حكايات برهان (4) – عن العمل و المسخ الذي تحولت إليه !!

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الكرماء أخواتي الفضليات ... كيف الحال ؟
يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة..
نظرت في المرآة بتمعن و لاحظت تلك التغيرات التي طرأت علي وجهي.. بعد سنوات العمل التي قضيتها سواء في الشركة القديمة او الجديدة.. تأملت هذه العين التي فقدت الكثير من بريق الأمل و السعادة و الرغبة في الحياة حتي...!
و تلك الخطوط السوداء العميقة التي حفرها التعب و الإرهاق و قلة النوم تحت العين .. كما لو كانت مغارة قديمة شديدة السواد ... و هذا الوجه الذي كان نضراً بهيجاً في السابق و اليوم أصبح أصفر من شدة الإرهاق و التعب...
و تأملت كفي الأيسر الذي أصبح لون أسمر يميل إلي الغامق رغم أن كفي الأيمن لونه أبيض بهيج.. و ذلك من كثرة جلوسي في ذلك العمل الجديد في ميكروباص و أنا أجلس في الجهة اليسري و تضرب شمس الصيف الحارقة كفي و ذراعي حتي تحول إلي هذا اللون الغريب الذي لا يتناسق مع الكف الآخر..!
و أتأمل صحتي التي هي في الحضيض ، حتي أنني حين أحضر التموين الشهري للأسرة أشعر كما لو أنني كنت أحمل جبال رغم أنني أحمل في الواقع أقل من 40 كيلوجرام أسير بها حوالي 200 متر علي الأكثر.. و لكن التعب و إرهاق الجسد يفعل بالإنسان الأفاعيل !
ففي المكتب أكون ملازماً لذلك الكرسي الأثير و لا أتحرك منه إلا قليلاً.. فصاحب العمل يأتي كل يوم و لو وجدني لا أجلس علي الكرسي و اتجول هنا او هناك سوف تكون كارثة و مشكلة كبيرة.. حتي أن ظهري يتعبني من هذا الجلوس الإجباري المرهق...
لدرجة أنني كل ساعتين أو ثلاثة أغلق المكتب بالمفتاح من الداخل و أضع قطعة من الكارتون علي أرضية المكتب و اتمدد عليها لمدة دقيقتين أو ثلاثة علي الأكثر.. حتي أشعر بأن ظهري بدأ يصبح ظهر آدمي و ليس ظهر خشبي من كثرة الجلوس...!
أعاني من وحدة شديدة.. ممنوع تواجد أي شخص في المكتب و الذي هو جزء من مخزن صغير لقطع الغيار.. و هكذا أجد نفسي في وحدة شديدة طوال ساعات العمل التي هي ثماني ساعات.. و يوجد كمبيوتر و لكن بدون إنترنت أو سماعات حتي.. و هو للعمل فقط..و ربما أسلي وقتي بالكتابة عليه ، مثل هذا الموضوع الذي أكتبه لكم الآن.. و لكن ليس لوقت طويل حتي لا تحدث مشاكل..
أذهب و اعود للشركة في ميكروباص و هو ضيق حتي أنني أشعر بتعب شديد من الجلوس فيه ، فأنا أجلس فيه أكثرمن ثلاثة ساعات يومياً تضاف إلي وقت العمل المرهق و عندما انزل من الميكروباص بعد رحلة الذهاب و العودة أشعر بأن ظهري متعب للغاية و ركبتي اليسري تؤلمني .. حتي أنني أظل " أعرج " لمدة دقيقة تقريباً حتي أسير بصورة طبيعية....
و في العمل يجب أن تكون صاحب صبر لا ينتهي فتسمع كلام هذا و تداعب ذاك و تحفظ سر الآخر الذي هو ليس سر و الكل يعرفه و لكن لا يجب أن تتحدث به و هذا المهندس المتعجرف صاحب الشركة الذي يظنك أحد عبيده الآبقين و ذلك المدير المتغطرس الذي يهوي توريطك في كل شئ لا يحب أن يفعله هو و .. و ...
و حين أصل إلي المنزل أشعر بتعب شديد و ربما دوخة بسيطة و عطش و جوع و كل شئ يمكن تخيله.. و أشعر بأن ظهري يؤلمني جداً و أحتاج فوراً لأن أتمدد و أضع مسند صغير علي الأرض أريح عليه رأسي و أمدد جسدي مسطحاً علي أرض الشقة ، فأي سرير لا يمكن أن يجعلني مرتاح مثل هذه الأرض التي تجعل ظهري يهدأ بعد ما تعرضت له من شقاء في اليوم كله ، و من الذهاب هنا و هناك في العمل و حمل بعض البضاعة الثقيلة ووضعها و تنظيم المخزن و ما إلي ذلك ، فأمين المخزن بهذه الشركة لا يوجد معه أي بشر حتي أنه لا يوجد عمال مخازن!
الظروف كلها سيئة للغاية...
و هذا العمل لا يصلح لأن يفتح منزل .. أو لا يصلح لأن أتزوج و انا به ، فالراتب ضعيف جداً و يكاد يكفي الشخص الأعزب فقط و لا أمل في الزيادة ، فالبرغم من أنني أراه غير مناسب فهو أحسن بكثير من رواتب الكثير من العمال و أفراد الأمن و لكن واقع الحياة يقول .. أنه لا يكفي جرذ حتي يصرف علي بيته و زوجته..
الزواج مستحيل ما لم أجد عمل غير هذا بكل تأكيد .. هذا لو وجدت إنسانة فقدت عقلها و وافقت علي الزواج من شخص مثلي أصبح شبح إنسان و شكله مرعب مثل زومبي مخضرم أو مسخ صارم ، و صحته مثل صحة البرغوث الذي تم فركه مائة مرة !
إن الزواج بالنسبة لي و مع تقدم السنوات بي أصبح مجرد يوتويبا أو وهم لا يمكن تحقيقه علي الإطلاق... و الحصول علي عمل غيره مستحيل أو صعب للغاية ، لذلك فأنا موجود به لعل و عسي.... ربما يدخر الله خيراً لي و أنا لا أدري .. فالله لا ينسي عباده أبداً...
أري الفتاة المنشار تقف في حنق و تقول :-
- يالك من سفيه يا برهان ! إحمد الله علي العمل هذا فغيرك لا يجد سوي مصروف والديه حتي الآن .. إنك جاحد للنعمة غير مقدر لفضل الله عليك !
أبتسم في هدوء و أقول :-
- في البداية أقول الحمد لله سبحانه و تعالي علي كل شئ ، كلامك أيتها المنشار يذكرني بفتاة علقت علي أحد موضوعاتي الشبيهة بهذا الموضوع و لم أسمع منها كلمة مواساة واحدة قط ، فقط قالت غيرك لا يجد هذا العمل .. و لكن أيتها السوفسطائية ! لماذا تريدنني أن أنظر تحتي .. و أن أنظر لمن هم أقل مني ؟ ألا يوجد شئ إسمه طموح و امل و رغبة في تحقيق الذات ؟ ألا يوجد من هم أفضل مني بدرجة أو إثنتين و يمكن أن أصبح بجهدي و تعبي أفضل منهم ؟ .. كلا أنا أريد أن أكون أحسن و لا أريد أن أظل في عباءة ذلك الوهم.. بأنني الافضل بوضعي البائس الحزين هذا.
و فعلاً أنا اتمني ان اجد فرصة افضل و أن أقدر علي الزواج فتاة فقدت عقلها و تحب أفلام الزومبي !
أتمني أن يكون أسلوبي قد راق .

