شخصيات عجيبة 13- العبقري الحشاش!

[احمد برهان]

السلام عليكم أحبتي الكرام ...
كيف حالكم ؟ يارب خير...
هل قابلتم يوماً شخص عبقري في مجاله و لكنه كان مدمن للحشيش ؟ ربما يقول البعض أن شخص مثل جوبز مؤسس شركة آبل الراحل و بيل جيتس مدير شركة مايكروسوفت الحالي .. كلاهما كان مدمناً للماريجوانا قبل أن يقلع عنها ذلك الأخير....
لكنني أتحدث عن الواقع الذي نعيشه و المقابلة وجها لوجه ...؟
حسناً أنا كان لي صديق كنت أسميه جينيس ، لأنه حقيقة كان عبقري جداً في مجاله و ذلك المجال هو صيانة الحاسب الآلي... و هو ليس صديق بالمعني المفهوم و لكنه كان زميل لي في دورة الحاسب الآلي التي كانت منذ عشر سنوات أي عام 2005 و هي تلك الدورة التي تعرفت فيها علي كنفوش ... و لكن كنفوش علاقتي به لا تزال موجودة أما جينيس هذا فلقد إنتهت منذ زمن !
و جينيس كان يملك عقلية نادرة في مجال الحاسب الآلي فأنت لو رأيته يتعامل مع مكوناته و يقوم بالصيانة و الإصلاح لشعرت بالدهشة لأنه لم يكن كبير في السن حتي يحصل علي كل هذه الخبرة و لكن حبه للحاسب فاق كل شئ.
كان جينيس ... عنده قدرة بدنية هائلة ، فحتي كنفوش عندما قابلته في تلك الدورة و كان وقتها لديه لياقة بدنية عالية و كان يمارس رياضة الكاراتيه – كنفوش صيني حقاً !!- لم يكن الأخير يقدر علي مجاراة جينيس في اللياقة البدنية ، فهذا هو مجال آخر غير الحاسب كان جينيس يبرع فيه ، كانت لديه لياقة بدنية عالية و قوة تحمل حتي أنه كان ينافس كنفوش في لعب الضغط بثلاثة أصابع فقط من كل يد و في تحدٍ آخر كان يلعب الضغط بيد واحدة فحسب...
و لكنه كان يضيع هذه الموهبة و تلك المهارة في ذلك المدعو حشيش ! و لا أدري السبب الذي يجعل إنسان يضر صحته و يهلك نفسه و يبدد أمواله في سبيل أن يعصي الله سبحانه و تعالي...
كان علي المستوي الأخلاقي إنسان طيب و مهذب و يحب المرح و المزاح ، و بشوش و من ضمن تلك الفئة النادرة من أصحابي و التي لم تكن مهتمة بمواعدة و مشاغلة البنات ، كان جينيس في قمة هذه الفئة فلم أجد من سوء قط و لم يحدثني عن مغامرة أو نزوة عابرة صدرت منه أو حدثت له قط !
ذات مرة تلاقينا أنا و كنفوش و جينيس علي إحدي المقاهي و كان جينيس هو آخر من حضر و لكنه كان غريب الشكل و المنظر ، فلقد كان يبدو غير مركز و لا منتبه لأي شئ علي الإطلاق ، كما أنه كان يطلب بشدة شئ حلو المذاق حتي يأكله ، لم أفهم وقتها ماذا كان يقصد و لكن بعد أن إنصرف قال لي كنفوش .. إن هذا من أثر الحشيش فيبدو أنه تناول الجرعة قبل أن ياتي ليقابلنا مباشرة...
و كان كلامه منطقي ، و لكنني تضايقت لأنه يفعل ذلك في لقاءنا ، و كان عليه ألا يفعل ذلك ، فأنا لا أدخن حتي و يجب أن يراعي مشاعري و أنني لا أحب أن أجلس مع مثل هذه النوعية من البشر و و كلنا نعرف " و إذا بليتم فإستتروا!"
