..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 1 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 8 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 7 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 4 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 13 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 14 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 7 -
حقائق لن يخبرك عنها احد ...يمكنك نشرها
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 3 -
خطيئتي الكبرى .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : دمعه حائره - مشاركات : 11 -

الإهداءات


الشمائل الخصائل الدلائل الصفات الأخلاق المحمدية

السيرة النبوية


12معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-01-2021, 12:28 AM   #131

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

ثبتٌ بتخريج الأحاديث والمصادر والتعليقات:

(1)راجع فتاوى ابن تيمية.

(2)انظر: بحث :" علاقة الظواهر الكونية بولادة الأنبياء وموتهم"؛ د محمد أبو رحيّم.

(3)رواه الأصبهاني في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأحمد بن عبدالواحد البخاري في جزء من حديثه. وإسناد الحديث لا يصح. وهناك حديث آخر في هذا المعنى؛ قال الحافظ ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل: حديث منكر جدًّا، وأحد رواته هو عمرو بن محمد بن جعفر غير معروف، فإسناد النكارة إليه أولى من إسنادها إلى أبي عبيدة. وكذا قال في البداية والنهاية، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة 4144، وقال: كذب موضوع.

وأنبه السادة القراء بأن الأحاديث الموضوعة والواهية لا يجوز الاستشهاد بها؛ ويجب الحذر من نشرها، وبيان أنها لا تصح؛ ومنتشر على صفحات التواصل الإجتماعي ما ينسب إلى أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما لما قالت: "كنت في حجرتي؛ أخيط ثوباً لي؛ فانكفأ المصباح؛ وأظلمت الحجرة؛ وسقط المخيط- أي الإبرة-... فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي؛ إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة.. رفع الشملة وأطل بوجهه "... قالت: "فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه.. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته"؛ ثم التفتُ إليه فقلت : "بأبي أنت يا رسول الله.. ما أضوأ وجهك! "؛ فقال : "يا عائشةُ! الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت : "ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت: " ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "من ذُكرت عنده فلم يصل عليّ: ". وادعى مَن ينشر هذا القول أن الترمذي روى هذا الحديث، وايضاً أحمد بن حنبل. ثم اضاف الناشر -هداه الله تعالى- " اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار.. ترياق الأغيار.. ومفتاح باب اليسار.. سيدنا محمد المختار.. وآله الأطهار.. عدد نِعم الله وأفضاله "

اقول(الرمادي) :والصحيح أنه قد :" خلط ناشر هذا الكلام بين عدة أحاديث جهلاً منه أو تلبيساً على العامة، فالثابت في شأن من ذكر عنده اسمه صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث « البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ». وهذا الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. وفي حديث آخر « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ». رواه الترمذي وصححه الألباني.

وأما قصة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فلم يروها أحمد ولا الترمذي في كتبهما المعروفة، وإنما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "استعرت من حفصة بنت رواحة إبرةً كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت، فقال" يا حميراء بم ضحكت؟"، قلت: " كان كيت وكيت ". فنادى بأعلى صوته: " يا عائشة الويل ثم الويل"- ثلاثا- لمن حرم النظر إلى هذا الوجه؛ ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي". وهذا حديث منكر باطل، رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر؛ وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، والمتهم به مسعدة بن بكر الفرغاني؛ قال الذهبي :" أتى مسعدة بن بكر الفرغانى عن محمد بن أحمد أبي عون بخبر كذب، يعني به هذا الحديث. ولم يذكر الذهبي نص الخبر انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 98)، ولم أر في مدونات السنة رواية للفرعاني عن ابن أبي عون إلا في هذه القصة، فلعلها المقصودة للذهبي، وقال الشيخ عثمان الخميس: "لا يصح هذا الحديث"

وأما الصلاة بالقول:" اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار" فهي صلاة يسمونها صلاة "أحمد البدوي"؛ ويدَّعون أنها أفضل الصلوات، ولا أرى جواز الصلاة بهذه الصيغة لما اشتملت عليها من الغلو والإطراء المنهي عنهما على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

فأما الغلو فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: « إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو». رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.

وأما الإطراء فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: « لا تُطروني.. فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري. ولما فيها من العدول عن الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في حديث أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: " خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله: " قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك: قال: قولوا « اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». [الحديث: متفق عليه] .

(4)مصدر سابق؛ د. محمد ابو رحيم.

(5) القول المبين في سيرة سيد المرسلين: جزء 1؛ ص: 78-79.

مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : يكون في 23 أبريل في مكة؛ أو 20 أبريل حسب التقويم الميلادي القديم، وهو يوافق تقريباً 12 ربيع الأول 53 ق هـ .

(6)وانظر الزرقاني في المولد: 1 / 130، والنويري في نهاية الارب 6 / 68 ؛ طبعة دار الكتب المصرية.

(7)انظر : "مع المصطفى"؛ عليه الصلاة والسلام؛ الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) استاذة الدراسات القرآنية بكلية الشريعة ودار الحديث، جامعة القرويين - المغرب؛ دار الكتاب العربي بيروت - لبنان؛ الطبعة الاولى 1392 ه‍ 1972 م . ص: 38..

(8)هذا ما قَالَه ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَامَ الْفِيلِ.

قال ابن كثير: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنِ الْجُمْهُورِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ : وَهُوَ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ، وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِعَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ".(حديثٌ : صَحِيحٌ ). [انظر : ابن كثير السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ج: 1؛ ص:199-202:" .

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: كَانَ قُدُومُ الْفِيلِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَمَوْلِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ بِخَمْسٍ وَخَمْسِينَ لَيْلَةً.

وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ عَامُ الْفِيلِ قَبْلَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ. قَالَهُ ابْنُ أَبْزَى.

وَقِيلَ بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.

وَقِيلَ: بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً. قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَاخْتَارَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيُّ: بَعْدَ الْفِيلِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَهَذَا غَرِيب جدا. وَأغْرب مِنْهُ مَا قَالَه خَليفَة بن خياط: حَدَّثَنى شُعَيْب بن حبَان، عَن عبدالْوَاحِد ابْن أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْكَلْبِيِّ (وَهُوَ مُتَّهَمٌ سَاقِطٌ)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَمُنْكَرٌ وَضَعِيفٌ أَيْضا؛ وكَذِبَ هَذَا الْقَوْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ يَوْمًا . قَالَهُ بَعْضُهُمْ : قَالَ : وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا . قَالَ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: لَا أُبْعِدُ أَنَّ الْغَلَطَ وَقَعَ مِنْ هُنَا عَلَى مَنْ قَالَ ثَلَاثِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ يَوْمًا فَقَالَ عَامًا .

قَالَ خَليفَة بن خياط: وَالْمجْمَع عَلَيْهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.(مختصراً من البداية لـ ابن كثير؛ ج:1؛ ص:203.

ويقول الصالحي :" وبالغ خليفة بن خياط؛ وابن الجزار وابن دحية؛ وابن الجوزي؛ وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع. وروى البيهقي والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي في مختصره، وصححه في تاريخه الكبير عن يحيى بن معين، عن حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل. قال الحافظ في شرح الدرر: والمحفوظ لفظ العام. وقيل: يطلق اليوم ويراد به مطلق الوقت، كما يقال يوم الفتح، ويوم بدر، فإن كان المراد حقيقة اليوم فيكون أخص من الأول وبذلك صرح ابن حبان في تاريخه فإنه قال: ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله فيه الطير الأبابيل على أصحاب الفيل. قال: ثم وجدت الحديث عن ابن مسعود عن يحيى بن معين بسنده المذكور قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل يعني عام الفيل.

وذكر البيهقي في الدلائل حديثا مرفوعاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ »، ويكمل صاحب الدلائل: قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : « يَوْمَ الْفِيلِ " . ».

والحديث المذكور في متن بحثي جاء عند عز الدين أبو الحسن علي المعروف بـ" ابن الأثير" في موسوعته الكامل في التاريخ؛ ص: 41؛ وتجده أيضا عند الصالحي في موسوعته: سبل الهدى والرشاد. وجاء في :" المستدرك على الصحيحين"؛ باب: معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ حديث رقم:6683 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْإَسْفَاطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَالْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ [هذه رواية الْحَافِظِ الْبَيْهَقِيُّ] يَقُولُ لِلْقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ [الْكِنَانِيِّ ثُمَّ اللَّيْثِيِّ: الزيادة من عند ابن كثير البداية] يَا قَبَاثُ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : بَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، [وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوْثِ الْفِيلِ مُحِيلًا أَعْقِلُهُ". الزياد من عند ابن كثير البداية]، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً».[ وذكره صاحب المعجم الكبير - باب القاف].

ويذكر ابن كثير في البداية :" وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولدت عَامَ الْفِيلِ.". وقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ." ويكمل ابن كثير في البداية :" قَالَ يَعْقُوب: وَحدثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، وَكَانَتْ بَعْدَهُ عُكَاظٌ [يَوْمٌ من أَيَّام الْعَرَب] بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، " وَبُنِيَ الْبَيْتُ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. [البداية ابن كثير؛ ج: 1؛ ص: 202 ].

وَالْمَقْصُودُ . [كما جاء في البداية لـ ابن كثير] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ عَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ.

فَقِيلَ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ، وَقِيلَ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ بِخَمْسِينَ يَوْمًا، وَهُوَ أَشْهَرُ.

فائدة:

يستفاد من الحديث السابق التأدب وحسن التكلم عند الحديث عن رسول الله؛ كما يفهم منه البلاغة في حسن الـعبير؛ إذ قال :« رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ » .

وفي سنن الترمذي؛ كتاب المناقب؛ بَاب مَا جَاءَ فِي مِيلَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" 3619 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَقَ يُحَدِّثُ عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ،[زيادة ابن كثير البداية:" كُنَّا لِدَيْنِ]. [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ]

وَسَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قُبَاثَ بْنَ أَشْيَمَ أَخَا بَنِي يَعْمَرَ بْنِ لَيْثٍ" أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَقْدَمُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ وَرَفَعَتْ بِي أُمِّي عَلَى الْمَوْضِعِ قَالَ وَرَأَيْتُ خَذْقَ الطَّيْرِ "[ خزق : روث] أَخْضَرَ مُحِيلًا.. " [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق بِهِ؛ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ " .

وفي مسند الإمام أحمد - مسند الشاميين "17434 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فَحَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ فَنَحْنُ لِدَانِ وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا ".

وذكر البيهقي في الدلائل حديثاً مرفوعاً قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه؛ يَعْنِي ابْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ، قَالَ : « وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، كُنَّا لِدَيْنِ ». [جاءت رواية: ابْن هِشَام: " فَنحْن لدان.".] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ عُكَاظَ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً [نقلا من عند الحافظ ابن كثير البداية].

وقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ الْفُجَّارُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ بِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ الْفُجَّارِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخَمْسِ سِنِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مطعم: كَانَت عكاط بَعْدَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ عُكَاظٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخمْس عشْرين سَنَةً.

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَ بَيْنَ مَبْعَثِهِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْفِيلِ سَبْعُونَ سَنَةً. كَذَا قَالَ . وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ : هَذَا وَهْمٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا . إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ.

والخلاصة : وكونه ولد عام الفيل، كما صح عن ابن عباس، وقيس بن مخرمة عند أحمد 4 / 215، والترمذي 4/ 589، و"سيرة ابن هشام" 1/ 171، و"البداية والنهاية" 2/ 261، و"دلائل النبوة" للبيهقي 1/ 75، و"طبقات ابن سعد" 1/ 101، و"المستدرك" 2/ 603 وبمثل هذا جاء الحديث عن قبات بن أشيم، ومحمد بن جبر، وغيرهم، كما أخرج ذلك عنهم البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 79.". وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِالسَّلَامِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالُوا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ" آلَ اللَّهِ " وَعَظُمَتْ فِي الْعَرَبِ .

(9) انظر دلائل النبوة للبيهقي : ج: 1؛ ص: 78. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ : كَانَ بَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ مُنْقَطِعٌ .

(10)قال الحافظ ابن حجر: إنه كذبٌ باطل لا أصلَ له، وقال الحاكم والبيهقي والسخاوي والحليمي: هذا الحديث لا يصح. وراجع :" موسوعة التاريخ الإسلامي؛ امحمد هادي اليوسفي ج 1؛ ص: 162..

(11) جاء في حديث ابن إسحاق: "...الشهر، فهو ربيع الأول. ولم أقف في ذلك على شيء صحيح مسند. ولكن تتابع الناس عليه. ولذلك قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" 1/ 12: اتفقوا على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، عام الفيل. واختلفوا فيما مضى من ذلك الشهر لولادته على أربعة أقوال:

أحدها: أنه ولد لليلتين خلتا منه.

الثاني: لثمان خلون فيه.

الثالث: لعشر خلون منه.

الرابع: لاثنتي عشرة خلت منه.). (انظر: القسطلاني؛ المواهب اللدنية ج: 1؛ ص: 195 -197؛ كما في "سيرة ابن هشام": ج: 1؛ص: 171).

وابن جماعة في المختصر :" في شهر ربيعٍ الأول يوم الاثنين قيل لعشرة ٍ خَلَت منه حين طلع الفجرُ وقيل ثانية وقيل ثالثة وقيل ثامنه وقيل ثاني عشره ولم يذكر ابن إسحاق غيره. بيد ابن جماعة يضيف:" وقيل في صَفَر؛ وقيل في الثاني عشر من شهر رمضان؛ وقيل في شهر ربيع الآخر؛ ثم يقول:" والصحيح الأوَّل. وكان قدومُ أصحاب الفيل قبل ذلك في المحرَّم . [ابن جماعة المختصر].

وتفصيل هذه المسألة :" قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة (خلت) منه ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس[وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: وُلِدَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ . وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ ] . قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل. وقيل لليلتين خلتا منه وقدمه في الإشارة، وقيل لثمان. ونقل أبو عمر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه ورجحه ابن دحية. وقال الحافظ: إنه مقتضى أكثر الأخبار. وقيل: لعشر. حكاه الدمياطي عن جعفر الباقر وصححه [قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ فِي " السِّيرَةِ " مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ] . وقيل: لسبع عشرة. وقيل لثماني عشرة، وقيل: في أوله حين طلع الفجر
.
(12).
يقول الزرقاني في حاشيته على المواهب :" وأنشد المصنف-قصد -القسطلاني- لغيره بيتين هما: "يقول لنا لسان الحال منه" صلى الله عليه وسلم "وقول الحق يعذب" يحلو "للسميع" إن سألت عن صفاتي وأحوالي، "فوجهي والزمان وشهر وضعي" فالفاء جواب شرط مقدر "ربيع" المراد به وجهه صلى الله عليه وسلم بالربيع في اعتداله وحسنه ورونقه، "في ربيع" أي: زمن الربيع "في ربيع" أي: شهر ربيع المولود فيه صلى الله عليه وسلم". ومن ملح الأخبار وليس من متين العلم أنْ :" قال أهل المعاني كما في السبل: كان مولده في فصل الربيع وهو أعدل الفصول ليله ونهاره معتدلان بين الحر والبرد، ويسميه معتدل بين اليبوسة والرطوبة، وشمسه معتدلة في العلو والهبوط، وقمره معتدل في أول درجة من الليالي البيض ". (انظر: حاشية الزرقاني على المواهب اللدنية؛ ج:1؛ ص 257 )

(13) انظر: السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: :"(ج: 1؛ ص:199).

