حكايات برهان (2) – طفولة معذبة ووحدة قاتلة (1/2) !!

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الكرماء أخواتي الفضليات ... كيف الحال ؟
يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة..
لا أدري متي بدأت هذه الصداقة مع الوحدة و الشعور بأنه ليس هنالك في هذا الكون كله من يأبه لي و يهتم بي و لكنه لازمني منذ الطفولة المبكرة ربما يرجع ذلك للظروف التي نشأت فيها و تربيت بها ، فلم يكن لي أصدقاء طفولة قط و لم أكن أعرف اللعب في الشارع و التعرف علي الاطفال الجدد و لا أذكر أنني ذهبت إلي الملاهي أو حديقة الحيوان في طفولتي قط بل حتي أنني ذهبت إلي السينما لأجل رؤية حلقات توم و جيري مرة واحدة فقط طوال طفولتي !
كانت ظروف تربيتي مغلقة و صعبة و ذلك للخوف عليّ فقد ولدت في ظروف عسيرة و كانت السنوات التي تلت تلك الولادة مؤلمة للغاية حيث أن صحتي كانت عليلة جداً ، حتي لم يكن يتوقع أغلب المتفائلين أن أحيا وقت طويل و ذلك يرجع لأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها...
كنت وحيداً للغاية كما ذكرت لم أعرف من الفسح و النزهات سوي الذهاب إلي محل الحلويات لأشرب مياة غازية و آكل بسكويت و شيبسي ثم أعود للمنزل.. و سوف تستغربون لو قلت لكم ان اول صديق عرفته في حياتي ... كصديق حقيقي أنزل معه و أتعرف علي الدنيا كان كاهانا.. لذلك فقد كان تأثيره في حياتي رهيب.. حتي أنني كنت منقاد له كالاعمي و كما لو أنني لم تكن لي أدني إرادة.. عرفت كاهانا في الصف الثاني الثانوي...
لم أعش حياتي في المرحلة الإبتدائية حيث أنني لم ادخل المدرسة سوي في أمتحان إتمام الشهادة الإبتدائية ! و السبب يمكن مراجعته في موضوعي " فضفضة عن سنوات مفقدودة من عمري " ففيه شرحت سر ذلك.. و دخلت المرحلة الإعدادية و أنا لا أعرف عن الدنيا شيئاً و لا أعرف معني الإعتماد علي النفس حتي أن خالي كان يوصلني إلي المدرسة كل يوم و ينتظرني حتي أرجع معه !
و بسبب ذلك كنت أكون في قمة خجلي و كسوفي و حرجي من زملائي خاصة و أنه ظل يوصلني حتي نهاية الصف الثاني الإعدادي رغم أن المدرسة لا تبعد عن البيت سوي 150 متر علي الأكثر..!
كل هذه الظروف جعلت هناك شرخ في حياتي و نقص في مقومات شخصيتي و جعلتني أشعر بالوحدة ... ربما لأن الاهل لم يفهموا أنهم بخوفهم الزائد عليّ و حبسهم لي في المنزل يجعلونني أتقوقع علي نفسي أكثر و اهاب الدنيا أكثر و أصنع عوالم خيالية أحيا فيها وحدي كي تعوضني عن العالم الحقيقي الذي أنا فاشل تماماً في الحياة بداخله و التعامل معه...
أشعر أن الدنيا كانت محصورة وقتها في مجرد مشاهدة الكارتون الذي تمن به علينا القنوات المصرية المحلية.. فوقتها كان الدش إختراع جديد و ثمنه مرتفع للغاية و لم نشتري واحداً إلا حينما كنت في الفرقة الأولي الجامعية ! ، و لم يكن عندنا حاسب شخصي بالضرورة فقد حصلت علي أول حاسب و أنا في ثانية ثانوي ..
كنت أشعر أن طفولتي سرقت مني و أنني لم أحياها قط ، لم أتمتع بها و لم أعرف أي صديق حقيقي...