لكن جينيس لم يكن يخجل من ذلك و كان يعترف به في كل مكان... حتي أنه حكي لنا في دورة الحاسب قصة قد تبدو طريقة و هو أنه ذهب إلي صديق له كي يصلح حاسبه الآلي و قد أصلحه بالفعل و قبل أن يقوم بتركيب الأجزاء المختلفة للحاسب أعطاه ذلك الصديق علي سبيل كرم الضيافة ... قطعة من الحشيش .. و لم يصبر جينيس حتي يصل إلي المنزل فيشربها أو حتي يتم تركيب الحاسب و يشارك زميله و لكنه أنهاها من فورة...
لدرجة أنه كان يقوم بتركيب الجهاز الذي لا يستغرق في يده 5 دقائق .. فترة جاوزت النصف ساعة !!
و كان لديه بعض الخبث المادي و كان يسرق بطريقة ذكية أحياناً ، فعندما يكاد أن ينفد رصيده المادي و يكون في فترة تنعدم فيها طلبات الصيانة و يطلب منه أحد الزبائن أن يقوم بتنزيل نظام التشغيل علي حاسبه... يقول جينيس في نفسه " تاهت و لقيناها "
يذهب إلي ذلك الزبون و يضع له نظام التشغيل و يقوم بتظبيط الجهاز و كل شئ تمام و لكنه في خلسة و دون ان يلاحظ الزبون .. يضع جينيس فيروس كمبيوتر لا يعمل إلا بعد بضعة أيام و عندما ينشط ذلك الفيروس ينهار نظام التشغيل و يتصل الزبون مرة أخري بجينيس حتي يقوم بإصلاح الحاسب و يعطيه مال جديد من أجل تثبيت النظام !
خدعة خسيسة حقاً و لكنها تكون فعالة مع شخص يملك حقارة في الفكر و لا يهاب سرقة المال مثل جينيس!
و كان كما قلت يحب الكمبيوتر جداً ، و عندما يري شخص يقوم بتثبيت نظام التشغيل للحاسب لا يقوي علي الجلوس و يتمني لو ذهب معه و ساعده في التنزيل... حتي أنه في دورة الحاسب كانت مدرسة الصيانة تقوم بتعليمنا خطوات تثبيت النظام و كان ممنوع أن نشارك معها في تلك الخطوات و رأيت جينيس يفرك يديه في توتر و قلق شديدين و يهمس لي :-
- تباً .. تباً ... لا أقدر أن أري نظام تشغيل يتم تثبيته و أجلس هكذا دون حراك.
حقيقة لم أكن أستسيغ جينيس علي الإطلاق كشخص حشاش... و لكنه كان متكلم و مرح و لكن هذه الصفة و هي ذلك الإدمان جعلني أضع حاجز كبير بيننا و لا أعطيه أي من أسراري أو ذكرياتي الشخصية .. فقط كلام عادٍ هو ما كان بيننا..
و لم تطل بنا العلاقة و المقابلات.. فبعد حوالي شهرين من نهاية دورة الحاسب.. لم نعد نلتقي و لم يعد يرد علي مكالماتي له أنا أو كنفوش و إنقطعت علاقتنا به منذ عشر سنوات و لم نعد ندري عنه أي شئ..
لكنه ظل يحمل ذلك اللقب .. لقب جينيس أو العبقري الحشاش!
اتمني أن تكون الحلقة راقت لكم...
و نلتقي مع شخصية جديدة بإذن الله...
و دمتم بحفظ الرحمن

[نسيم الورود]

القصة تحفة بجد
ربنا يهديه
تسلم على االقصة
دومت فى حفظ الله

[احمد برهان]

الاكثر جمال دينا...
هو ردك الجميل
و نورك اللي بينورني دايما...
الله يحفظ و يخليكي...
و يعجبك كل جديد..
و دمتي بحفظ الرحمن