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ : حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَاشُورَاءِ الْمُحَرِّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ. وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ .

(14) وُلِدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ؛ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ؛ كتاب الصيام رقم 197، والإمام أحمد في مسنده 5/ 297، وأبو داود في سننه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ، قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ.. أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ». [انظر : السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبد الواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ].

فائدة:

ومن السنن النبوية : إنه يُسن صوم يوم الإثنين، فصومه مشروع مرغب فيه، ويدل لذلك جوابه صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صوم يوم الاثنين؟ قال: « ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي ». وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلل صومه أحياناً بكونه تعرض فيه الأعمال على الله، كما ثبت من حديث أبي هريرة مرفوعا: « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ».[رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

ويمكنني أن أضيف أيضا :" فهو كان يصومه، لأنه يوم مغفرة للذنوب، فمن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ« يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقَالَ « إِنَّ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا مُهْتَجِرَيْنِ يَقُولُ دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ». [سنن ابن ماجه، وصححه الألباني]. وذكر البيهقي في دلائل النبوة حديثاً مرفوعا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ »[ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَخْرَجَهُ الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ .] .

(15) انظر السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ج: 1؛ ص:199. والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 293، وفي "دلائل النبوة" 1/ 71- 72.

(16)قال السهيلي: "أهل الحساب يقولون وافق مولده من الشهور الشمسية نيسان، وكان لعشرين مضت منه. فأثبت ابن كثير في بدايته قوله :" وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّ مَوْلِدَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ نِيسَانَ." ويعلق ابن كثير بالقول :" وَهَذَا أَعْدَلُ الزَّمَان وَالْفُصُولِ، وَذَلِكَ لِسَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِمِائَةٍ لِذِي الْقَرْنَيْنِ فِيمَا ذَكَرَ أَصْحَابُ الزِّيجِ. وَزَعَمُوا أَنَّ الطَّالِعَ كَانَ لِعِشْرِينَ دَرَجَةً مِنَ الْجَدْيِ، وَكَانَ الْمُشْتَرِي وَزُحَلُ مُقْتَرِنَيْنَ فِي ثَلَاثِ دَرَجٍ مِنَ الْعَقْرَبِ وَهِيَ دَرَجَةٌ وَسْطَ السَّمَاءِ. وَكَانَ مُوَافِقًا مِنَ الْبُرُوجِ الْحَمَلَ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ الْقَمَرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ. نَقَلَهُ كُلَّهُ ابْنُ دِحْيَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ". وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: نظرت في أن يكون صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان فرأيته بعيدا من الحساب يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أنيكون مولده في رمضان.

وذكر محمود باشا الفلكي في «التّقويم العربي قبل الإسلام»، ص 36- 39: أنّ ولادة الرّسول صلى الله عليه وسلم كانت في صبيحة يوم اثنين التّاسع من شهر ربيع الأوّل، الموافق لعشرين من (نيسان) عام الفيل سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ميلاديّة. (أنصاريّ).

وقال الإمام أبو الحسن الماوردي: وافق شهر ربيع من شهور الروم العشرين من شباط. انتهى.

قال الدمياطي: في برج الحمل. قال في النور: وهذا يحتمل أن يكون في أوائل نيسان وأن يكون في آذار.

(17) انظر: السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي؛ جزء: 1؛ صفحة: 86.

(18) انظر : أثير الدين الدين الكامل في التاريخ. وعند ابن كثير في البداية : ج:1؛ ص : 200.

(19) قال د. أكرم العمري: "وإسناده ضعيف وقواه بعضهم ولا تشده روايات الواقدي لأنه متروك، كما لا تقويه تلك المراسيل عن التابعين من الطبقة الرابعة وهم حسان بن عطية وإسحاق بن عبدالله ومن بعدهم وهو داؤد بن أبي هند لاحتمال وحدة مصدرهم".


**







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-01-2021, 12:44 AM   #132

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

﴿ «..ولادةُ خيرِ البريّة .. وسيدِ البشريّة. » :



الجزء الثالث:

تمهيد:

.. كأني لا أريد أن ابرح هذه اللحظة التاريخية مِن عمر الزمان؛ فما زلت أبحث عن إرهاصات ما قبل حمل آمنة بنت وهب بنور الهداية الربانية للعالمين؛ وشمس العناية الإلهية للبشرية أجمعين، وأكمل التنقيب أيضاً إثناء أشهر الحمل وفترته وزمانه، ثم ما حدث قبيل الولادة وليلة الولادة وإثناء الولادة وما بعدها..

وكأن حالي يخبر أنني لم أعطِ قط أو بعد القدر الكافي من البحث والمراجعة والتدقيق في أحداث السيرة النبوية؛ خاصةً ما قبل الحمل.
وهذا لأن الحدث جلل؛ إذ ستتغير ملامح جزيرة العرب؛ بل ستتغير خريطة العالم أجمع وقتذاك وإلى اليوم والغد وإلىٰ أن يرث الله - تعالى - الأرض ومَن عليها.
ولعل ما نتعايشه ونلاحظه مِن حال أمة المسلمين اليوم -مارس 2021م شعبان 1442 هــ- وتقهقرها إلىٰ مرتبة ذيل الأمم ومؤخرتهم، وتأخر درجتها في سلم التقييم وهبوطها بين الشعوب يجعلنا نفهم ما يمر به رجال الفكر والقلم مِن إشكالية طرح النظريات والضعف في ترجمتها لسلوك أو عمل، وحالة الولادة العسيرة المتعسرة لأمة إسلامية جديدة تزيل مِن على كاهلها غبار التخلف وتراب الرجعية لتتصدر الأمم وتتقدم الشعوب جميعاً بحضارة عمادها ما قال الخالق الرازق بفهم صحيح واستنارة ووعي وتطبيقات بما قال الرحمة المهداة للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم.
إذ لا يعقل أو يفهم أو نتمكن من إدراكه أن أناس تنتمي إلىٰ المسلمين وتُصدر قولها بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال علماء سابقين تقوم بتصرفات وتفعل ما نراه ونشاهده متلفزا لحظة الحدث باسم الإله الرحمن الرحيم!!؟..

فهل هذا هو المخاض العسير لولادة أمة إسلامية حديثة..

وأقول(الرمادي) : إذا كان ولابد فليعمل أهل العلم الشرعي وفق كتاب ربهم ومنهج نبيهم؛ وليعمل أهل العلم النظري والتطبيقي وفق معايير العلم الحديث وليهدي الله تعالى قوماً جهلوا طريقة المصطفىٰ وجهلوا سيرة المرتضىٰ ولم يدرسوا المرحلة المكية بتفصيل ولم يطبقوا المرحلة المدنية بوعي وإستنارة.. ليعملا معاً - أهل العلم الشرعي وأهل العلم النظري والتطبيقي- وإن غد الأمة الإسلامية الجديدة لقريب؛ ليعم الأمان المعمورة ويطمئن سكانها لأحكام الإسلام وتشريعاته وقوانينه.

*-**

الْمَبْحْثُ الْأَوَّلُ : : ﴿.« حمل السيدة امنة بالنبي » :

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

‏الخميس‏، 01‏ أبريل‏، 2021 ~ ‏19‏ شعبان‏، 1442 هــ








  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-01-2021, 01:02 AM   #133

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي ﴿„.« حمل السيدة امنة بالنبي »‟ ﴾ :

الْمَبْحْثُ الْأَوَّلُ : : ﴿«„. حمل السيدة امنة بالنبي ‟ » ﴾ :






تقول لنا كتب السيرة والشمائل :

... في هذه الأيام المعدودة حملت السيدة الشريفة آمنة بنت وهب بقائد هذه الأمة، وسيد ولد آدم - ولا فخر - وقد ادخرها القدر لأعظم أمومة في التاريخ، وتوالت عليها الرؤى والبشريات والمبشرات بجلال قدر هذا الجنين، فرأت فيما يرى النائم حين حملت به أنه خرج منها نور أضاء الأرض، وبدت منه قصور بُصرى من أرض الشام، وما كانت هذه الرؤيا ومثيلاتها ليخفى تأويلها على السيدة آمنة، وهي مِن هي ذكاء وفطنة، فقد فهمت أن من حملت به سيملأ الأرض نوراً وضياء، وهدى ورحمة، وسيكون له شأن وذكر(1).

ويحق للبعض أن يتساءل :" هل هناك أي حقيقة على أنه قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر ضوء في السماء ؟.. إذ هي مسألة تندرج تحت مسائل :"العقيدة"؛ والإيمان بالرسل" !!؟.

وأُجملُ ما قد توصلتُ إليه في هذه المسألة؛ أقصد رؤيا -أم النبي؛ صلى الله عليه وآله وسلم- آمنة بنت وهب فأقول :" حين حملت به(2) أنه خرج منها :" نور أضاءت له قصور الشام"، وقد جاء ذلك في أحاديث كثيرة منها :"

١ .] : ما رواه ابن إسحاق حيث قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحين أخبر النبي الخاتم عن نفسه قال :« ... ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ». (3).

٢.] : ما رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: « ... ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام ». (4).

٣.] : ما رواه الإمام الجليل أحمد بن حنبل والبزار والطبراني وابن حِبان في "صحيحه" والحاكم في "المستدرك"؛ والبيهقي عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه جاء فيه :« ... ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».(5)

و

٤.] : ما رواه الإمام أحمد والدارمي عن عتبة بن عبدالسلمي رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – جاء في آخر الحديث: ... أن أمه - صلى الله عليه وسلم - قالت: « إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام». (6)

و

٥.] : ما رواه أبو نعيم(7) في "دلائل النبوة" عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسترضعًا في بني سعد بن بكر فقالت أمه آمنة لمرضعته: « انظري ابني هذا فسلي عنه فإني رأيت كأنه خرج مني شهاب أضاءت له الأرض كلها حتى رأيت قصور الشام ». (8).

و

٦.] : وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام » (9)

ومما يجب أن يعلم أن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في هذه الآية - ظهور ضوء في السماء- ، فسواء ثبتت أم لم تثبت فإن نبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يستطيع منصف أن ينكرها . وإنما أنكرها من أنكرها إما جهلاً أو مكابرة .

***-***

.] الْمَبْحْثُ الثَّانِي : ﴿ «... ووقع الاختلاف في مدة حمله » ﴾.

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)



‏الخميس‏، 01‏ أبريل‏، 2021 ~ 19‏ شعبان‏، 1442 هــ









  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-05-2021, 01:25 PM   #134

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي








  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-17-2021, 04:08 PM   #135

 

 رقم العضوية : 115829
 تاريخ التسجيل : Apr 2021
 الجنس : ~ ولد
 المشاركات : 20
 النقاط : hakim homsy will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

hakim homsy غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي

صلوا على معلم الناس الخير







  رد مع اقتباس
قديم منذ /02-14-2022, 02:28 PM   #136

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 116082
 تاريخ التسجيل : Feb 2022
 الجنس : ~ بنوتة
 المشاركات : 110
 النقاط : sara mahmoud will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

sara mahmoud غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي

جزاكم الله خيرا







  رد مع اقتباس
قديم منذ /07-16-2022, 03:33 PM   #137

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 109418
 تاريخ التسجيل : Mar 2020
 الجنس : ~ أنثى
 المشاركات : 107
 النقاط : Hala Elsheikh will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

Hala Elsheikh غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي

اللهم صلى وسلم وبارك على
سيدنا محمد
وآله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 11:52 AM   #138

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي ثبتٌ بتخريج الأحاديث والمصادر والتعليقات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ثبتٌ بتخريج الأحاديث والمصادر والتعليقات:
(1) راجع فتاوى ابن تيمية.
(2) انظر: بحث :" علاقة الظواهر الكونية بولادة الأنبياء وموتهم"؛ د محمد أبو رحيّم.
(3) رواه الأصبهاني في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأحمد بن عبدالواحد البخاري في جزء من حديثه. وإسناد الحديث لا يصح.
و
هناك حديث آخر في هذا المعنى؛ قال الحافظ ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل: حديث منكر جدًّا، وأحد رواته هو عمرو بن محمد بن جعفر غير معروف، فإسناد النكارة إليه أولى من إسنادها إلى أبي عبيدة. وكذا قال في البداية والنهاية، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة 4144، وقال: كذب موضوع.
و
أنبه السادة القراء بأن الأحاديث الموضوعة والواهية لا يجوز الاستشهاد بها؛ ويجب الحذر من نشرها، وبيان أنها لا تصح؛ ومنتشر على صفحات التواصل الإجتماعي ما ينسب إلى أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما لما قالت: "كنت في حجرتي؛ أخيط ثوباً لي؛ فانكفأ المصباح؛ وأظلمت الحجرة؛ وسقط المخيط- أي الإبرة-... فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي؛ إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة.. رفع الشملة وأطل بوجهه "... قالت: "فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه.. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته"؛ ثم التفتُ إليه فقلت : "بأبي أنت يا رسول الله.. ما أضوأ وجهك! "؛ فقال : "يا عائشةُ! الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت : "ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"؛ قالت: " ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟"؛ قال: "من ذُكرت عنده فلم يصل عليّ: ". وادعى مَن ينشر هذا القول أن الترمذي روى هذا الحديث، وايضاً أحمد بن حنبل. ثم اضاف الناشر -هداه الله تعالى- " اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار.. ترياق الأغيار.. ومفتاح باب اليسار.. سيدنا محمد المختار.. وآله الأطهار.. عدد نِعم الله وأفضاله "
اقول(الرمادي) :والصحيح أنه قد :" خلط ناشر هذا الكلام بين عدة أحاديث جهلاً منه أو تلبيساً على العامة، فالثابت في شأن من ذكر عنده اسمه صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث « البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ». وهذا الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
و
في حديث آخر « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ». رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما قصة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فلم يروها أحمد ولا الترمذي في كتبهما المعروفة،
و
إنما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "استعرت من حفصة بنت رواحة إبرةً كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت، فقال" يا حميراء بم ضحكت؟"،
قلت: " كان كيت وكيت ".
فنادى بأعلى صوته: " يا عائشة الويل ثم الويل"- ثلاثا- لمن حرم النظر إلى هذا الوجه؛ ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي".
وهذا حديث منكر باطل، رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر؛ وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، والمتهم به مسعدة بن بكر الفرغاني؛
قال الذهبي :" أتى مسعدة بن بكر الفرغانى عن محمد بن أحمد أبي عون بخبر كذب، يعني به هذا الحديث. ولم يذكر الذهبي نص الخبر انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 98)،
و
لم أر في مدونات السنة رواية للفرعاني عن ابن أبي عون إلا في هذه القصة، فلعلها المقصودة للذهبي،
وقال الشيخ عثمان الخميس: "لا يصح هذا الحديث"


وأما الصلاة بالقول:" اللهم صلَّ على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار" فهي صلاة يسمونها صلاة "أحمد البدوي"؛ ويدَّعون أنها أفضل الصلوات، ولا أرى جواز الصلاة بهذه الصيغة لما اشتملت عليها من الغلو والإطراء المنهي عنهما على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

فــ
أما الغلو فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: « إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو». رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.
وأما الإطراء فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله:
« لا تُطروني.. فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.
و
لما فيها من العدول عن الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في حديث أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: " خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله: " قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك: قال: قولوا « اللهم صلَّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». [الحديث: متفق عليه] .