أظن أنه لن يكون هناك
فضفضة اخري لضعف و إنعدام
المشاركة علي فضفضاتي السابقة
أشوف وشكو بخير

[الفيل الأزرق]

اتيت لاقف بين سطوركِ

اتيت لامتع عيني

بعذب البوح وجميل الكلام

اتيت وقد شدني النور المنبعث

شوف اخوى ما يهم مين يشوف ولا مين يتابع الموهيم ان ما با لأعماق يخرج على الورق
والى النور عسى تكون راحة للنفس والروح هاذ الفضفضة
وما رايته من ها الفضفضه الا روح ملت روتين يومها الذى يستنزفها بلا شك
ابشرك يا الغالى ان ربك كبير ويرى صبرك هاذ واحتمالك للظروف
ولابد رح يرزقك بما يجعل الحياة مقبولة رغم روتينها المعقد والممل

دعواتى لك بوافر الصحه والرزق الوفير
تقبل تحيه واجبه ومرورى

[احمد برهان]

تسلم لي يا اخي الكريم..
بس في الحقيقة انا افضفض عشان اسمع حد يواسيني
حد يقول ليا كلمة حلوة تهبط نفسي شوية
بس تلاقي الردود جامدة و متلجة أو مفيش ردود
ربنا يسعدك و يكرمك
و باذن الله ربنا يعدل الامور
منورني اخي الكريم
يارب اكون عند حسن ظنك
و دمت برعاية الله

[دمعه حائره]

الحمد لله بتفتح الف باب للامل والرضا
وكتير ناس اشتغلوا شغلانه كارهينها واخلصوا فيها ربنا يرزقهم
بالاحسن منها
والزواج نصيب ونيه صافيه
الطيبون للطيبات وربنا اكيد مخبى ليك الخير
اعرف اخى ان الدنيا دار مشقه وابتلاء ولازم نكافح فيها لحد مانوصل للهدف
فضفضه واضحه مع النفس قبل الاخريين
واضح منها اصرارك وايمانك
تسلم اخى وربنا ينولك اللى فى بالك وتتهنى يارب

[كريم*]

جميل احمد
وبتسمع عشان حدا يواسيك يبقى تقبل نصيحة اخوك
اقتصد فى الكلمات قدر الامكان
الناس اصبحت بعصر التيك واى
يعنى حط السهل الممتنع اللى يوصل من اقصر الطرق
اتمنى ماتزعل منى