ناصر الخاطر: نركز في تنظيم مونديال مبهر في قطر

[محمود الصاروخ]

الخاطر يحمل السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني تاريخاً مميزاً بالنسبة لدولة قطر، حيث تفصلنا سبع سنوات تماماً على تنظيم أول دولة في الشرق الأوسط لحفل افتتاح، والمباراة الأولى من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في استاد لوسيل. ناصر الخاطر مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث تحدث مع موقع اللجنة العليا عن كافة التفاصيل الخاصة بالمونديال في الحوار التالي. تفصلنا الآن سبع سنوات تماماً على انطلاق بطولة كـأس العالم قطر 2022، ما هو مستوى التطور الذي تم إحرازه حتى الآن في مواقع البناء الخاصة بالاستادات؟ تم تحقيق تطور كبير حتى الآن في إطار الاستعدادات لبطولة كـأس العالم قطر 2022، فمنذ الفوز بشرف الاستضافة سنة 2010، تم القيام بكمية عمل مذهلة، فقد خططنا ووضعنا استراتيجية وشكّلنا فريقاً قوياً يضمّ حالياً أكثر من 420 شخص يعملون في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، يتطلع الكثير من الأشخاص إلى الاستادات باعتبارها مؤشرات على تطور العمل، نوافق على أن الاستادات تمثّل الجانب الأكبر من العمل الذي تضطلع به اللجنة العليا، لكن من المهم إدراك أن هناك عملاً كثيراً في مجالات أخرى يتم القيام به، لاستضافة نسخة من بطولة كأس العالم، يجب أن تعمل العديد من المنظمات سوية في إطار رؤية وطنية وإرادة سياسية من أجل تنظيم أفضل نسخة من كأس العالم على الإطلاق. وفيما يتعلق بالملاعب على وجه الخصوص، يسرّنا المستوى الذي وصلنا إليه قبل سبع سنوات من انطلاق البطولة، حيث إن ستة استادات، ومن بينها الاستاد الخاص بالمباراة النهائية هي قيد الإنشاء حالياً، ومن المخطط إتمام العمل بأولها، وهو استاد خليفة الدولي، بنهاية السنة المقبلة، وتُعتبر الاستادات على المستويين المحلي والدولي بمثابة مؤشر لقياس تطور العمل بما أنها العلائم الأكثر ظهوراً للعيان، لكن تم إنجاز عمل كثير في مجالات أخرى أيضاً، حيث تبذل وزارة المواصلات جهوداً كبيرة لضمان إنجاز المتطلبات الخاصة بالبنية التحتية لبطولة كأس العالم لكرة القدم، ويضطلع شركاؤنا في شركة السكك الحديد القطرية (الرّيل) بتنفيذ البنية التحتية الخاصة بالريّل، كما قامت هيئة الأشغال العامة "أشغال" بأعمال كثيرة، وكذلك تبذل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" جهوداً كبيرة، إننا مسرورون جداً من تطور العمل. بما أننا في العصر الرقمي، فإن هناك تحوّلاً في مجال تفاعل الجماهير مع كرة القدم، كيف تستهدفون الجيل المقبل من تجربة المشجعين في 2022؟ بدأنا قبل أكثر من عام بمشروع أطلقنا عليه داخلياً اسم "مفهوم الاستضافة"، وفي إطار هذا المشروع، ندرس جمهورنا المستهدف ونخطط لرحلته قبل حتى أن يستقلّ الطائرة متجهاً إلى الدوحة، ونريد أن نبدأ بالتأثير على تجربته قبل أن يصل إلى الطائرة، ونريد أن نتوقع ما سيشعر به وما سيعتريه من عواطف نريده أن يشعر بها عندما يصل إلى قطر. يتعلّق الأمر بالتخطيط لتجربة الجمهور في مطار الدوحة والانتقال إلى مقر إقامته ومن هناك إلى الاستادات وما حولها، ونخطط لتلك الرحلة لكل فئات الجمهورـ مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللاعبون والمشجعون، ونحن حريصون على تحسين تجربتهم قدر الإمكان. هل تم القيام بهذا من قبل في أي من نسخ بطولة كأس العالم السابقة؟ ليس بوسعي الحديث عن نسخ أخرى من بطولة كأس العالم، لكن ما يسعني قوله هو أن هذه ستكون بطولة متقاربة أكثر من غيرها، وسنحرص على أن تكون الأكثر ترابطاً أيضاً، حيث سيكون كل شيء متاحاً للناس بكل سهولة، البطولة والنقل والترفيه، نريد أن ندمج كل شيء في بطولة واحدة بارعة. ستحمل بطولة قطر 2022 الكثير من الأمور التي تحصل للمرة الأولى، التوقيت وعوامل الاستدامة والابتكارات التكنولوجية، مثل الملاعب التي يمكن تغيير هيكلها وتقنية التبريد. لكن ما هي التحديات على المستوى العملياتي الناتجة عن تنظيم بطولة رائدة بهذا المستوى، وإلى أي مدى تملك ثقة بالقدرة على تجاوز هذه التحديات؟ كل المهمات الكبيرة تأتي بتحديات، الطبيعة المتقاربة للبطولة تحمل معها ميزات، ولكن أيضاً تحديات، ولذلك يتوجّب علينا مضاعفة الإيجابيات والتقليل من التحديات، عندما فزنا بشرف الاستضافة سنة 2010، اعتبرنا أن 12 سنة تمثل مدة جيدة للتحضير، إلا أننا ندرك أنه ليس لدينا متّسع من الوقت للعمل بوتيرة بطيئة، ونخطط لكأس العالم بشكل متزامن مع تشييد البلاد لبنيتها التحتية بما يتوافق مع الخطة الوطنية، وهو ما يشكّل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية، سواء تعلّق ذلك بالضغط على العامل البشري أو على موانئ البلاد، ضغوط كبيرة يشعر بها بشكل يومي من هو مقيم في قطر، وكل ذلك له صلة بتشييد البنية التحتية والتحضير لكأس العالم. هل تتمثل رسالتك إلى سكان البلاد بأن قطر 2022 تستحق العناء رغم الضغط الناتج عنها؟ هذه هي الرسالة، يدرك الناس في قطر هذا الأمر، ولا حاجة لكي أؤكد عليه، فهم يعرفون أن كأس العالم يستحقّ هذا العناء على الكثير من الأصعدة، فعلى صعيد كرة القدم، يتطلع الجميع للبطولة الأولى التي يتم تنظيمها في منتصف الموسم الكروي، مشجعو المنتخبات المتنافسة المختلفة سيتواجدون على مسافة قريبة، وهو ما سيعزز الأجواء السائدة، لقد أصبتَ في القول، نسختنا من كأس العالم ستحمل معها الكثير من الأمور التي تحصل للمرة الأولى، نسخة فريدة يتطلع لها الجمهور. هذه هي النسخة الأولى من كأس العالم التي يتم تنظيمها في الشرق الأوسط والثانية فقط في آسيا. ما هي الدول الإقليمية والآسيوية التي تستهدفونها في إطار الاستعدادات لقطر 2022 وما سبب اختيارها؟ آسيا شغوفة بكرة القدم، صحيح أن لأمريكا الجنوبية وأوروبا الحضور الأكبر في كأس العالم، لكن في حال تأهل دول مجاورة، مثل إيران والمملكة العربية السعودية، سيكون من شأن هذا تعزيز تجربة البطولة، يسود شغف كبير بكرة القدم في الدولتين وهما قريبتان جغرافياً من قطر، حتى أن هناك حدوداً برية مع السعودية. تركيا أيضاً هي دولة يمكن أن تضيف نكهة على البطولة، ولا تبعد سوى أربع ساعات بالطائرة عن الدوحة، وفي المرة السابقة التي تأهلت إلى بطولة كأس العالم، وكان ذلك عام 2002، قدّم المنتخب التركي عرضاً رائعاً واقتنص المركز الثالث، نتطلع لتكون النسخة الآسيوية من كأس العالم جيدة لهم جميعاً، جزء كبير جداً ممن سيزورون قطر سنة 2022 سيأتون من الشرق الأوسط ودول آسيوية أخرى وتركيا. سبع سنوات هي مدة طويلة والكثير من الابتكارات التكنولوجية سيتم التوصل إليها في الفترة الفاصلة بين وقتنا الحالي وسنة 2022، كيف تواكبون هذه التطورات؟ نحرص على مواكبة أحدث التقنيات فيما يتعلق بالبث ومنابر أخرى سيستخدمها المشجعون للانخراط في البطولة، سنحاول أن نزور كافة البطولات الهامة التي يتم تنظيمها بين الآن وسنة 2022، بحيث نطّلع على أحدث التطورات ونقدّم نسخة كأس العالم الأكثر تطوراً من الناحية التكنولوجية. يزعم بعض المنتقدين أنه لا وجود لثقافة كروية في قطر، كيف تجيب على مثل هؤلاء؟ أسأل أولاً عما إذا قام أولئك بزيارة قطر، ثانياً، أشجعهم على مشاهدة بعض مباريات المنتخب القطري أو حتى مباريات هامة في دوري نجوم قطر هنا، من شأن ذلك الإجابة على بعض مصادر التشكيك، المنطقة برمتها شغوفة بكرة القدم، وليس فقط قطر، مع اقترابنا من كأس العالم وتحسّن مستوى المنتخب تتضافر العناصر من أجل إيجاد الزخم الذي يجب أن يخلقه كأس العالم، هناك الكثير من التوقعات الخاصة بالمنتخب الوطني، ويكرّس الاتحاد القطري لكرة القدم جهوداً كبيرة، وكذلك أكاديمية أسباير لتطوير الشباب، وقد بدأت النتائج بالظهور وتتحسن المهارات، ويرتفع مستوى الإثارة أيضاً. ما رأيك بالانتخابات الرئاسية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) العام المقبل، وهل سيكون لنتيجتها تأثير على التحضيرات لقطر 2022؟ بالنسبة لنا، من المهم أن يكون الاتحاد الدولي لكرة القدم قوياً وأن يسير نحو الأمام، سننأى بأنفسنا عن السياسات المحيطة بالانتخابات، نركز على عملنا اليومي لتنظيم نسخة مبهرة من بطولة كأس العالم سنة 2022 ـ بحيث نحرص على ترجمة وعودنا لواقع، مع امتلاك أفضل بنية تحتية، نحن على استعداد للعمل مع أي شخص يتم انتخابه ليشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. استمرت المخاوف والانتقادات بخصوص رعاية العمال منذ الترشح لتنظيم البطولة وحتى الآن، ما هو مدى التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال على بُعد سبع سنوات من 2022؟ حصل تقدم كبير في مجال رعاية العمال، كل ما عليك القيام به هو الإطلاع على النسخة الأحدث من قوانين العمل والإقامة لإدراك حجم العمل الذي تم القيام به وأنها بمثابة خطوة هائلة للأمام، تعمل وزارتا البلدية والعمل سوية لإصدار معايير خاصة بالسكن، وقد تم إنجاز معظم العمل في غضون ثلاث سنوات فقط، ويُظهر هذا حجم العمل الذي يتعيّن إنجازه في السنوات السبع الفاصلة بيننا وبين كأس العالم، هناك انتقادات من نقابات مهنية محددة ومنظمة غير حكومية، لكني آخذ هذا من وجهة نظر شخص مقيم هنا، والعمل الذي يتم القيام به هنا جبّار