(4) مصدر سابق؛ د. محمد ابو رحيم.

(5) القول المبين في سيرة سيد المرسلين: جزء 1؛ ص: 78-79.

مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : يكون في 23 أبريل في مكة ؛ أو 20 أبريل حسب التقويم الميلادي القديم، وهو يوافق تقريباً 12 ربيع الأول 53 ق هـ .

(6) وانظر الزرقاني في المولد: 1 / 130، والنويري في نهاية الارب 6 / 68 ؛ طبعة دار الكتب المصرية.

(7) انظر : "مع المصطفى"؛ عليه الصلاة والسلام؛ الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) استاذة الدراسات القرآنية بكلية الشريعة ودار الحديث، جامعة القرويين - المغرب؛ دار الكتاب العربي بيروت - لبنان؛ الطبعة الاولى 1392 ه‍ 1972 م . ص: 38..

(8) هذا ما قَالَه ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ مَوْلِدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَامَ الْفِيلِ.

قال ابن كثير: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنِ الْجُمْهُورِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ : وَهُوَ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ، وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ".(حديثٌ : صَحِيحٌ ). [انظر : ابن كثير السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ج: 1؛ ص:199-202:" .

وَ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: كَانَ قُدُومُ الْفِيلِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَمَوْلِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ بِخَمْسٍ وَخَمْسِينَ لَيْلَةً.

وَ
قَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ عَامُ الْفِيلِ قَبْلَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ. قَالَهُ ابْنُ أَبْزَى.

وَ
قِيلَ بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.

وَ
قِيلَ: بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً. قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَاخْتَارَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَ
قَالَ أَبُوزَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيُّ: بَعْدَ الْفِيلِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَهَذَا غَرِيب جدا.
وَأغْرب مِنْهُ مَا قَالَه خَليفَة بن خياط: حَدَّثَنى شُعَيْب بن حبَان، عَن عبدالْوَاحِد ابْن أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْكَلْبِيِّ (وَهُوَ مُتَّهَمٌ سَاقِطٌ)، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَمُنْكَرٌ وَضَعِيفٌ أَيْضا؛ وكَذِبَ هَذَا الْقَوْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَقَالَ أَبُوأَحْمَدَ الْحَاكِمُ: وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ يَوْمًا . قَالَهُ بَعْضُهُمْ : قَالَ : وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا . قَالَ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: لَا أُبْعِدُ أَنَّ الْغَلَطَ وَقَعَ مِنْ هُنَا عَلَى مَنْ قَالَ ثَلَاثِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ يَوْمًا فَقَالَ عَامًا .
قَالَ خَليفَة بن خياط: وَالْمجْمَع عَلَيْهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.(مختصراً من البداية لـ ابن كثير؛ ج:1؛ ص:203.

ويقول الصالحي :" وبالغ خليفة بن خياط؛ وابن الجزار وابن دحية؛ وابن الجوزي؛ وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع.
وروى البيهقي والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي في مختصره، وصححه في تاريخه الكبير عن يحيى بن معين، عن حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل.
قال الحافظ في شرح الدرر: والمحفوظ لفظ العام.
وقيل: يطلق اليوم ويراد به مطلق الوقت، كما يقال يوم الفتح، ويوم بدر، فإن كان المراد حقيقة اليوم فيكون أخص من الأول وبذلك صرح ابن حبان في تاريخه فإنه قال: ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله فيه الطير الأبابيل على أصحاب الفيل. قال: ثم وجدت الحديث عن ابن مسعود عن يحيى بن معين بسنده المذكور قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل يعني عام الفيل.

وذكر البيهقي في الدلائل حديثا مرفوعاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ »، ويكمل صاحب الدلائل: قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : « يَوْمَ الْفِيلِ " . ».
والحديث المذكور في متن بحثي جاء عند عز الدين أبو الحسن علي المعروف بـ" ابن الأثير" في موسوعته الكامل في التاريخ؛ ص: 41؛
وتجده أيضا عند الصالحي في موسوعته: سبل الهدى والرشاد.
وجاء في :" المستدرك على الصحيحين"؛ باب: معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ حديث رقم: 6683 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْإَسْفَاطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى،
عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَالْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ [هذه رواية الْحَافِظِ الْبَيْهَقِيُّ] يَقُولُ لِلْقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ [الْكِنَانِيِّ ثُمَّ اللَّيْثِيِّ: الزيادة من عند ابن كثير البداية] يَا قَبَاثُ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : بَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، [وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوْثِ الْفِيلِ مُحِيلًا أَعْقِلُهُ". الزياد من عند ابن كثير البداية]، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً».[ وذكره صاحب المعجم الكبير - باب القاف].

ويذكر ابن كثير في البداية :" وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولدت عَامَ الْفِيلِ.". وقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسنتَيْنِ." ويكمل ابن كثير في البداية :" قَالَ يَعْقُوب: وَحدثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، وَكَانَتْ بَعْدَهُ عُكَاظٌ [يَوْمٌ من أَيَّام الْعَرَب] بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، " وَبُنِيَ الْبَيْتُ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ، وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. [البداية ابن كثير؛ ج: 1؛ ص: 202 ].


وَالْمَقْصُودُ . [كما جاء في البداية لـ ابن كثير] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ عَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ.
فَقِيلَ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ، وَقِيلَ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ بِخَمْسِينَ يَوْمًا، وَهُوَ أَشْهَرُ.
فائدة:
يستفاد من الحديث السابق التأدب وحسن التكلم عند الحديث عن رسول الله؛ كما يفهم منه البلاغة في حسن الـعبير؛ إذ قال :« رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ » .
وفي سنن الترمذي؛ كتاب المناقب؛ بَاب مَا جَاءَ فِي مِيلَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" 3619 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَقَ يُحَدِّثُ عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ،[زيادة ابن كثير البداية:" كُنَّا لِدَيْنِ]. [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ]

وَسَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قُبَاثَ بْنَ أَشْيَمَ أَخَا بَنِي يَعْمَرَ بْنِ لَيْثٍ" أَأَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا أَقْدَمُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ وَرَفَعَتْ بِي أُمِّي عَلَى الْمَوْضِعِ قَالَ وَرَأَيْتُ خَذْقَ الطَّيْرِ "[ خزق : روث] أَخْضَرَ مُحِيلًا.. " [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق بِهِ؛ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ " .

وفي مسند الإمام أحمد - مسند الشاميين"17434 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فَحَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ فَنَحْنُ لِدَانِ وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا ".

وذكر البيهقي في الدلائل حديثاً مرفوعاً قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه؛ يَعْنِي ابْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ، قَالَ : « وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، كُنَّا لِدَيْنِ ». [جاءت رواية: ابْن هِشَام: " فَنحْن لدان.".] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ عُكَاظَ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً [نقلا من عند الحافظ ابن كثير البداية].
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ الْفُجَّارُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ بِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ الْفُجَّارِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخَمْسِ سِنِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مطعم: كَانَت عكاط بَعْدَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْدَ عُكَاظٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَالْمَبْعَثُ بَعْدَ بِنَائِهَا بِخمْس عشْرين سَنَةً.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَ بَيْنَ مَبْعَثِهِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْفِيلِ سَبْعُونَ سَنَةً. كَذَا قَالَ . وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ : هَذَا وَهْمٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا . إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ.
والخلاصة :
وكونه ولد عام الفيل، كما صح عن :
- ابن عباس، و
- قيس بن مخرمة عند أحمد 4 / 215، و
- الترمذي 4/ 589، و
- "سيرة ابن هشام" 1/ 171، و
- "البداية والنهاية" 2/ 261، و
- "دلائل النبوة" للبيهقي 1/ 75، و
- "طبقات ابن سعد" 1/ 101، و
- "المستدرك" 2/ 603 .. وبمثل هذا جاء الحديث عن قبات بن أشيم، ومحمد بن جبر، وغيرهم، كما أخرج ذلك عنهم البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 79.". وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالُوا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ" آلَ اللَّهِ " وَعَظُمَتْ فِي الْعَرَبِ .

(9) انظر دلائل النبوة للبيهقي : ج: 1؛ ص: 78. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ : كَانَ بَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ مُنْقَطِعٌ .

(10) قال الحافظ ابن حجر: إنه كذبٌ باطل لا أصلَ له، وقال الحاكم والبيهقي والسخاوي والحليمي: هذا الحديث لا يصح. وراجع :" موسوعة التاريخ الإسلامي؛ امحمد هادي اليوسفي ج 1؛ ص: 162..

(11) جاء في حديث ابن إسحاق: "...الشهر، فهو ربيع الأول. ولم أقف في ذلك على شيء صحيح مسند. ولكن تتابع الناس عليه. ولذلك قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" 1/ 12: اتفقوا على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، عام الفيل. واختلفوا فيما مضى من ذلك الشهر لولادته على أربعة أقوال:
أحدها: أنه ولد لليلتين خلتا منه.
الثاني: لثمان خلون فيه.
الثالث: لعشر خلون منه.
الرابع: لاثنتي عشرة خلت منه.). (انظر: القسطلاني؛ المواهب اللدنية ج: 1؛ ص: 195 -197؛ كما في "سيرة ابن هشام": ج: 1؛ص: 171).
وابن جماعة في المختصر :" في شهر ربيعٍ الأول يوم الاثنين قيل لعشرة ٍ خَلَت منه حين طلع الفجرُ وقيل ثانية وقيل ثالثة وقيل ثامنه وقيل ثاني عشره ولم يذكر ابن إسحاق غيره. بيد ابن جماعة يضيف:" وقيل في صَفَر؛ وقيل في الثاني عشر من شهر رمضان؛ وقيل في شهر ربيع الآخر؛ ثم يقول:" والصحيح الأوَّل. وكان قدومُ أصحاب الفيل قبل ذلك في المحرَّم . [ابن جماعةالمختصر].
وتفصيل هذه المسألة :" قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة (خلت) منه ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس[وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: وُلِدَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ . وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ ] . قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل. وقيل لليلتين خلتا منه وقدمه في الإشارة، وقيل لثمان. ونقل أبو عمر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه ورجحه ابن دحية. وقال الحافظ: إنه مقتضى أكثر الأخبار. وقيل: لعشر. حكاه الدمياطي عن جعفر الباقر وصححه [قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ فِي " السِّيرَةِ " مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ] . وقيل: لسبع عشرة. وقيل لثماني عشرة، وقيل: في أوله حين طلع الفجر.

(12). يقول الزرقاني في حاشيته على المواهب :" وأنشد المصنف-قصد -القسطلاني- لغيره بيتين هما: "يقول لنا لسان الحال منه" صلى الله عليه وسلم "وقول الحق يعذب" يحلو "للسميع" إن سألت عن صفاتي وأحوالي، "فوجهي والزمان وشهر وضعي" فالفاء جواب شرط مقدر "ربيع" المراد به وجهه صلى الله عليه وسلم بالربيع في اعتداله وحسنه ورونقه، "في ربيع" أي: زمن الربيع "في ربيع" أي: شهر ربيع المولود فيه صلى الله عليه وسلم". ومن ملح الأخبار وليس من متين العلم أنْ :" قال أهل المعاني كما في السبل: كان مولده في فصل الربيع وهو أعدل الفصول ليله ونهاره معتدلان بين الحر والبرد، ويسميه معتدل بين اليبوسة والرطوبة، وشمسه معتدلة في العلو والهبوط، وقمره معتدل في أول درجة من الليالي البيض ". (انظر: حاشية الزرقاني على المواهب اللدنية؛ ج:1؛ ص 257 )

(13) انظر: السيرة النبوية؛ من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: :"(ج: 1؛ ص:199).
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ : حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَاشُورَاءِ الْمُحَرِّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ. وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ .

(14) وُلِدَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ؛ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ؛ كتاب الصيام رقم 197، والإمام أحمد في مسنده 5/ 297، وأبو داود في سننه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ، قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ.. أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ». [انظر : السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبد الواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ].
فائدة:
ومن السنن النبوية : إنه يُسن صوم يوم الإثنين، فصومه مشروع مرغب فيه، ويدل لذلك جوابه صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صوم يوم الاثنين؟ قال: « ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي ». وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلل صومه أحياناً بكونه تعرض فيه الأعمال على الله، كما ثبت من حديث أبي هريرة مرفوعا: « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ».[رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].
ويمكنني أن أضيف أيضا :" فهو كان يصومه، لأنه يوم مغفرة للذنوب، فمن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ« يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَصُومُ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقَالَ « إِنَّ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا مُهْتَجِرَيْنِ يَقُولُ دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ». [سنن ابن ماجه، وصححه الألباني]. وذكر البيهقي في دلائل النبوة حديثاً مرفوعا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ »[ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَخْرَجَهُ الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ .] .
(15) انظر السيرة النبوية من البداية والنهاية؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)؛ تحقيق: مصطفى عبدالواحد؛ بَابُ مَوْلِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ج: 1؛ ص:199. والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 293، وفي "دلائل النبوة" 1/ 71- 72.

(16) قال السهيلي: "أهل الحساب يقولون وافق مولده من الشهور الشمسية نيسان، وكان لعشرين مضت منه. فأثبت ابن كثير في بدايته قوله :" وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّ مَوْلِدَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ نِيسَانَ." ويعلق ابن كثير بالقول :" وَهَذَا أَعْدَلُ الزَّمَان وَالْفُصُولِ، وَذَلِكَ لِسَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِمِائَةٍ لِذِي الْقَرْنَيْنِ فِيمَا ذَكَرَ أَصْحَابُ الزِّيجِ. وَزَعَمُوا أَنَّ الطَّالِعَ كَانَ لِعِشْرِينَ دَرَجَةً مِنَ الْجَدْيِ، وَكَانَ الْمُشْتَرِي وَزُحَلُ مُقْتَرِنَيْنَ فِي ثَلَاثِ دَرَجٍ مِنَ الْعَقْرَبِ وَهِيَ دَرَجَةٌ وَسْطَ السَّمَاءِ. وَكَانَ مُوَافِقًا مِنَ الْبُرُوجِ الْحَمَلَ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ الْقَمَرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ. نَقَلَهُ كُلَّهُ ابْنُ دِحْيَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ". وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: نظرت في أن يكون صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان فرأيته بعيدا من الحساب يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أن يكون مولده في رمضان.
وذكر محمود باشا الفلكي في «التّقويم العربي قبل الإسلام»، ص 36- 39: أنّ ولادة الرّسول صلى الله عليه وسلم كانت في صبيحة يوم اثنين التّاسع من شهر ربيع الأوّل، الموافق لعشرين من (نيسان) عام الفيل سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ميلاديّة. (أنصاريّ).
وقال الإمام أبو الحسن الماوردي: وافق شهر ربيع من شهور الروم العشرين من شباط. انتهى.
قال الدمياطي: في برج الحمل. قال في النور: وهذا يحتمل أن يكون في أوائل نيسان وأن يكون في آذار.

(17) انظر: السيرة الحلبية؛ المسمى: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون؛ علي بن برهان الدين الحلبي؛ جزء: 1؛ صفحة: 86.

