"قطعة القماش" التي تثير الغضب في الملاعب

[الفيلسـوف]

شارة القيادة مكانها ذراع اللاعب، لكن امتيازاتها كثيرة، ربما تتجاوز إجراء القرعة واختيار الملعب، الى التدخل في صميم عمل المدربين أحيانا ووضع بعض اللاعبين في التشكيل.
واضع الشارة أو الكابتن، لابد أن يتمتع بعدة مميزات: الشخصية القيادية، نضج التفكير قوة الشخصية، والبراعة في التعامل مع زملائه، واتقان دور "الوسيط" بين الادارة والمدربين واللاعبين.
مع الأسف الشديد في مصر فقدت كل هذه العوامل في عدد كبير من اللاعبين، بل وتحولت إلى بعض المجاملات من المدربين وتصفية للحسابات، بل إن بعض النجوم اتخذوها ذريعة للتمرد على ناديهم باعتبارهم كباتن كبار.
في مصر، المدربون والإدارات يختارون الحل الأسرع لتقليد الكابتن، وهو الأقدمية، فأقدم لاعب هو الكابتن، بغض النظر عن توافر الصفات السابقة من عدمها، لكن هناك لاعبين تحققت فيهم الكثير منها وآخرين لم يمتازوا حتى بواحدة منها.
الأندية المصرية والمنتخبات يرون الأقدمية هي الأساس والمعيار في تحديد من سيحمل شارة الكابتن، بغض النظر عن النجومية والقدرات الإبداعية، التي ربما لا تتوافر في اللاعب كبير السن أو الأقدم، لكن المدربين يختلفون كثيرا الإداريين في تحديد من هو صاحب الحق في اختيار الكابتن.
فالمدربون ربما يميلون الى أصحاب الشخصية القوية والنفوذ الواسع، والقدرات الواضحة في القيادة داخل الملعب وخارجه، والتعامل مع الحالات الصعبة داخل الملعب مع حكم المباراة أو الفريق المنافس، في حين ترى الإدارات أن منح شارة الكابتن للاعب الأكثر خبرة والأكبر سنًا هو الأفضل للاعب ربما ضمانا لعدم وجود مشكلات من ناحيتهم.
هناك حالات كثيرة تعرضت فيها قطة القماش هذه للعديد من المطبات والأمور فكانت حديث الشارع الرياضي.
من ينسى الواقعة التي قام فيها البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي، بسحب شارة القيادة عصام الحضري، حارس مرمى الفريق وقتها وحارس مرمى دجلة الحالي، بعدما اتهمه جوزيه بالتقصير في إحدى المباريات الأفريقية، والتي كادت تنتهى للمنافس، نتيجة أخطائه ورعونته،، ومنح الشارة لشادي محمد مما أدى إلى تدهور علاقته بالنادي وهروبه للاحتراف في سيون السويسرى. والقصة جاءت كما يلى: فى 22 أبريل 2005 واجه الأهلي ضيفه اتحاد العاصمة الجزائري في دوري أبطال إفريقيا لأجل التأهل إلى مجموعات دوري الأبطال. الأهلي فاز في لقاء الذهاب في الجزائر 1-صفر قبل أن يتعادل في القاهرة 2-2، حيث تسبب الحضرى في هدف اتحاد العاصمة الثاني في مرمى الأهلي بالدقيقة الأخيرة بعدما سقطت الكرة من يده أولا قبل أن يضطر مدافع الأهلي لإسقاط مهاجم اتحاد العاصمة ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء أحرزها الفريق الجزائري هدفا. وبعد اللقاء قال جوزيه إن الحضري أضاع من الأهلي فوزا مستحقا وأنه لن يكون كابتن الأهلى مادام هو مديرا فنيا.
الحضري نفسه تكررت معه واقعة سحب الشارة لكن بطريقة إيجابية حيث تم سحبها من عمرو السولية وإعطاؤها له عندما كان في صفوف الإسماعيلي، وتكررت مع كثيرا، وفى غياب عبدربه وصبحى بعد أنباء توقيعه للأهلى.
وكان حسنى عبدربه كابتن الدراويش الحالي رائعا عندما رفض قرارا إداريا بسحب الشارة من محمد حمص، معترضا على عدم احترام الإسماعيلي لتاريخ حمص ورفض عبدربه ارتداءها ولم يتم حل الأزمة إلا برحيل حمص لدجلة.
القيادة الإجبارية، حاول مدربون آخرون تأكيدها، أكثر من مرة، حيث فعلها حسام حسن منذ 4مواسم مع عبدالواحد السيد، بعد أن شكا الأخير ناديه وحرض زملاءه من أجل الحصول على مستحقاتهم بفرمان من إبراهيم حسن مدير الكرة وقتها، وفعلها أنور سلامة مع محمد عبدالمنصف في الجونة بعد رحيل نور السيد للزمالك، والإسباني خوان ماكيدا في المصري، قبل عامين برغم وجود عاشور الأدهم، والبلجيكي والتر ميوس في دجلة قبل 4 مواسم، حيث منحها لعمرو عادل بينما كان الحارس الحالي هيثم محمد الأجدر بها.
وهناك إدارات ارتضت الأقدمية، ووافقها المدربون أمثال عمرو حسن في بتروجت، ومحمود أبوالسعود في المقاولون، وأحمد سعد في الشرطة، وعبدالسلام نجاح في حرس الحدود، وحازم إمام في الزمالك، وحسنى عبدربه في الإسماعيلي ومعه محمد صبحى، ومحمد بسام في حرس الحدود ورامي صبري في إنبي.