنهم مهمون ، ولذلك فعليكِ أن تهتمي بهم هم أيضاً حتى لا يشعروا بأي مشاعر سلبية تجاه شقيقهم المريض . ويمكنكِ أن تشركي أشقاء الطفل أو شقيقاته في عملية الاعتناء بشقيقهم المريض إذا كانوا ناضجين بدرجة كافية ، ويمكنهم مثلاً أن يذهبوا معكم للطبيب . وإذا شعرت أن طفلكِ منزوٍ أو محبط أو مكتئب وبدأت التغيرات تظهر عليه بطريقة شديدة السلبية فيمكنكِ أن تفكري في الاستعانة برأي طبيب نفسي متخصص . يجب أن تمنحي طفلكِ المريض بعض المساحة ليتخذ بعض القرارات في حياته ، مع الوضع في الاعتبار أن بعض الأمور لن يكون بها نقاش مثل مواعيد الأدوية والنظام الغذائي إذا كان على الطفل الالتزام بواحد ، ولكن يمكنكِ مثلاً أن تأخذي رأي طفلكِ في نوعية الأطعمة التي قد يحبها في نطاق النظام الغذائي المفروض عليه . حاولي أن تساعدي طفلكِ في الحفاظ على صداقاته والتي قد تتأثر سلبياً في بعض الأحيان بسبب مرضه . يجب أن تكوني متفائلة حتى لو كان طفلكِ مريضاً ، مع الوضع في الاعتبار أنه بالطبع سيكون لديكِ مخاوف ، ويجب عليكِ أن تتعاملي معها ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا تركزي على المخاوف والنواحي السلبية فقط .

[العاشق الذى لم يتب]

انتقاء رائع
يدوم النشاط والتميز
تحياتى وودى