(18) انظر : أثير الدين الدين الكامل في التاريخ. وعند ابن كثير في البداية : ج:1؛ ص : 200.

(19) قال د. أكرم العمري: "وإسناده ضعيف وقواه بعضهم ولا تشده روايات الواقدي لأنه متروك، كما لا تقويه تلك المراسيل عن التابعين من الطبقة الرابعة وهم حسان بن عطية وإسحاق بن عبدالله ومن بعدهم وهو داؤد بن أبي هند لاحتمال وحدة مصدرهم".







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 11:58 AM   #139

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

[ 15. ]

إرهاصات(1) إثناء الوضع والولادة؛
إرهاصات ليلة المولد :

.. وأما ليلة المولد فرأت -آمنة بنت وهب- ذلك رؤية عين كما سيأتي من „ بيان احداث ليلة الولادة‟ وهذا ما سنتعرض له فِي المَبَاحِث التالية:"
﴿ „»١« ‟.﴾ الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : لحظات الوضع
... ورأت أمُّه آمنة؛ حين وضعته كأنّه خرج منها نورٌ(2) أضاءت منه قصورُ الشام، روى ابن حبان عن حليمة(3) رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: إن لابني هذا لشأنا إني حملت به فلم أجد حملا كان أخف علي ولا أعظم بركة منه، ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى".. ثم قالت:" ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء. ".(4) .
ذكر أبو بكر البيهقي حديثا مرفوعاً عن ابْنِ إِسْحَاقَ؛ في دلائل النبوة جاء فيه :" فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ... :"؛ ثم " قَالَ : آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ(5) يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى(6) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ... . "(7).
وقد يتساءل البعض مستفسراً أو مشككاً أو مستغرباً:
1.] هل هناك أي حقيقة على أنه قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر ضوء في السماء ؟.
2.] وهل سطع نورٌ عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم !؟.
3.] هل كان من المبشرات بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت به أمه رأت في منامها أنه خرج منها نور بلغ الشام (8).
فتأتينا الإجابة من عدة مصادر:
1.] ما رواه ابن إسحاق بسنده؛ تجده عند سيرة ابن هشام.
2.] ومن طريقه أخرجه ابن جرير أبو جعفر الطبري في تفسيره؛
3.] والحاكم النيسابوري في مستدركه؛
4.] وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني.. هذا في الحديث المروي عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. قال : ( دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) ".(9).
وقد حسن الألباني مارواه الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام "(10) .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد :" إسناد ما رواه أحمد حسن؛ أي حديث العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله قال : ( ... وذكر الحديث وفيه : إِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ) (11) . وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار . وَشَاهِده حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنِّي عَبْد اللَّه وَخَاتَم النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَته؛ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنِّي دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم، وَبِشَارَة عِيسَى بِي؛ وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ؛ وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ) (12) أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه اهـ
المقصود: يجب أن يعلم أن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في هذه الآية، فسواء ثبتت أم لم تثبت فإن نبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يستطيع منصف أن ينكرها. وإنما أنكرها من أنكرها إما جهلاً أو مكابرة .(13).
**
﴿ „»٢« ‟.﴾ الْبَحْثُ الثَّانِي :. « وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مَخْتُونًا؛ مَسْرُوراً » وَمَعْنًى مَخْتُونًا أَيْ : مَقْطُوعَ الْخِتَانِ ، وَمَسْرُورًا أَيْ : مَقْطُوعَ السُّرَّةِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ :"
جمهور أهل السير والتواريخ على انه صلى الله عليه وسلم ولد معذورا مسرورا أى مختونا مقطوع السرة
بيد أن فِي خِتَانِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ(14) :
1.] أَحَدُهَا : أَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا، وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّهِ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُولَدُ مَخْتُونًا . عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: « من كَرَامَتي عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنّي وُلِدْتُ مَخْتوناً ولَمَ يَرَ أحَدٌ سَوْأتِي » "(15).: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ لِمَنْ وُلِدَ هكَذَا مختوناً : „خَتَنَهُ الْقَمَرُ”، وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ.
2.] الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ خُتِنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ شَقَّ قَلْبَهُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ظِئْرِهِ حَلِيمَةَ . فـعن أبي بكرة أن ﴿ جبرئيل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه ﴾(16).
وهناك قول يشوبه شبه حول هذه المسألة سنتعرض له في الجزء المتعلق بشبهات حول السيرة.
3.] الْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّ جَدَّهُ عبدالمطلب خَتَنَهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا .
قال الذهبي؛ في موسوعته سير أعلام النبلاء:" عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا. وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ : وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ. تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ ، عَنْ يُونُسَ ، لَكِنْ أَدْخَلَ فِيهِ بَيْنَ يُونُسَ وَالْحَكَمِ : عُثْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الصُّدَائِيَّ. قَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : خَتَنَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ . قُلْتُ (الذهبي): هَذَا مُنْكَرٌ .
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِالْبَرِّ : وَفِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ غَرِيبٌ، وذكر الحديث السابق؛ قَالَ يحيى بن أيوب: طَلَبْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ لَقِيتُهُ إِلَّا عِنْدَ ابن أبي السري، وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنَّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنَّفًا فِي أَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا، وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ، وَهُوَ كمال الدين بن طلحة، فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كمال الدين بن العديم، وَبَيَّنَ فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُتِنَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبُ، وَكَانَ عُمُومُ هَذِهِ السُّنَّةِ لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيَّنٍ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
ثم قال الذهبي: إن جده صلى الله عليه وسلم ختنه على عادة العرب. ورواه أبو عمر قال الحافظ أبو الفضل العراقي: وسنده غير صحيح.
وقال د. العمري: „فسرور عبدالمطلب بالمولود الذكر وقيامه نحو اليتيم بالواجب من ختان ووليمة على عادة قومه لا يحتاج إلي أدلة وقد وردت في ذلك روايات واهية”.
**
وفي: "كفاية الطالب(17) اللبيب في خصائص الحبيب"؛ للسيوطي" ذكر أخبار؛ منها :
1.] :" وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ﴿: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ﴾؛ قَالَ : فَأَعْجَبَ جَدَّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : „ لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ ” (18).
2.] عن ابن عباس قال ﴿ ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا ﴾(19).
3.] عن ابي هريرة ﴿ ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا ﴾(20)
4.] عن ابن عمر قال ﴿ ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا ﴾(21)
5.] قال ابن الكلبي بلغنا عن كعب الاحبار انه قال ﴿ نجد في بعض كتبنا ان آدم خلق مختونا واثني عشر نبيا من بعده من ولده خلقوا مختتنين؛ آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وشيث وإدريس ونوح وسام ولوط ويوسف وموسى وسليمان وشعيب ويحيى وهود وصالح صلى الله عليهم أجمعين ﴾(22)
نال شرف إعداد هذا الملف ؛ بعد توفيق مِن مَن آمره بين الكاف و النون :
العبد الفقير إلى رضا وعفو ربه
ابن الرمادي؛ محمد؛
المدينة المنورة ؛ ربيع أول ١٤٣٣ هـ ،
المراجعة الأولى 16 صفر 1434هـ .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
الإثنين : ٢٦ شعبان ١٤٣٨ الموافق ٢٣ مايو ٢٠١٧.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تخريج الأحاديث والتعليقات :
(1) يكاد يكون أغلب مَن كتب السيرة والشمائل والخصائص والتاريخ يذكر أحداث ليلة المولد وما حدث إثناء الوضع وبعده من أمور عجيبة تصل بعضها إلى الخوارق؛ فنقرأ في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير:„ فِيمَا وَقَعَ مِنَ الْآيَاتِ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: قَدْ ذَكَرْنَا –الكلام للحافظ ابن كثير- فِي بَابِ هَوَاتِفِ الْجَانِّ مَا تَقَدَّمَ مِنْ خُرُورِ كَثِيرٍ مِنَ الْأَصْنَامِ لَيْلَتَئِذٍ لِوُجُوهِهَا وَسُقُوطِهَا عَنْ أَمَاكِنِهَا، وَمَا رَآهُ النَّجَاشِيُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ، وَظُهُورِ النُّورِ مَعَهُ حَتَّى أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ حِينَ وُلِدَ، وَمَا كَانَ مِنْ سُقُوطِهِ جَاثِيًا رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَانْفِلَاقِ تِلْكَ الْبُرْمَةِ عَنْ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَمَا شُوهِدَ مِنَ النُّورِ فِي الْمَنْزِلِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ، وَدُنُوِّ النُّجُومِ مِنْهُمْ، وَغَيْرِ ذَلِكَ..”. [انظر: الإمام عماد الدين؛ ابو الفدَاء؛ الحافظ اسماعيل ابن كثير؛ قرشي النسب؛ دمشقي الدار (ت: 774هـ) البداية والنهاية؛ مكتبة المعارف؛ بيروت؛ الجزء الثاني؛ صفحة: 266؛ الطبعة السادسة: 1405هـ~1985م] .
(2) ذكره ابن جماعة في المختصر؛ رواه الإمام أحمد والبزار والحاكم وابن حبان وصححاه. وروى ابن حبان عن حليمة . وخرجه ابن سعد صاحب الطبقات رقم الحديث: 362؛ حديث مرفوع عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنَا عَنُ نَفْسِكَ ، قَالَ : " نَعَمْ .. وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ.. ".
(3) حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدي البكري الهوازني: من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاع. كانت زوجة الحارث بن عبدالعزى السعدي من بادى الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما، مات أبوه عبدالله، فتسلمته حليمة من أمه " آمنة " ونشأ في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافها، ثم في المدينة، وعادت به إلى أمه. وماتت آمنة وعمره ست سنين فكفله جده عبد المطلب. وقدمت حليمة على مكة بعد أن تزوج رسول الله بخديجة، وشكت إليه الجدب، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة. وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما. وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وهو على الجعرانة، فقام إليها وبسط لها رداءة فجلست عليه. ولها رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها عبدالله بن جعفر. توفيت بعد سنة 8 ه‍. [انظر : الأعلام: ج: 2 ؛ ص: 271]. قلت(الرمادي) سأقوم بإذنه تبارك وتعالى في شرح حمفصل لها إذ هي رضي الله تعالى عنها تعتبر من الشخصيات المحورية في حياة محمد الرضيع؛ ومحمد الطفل.
(4.) انظر:سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد؛ محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ ج1؛ ص: 342.
(5) ذكره صاحب : إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» كِتَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ » بَابٌ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ وَمَوْلِدِهِ ... ". .". والخبر خرجه البيهقي حديث رقم ٣٣:" عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ ، ... قَالَ : آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ...". كما ورد عند البيهقي برقم ٤٨. حديث مرفوع؛ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ".
قلت(الرمادي):" وذكرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ في الطبقات عدة أخبار تفيد نفس المعنى؛ نذكر منها :"
1.) : الحديث رقم: 200؛ حديث مرفوع؛ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمَّا وَلَدَتْهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ ".
2.) حديث رقم ٢٠٤ :"حديث مرفوع عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَتْ أُمِّي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " . ورواه أحمد [انظر الصالحي؛ ج:1؛ ص: 342].
3.) وَ رقم الحديث: 199؛ حديث مرفوع:" عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، قَالَتْ : " لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ تَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ ، فَلَمَّا فَصَلَ مِنِّي خَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ،..]
4.) وجاء في الطبقات باب"ذكر مولد رسول الله"؛ حديثا مرفوعاً رقم 200 :" عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، " أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمَّا وَلَدَتْهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ فَوَلَدَتْهُ نَظِيفًا وَلَدْتُهُ كَمَا يُولَدُ السَّخْلُ مَا بِهِ قَذَرٌ وَوَقَعَ إِلَى الأَرْضِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الأَرْضِ بِيَدِهِ". وأيضاً في الطبقات خبر رقم 201؛ حديث مرفوع عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ فِي مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " قَالَتْ أُمُّهُ : رَأَيْتُ كَأَنَّ شِهَابًا خَرَجَ مِنِّي أَضَاءَتْ لَهُ الأَرْضُ".
5.) حديث مرفوع رقم ٢٠٣؛ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " رَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي سَطَعَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى " . [ابن سعد في الطبقات 1 / 1 / 96.].

