فضفضة عن - حبي للكتابة الأدبية

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الغاليين أخواتي المحترمات ... كيف الحال ؟
يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة..
ربما يتسائل بعضنا – خاصة لو كان المتسائل من أصحاب القصة و الشعر – متي كانت أول مرة كتب فيها خاطرة أو قصة أو حتي مقال أدبي ؟
الواقع أنني أدرك تماماً متي بدأت في الكتابة و كان ذلك في عامي الجامعي الأول عندما زارني كاهانا – صديق لي – في كليتي و حدث موقف لا أنساه..
و الدافع كان رغبة شاب مراهق تدل علي عدم نضج العقل و هذا صحيح لحد كبير فكان عمري وقتها 17 أو 18 سنة و لم أكن علي وعي و إدراك مثل الآن و الموقف الذي حدث كالتالي....
تخاصمت لمدة إسبوع مع كاهانا و لم أكن أرد علي مكالماته لي و كان هو في معهد الخدمة الإجتماعية و أنا كنت بكلية الآداب ، فكنا في كليتين مختلفتين ، لكنه صديقي من ثانية ثانوي .. المهم ذهب إلي كليتي و بحث عني في المدرج حتي وجدني و جلس بجواري و كان الترتيب في الجلوس ..من اليمين كاهانا ثم أنا ثم فتاتين لا نعرفهما ثم صديق الفتاتين في اليسار ..
و حدث أن كاهانا أراد جذب إنتباه الفتاتين ، فأخرج دفتر أشعاره و خواطره .. فهو كان يحب كتابة هذه الأشياء منذ الصغر .. و ظل يقلب فيه و يقرأ حتي جذب إنتباه الفتاة التي علي يساري و كانت تدعي إبتسام و تحدث معها و دار حوار مطول و تعرف علي صديقتها التي علي يسارها و الغريب أن إسمها كان إبتسام أيضاً..!
و صديق الفتاتين كان منظره لا يسر عدو أو صديق .. لقد جاء هذا الكاهانا و قفز بمظلته ليجلس بجوار الفتاتين و يتحدث معهما و يجذب إنتباههن و إنصرفت الفتاتان عن هذا الصديق و أصبح كل التركيز علي كاهانا وحده فحسب ، بخلاف كتابة الشعر كان كاهانا لبق في الكلام و حلو الحديث و مجامل...
هذا الموقف حرك بداخلي رغبة طفولية بلهاء في أن أكتب الشعر مثله حتي أنال ذلك الإهتمام الذي ناله من الفتاتين و طبعاً لا تحاسبوني علي ذلك الآن ، فكما قلت كنت صغير و لم ينمو إدراكي مثل الآن كما أنني لم أكن قد وصلت إلي مرحلة متقدمة من فهم الدين و تطبيقه .. و أتمني أن أكون قطعت مسافة ما في ذلك الآن...
المهم بدأت أكتب الشعر و الخواطر و حقيقة – حتي لا يظن من يقرأ أنني كنت أستغل الفتيات عاطفياً بشعري و كتاباتي - في خلال دراستي الجامعية لم تطلع علي هذه الكراسة الخاصة بشعري سوي فتاة واحدة و قد تكلمت عنها في فضفضة " أول فتاة عرفتها في حياتي " التي نشرتها مسبقاً و لكن هذه الرغبة السخيفة و تلك الغيرة الطفولية من كاهانا تحولت لشئ آخر ...
فأنا لم تكن لي تجارب في الشعر قط قبل هذا الموقف و كذلك لم تكن لي تجارب عاطفية علي الإطلاق حتي بعد تخرجي من الكلية و لكنني كنت أُخرج كبتي و ألمي و همي في الشعر و الخواطر و بعد كتابة أي خاطرة أشعر أنني في حالة أفضل و أنني أخرجت جبل من الأحزان كان يربض في أعماقي و كان يثقل نفسي و روحي و كل حياتي..
أصبحت هذه الكتابة هي متنفسي الأول و الأخير لما يجيش به صدري من أحزان و آلام و ضيق و كرب...
كلما شعرت بالكبت العاطفي و أنني بحاجة إلي أنثي في حياتي و إلي من تحنو علي قلبي و ترنو إلي روحي و تداعب برقتها وجداني.. أكتب و أخرج هذا الكبت و تلك الرغبة علي الورق حتي أشعر بالإرتواء و الشبع و الهدوء الجميل الحلو...