كانت لدي عقدة مع الأصدقاء ، فلم أكن أجد أي صديق حتي أخرج معه أو أتنزه كما أري الآخرين يفعلون ذلك .. أذكر أنني كنت أعرف زميل لي كنت أكلمه في الهاتف و لكنه بعد بضع مكالمات تنكر لي و كان والده يخبرني أنه غير موجود رغم أنني كنت أسمع صوته و هو يلقن والده هذه العبارات.. صديق آخر طلبت رقم هاتفه حتي يكون هناك بيننا وصال وود و لكنه اعطاني رقم خاطئ حتي لا أقدر أن أكلمه.. و هكذا يمكن فهم باقي القصص...
أذكر أنه في الصف الثاني الإعدادية كانت هناك ثورة.. ثورة علي الحياة و بداية الخروج من القوقعة... فلأول مرة بدأت في الخروج بمفردي و الشراء من البائعين القريبين من المنزل و إشتريت مجلة للأطفال إسمها علاء الدين كذلك فقد إشتريت رواية للجيب من ملف المستقبل في أول مرة بحياتي و لكم بهرني أسلوبها المميز حتي أصبحت من عشاقها فيما بعد...
لكنني لم أزل في عالمي الخاص بعد ، فقط أصبحت أحب القراءة و كنت أشتري الكتب الأدبية و أدمنت قراءتها و لكن كل هذا و أنا لا أزال معاشراً لتلك الوحدة التي لم تنتهي و لا أمل في ذلك...
أذكر أنني إشتريت كتاب عن إبداع أدباء المنصورة و وجدت مقطع شعري عامي يقول " يا تور يا إللي ماشي .. بكرة تتعلق حتة لحمة ، و لا كل ماشي ماشي ... و لا كل لحمة لحمة " أقسم أن هذا كان يسمي إبداع أدبي ..!
ما علينا .. في الصف الثالث الإعدادي و الأول الثانوي عانيت أشد المعاناة و قاسيت بصورة لا يمكن أن تتخيلونها..
لسبب ما بدأ الزملاء في معاكستي و مشاكستي بدون أن يبدر مني سبب لذلك و كانت المدرسة بالنسبة لي مثل الجحيم ... ربما لأنني هادئ و طيب المشاعر و الأطفال في ذلك السن لا يحبون الطيب الهادئ و لكن كل يوم كان يمر عليّ في المدرسة كنت أشعر بخنجر من النار ينغرس في صدري أكثر و أكثر و أكثر ..
بطبيعتي أنا حساس للغاية و يمكن لكلمة بسيطة واهنة غير مقصودة أن تجرحني أيما جرح ، مثلما علقت فتاة من رواد هذا المنتدي و قالت ما معناه " أنني أكتب ع الفاضية و المليانة " أو أكتب علي ما يستحق و ما لا يستحق و لقد جرحني هذا الرد فعلاً و الذي كان منذ أيام ربما إلي الآن....
فكيف لهذه النفس الحساسة أن تتحمل مشاكسات الطلاب و معاكساتهم و تلك الأسماء المستعارة التي يكون الغرض منها تحقير الآخر و الحط من نفسيته و إذلاله.. كيف لهذه النفس أن تتحمل كل هذا ؟
لقد جعلني هذا أشعر أكثر بالوحدة و العزلة و أن الدنيا تضيق علي صدري حتي يكاد أن يتحطم و جعلني أشعر بقسوة الحياة ، و لن أخفيكم سراً لقد كنت اتمني الموت وقتها ... و كنت أقول قولتي الشهيرة " لو لم يكن قتل النفس حرام ، لأزهقت روحي بدون لحظة تردد " !
الموضوع يطول لذلك لنكمل في حلقة أخري لو كان كلامي قد وجد طريقة في نفسوكم و قلوبكم
و أراكم في بقية الحكاية بإذن الله
و حتي ذلك الحين... دمتم بحفظ الرحمن

[SaMa.]

كويس انك تحكي وتفضفض
دة ممكن يساعدك انك تخرح المشاعر السلبية وتنساها
كل حد فينا مر بظروف صعبه الموهم موش نقف عندها

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sama. كويس انك تحكي وتفضفض دة ممكن يساعدك انك تخرح المشاعر السلبية وتنساها كل حد فينا مر بظروف صعبه الموهم موش نقف عندها

حقيقية مبقاش فاضل ليا غير الفضفضة
و اهو يمكن واحد يقول لي كلمة تخفف عني
الله يسعدك بجد يا سما
بينورني و يسعني مرورك
و اكون مبسوط من تشجيك المستمر
وفقك الله و دمتي بحفظ الرحمن