قلت(الرمادي) : وفق المصادر التي نعتمد عليها؛ والأخبار الواردة فيها تقسم مسألة النور إلى ثلاث حالات؛ الأولى منها: حين الحمل؛ والثانية : إثناء الحمل؛ والثالثة: حين الوضع... ولعل هناك حالة رابعة لا تحدد أوقت بدء الحمل أم عند الوضع ولحظة الولادة.. بيد أن صاحب كتاب دلائل النبوة لقوام السنة؛ إسماعيل بن محمد الأصبهاني ( تاريخ الوفاة " 535") بوب بابا أعتبر مِنْ عَلامَاتِ نُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ .فكأنه اعتبرها من الحالة الثانية . وهناك حالة ملفتة للإنتباه؛ وإعمال النظر؛ وهو ما جاء عند ابن عساكر بقولها :" „شَيْءٌ”. ونعتبرها حالة خاصة..
أما أحاديث الحالة الأولى؛ فمصادرها :
1.] ذكر الطبري في تاريخه بخصوص النور حين الحمل حديثاً مرفوعاً (٣٧٩) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكَلاعِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ... ثم قال: وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ .. " والحديث له بقية ساعتمدها في موضعها من سلسلة البحوث. وايضا :"
2.] وتجده عند ". البيهقي." دلائل النبوة؛ الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ وَمَعْرِفَةِ ... » جِمَاعُ أَبْوَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ ... » بَابُ : ذِكْرِ مَوْلِدِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ ...) :" رقم الحديث: 35؛ (حديث مرفوع) عن ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ؛ هنا جاءت لفظ تعطي معنى زائداً :" كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ " ، وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . .
3. ] وذكره ابن عساكر في تاريخه :" عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : " .. وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.. " . أَسْنَدَهُ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ.
الحالة الثانية يخبر عنها الطبري في تاريخه :" رقم الحديث: 378؛ حديث مرفوع، عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، جَاءَ فيه : ... ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِيَ النُّورَ، وَالنُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَتْ لِي مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا "؛... هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ، وَالرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى الْكُوفِيِّ.
الحالة التي لم تحدد وقت انبعاث النور؛ بمعنى عند بدء الحمل؛ أم إثناء الحمل؛ أم عند الوضع وإثناء الولادة؛ فقد جاء عند أبي داود الطيلاسي في مسنده من أَحَادِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ؛ رقم الحديث: 1224؛ حديث مرفوع عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ ؟ قَالَ : " ... وَرَأَتِ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " .
أما الحالة الخاصة الملفتة للإنتباه فهي ما جاء عند ابن عساكر في تاريخ دمشق بلفظ :„ شئ ”؛ رقم الحديث: 329؛ حديث مرفوع عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكُمْ ؟ قَالَ : " ... وَرَأَتْ أُمِّي „كَـــأَنَّمَا” خَرَجَ مِنْهَا „شَيْءٌ” أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ " . ". وذكره شارح أصول اعتقاد الالكائي؛ ولم يعلق عليه.
(6) قال الصالحي :"أراد بها هنا بلد بالشام من أعمال دمشق. قال في المسكة الفائحة: وفي تخصيص بصرى لطيفة، وهي أنها أول موضع من بلاد الشام دخلها ذلك النور المحمدي، وكذلك هي أول ما افتتح من بلاد الشام. وبصرى أيضا من قرى بغداد. )الصالحي يعلق على خبر ابن سعد عن محمد بن عمر الأسلمي بالقول :" وإنما أضاءت قصور بصرى بالنور الذي خرج منه إشارة إلى ما خص الشام من نبوته صلى الله عليه وسلم فإنها دار مجده وملكه كما ذكره كعب أن في الكتب السابقة: محمد رسول الله مولده بمكة ومهاجره بيثرب وملكه بالشام. وقد وردت أحاديث في فضل الشام، ذكر بعضها الحافظ المنذري في كتاب " الترغيب والترهيب ". وقال بعضهم: أضاءت قصور بصرى إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم. ينور البصائر ويحيي القلوب الميتة. وفي خروج هذا النور معه صلى الله عليه وسلم حين وضعته إشارة إلى ما يجئ به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك منها. كما قال الله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). قال الإمام أبو شامة رحمه الله تعالى: وقد كان هذا النور الذي ظهر وقت ولادته صلى الله عليه وسلم قد اشتهر في قريش وكثر ذكره فيهم، وإلى ذلك أشار عمه العباس رضي الله تعالى عنه عن مولده صلى الله عليه وسلم: في أبياته السابقة حيث قال في حقه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا:
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ ** وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ
فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ فِي الضِّيَاءِ ** وسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ". ""
ويرحم الله تعالى القائل :"
لما استهل المصطفى طالعا * * أضاء الفضا من نوره الساطع
وعطر الكون شذى عطره الطــــ * * ــــيب من دان ومن شاسع
ونادت الأكوان من فرحة * * يا مرحبا بالقمر الطالع "[الصالحي: ج1/ ص: 343].. .
". [الصالحي ؛ ج:1؛ ص: 342] حديث .
قلت(الرمادي).:" سألتُ نفسي بصوت خفيض يشوبه الخجل ويملؤه الألم والحسرة؛ فما حال „بر الشام” اليوم نهاية شعبان 1438~مايو 2017!!؟.
(7) وعن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني عند الله لخاتم النبيين " ( أخرجه أبو نعيم في الدلائل 1 / 9، والطبري في التفسير 28 / 57، والبغوي في التفسير 1 / 111.) الحديث.. وفيه „ رؤيا أمي التي رأت”؛ و „ كذلك أمهات النبيين يرين”، وإن „ أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام”. قلت(الرمادي) : والحديث سبق تخريجه.
(8) انظر إجابة المنجد بتاريخ 30. أكتوبر 2002..
(9) انظر: سيرة ابن هشام: 1 /166؛ وتفسير الطبري : 1 /566)، وقال الحاكم في مستدركه: 2 /600 :" صحيح الإسناد؛ ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والسلسلة الصحيحة: 1545..
(10) انظر: الألباني؛ صحيح الجامع: 224..
(11) انظر عند أحمد : حديث رقم : 16700..
(12) أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ وعِنْد أَحْمَد نَحْوه.
(13) راجع موقع أستروعرب نيوز بحث :" أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ؛ الجزء الأول"؛ هامش رقم (7).
(14) انظر ابن قيم الجوزية في الهدي؛ والحسين في تاريخ الخميس: ح:1؛ ص : 4؛ وانظر أيضاً عند الشفا بتعريف حقوق المصطفى.
(15) أخرجه الطبراني في الصغير: ج:2؛ ص:59 وفي الأوسط؛ وَفِيهِ سُفْيَانُ بْنُ الْفَزَارِيِّ وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِهِ؛ وعند ابن عساكر: ج:3؛ ص:412؛ وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ وساقه الخطيب:ج: 1؛ ص: 329 من طرق. واورده الحافظ ابن كثير في البداية: ج2؛ ص: 265؛ والسيوطي في الخصائص: ج:1؛ ص: 132؛ والهيثمي في الزوائد: ج:1؛ ص: 224؛ والذهبي في الميزان: ج2؛ ص: 172؛ والحافظ في اللسان: ج6؛ ص: 175 قال في الزهر: سنده جيد. انتهى. ولوجود متابعة الحسن بن عرفه لـ سُفْيَانُ بْنُ الْفَزَارِيِّ عند أبي نعيم وابن عساكر صححه الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة. وحسنه المغلطائي كما ذكر الزرقاني في شرحه على المواهب: ج5؛ ص: 244. بيد أن ابن كثير في البداية قال :„ هَذَا الْحَدِيثُ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ ”.. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: „ مِنْ كَرَامَتِي عَلَى اللَّهِ أَنِّي وُلِدْتُ مَخْتُونًا ، وَلَمْ يَرَ سَوْءَتِي أَحَدٌ”.(رواه ابن سعد: ج:1؛ ص: 130، وابن عدي: ج: 2؛ ص: 576) ثُمَّ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ هُشَيْمٍ بِهِ ، ثُمَّ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ هُوَ الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْرُورًا مَخْتُونًا . [انظر : ابن كثير في بدايته].
وزعم البعض أنه متواتر؛ قال الحاكم في المستدرك :" تواترت الأحاديث أنه ولد مختونا"؛ وتعقبه الذهبي فقال:"ما أعلم صحة ذلك فكيف يكون متواتراً". راجع ما قاله ابن كثير في الفقرة أعلاه. [انظر هامش العلل المتناهية في الأحدايث الواهية؛ عند ابن الجوزي ج:1؛ ص: 166]. وقد جزم - بأنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا - جماعة من العلماء منهم هشام بن محمد بن السائب في كتاب الجامع. وابن حبيب في المحبر. وابن دريد في الوشاح، وابن الجوزي في العلل والتلقيح. ". وجاء على على هامش العلل لابن الجوزي:"من المعلوم أن الحافظ ابن القيم قال في الهدي : ج: 1؛ ص: 18:"أن ابا الفرج ذكره في الموضوعات وهذا لا يصح". وجاء في متن العلل:" وقال المؤلف :"ولا شك أنه ولد محتوناً غير أن هذه الحديث لا يصح به ". انتهى.
بيد أن:" أكرم العمري قال: “والأحاديث في ذلك كلها معلولة بعلل قادحة لا تنتهي مجتمعة للاحتجاج بها لأن معظمها لا يخلو من وضاع أو متهم فحديث العباس عندا بن سعد فيه يونس بن عطاء وهو يروى الموضوعات، وحديث ابن عباس عند ابن عدى في إسناده جعفر بن عبدالواحد وهو متهم بالوضع، وحديث أنس عند الطبراني وفي إسناده سفيان بن محمد وهو واهن، وحديث أبى هريرة عند ابن عساكر وفي إسناده محمد بن كثير وإسماعيل بن مسلم”. [ويعلق هنا الحلبي بالقول :" فقد جاءت أحاديث كثيرة في ذلك. قال الحافظ ابن كثير: فمن الحافظ من صححها، ومنهم من ضعفها، ومنهم من رآها من الحسان: أي وقد يدعى أنه لا مخالفة بين هذه الأقوال الثلاثة، لأنه يجوز أن يكون من قال صحيحة أراد صحيحة لغيرها، والصحيحة لغيرها قد تكون حسنة لغيرها، ومن قال ضعيفة أراد في حد ذاتها.". ]
والظاهر أنها مسألة خلافية؛ أوردتُ الأقوال فيها لأمانة النقل والبحث.
(16) أخرجه الطبراني في الأوسط؛ وَفِيهِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ وَلَمْ أَعْرِفْهُمَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ" : هذا ما جاء في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد:" علامات النبوة، وأيضاً أبو نعيم؛ وابن عساكر.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ »: خَتَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ.« قُال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي : هَذَا خبر مُنْكَرٌ. [انظر: سير أعلام النبلاء؛ لـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. ثم علق ابن كثير على الخبر السابق بقوله : ״ وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ الْبَصَرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مُحَارِبِ بْنِ سَلْمِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ : أَنَّ جِبْرِيلَ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ طَهَّرَ قَلْبَهُ . وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. ورواه الخطيب عن أبي بكرة موقوفا. ولا يصح سنده.
(17) انظر : عند الصالحي؛ والحلبي ص: 45؛ وابن جماعة في المختصر. وبوب السيوطي في كتابه ﴿كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب ﴾ :" باب الآية في ولادته صلى الله عليه وسلم مختونا مقطوع السرة.
(18) وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ ؛ فَقَدِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ صِحَّتَهُ لِمَا وَرَدَ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ، وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ . قال ابن سعد:" حدثنا عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبدالمطلب"؛ وأخرجه البيهقي وأبو نعيم وابن عساكر . وأورده ابن كثير في البداية قال :" وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَهُ، وَعَمِلَ لَهُ دَعْوَةً جَمَعَ قُرَيْشًا عَلَيْهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .[انظر: البداية والنهاية] .
وجاء في سير أعلام النبلاء؛ الذهبي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ عَبْدَالْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا. قال صاحب البداية والنهاية؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي" وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ »:وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا ״، قَالَ :״ فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَالْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ. فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ « . [انظر: ابن كثير في البداية] ثم قال :" وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْمَالِكِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا فَأَعْجَبَ ذَلِكَ جَدَّهُ عَبْدَالْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ ، وَقَالَ : لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ. وَقَدِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ صِحَّتَهُ لِمَا وَرَدَ لَهُ مِنَ الطُّرُقِ حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ ، وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ . وَمَعْنًى مَخْتُونًا أَيْ : مَقْطُوعَ الْخِتَانِ ، وَمَسْرُورًا أَيْ : مَقْطُوعَ السُّرَّةِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ . [ راجع: البداية والنهاية؛ ابن كثير دار عالم الكتب؛ 1424هـ / 2003م .].
(19) وأخرجه ابن عدي وابن عساكر من طريق عطاء..
(20) واخرجه ابن عساكر..
(21) وايضاً : أخرجه ابن عساكر..
(22) انظر : الوشاح لابن دريد..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 12:25 PM   #140

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [ ٢ .] مِنَ دَّلَالَاتِ(1) وإرهاصات لَّيلةِ مَوُلِدَه

[ 16 ]

[ ٢ .] مِنَ دَّلَالَاتِ(1) وإرهاصات لَّيلةِ مَوُلِدَه

„ ما روى من الأحداث ليلة ولادته‟

تمهيد :
كانت مكة على موعدٍ؛ بل إن أردت الدقة جزيرة العرب كلها؛ بل إن أردت الحقيقة امبراطورية فارس وامبراطورية الروم؛ وإن أردت الواقع الفعلي فقد كان العالم بأسره -عربه وعجمه والجهات الأربع : شرقها وغربها وشمالها وجنوبها- مع أمر عظيم سيظل يشرق بنوره على الكون كله إلى أن يرث الله -جل جلاله- الأرض ومَن عليها..
.. إنه ميلاد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين؛ المتمم للمبتعثين من رب الكون والإنسان والحياة والمخلوقات أجمعين النبي المرتضى والرسول المجتبى والحبيب المحتبى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليخرج الناس من ظلم الإنسان إلى عدل واجد الإنسان وخالقه؛ -الرسول- الذي كان بشيراً لأمة عربية تعيش في جاهلية ولبقية أمم الأرض وشعوبها..
ثم لمن أمن به بعد ذلك في كل زمان وكل مكان؛ وهاديا لمن أعتقد في هداه وتسربل بوشاح سنته وسار على دربه، ونذيراً بزوال الشرك والظلم والجهل، وبُعث لنشر التوحيد والعدل بين الناس، والرحمة لكافة العالمين.. وعندما قرب شروق شمس مولده صلوات الله وسلامه عليه وآله ..

كانت له إرهاصات
ودلالات
وأحداث فريدة..
وقد أكثر مؤلفو السير والشمائل والتاريخ في ذكر تلك الإرهاصات والحوادث، التي اقترنت بميلاده صلى الله عليه وسلم، والتي فيها الصحيح الثابت والضعيف الذي لا يصح..
ومع اعتقادي الذي يصل إلى حد الجزم في أن بعض الأحداث والمرويات أنها ضعيفة بل منها ماهو ليس بصحيح البتة -علكتها أفواه مَن جهل سيرته؛ أو وافقت ما اضمره صدر محب مغال وسريرته- إلا إنني اذكر تلك المراجع؛
ثم
أقوم بتخريجها وفق قدرتي العلمية وقدر إستطاعتي الفهمية وحسب طاقتي الإدراكية العقلية؛
ومِن ثَمَّ
التعليق عليها؛
إذ يجب أن تكون سيرة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين خالية من الشوائب التي قد تعكر صفو جريان ينبوع مائها بين الأحياء ليرتوا مِن نبعها الصافي فيعيشوا في هناء وصفاء فتتدفق هطول شلالاتها الغزيرة الوفيرة لتتحرك عجلة الإصلاح والتجديد في كل زمان ومكان..
فــ
الحديث :
- أولاً عن
و « لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ »
و
- ثانيا عن
و « لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا » ؛
فــ الأسوة الأولى العامة تجدها في ﴿سورة الممتحنة؛ آية: ٤﴾
و
الأسوة الثانية الخاصة تجدها في ﴿سورة الأحزاب؛ آية: ٢١﴾..
و
العلي القدير أسأله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه؛ ويزيل غشاوة الجهل وستار التقليد وغبار النقل دون تحقيق أو تدقيق عن بصيرتي وعقلي.. فهو نعم المسؤول وبالإجابة لما ادعوه قدير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
﴿ « ‟ ٣ „ ». ﴾ الْبَحْثُ الثَّالِثُ : « „ ما روى من أحداث ليلة المولد ‟ »:
نجمل القول أولاً؛
ثم
نفصله..
فــ
نبدءُ بـ السؤال:

ما هي معجزات ولادة الرسول الكريم !؟
الجواب:
عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الصَّادِقِ(2) - أي الامام جعفر بن محمد- قَالَ :
١ . ] كَانَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ يَخْتَرِقُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى عليه السلام حُجِبَ عَنْ ثَلَاثِ سَمَاوَاتٍ وَكَانَ يَخْتَرِقُ أَرْبَعَ سَمَاوَاتٍ،
فَــ
لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم حُجِبَ عَنِ السَّبْعِ كُلِّهَا،
وَ
رُمِيَتِ الشَّيَاطِينُ بِالنُّجُومِ،
وَ
قَالَتْ قُرَيْشٌ هَذَا قِيَامُ السَّاعَةِ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ أَهْلَ الْكُتُبِ يَذْكُرُونَهُ،
وَ
قَالَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ- وَكَانَ مِنْ أَزْجَرِ(3) أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ- :

٢ . ] انْظُرُوا هَذِهِ النُّجُومَ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَيُعْرَفُ بِهَا أَزْمَانُ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَإِنْ كَانَ رُمِيَ بِهَا فَهُوَ هَلَاكُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَإِنْ كَانَتْ ثَبَتَتْ وَرُمِيَ بِغَيْرِهَا فَهُوَ أَمْرٌ حَدَثٌ .

٣ . ] وَأَصْبَحَتِ الْأَصْنَامُ كُلُّهَا صَبِيحَةَ وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَيْسَ مِنْهَا صَنَمٌ إِلَّا وَهُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ .

٤ . ] وَارْتَجَسَ(4) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِيْوَانُ كِسْرَى؛
وَ

٥ . ] سَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً .

٦ . ] وَغَاضَتْ(5) بُحَيْرَةُ سَاوَةَ .

٧ . ] وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ .وَ

٨ . ] خَمَدَتْ نِيرَانُ فَارِسَ، وَلَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَلْفِ عَامٍ .

٩ . ] وَرَأَى الْمُؤْبَذَانُ(6) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الْمَنَامِ إِبِلًا صِعَاباً تَقُودُ خَيْلًا عِرَاباً قَدْ قُطِعَتْ دِجْلَةُ وَانْسَرَبَتْ فِي بِلَادِهِمْ .

١٠ . ] وَانْقَصَمَ طَاقُ الْمَلِكِ كِسْرَى مِنْ وَسَطِهِ .

١١ . ] وَانْخَرَقَتْ عَلَيْهِ دِجْلَةُ الْعَوْرَاءِ(7).

١٢ . ] وَانْتَشَرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ نُورٌ مِنْ قِبَلِ الْحِجَازِ ثُمَّ اسْتَطَارَ حَتَّى بَلَغَ الْمَشْرِقَ .

١٣ . ] وَلَمْ يَبْقَ سَرِيرٌ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا إِلَّا أَصْبَحَ مَنْكُوساً، وَالْمَلِكُ مُخْرِساً لَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَهُ ذَلِكَ .

١٤ . ] وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَنَةِ .

١٥ . ] وَبَطَلَ سِحْرُ السَّحَرَةِ .

١٦ . ] وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنَةٌ فِي الْعَرَبِ إِلَّا حُجِبَتْ عَنْ صَاحِبِهَا.

١٧ . ] وَعَظُمَتْ قُرَيْشٌ فِي الْعَرَبِ، وَسُمُّوا آلَ(8) اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَ
قَالَتْ آمِنَةُ:
إِنَّ ابْنِي وَاللَّهِ :

١٨ . ] سَقَطَ فَاتَّقَى الْأَرْضَ بِيَدِهِ،
ثُمَّ

١٩ . ] رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا(9) ،
ثُمَّ

٢٠ . ] خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ(10) ،
وَ

٢١ . ] سَمِعْتُ فِي الضَّوْءِ قَائِلًا يَقُولُ : إِنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ سَيِّدَ النَّاسِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً .

٢٢ . ] وَصَاحَ إِبْلِيسُ -لَعَنَهُ اللَّهُ- فِي أَبَالِسَتِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيهِ.

فَقَالُوا : مَا الَّذِي أَفْزَعَكَ يَا سَيِّدَنَا ؟

فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ، لَقَدْ أَنْكَرْتُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ عَظِيمٌ مَا حَدَثَ مِثْلُهُ مُنْذُ رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام، فَاخْرُجُوا وَانْظُرُوا مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي قَدْ حَدَثَ .
فَــ
افْتَرَقُوا،
ثُمَّ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ
.. فَقَالُوا : مَا وَجَدْنَا شَيْئاً .
فَــ
قَالَ إِبْلِيسُ -لَعَنَهُ اللَّهُ- : أَنَا لِهَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ انْغَمَسَ فِي الدُّنْيَا فَجَالَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَرَمِ فَوَجَدَ الْحَرَمَ مَحْفُوظاً بِالْمَلَائِكَةِ، فَذَهَبَ لِيَدْخُلَ فَصَاحُوا بِهِ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَارَ مِثْلَ الصِّرِّ - وَهُوَ الْعُصْفُورُ - فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ حَرَى .
فَــ
قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: وَرَاكَ لَعَنَكَ اللَّهُ .
فَــ
قَالَ لَهُ: حَرْفٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُ يَا جَبْرَئِيلُ، مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ فِي الْأَرْضِ ؟
فَــ
قَالَ لَهُ : وُلِدَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم .
فَــ
قَالَ لَهُ : هَلْ لِي فِيهِ نَصِيبٌ ؟ .
قَالَ : لَا .
قَالَ : فَفِي أُمَّتِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : رَضِيتُ(11).







هذا كان الإجمال في مسألة أحداث ليلة المولد ؛
و
إليك التفصيل :

[٣. ١. ]: انتكاس بعض الأصنام:
قَالَ الْخَرَائِطِيُّ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ - الزبير - أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ:
- وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ؛
وَ
- زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ؛
وَ
- عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ،
وَ
- عُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ.... كَانُوا عِنْدَ صَنَمٍ لَهُمْ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ قَدِ اتَّخَذُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ عِيدًا كَانُوا :
- يُعَظِّمُونَهُ،
- وَيَنْحَرُونَ لَهُ الْجَزُورَ،
ثُمَّ
يَأْكُلُونَ
وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ،
وَيَعْكُفُونَ عَلَيْهِ
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فِي اللَّيْلِ فَرَأَوْهُ مَكْبُوبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ؛
فَأَخَذُوهُ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ؛
فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ انْقَلَبَ انْقِلَابًا عَنِيفًا؛
فَأَخَذُوهُ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ
فَانْقَلَبَ الثَّالِثَةَ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اغْتَمُّوا لَهُ، وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ،

فَــ
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ: مَا لَهُ قَدْ أَكْثَرَ التَّنَكُّسَ، إِنَّ هَذَا لِأَمْرٍ قَدْ حَدَثَ، وَذَلِكَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ :
أَيَا صَنَمَ الْعِيدِ الَّذِي صُفَّ حَوْلَهُ ** صَنَادِيدُ وَفْدٍ مِنْ بِعِيدٍ وَمِنْ قُرْبِ
تَكَوَّسْتَ مَغْلُوبًا فَمَا ذَاكَ قُلْ لَنَا ** أَذَاكَ سَفِيهٌ أَمْ تَكَوَّسْتَ لِلْعَتْبِ
فَإِنْ كَانَ مِنْ ذَنْبٍ أَتَيْنَا فَإِنَّنَا ** نَبُوءُ بِإِقْرَارٍ وَنَلْوِي عَنِ الذَّنْبِ
وَإِنْ كُنْتَ مَغْلُوبًا تَكَوَّسْتَ صَاغِرًا ** فَمَا أَنْتَ فِي الْأَوْثَانِ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ


قَالَ : فَأَخَذُوا الصَّنَمَ فَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ فَلَمَّا اسْتَوَى هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ مِنَ الصَّنَمِ ، بِصَوْتٍ جَهِيرٍ وَهُوَ يَقُولُ :

تَرَدَّى لِمَوْلُوْدٍ أَنَارَتْ بِنُورِهِ ** جَمِيعُ فِجَاجِ الْأَرْضِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ
وَخرَّتْ لَهُ الْأَوْثَانُ طُرًّا وَأُرْعِدَتْ ** قُلُوبُ مُلُوكِ الْأَرْضِ طُرًّا مِنَ الرُّعْبِ
وَنَارُ جَمِيعِ الْفُرْسِ بَاخَتْ وَأَظْلَمَتْ ** وَقَدْ بَاتَ شَاهُ الْفُرْسِ فِي أَعْظَمِ الْكَرْبِ
وَصُدَّتْ عَنِ الْكُهَّانِ بِالْغَيْبِ جِنُّهَا ** فَلَا مُخْبِرٌ عَنْهُمْ بِحَقٍّ وَلَا كَذِبَ
فَيَالَ قُصَيٍّ إِرْجِعُوا عَنْ ضَلَالِكُمْ ** وَهُبُّوا إِلَى الْإِسْلَامِ وَالْمَنْزِلِ الرَّحْبِ


قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ خَلَصُوا نَجِيًّا
فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَصَادَقُوا ، وَلْيَكْتُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالُوا : أَجَلْ.


فَقَالَ لَهُمْ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ تَعْلَمُونَ - وَاللَّهِ - مَا قَوْمُكُمْ عَلَى دِينٍ، وَلَقَدْ أَخْطَئُوا الْحُجَّةَ ، وَتَرَكُوا دِينَ إِبْرَاهِيمَ مَا حَجَرٌ تُطِيفُونَ بِهِ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ ؟ . يَا قَوْمِ، الْتَمِسُوا لِأَنْفُسِكُمُ الدِّينَ. قَالَ : فَخَرَجُوا عِنْدَ ذَلِكَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ، وَيَسْأَلُونَ عَنِ الْحَنِيفِيَّةِ دِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

فَأَمَّا وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فَتَنَصَّرَ، وَقَرَأَ الْكُتُبَ حَتَّى عَلِمَ عِلْمًا،

وَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فَسَارَ إِلَى قَيْصَرَ فَتَنَصَّرَ، وَحَسُنَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَهُ،
وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَأَرَادَ الْخُرُوجَ فَحُبِسَ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَضَرَبَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ الرِّقَّةَ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ فَلَقِيَ بِهَا رَاهِبًا عَالِمًا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي يَطْلُبُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : إِنَّكَ لَتَطْلُبُ دِينًا مَا تَجِدُ مَنْ يَحْمِلُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يَخْرُجُ مِنْ بَلَدِكَ يُبْعَثُ بِدِينِ الْحَنِيفِيَّةِ فَلَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ رَجَعَ يُرِيدُ مَكَّةَ فَغَارَتْ عَلَيْهِ لَخْمٌ فَقَتَلُوهُ،
وَأَمَّا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ مَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَلَمَّا صَارَ بِهَا تَنَصَّرَ، وَفَارَقَ الْإِسْلَامَ فَكَانَ بِهَا حَتَّى هَلَكَ هُنَالِكَ نَصْرَانِيًّا. (12).
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[٣. ٢. ]: ذِكْرُ ارْتِجَاسِ إِيوَانِ كِسْرَى(13)؛ وَ

[٣. ٣. ]: سُقُوطِ الشُّرُفَاتِ(14)، وَ

[٣. ٤. ]: خُمُودِ النِّيرَانِ(15)، وَ

[٣. ٥. ]: رُؤْيَا الْمُوبِذَانِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الدَّلَالَاتِ؛ و

[٣. ٦. ]: انبثاق دجلة(16) العوراء (شط العرب) (17)"
تحقيق مسألة البحث الثالث:


„ ارتجاس ديوان كِسرى.. وسقوط شرفاته.. وخمود نار المجوس(18)‟


قَالَ الْحَافِظُ الْخَرَائِطِيُّ(19). فِي كِتَابِ „هَوَاتِفِ الْجَانِّ(20)” حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ يَعْلَى بْنُ عِمْرَانَ - مِنْ آلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْبَجَلِيِّ - حَدَّثَنِي مَخْزُومُ بْنُ هَانِئٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ أَبِيهِ - وَأَتَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ - قَالَ (21) في خبرٍ طويلٍ جاء فيه: „ لمَّا كانتِ اللَّيلةُ الَّتي وُلِدَ فيها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله وسلَّمَ : ارتَجسَ إيوانُ كِسرى؛ وسقَطَت منها أربعةُ عشرَ [أربعَ عشرةَ] شُرافةَ [شُرفةً]؛ وخَمدت نارُ فارِسَ؛ ولم تخمَد قبلَ ذلك ألفَ عامٍ،
و
[٣. ٧. ]: غاضَت بُحيرَةُ ساوَةَ (22) يكمل هانئ المخزومي الخبر فلمَّا أصبحَ كسرى أفزعَهُ [ما رأى من شأنِ إيوانِهِ] ذلِكَ فصبرَ عليهِ تشجُّعًا إليه وأخبرَهم فلمَّا عيلَ صبرُهُ رأى أن لا يَسترَ ذلِكَ عن وزرائِهِ [ابن كثير البداية؛ ص: 395 لم يذكر وزرائه:" لَا يَدَّخِرُ عن" ] ومَرازبتِهِ فلبسَ تاجَهُ وقعدَ علَى سريرِهِ وجمعَهُم إليهِ [فلمَّا اجتمعوا عندَهُ قالَ: أتدرونَ فيمَ بعثتُ إليْكم قالوا: لا إلَّا أن يخبرنا الملِكُ] وأخبرَهُم بما رأى فبَينا هم كذلِكَ إذ وردَ عليهمُ الكتابُ بخُمودِ النَّارِ فازدادَ غمًّا إلى غمِّهِ فقالَ الموبِذانُ: وأَنا -أصلحَ اللَّهُ الملِكَ- اللَّهُمَّ قد رأيتُ في هذِهِ اللَّيلةِ [رؤيا ثمَّ قصَّ عليْهِ رؤياهُ] [البداية ص: 396].

ثم
يكمل ابن كثير : (رأيتُ) إبلًا ضِعافًا [صعابًا] تقودُ خيلًا عِرابًا قد قطَعَت دجلةَ وانتشَرَت في بلادِها [ابن كثير : بِلَادِهِمْ] فقالَ: أيُّ شيءٍ يكونُ هذا يا موبذانُ ؟، وَكانَ أعلَمَهُم في أنفسِهِم قالَ: حادثٌ [حدثٌ] يكون في ناحيةِ العَربِ .

فَكَتبَ عندَ ذلِكَ:

مِن كِسرى ملِكِ الملوكِ إلى النُّعمانِ بنِ المنذرِ:
أمَّا بعدُ؛ فابعَث [فوجِّه] إليَّ برجلٍ عالِمٍ بما أريدُ أن أسألَهُ عنهُ.
فبَعثَ [فوجَّهَ] إليهِ بـ عبدِالمسيحِ بنِ عمرِو بنِ حيَّانَ بنِ بَقلةَ (ابن كثير البداية :" بُقَيْلَةَ ") الغسَّانيِّ، فلما قدِمَ (البداية:"وَرَدَ") عليه قال [لَهُ ألَكَ]: أعندَكَ علمٌ بما أريدُ أن أسألَكَ عنهُ؟. قالَ: لِيُخبِرني [ليَسألني] [البداية:"عَمَّا أَحَبَّ"] الملِكُ فإن كانَ عِندي منهُ علمٌ [إلَّا] أخبرتُهُ؛ وإلَّا [البداية:"أَخْبَرْتُهُ بِمَنْ يَعْلَمُ"] دَللتُهُ على مَن يخبرُهُ، فأخبرَهُ بما رأى فقالَ: عِلمُ ذلِكَ عندَ خالٍ لي يسكنُ مشارِفَ الشَّامِ يقالُ له „سَطيحٌ”؛ قال: فأتِهِ فاسألهُ عمَّا أخبرتُكَ [البداية:"سَأَلَتُكَ عَنْهُ"] ثمَّ ائتِني بجوابِهِ [البداية:"بِتَفْسِيرِهِ"] فخرجَ عبدُالمسيحِ [فرَكِبَ] حتى قدِم [البداية:" حَتَّى انْتَهَى إِلَى"] „سَطيحٍ” وقد أشفَى على [البداية:"الضَّرِيحِ"] الموتِ فسلَّمَ عليهِ وحيَّاهُ [البداية:"وَكَلَّمَهُ"] فلَم [يحر] يردَّ عليهِ جوابًا فأنشأ عبدُالمسيحِ يقولُ:
أصُمَّ لَم يسمَعْ غطريفُ اليمَنْ * أم فازَ [ابن كثير البداية :" فَاد"] فأزلَمَّ به شأوُ العنَنْ
يا فَاصِلَ الخُطَّةِ أعيَت مَنْ ومَنْ * [ابن كثير البداية :" وَكَاشِفَ الْكُرْبَةِ عَنْ وَجْهٍ غَضِنْ "]
أتاكَ شيخُ الحيِّ مِن آلِ سنَنْ
وأمُّهُ من آلِ ذئبِ بنِ حَجَنْ * أزرقُ [نَهمُ] [البداية ابن كثير :" بَهْمُ "] مُهمي النَّابِ صرَّارُ الأذُنْ
[ابن كثير البداية:" أَزْرَقُ بَهْمُ النَّابِ صَرَّارُ الْأُذُنْ * أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ وَالْبَدَنْ "]
أبيضُ فضفاضُ الرِّداءِ والبدَنْ * رسولُ قَيلَ العُجْمِ يَسري للوسَنْ
لا يرهبُ الرَّعدَ ولا ريبَ الزَّمَنْ * تجوبُ بي الأرضَ علنداةٌ شَجَنْ [شزَنْ؛ عند الذهبي وابن كثيرالبداية]
ترفعُني وجنًا وتَهْوى بي وَجَنْ * حتَّى أتي عاري الجآجِئ والقطَنْ