هدوء و راحة من كان يبغي الحصول علي شئ بصورة ماسة شديدة ثم ناله في النهاية..و كان إنتاجي في البداية غزير للغاية و أكتب شعر و خواطر بلا حساب حتي أنني كان عندي دفتر به ما يزيد عن المائة خاطر و قصيدة و نثر أدبي ..
هذه هي الخواطر المكتوبة باليد بخلاف نيف و سبعين خاطرة مكتوبة الكترونياً و لكن هذه الخواطر إنحسرت و قلت حتي إنعدمت في السنوات الأخيرة...
و منذ العام الجامعي الأول و أنا أكتب قصة كنت أسميها " يوميات طالب جامعي " و قد كتبت منها حوالي 7 أجزاء و لكنني توقفت عن كتابتها ربما لأنها طالت أكثر من اللازم..و تعتبر هي أضخم أعمالي علي الإطلاق...
و سوف أضع صور للكراسات و الاجندات المكتوبة بها قريباً في منتدي الهوايات بإذن الله...
و بعدها دخلت مجال القصة القصيرة و كنت أحب هذا المجال جداً ، حيث أنني أعبر عن أي شئ في الحياة ، سواء أكان مشهد أو نظرة عابرة أو فكرة رومانسية أو تحليل لموقف حدث لي أو أي شئ يخطر علي بالكم..
كتبت كم كبير و الحمد لله من القصص القصيرة يدوياً ، بخلاف حوالي 28 قصة قصيرة كتبتها إلكتورنياً علي حاسبي و نشرت معظمها في هذا المنتدي...
و أكيد لي تجاري في كتابة المقال أو الموضوع في هذا المنتدي و لكنها تعتبر مواضيع ذاتية أو شخصية حين أفضفض معكم أو أحلل شئ شاهدته و أثر في..
لقد أصبحت الكتابة الأدبية متنفس لي أعبر فيها عن ذاتي و أفكاري و تجاربي و أشاركها مع البشر المختلفين...
طبعاً لا أعتبر نفسي كاتب محترم أو أديب كبير أو أي شئ من هذا القبيل و لكنني دوماً أقول :" ما أنا إلا رجل يملك قلم وورقة ... بدون أي موهبة حقيقية !!"
و هذا صحيح فأنا أعبر في الكتابة عن آلامي و أحلامي و أفكاري و أوجاعي و أسكب هذا المزيج من التأملات و الأفكار و الخيال علي الورقة بمداد صفته روحي و قلبي و دماء شراييني و مشاعري ووجداني و كل أحاسيسي .. أسكب كل هذا المزيج علي الورق و علي جدران المنتديات...
و كنت دوماً أشعر أن كلامي مهما كان قوياً أو جميلاً أو رقيقاً ، فهو لا يعبر بمقدار 10% عن المشاعر الحقيقية التي بداخلي و كنت أصف نفسي بقولي " أنا أسوأ من عبر نفسه في العالم ، و أسوأ من كتب القصة و الشعر !!"
و هذا حقيقي و يكون شعوري بالفعل بعد إنتهاء أي عمل لي..
و لكن ياللغرابة ! كنت أري رد فعل طيب من نشري لكتاباتي و أعمالي و مواضيعي .. ربما لأنه هناك نقطة معينة بموضوعي لامست طرف خفي في قلب من يقرأه فحرك مشاعره و أحب الموضوع...
تلك كانت بإختصار شديد لمحة عن حبي للأدب و الكتابة ، رغم أنني لم أدرس الأدب سوي في المدرسة و لكني أحببته فعلاً !
و ... لحظة من فضلكم ...
..........................
ها قد رجعت لكم !
هل تعرفون ماذا كنت أفعل في هذه اللحظة ؟ سأقول لكم حتي تكون نصيحة و عظة لمن يقرأ .. لقد كنت أسجد لله و أستغفر و أنا أمسح وجهي في الأرض !
أجل لأنني شعرت بشئ يتحرك في نفسي .. شئ إسمه الإعجاب بالنفس و هو بذرة تؤدي للغرور و العياذ بالله.. كذلك أنتم لا تترددوا لو شعرتم بتلك البذرة الشيطانية سارعوا بالسجود لله و طلب مغفرته و رحمته
اتمني أن تكون الفضفضة قد أعجبتكم..
و أراكم في فضفضة جديدة بإذن الله
و حتي ذلك الحين... دمتم بحفظ الرحمن

[Fatma eissa]

جميل انك تنمي موهبتك
لغاية تكون معروف ومبدع
بجد برافو عليك واستمر

[احمد برهان]

منوراني اختي الطيبة فاطمة
و الحمد لله بحاول و يارب ابقي افضل..
ربنا يسعدك و يكرمك
و يعجبك كل جديد
دمتي بحفظ الرحمن