قطر توتال: "موغو" لم تعد

[الفيلسـوف]

لم يُكتب لغاربين موغوروزا أن تهنأ بفوز الأربعاء ورسالتها على الكاميرا "موغو قد عادت" فسريعاً ما نقضت أندريا بتكوفيتش كلام الإسبانية بالفعل وكأنها تعطي درسا لشابة موهوبة ليس في جعبتها إلا موسم ماض وضعها في خانة النجمات الواعدات.
كان تصرّف اللاعبة الإسبانية صاحبة الـ22 ربيعاً مبالغاً به وهي تكتب ما كتبت بعد بلوغها ربع النهائي في قطر توتال على حساب لاعبة تدنوها تصنيفاً بـ43 مركزاً، كيف لا وجميلة إسبانيا قدمت عام 2015 ما ارتقى بها لمصاف الكبيرات الواعدات حتى أدركت التصنيف الثالث (21 عام 2014) ومشاركة أولى في بطولة ختام الموسم.
لكن رسالة ابنة الباسك على حساب المجريّة المغمورة تيميا بابوس (6-2 و7-5) أكدت عطشها للانتصارات ورزحها تحت ضغوط الأضواء بعدما لم تظهر على القدر المأمول منها منذ بداية العام. ولعلها أخفقت لحينه في التعامل مع النجومية وهي قد خرجت بالأمس من الحديقة الخلفية للعبة لتمسي رقماً صعباً سلطت عليه الأنوار فنياً وجمالياً.
كثيرة الآمال التي عقدت على "موغو" بعد بلوغها أول نهائي لها في بطولة كبرى في ويمبلدون وفوزها ببطولة الصين المفتوحة وحلولها وصيفة في ووهان ونتائج أخرى، ما أهلها لبطولة ختام الموسم في سنغافورة حيث بلغت نصف النهائي بعد ثلاثة انتصارات في الـ"راوند روبن" أوقفتها البطلة أنييسكا رادفنسكا في دور الأربعة بصعوبة بالغة، ولتنهي غاربين عامها بـ41 انتصاراً، تسعة منها أمام أول عشرة مصنفات.
كل ما كان يحدث معها عام 2015 وعفويتها البريئة أمام الكاميرا وُضع في إطار "لاعبة واعدة جداً في طور النضوج"، فكان كل انتصار انجازاً بذاته كبرت معه الإسبانية الجارية في عروقها دماء والدتها الفنزويلية، حتى انطوى عامها في جنوب-شرق آسيا على اقتناع عام أن نجمة جديدة قد بزغت.
لكن وفي وقت ظن الجميع أن ال*************** الإسبانية قد "بلغت" فنياً وعاطفياً، جاء الموسم الجديد ليؤكد ان موغوروزا ما زالت نجمة في طور المراهقة الفنية والمعنوية ولعل رسالتها المتسرعة خير دليل على ذلك.
قبل الدوحة، استهلت عامها بالخروج مصابة بالكاحل في برزبين أمام الأميركية-الأوكرانية فارفارا ليبشنكو (6-7 و0-1) وبالانسحاب، ثم حزمت حقائبها في أستراليا من الدور الثالث بعدما انحنت أمام المصنفة 48 التشيكية باربورا ستريسوفا، وبعد انتصارين في كأس الاتحاد أحدهما على يلينا يانكوفيتش خسرت في دبي الأسبوع الفائت عند العتبة الأولى أمام يلينا زفيتولينا بمجموعتين نظيفتين.
أرادت المصنفة خامسة تحقيق الإنجاز في قطر فسارعت جداً للتعبير عن فرحتها بعد فوز الدور الثالث، لتجد انها أخفقت مجدداً في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية هذا العام وفي بلوغ أول نصف النهائي لها، أرادته تعزيزاً معنويا يضعها مجددا على درب مشتها عام 2015 قبيل دخولها في معتركي انديان ويلز وميامي مطلع مارس.
خيبة موغوروزا في قطر توتال ستذكرها لسببين: الأوّل لسقوطها الثالث تواليا أمام بتكوفيتش في ثلاثة لقاءات منذ 2012، والثاني لرسالتها المتسرعة في بطولة "بريمير 5" تستقطب كل الاهتمام والجذب الإعلامي الدولي ونخبة اللاعبات، ما سيجعلها عرضة لوابل وسيل من الاستجوابات الصحفية في القادم من البطولات، أمر لا ريب فيه.
عديدة هي النقاط التي على غاربين الدفاع عنها هذا العام بعد إدراكها القمم والتصنيف الخامس وقبله الثالث، وكثيرة هي الضغوط التي عليها التحرر منها لمعاودة استنهاض المشهد الماضي، لكن وقبل حلول هذا التاريخ -المرتقب- من المؤكّد أنه وحتى كتابة هذه السطور "موغو" لم تعد.