[قلت(الرمادي): يوجد تقديم وتأخير في سرد الأبيات]
تلفُّهُ في الرِّيحِ بوغاءُ الدِّمَنْ * كأنَّما حُثْحِثَ من حضني ثَكَن [كأنَّما أخرجَ من جوفٍ ثَكن]
فلمَّا سمعَ سَطِيحٌ شعرَهُ رفع رأسه وقال :
عبدُالمسيحِ علَي جملٍ مُشيحٍ إلى (أَتَى) سطيحٍ .
وقد أوفى على الضريحٍ
بعثَكَ ملِكُ بَني ساسانَ لارتِجاسِ الإيوانِ وخُمودِ النِّيرانِ ورُؤيا الموبذانِ رأى إبلًا ضِعافًا ["صعابًا" عند ابن كثير؛ البداية] تقودُ خيلًا عِرابًا قد قَطَعَت دِجلةَ وانتشَرَتْ في بلادِها يا عبدَالمسيحِ إذا كثُرتِ التِّلاوةُ وظَهَرَ صاحبُ الهَراوةِ وخمدت نارُ فارسَ وغاضت بُحَيْرةُ ساوةَ وفاضَ وادي السَّماوةِ فليسَ الشَّامُ لسَطيحٍ شاما يملِكُ منهم ملوكٌ وملِكاتٍ علَى عددِ الشُّرفاتِ وَكُلُّ ما هوَ آتٍ آتٍ .


ثمَّ
قضَى سطيحٌ مَكانَهُ ووثبَ [البداية:"فَنَهَضَ"] عبدالمسيح الغَسَّاني [البداية:"إِلَى رَاحِلَتِهِ"] [إلى رحلِهِ وَهوَ ] يقولُ:
شَمِّر فإنَّكَ ماضي الهمَّ شِمِّيرُ * لا يُفْزِعَنَّكَ تفريقٌ وتغييرُ
إن يمسِ ملِكُ بَني ساسانَ أفرطَهُم * فإنَّ ذا الدَّهرِ أطوارٌ دهاهيرُ
فربَّما ربموا [ربَّما] أضحَو بمنزلةٍ * تَهابُ [البداية : يَخَافُ] صولَهُمُ الأسدُ المَهاصيرُ
منهم أخو الصَّرحِ بَهْرامٌ وأخوتُهُ * والهرمُزانُ وسابورُ [البداية:" شَابُورٌ] وسابورُ
والنَّاسُ أولادُ عَلَّاتٍ فمَن علِموا * أن قد أقلَّ فمَحقورٌ ومَهجورُ
بيت من عند البداية: [وَرُبَّ قَوْمٍ لَهُمْ صُحْبَانُ ذِي أُذُنٍ * بَدَتْ تُلَهِّيهِمُ فِيهِ الْمَزَامِيرُ ]
وهُم بنوا الأمِّ أما إن رَأوا نَشبًا * فذاكَ بالغَيبِ مَحفوظٌ ومَنصورُ
فالخيرُ والشَّرُّ مَقرونانِ [مصفودانِ] في قَرَنٍ * فالخيرُ متَّبعٌ والشَّرُّ مَحذورُ
فلمَّا قدمَ عبدُالمسيحِ على كِسرى أخبرَهُ بقولِ سَطيحٍ. فقالَ كِسرَى: إلى [متى يملِكُ] أن يملِكَ منَّا أربعةَ عشرَ ملكًا قد كانَت أمورٌ [البداية :"وَأُمُورٌ"]. قال: فملَكَ منهُم عشرةٌ أربعَ سنينَ وملَكَ الباقونَ إلى آخرِ خِلافةِ عُثمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ ‟ (23)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وذكر : أبو شهبة في السيرة النبوية :" ما صاحب الميلاد من الايات والعجائب:
ومن الآيات والإرهاصات(24) التي صاحبت الميلاد :
- ارتجاس إيوان كسرى،
و
- سقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته، فقد كان هذا إيذانا بأنه لم يبق من ملوكهم إلا أربعة عشر(25) ، وهذا ما كان، وصدّقه التاريخ والواقع(!!!)، وغاضت بحيرة ساوه(26)، وخمدت نيران فارس التي كانوا يعبدونها، ولم تخمد منذ ألف عام(27).

يقول بعد ذلك أبو شيبة في السيرة النبوية : « وقد أسرف المؤلفون في السير والمولد والتاريخ في ذكر العجائب التي اقترنت بالميلاد،
و
منها :
- كلام الهواتف(28)،
و
- الجن،
و
فيها الكثير مما لم يصح، وما هو مختلق، فأعرضت عن ذكر كل ذلك، واكتفيت بما هو ثابت، أو بعضه(29).

و
قد ذكرت رواية إرتجاس إيوان كسرى وخمود نار الفرس في العديد من الكتابات والبحوث الحديثة دون تمحيص أو تدقيق؛
فــ
تجدها على موقع قصّة الاسلام تحت اشراف الدكتور راغب السرجاني؛ دون تعليق أو تدقيق؛ وهذا ما لا أفهمه، خاصةً أن الدكتور يكتب في موقع قد يعتمد عليه الكثير كمرجع .
قلت(الرمادي): لم تخل كتب السنة أو الشيعة من ذكر هذه الإرهاصات؛ فأنت تقرأ في موسوعة :" محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي؛ بحار الأنوار [الجزء: 15؛ ص: 256] نفس الرواية؛ فكتب يقول :" وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وبقية الرواية ذكرتها في المجمل في بداية هذا البحث فلتراجع.
قلتُ(الرمادي): والمجلسي ذكرها دون تعليق أو تصحيح أو تضعيف؛
ثم
يكمل المجلسي القول ص : 257:" بما أثبتناه في المجمل؛ نقلا من الإمام جعفر.
وذكر الصالحي رواية عن ابن جرير؛ قريبة مما ذهب إليه المجلسي؛ فذكر في الباب الحادي عشر؛ تحت عنوان :
« في انبثاق دجلة وارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران وغير ذلك مما يذكر»..

فــ
كتب يقول:" ذكر ابن جرير؛ وغيره أن « كِسرى أبرويز كان قد سكر -سد- دجلة العوراء وأنفق عليها مالا عظيما، وكان طاق ملكه قد بناه بنيانا عظيما لم ير مثله، وكان عنده ثلاثمائة رجل من كاهن وساحر ومنجم، وكان فيهم رجل من العرب اسمه „السائب” قد بعث به بأذان من اليمن، وكان كِسرى إذا حزبه أمر جمعهم فقال: انظروا في هذا الأمر ما هو.
فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح كِسرى وقد انقصم طاق ملكه من غير ثقل وانخرقت دجلة العوراء فلما رأى ذلك أحزنه فدعا كهانه وسحاره ومنجميه وفيهم „السائب”
فقال لهم: قد انقصم طاق ملكي من غير ثقل فانظروا في أمره بما تعلمونه من علمكم فأخذت عليهم أقطار السماء وأظلمت الأرض فلم يمض لهم ما رأوه وبات „السائب” في ليلة مظلمة على ربوة من الأرض ينظر فرأى برقا من قبل الحجاز قد استطار فبلغ المشرق، فلما أصبح رأى تحت قدميه روضة خضراء
فقال فيما يعتاف: إن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق وتخصب الأرض عليه كأفضل ما أخصبت على ملك. فلما خلص الكهان والمنجمون بعضهم إلى بعض ورأوا ما أصابهم ورأى „السائب” ما رأى
قال بعضهم لبعض: والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمر جاء من السماء وإنه لنبي يبعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ملكه ويكسر وإن نعيتم إلى كسرى كسر ملكه ليقتلنكم فاتفقوا على أن يكتموه الأمر وقالوا له قد نظرنا فوجدنا وضع دجلة العوراء وطاق الملك قد وضع على النحوس،
فلما اختلف الليل والنهار فوقعت النحوس مواقعها زال كل ما وضع عليها، ونحن نحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول. - فحسبوا فأمروه بالبناء فبنى دجلة العوراء في ثمانية أشهر وأنفق عليها أموالا جليلة حتى فرغ منها، فلما فرغ قال لهم: أجلس على سورها ؟
قالوا: نعم. فجلس في أساورته ومرازبته، فبينما هو كذلك انشقت دجلة وخرج ذلك البنيان من تحته، فلم يخرج إلا بآخر رمق، فلما أخرجوه جمع كهانه وسحرته ومنجميه وقتل منهم نحو مائة وقال لهم: أقربتكم وأجريت عليكم الأموال ثم إنكم تخونونني ؟
فقالوا: أيها الملك أخطأنا كما أخطأ من قبلنا.
ثم حسبوا له وأمروه بالبناء فبناه وفرغ منه وأمروه بالجلوس عليه فخاف أن يجلس عليه فركب وسار على البناء فبينما هو يسير إذ انشقت أيضا، فلم يدرك إلا بآخر رمق. فدعاهم
وقال: لأقتلنكم أو لتصدقني. فصدقوه وأخبروه بالأمر
فقال: ويحكم هلا بينتم لي ذلك فأرى فيه ما أرى قالوا: منعنا الخوف. فتركهم. » (30).
قلتُ(الرمادي): تجولت مع القارئـ(ـة) الكريمـ(ـة) بين صفحات وسطور مصادر ذكرت هذه الأحداث؛ وقد بينتُ ضعف هذه الأخبار؛ أو عدم وقوعها اصلاً.. ومن الله تعالى ذكره وجل قدره التوفيق والسداد والهداية .
**
ذكرتُ في مجمل هذا البحث مسألة إختراق إبليس للسموات؛ فذكر ابن جماعة في المختصر " ورُميت الشياطين بالشُّهب الثواقب؛ ثم ذكرت بعض المصادر: حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله عليه السلام.".

ذكر الصالحي الشامي في : الباب العاشر تحت عنوان :" في حزن إبليس وحجبه من السموات وما سمع من الهواتف لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم"

حَكَى السُّهَيْلِيُّ (31) عَنْ تَفْسِيرِ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْحَافِظِ « أَنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ(32) أَرْبَعَ رَنَّاتٍ؛ ورنّة ً حِينَ لُعِنَ، وَورنّة ً حِينَ أُهْبِطَ، وَورنّة ً حِينَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَورنّة ً حِينَ أُنْزِلَتِ الْفَاتِحَةُ »(33)
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
الجزء الثاني إرهاصات ليلة الميلاد ~ القسم الثالث: السيرة النبوية

ــــــــــــــــــ
تخريج الأحاديث وذكر المصادر والتعليقات:

(1) انظر البداية والنهاية؛ ابن كثير.

(2) سلسلة الرواية فقد روى الشيخ الصدوق عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَزَنْطِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؛
قلت(الرمادي): راجع المجلسي في موسوعته بحار الأنوار؛ الجزء 15؛ ص :"258".
(3) الزَجر : العيافة، وهو نوع من الكهانة. قال في النهاية: العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها،

(4) الارتجاس : الاضطراب والتزلزل . ارتجس: اضطرب وانشق.
(5) غاضت : قلَّ ونَضُبْ ماؤها . زيادة في المعلومات.. وستجد إختلافاً


(6) المُوبذان : قال السهيلي: معناه القاضي أو المفتي بلغتهم. وقال ابن منظور في "لسان العرب": الموبذان للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين."، والموبذ القاضي، وقال صاحب القاموس: الموبذان فقيه الفرس وحاكم المجوس.

(7) دجلة العوراء: دجلة نهر معروف بالعراق، وإن كِسرى كان سكَّر -سدَّ- بعض الدجلة وبنى عليها بناء، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء لأنه عور وطم بعضها فانخرقت عليه وانهدم بنيانه

(8) قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الصَّادِقُ : إِنَّمَا سُمُّوا آلَ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ فِي بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ.

(9) ومن عجائب ولادته صلى الله عليه وسلم ما ظهر من آيات دالة على النبوة عند مولده، وما حكته أمه-آمنة بنت وهب- ومن حضر مولده من النساء من العجائب ومنها: "أنه صلى الله عليه وسلم كان رافعاً رأسه كالداعى الله - عندما وضعته - شاخصاً ببصره إلى السماء". [رواه البيهقى عن الزهرى مرسلاً.]. وسنبحث هذه المسالة إن شاء الله تعالى.

(10) ومن ذلك أيضاً ما روى عن فاطمة أم عثمان بن أبى العاص قالت: "لما حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت البيت حين وقع (أى حين خرج صلى الله عليه وسلم للدنيا) قد امتلأ نوراً، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علىّ". [ رواه البيهقى؛ والطبرانى]. وقد ذكرنا من قبل ما :" قد رواه أبو العجفاء التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" رَأَتْ أُمِّى حِينَ وَضَعَتْنِى سَطَعَ مِنْهَا نُوراً أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصرَى". [أخرجه ابن سعد. وما رواه العرباض فليرجع إلى موضعه] . وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنِ الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهَا كَانَتْ قَابِلَتَهُ، وَأَنَّهَا أَخْبَرَتْ بِهِ حِينَ سَقَطَ عَلَى يَدَيْهَا، وَاسْتَهَلَّ.. سَمِعَتْ قَائِلًا يَقُولُ :" يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَإِنَّهُ سَطَعَ مِنْهُ نُورٌ رُئِيَتْ مِنْهُ قُصُورُ الرُّومِ".

(11) انظر: محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي؛ بحار الأنوار؛ الجزء : 15؛ ص: 258 .

(12) أخرجه ابن عساكر (3 /423). وذكره ابن كثير في البداية: ص: 579- 580؛ كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كتاب مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر شيء من البشارات بذلك. وهذا حديث موضوع في إسناده وضاعان هما : عبدالله بن محمد البلوى، وعمارة بن زيد. فقد قَالَ الْخَرَائِطِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ بِمِصْرَ؛ وهو الأول؛ ثم يكمل :" حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ "؛ وهذا الثاني. وتجده عند الصالحي الدمشقي؛ ص: 351.
قلت(الرمادي): ولعلي أعود لبحث هذه المسألة؛ أقصد البشارات بمحمد كـ رسول الله؛ صلى الله عليه وآله وسلم

(13) انظر : عند ابن جماعة؛ فقد قال:" انشقَّ إيوان كِسرى حتى سُمع صوتُهَ "، وابن كثير في البداية.

(14) انظر : ابن كثير في البداية؛ وابن جماعة يحدد عددها نقلاً من المصادر التي سأذكرها:" وسقط منه أربع عشرة شُرفةً".

