أبرز التحليلات التقنية من التجارب الشتوية الثانية

[محمود الصاروخ]

مع بدء الفترة الثانية والأخيرة من التجارب الشتوية لموسم 2016 والممتدة على مدار أربع أيام، لم تكن هناك تطويرات جذرية على السيارات، إذ حاولت الفرق تفادي هذا الموضوع في ظل عدم وجود عدد كبير من التجارب قبل بداية الموسم. وركزت برامج الفرق على إكمال عدد كبير من اللفات المتواصلة إضافةً إلى محاولة التأقلم مع النمط الجديد للحصص التأهيلية. ولكن رغم ذلك كانت هناك بعض الابتكارات التقنية، إذ تميزت معظم السيارات بنقاطٍ جديدة، ولعل أكثر التحديثات الملفتة للنظر كانت من نصيب كل من مرسيدس وتورو روسو. كما أن الفرق أرخت القيود على حراسة منطقة الصيانة التي سيطرت على الأسبوع الأول، وبالتالي تمكنا من ملاحظة بعض التفاصيل التقنية المخفية على بعض السيارات. التعقيد الكبير في جسم سيارة مرسيدس 1457181692 وصف المدير التقني التنفيذي لفريق مرسيدس بادي لو الزعانف المتعددة على جوانب مرسيدس على أنها ‘‘ابتكار التجارب الأولى’’، واستمر فريق أبطال العالم بجلب القطع الجديدة طوال الأسبوع الثاني من التجارب. ومرةً أخرى، كان تركيز مرسيدس على إكمال تجارب محاكاة السباقات، وبالتالي لا نعلم حتى الآن السرعة الحقيقية لسيارة ‘دبليو 07’، ولكن يبدو أن السيارة تتصدر في ما يتعلق بتصميمها. ومع استخدام هيكل التسابق الثاني في التجارب الثانية، قام فريق مرسيدس بتجربة جناحين خلفيين بمواصفات مختلفة، ومع جُنيح صغير (مقعد القرد) جديد، إضافةً إلى إجراء تعديلات إضافية على زعانف جوانب السيارة، إذ أصبحت تتمتع بتعقيدٍ كبير. الجناح الخلفي الأول كان بسيطاً نسبياً ويتمتع بشق بحرف ‘v’ في المقطع النصفي من الجناح. اختُبر هذا الجناح مع وجود حواف مسننة على الجانب السفلي من أجل التقييم خلال مجريات جائزة أبوظبي الكبرى الختامية لموسم 2015. كما يتمتع الجناح بصفائح جانبية جديدة، والتي تمتاز بشق أطول على الحواف القائدة، وهذا الحل اختُبر أيضاً نهاية عام 2015. وفي اليوم الأخير من التجارب اختبر فريق مرسيدس جناح خلفي مختلف، إذ أن الحافة المتذيلة للصفيحة الأساسية لديها شكل مسنن. هذا الأمر مشابه لما اختبره فريق مرسيدس مع الجناح الأمامي العام الماضي، ومع الجناح الخلفي لفريق ماكلارين عام 2014. من المتوقع أن هذه المسننات تساهم في المحافظة على ارتباط تدفق التيارات الهوائية أسفل الجناح الخلفي، والذي من شأنه المساهمة بشكلٍ إضافي في إعادة ارتباط تدفق التيارات الهوائية عند إلغاء تفعيل نظام التقليل من قوة الجر ‘دي أر أس’. كما تميز الجناح بمقعد قرد أكثر تعقيد اختُبر مع مزيدٍ من الشقوق في عناصره المتعددة. وفي النهاية فإن الزعانف العمودية المتوضعة على جانبي مقصورة القيادة تعدّلت. فما كان في السابق عبارة عن زعنفة عمودية طويلة أصبح الآن منفصلاً إلى زعنفة علوية وزعنفة سفلية، إذ تتصل الزعنفة السفلية مع أرضية السيارة دون أن تتصل بالعلوية. ومع هذا التعقيد الإضافي، من الواضح أن فريق مرسيدس يجهد جسم السيارة من أجل تمرير تدفق التيارات الهوائية حول السيارة، بدلاً عن الاعتماد على جسم سيارة أطول وأكثر انحناءً، وهو الأسلوب المتبع مع فيراري. هذه التفاصيل الصغيرة لن تزيد من التعقيد وحسب، وإنما تزيد من قوة الجر. ومع الأفضلية التي يتمتع بها فريق مرسيدس، من المفترض أن الأسهم الفضية تجد نفسها في موقعٍ مشابهٍ لموقع فريق ريد بُل أثناء أعوام سيطرته على البطولة، حيث كانت السيارة تتمتع بنسب ارتكازية جيدة وقوة جر، إذ أن الحصول على مركز الانطلاق الأول شبه مؤكد، وبالتالي لن يكون من المتوقع منافسة الفرق المنافسة على الخطوط المستقيمة.