(15) انظر : ابن كثير البداية .

(16) إضافة من عند الصالحي الشامي.

(17) المصدر: ذي قار وبطائحها في العصر الإسلامي؛ (1- 656هـ / 622- 1258م)؛ دراسة في أحوالها الاجتماعية والاقتصادية؛ رسالة تقدمت بها الطالبة؛ ميادة سالم علي العكيلي؛ إلى مجلس كلية الآداب جامعة ذي قار، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي؛ بأشراف: أ. م. د. فاضل كاظم صادق. وجاء عند نهاية الأرب في فنون الأدب:"وانظر البدء والتاريخ؛ المؤلف: المطهر بن طاهر المقدسي: " وكانت المراكب التي ترد من الهند والصين تدخل في دجلة من بحر فارس إلى مدينة المداين، فاتفق أن انبثق في أسافل كسكر بثق عظيم على عهد قباذ بن قيروز فأهمل حتى طغى ماؤه وغرق غمارات وضياعا فصارت بطائح. ويسمى هذا البثق دجلة العوراء لتحول الماء عنه. وصار بين دجلة الآن ودجلة العوراء مسافة بعيدة تسمى بطن جوخى، وهو من حد فارس من أعمال واسط إلى نحو السوس من أعمال خوزستان؛ وانظر: نهاية الأرب في فنون الأدب؛ وتاريخ الطبري؛ تاريخ الأمم والملوك؛ محمد بن جرير الطبري أبو جعفر؛ ج:2؛ ص: 188-190.
قلت(الرمادي): وعند ابن جريرالطبري في تاريخه أخبار تنسب إلى نبي الإسلام سأحققها في موضعها بإذته تبارك وتعالى .

(18) روى ابن جرير الطبرى في تاريخه (2/143) وأبو نعيم (ص95)؛ والبيهقي (1/126) كلاهما في الدلائل "ونقله الصالحي من الخرائطي ص : 355 وذكره ابن كثير.

(19) ترجمته :" الْإِمَامُ الْحَافِظُ الصَّدُوقُ الْمُصَنِّفُ أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ شَاكِرٍ، السَّامَرِّيُّ الْخَرَائِطِيُّ؛ صَاحِبُ مصنفاتٍ مثل „مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ”، وَ„مَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ”، وَ„اعْتِلَالِ الْقُلُوبِ”، وَغَيْرِ ذَلِكَ. سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَعُمَرَ بْنَ شَبَّةَ، وَسَعْدَانَ بْنَ نَصْرٍ، وَسَعْدَانَ بْنَ يَزِيدَ، وَحُمَيْدَ بْنَ الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيَّ، وَعِدَّةً. حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ مُهَنَّا الدَّرَانِيُّ وَمُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا مُوسَى السِّمْسَارِ، وَالْقَاضِي يُوسُفُ الْمَيَانَجِيُّ، وَعَبْدُالْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ، وَآخَرُونَ وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِعَسْقَلَانَ. قَالَ ابْنُ مَاكُولَا :"صَنَّفَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنَ الْأَعْيَانِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ حَسَنَ الْأَخْبَارِ، مَلِيحَ التَّصَانِيفِ. قِيلَ: مَاتَ بِـ „يَافَا” فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ". [انظر الذهبي؛ سير أعلام النبلاء. ص:268] .

(20) قال الخرائطي في مقدمة كتابه :" هَذَا كِتَابُ هَوَاتِفِ الْجِنَانِ وَعَجِيبِ مَا يُحْكَى عَنِ الْكُهَّانِ مِمَّا يُبَشِّرُ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَيَدُلُّ مِنْهُ بِوَاضِحِ الْبُرْهَانِ".

(21) انظر ابن كثير البداية .

(22) اقتصر البعض على هذا الجزء من الخبر الطويل الذي رواه هانئ المخزومي: انظر ابن جماعة في المختصر. وقال الذهبي في السيرة النبوية: ج: 1؛ ص: 44 :„ هذا حديث منكر غريب” . وذكره ابن كثير بطوله في البداية: ج: 2؛ ص: 249، وقال :„ هذا الحديث لا أصل له في شئ من كتب الإسلام المعهودة، ولم أره بإسناد أصلا” .

(23) انظر : النخشبي؛ في : تخريج الحنائيات:ج: 2؛ ص: 994؛ الحديث : حسن غريب . يلاحظ ما بين المعكوفتين [] من عند ابن كثير؛ البداية؛ ومن عند الذهبي؛ في تاريخ الإسلام :ج: 1؛ ص: 35؛ والحديث : منكر غريب. والحديث جاء في دلائل النبوة لقوام السنة؛ وإسناده ضعيف؛ وذكر في :" دلائل النبوة؛ للبيهقي؛ وإسناد ضعيف" ؛ وانظر دلائل النبوة لأبي نعيم وإسناد ضعيف: حديث رقم 82 :" فنون العجائب لـ علي بن عمرو النقاش وإسناده ضعيف: حديث رقم :"62".؛ وتاريخ الطبري؛ ج: 2؛ ص: 166؛ وإسناده ضعيف : حديث رقم :"381" وتاريخ الطبري وإسناده ضعيف: حديث رقم 14 عند:" هَوَاتِفِ الْجِنَانِ " لـ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ السَّامَرِّيِّ؛ عُرِفَ بِالْخَرَائِطِيِّ ". ذكره ابن كثير في البداية: ج: ؛ ص: 398 -399:"فقال:" وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيِّ بِنَحْوِهِ؛ (حديث رقم 61) [انظر: البيهقي دلائل: دلائل النبوة للبيهقي؛ الْمَدْخَلُ إِلَى دَلائِلِ النُّبُوَّةِ..؛ جِمَاعُ أَبْوَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ؛ بَابُ : مَا جَاءَ فِي ارْتِجَاسِ إِيوَانِ كِسْرَى. واعتبرها صاحب : كتاب الرؤيا: حمود بن عبدالله بن حمود بن عبدالرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)؛ دار اللواء؛ الطبعة: الأولى، 1412هـ؛ من أحلام الأكابر دون تعليق أو وتخريج.
فائدة : يذكر صاحب البداية أن :" : كَانَ آخِرَ مُلُوكِهِمْ - الَّذِي سُلِبَ مِنْهُ الْمُلْكُ - يَزْدَجِرْدُ بْنُ شَهْرَيَارَ بْنِ أَبْرَوِيزَ بْنِ هُرْمُزَ بْنِ أَنُوشِرْوانَ وَهُوَ الَّذِي انْشَقَّ الْإِيوَانُ فِي زَمَانِهِ وَكَانَ لِأَسْلَافِهِ فِي الْمُلْكِ ثَلَاثَةُ آلَافِ سَنَةٍ وَمِائَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَكَانَ أَوَّلَ مُلُوكِهِمْ خَيُومَرْتُ بْنُ أَمِيمَ بْنِ لَاوَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ". [البداية ص:398- 399].
وقد تساءل البعض؛ ولهم الحق في السؤال :" كيف عرف الناس بالأحداث التي رافقت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ والبعض أطلق عليها :" معجزات ولادة الرسول الكريم ".مثل ارتجاج إيوان كسرى وسقوط شرفاته، وخمود نيران المجوس وغيض بحيرة ساوة؟.
". والإجابة :" إن هذه الأحداث المذكورة لا تثبت، بل هي من الموضوع والضعيف، ". ثم إليك أيها القارئـ(ــة) الكريـمـ(ــة) ما قاله العلماء
1.] قال الألباني في كتابه "صحيح السيرة النبوية": "قد وردت بعض الروايات الواهية بلا إسناد تخص أحداثاً وقعت عند ميلاده صلى الله عليه وسلم، ولا يثبت منها شيء، منها ارتجاس إيوان كسرى، وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته، وخمود النيران التي كان يعبدها المجوس، وانهدام الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، وغير ذلك من الدلالات التي ليس فيها شيء ثابت".
2.] وقال صفي الرحمن في كتابه الرحيق المختوم: "رُوِيَ أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبري والبيهقي وغيرهما، وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعي التسجيل.
وأما كيف عرف الناس هذا الأحداث على فرض حصولها!؟.
فقد ذكر أصحاب السير أنه رآها بعض أهل البلاد التي حصلت فيها هذه الأحداث وسألوا عن سرها، كما يذكرون في ذلك أن
1.] كسرى أرسل إلى النعمان بن المنذر ليسأل له الكاهن عبدالمسيح بن عمرو عن سر ما حصل، قال الماوردي في أعلام النبوة: ومن هواجس الإنذار والإلهام والمنام: ما رواه
2.] أبو أيوب يعلى بن عمران النحلي عن مخزوم بن هاني المخزومي
ومع ضعف الروايات أو جهالة المرويات فقد ذكر الصالحي الدمشقي ما قاله : أبو عبدالله محمد بن أبي زكريا يحيى بن علي الشقراطسي حيث قال:
ضاءت لمولده الآفاق واتصلت * * بشرى الهواتف في الإشراق والطفل
وصرح كسرى تداعى من قواعده * * وانقض منكسر الأرجاء ذا ميل
ونار فارس لم توقد وما خمدت * * من ألف عام ونهر القوم لم يسل
خرت لمولده الأوثان وانبعثت * * ثواقب الشهب ترمي الجن بالشعل .
والإمام أبو عبدالله محمد بن سعيد بن حماد الدلاصي الشهير بالبوصيري رحمه الله تعالى حيث قال:
أبان مولده عن طيب عنصره * * يا طيب مبتدإ منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم * * قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات أيوان كسرى وهو منصدع * * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف * * عليه والنهر ساهي العين منسدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها * * ورد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل * * حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والأنوار ساطعة * * والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم * * يسمع وبارقة الإنذار لم تشم
من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم * * بأن دينهم المعوج لم يقم
من بعد ما عاينوا في الأفق من شهب * * منقضة وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الحق منهزم * * من الشياطين يقفو إثر منهزم
وقال أيضا في قصيدته الهمزية:
ومحيا كالشمس منك مضئ * * أسفرت عنه ليلة غراء
ليلة المولد الذي كان للدي‍ * * ن سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد * * ولد المصطفى وحق الهناء
وتداعى إيوان كسرى ولو * * لا آية منك ما تداعى البناء
وغدا كل بيت نار وفيه * * كربة من خمودها وبلاء
وعيون للفرس غارت فهل كا * * ن لنيرانهم بها إطفاء
فهنيئا به لآمنة الفض‍ * * ل الذي شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أح‍ * * مدا وأنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنة وه‍ * * ب من فخار ما لم تنله النساء
وأتت قومها بأفضل مما * * حملت قبل مريم العذراء
شمتته الأملاك إذ وضعته * * وشفتنا بقولها الشفاء
رافعا رأسه وفي ذلك الرف‍ * * ع إلى كل سؤدد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى * * عين من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهر النجوم إليه * * وأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالشا * * م يراها من داره البطحاء.
[انظر الصالحي الشامي: ص: 255- 256]

(24) ما تقع بين يدي النبوة من الخوارق. هذا ما تجده عند أبي شيبة في كتابه.
قلت(الرمادي): ولكن هذه البحوث-حتى كتابة هذا الجزء من بحوث السيرة النبوية- تتعلق بما حدث قبل الحمل وإثناء فترته وليلة الميلاد.. فانتبه!.

(25) وقد ملكَ منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون إلى سقوط دولتهم، وخضوعها للإسلام.
قلت(الرمادي): هذا ما يراه أبو شهبة ؛ سنعود بإذنه ورضاه إلى بحث هذه الجزئية في بحوث الدعوة وكيفية نشرها.

(26) بـ„سين” مهملة بعدها „ألف”، وبعد الألف „واو” مفتوحة فـ„هاء” ساكنة: من بلاد فارس، كانت بحيرة كبيرة متسعة الأكناف بين همذان وقم(!)، قال فيها الصرصري في بعض قصائده:
غارت وقد كانت جوانبها تفوت الميلا
وكانت ستة فراسخ طولا وعرضا، وتسير فيها السفن، ويسافر فيها الناس إلى ما حولها من البلدان. أما بحيرة „طبرية” فهي ببلاد الشام، وليست هي، وما قيل في بعض الكتب من أنها طبرية غير معروف وغير صحيح، فـ بحيرة „طبرية” لم يثبت أن ماءها غاض؛ لا تزال إلى يومنا هذا، وما قيل: إنها نقص ماؤها ليلتئذ فهو تكلّف.
قلتُ(الرمادي) راجع ماعند الصالحي الدمشقي: ص: 358.

(27) رواه البيهقي؛ حديث رقم 61، وأبو نعيم، والخرائطي في «الهواتف» وابن جرير، وابن عساكر كلهم من حديث مخزوم بن هانىء عن أبيه. قلت(الرمادي): والخبر خرجته فليراجع لموضعه.

(28) ما يسمع كلامه ولا يرى.

(29) انظر: شرح المواهب، ج 1 ص 142 وما بعدها. وانظر عند أبي شيبة ، ج: 1؛ ص: 177.

(30) الصالحي الشامي؛ ج:1؛ ص: 353- 354 ، نقلامن تاريخ ابن جرير الطبري.

(31) نقله السهيلي وأبو ربيع وغيرهما عن تفسير الحافظ ابن مخلد.

(32) رن: صوت بحزن وكآبة. وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: قال إبليس لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ولد الليلة ولد يفسد علينا أمرنا. فقال له جنوده: لو ذهبت إليه فخبلته. فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله جبريل فركضه برجله ركضة فوقع بعدن.
وروى الزبير بن بكار وابن عساكر عن معروف بن حزبوذ قال: « كان إبليس يخترق السموات السبع. فلما وُلد عيسى حُجب من ثلاث سموات، وكان يصل إلى أَربَعٍ.. فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم حجب من السبع » [وعند ابن جماعة المختصر].

(33) الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ :« إنَّ إبليسَ رنَّ حينَ أُنزِلَتْ فاتحةُ الكتابِ وأُنزِلَتْ بالمدينةِ».[انظر: الطبراني في : المعجم الأوسط : 5/ 100؛ لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا أبو الأحوص تفرد به أبو بكر بن أبي شيبة. هذا مصدر والآخر : انظر تفسير القرطبي :" سُورَةُ الْفَاتِحَةِ "، قال:" وَذَكَرَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ لَهُ : حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِاللَّهِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : « إِنَّ إِبْلِيسَ - لَعَنَهُ اللَّهُ - رَنَّ أَرْبَعَ رَنَّاتٍ : حِينَ لُعِنَ ، وَحِينَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَحِينَ أُنْزِلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ ». وتجد الحديث عند ابن جماعة في المختصر.







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« سُنَّة التعوُّذ من عذاب الله قبل النوم | الإسراء والمعراج كان يقظة بالروح والجسد »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
: الشمائل المحمدية توحد ارواح السيرة النبوية 10 11-17-2015 11:42 PM
حصرياً : برنامج الشمائل المحمدية sarabal منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 1 01-10-2012 11:01 PM
برنامج | الشمائل المحمدية | حصريا للموبايل + صورة عطر القلوب منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 0 07-29-2011 12:16 PM
برنامج الشمائل المحمدية لجميع الجوالات زهرة قلبي منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 0 06-23-2011 11:24 AM
قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية ماتركس السيرة النبوية 7 01-24-2010 11:19 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 08:38 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