رومانسية العلاقة بين الزوج والزوجة

[عاشق الجمال]

رومانسية العلاقة بين الزوج والزوجة
تأمل حلاوة الرومانسيّة و سمو المعاملة للزوجة في شريعة الله تعالى ..
{ قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } (القصص:29) ..
عندما قضى سيدنا موسى الكليم عليه الصلاة و السلام أقصى الأجلين ( 12 عاما ) في الفلاحة و القيام بشؤون الرعي كَمَهْرٍ للزوجة الكريمة التي كانت طاهرة عفيفة فأكرمها الله بالزواج بكليمه العظيم ..
عندما قضى هذه المدة و في طريق العودة إلى مصر ، و كان الفصل فصل شتاء ،
و في ظلمة الليل رأى من بعيد ناراً تتوهج ، فماذا فعل ؟؟؟
طلب من زوجته الكريمة أن تنتظر ليذهب هو وحده ليرى قصة النّار ،
عسى أن تكون نار إنسان فيُضيفهم تلك الليلة ، أو يرجع بجذوة منها ليُدفئها بها من برد الطقس .
موقف و لا أروع .. انتظري و أذهب أنا ، فإن وقع شيء سيء أصابني دونك يا زوجتي الغالية .
بعد عشرة أكثر من عشر سنوات ، ترافق فيها الزوجان الطيّبان و الخليلان الرائعان :
موسى و زوجته ، بعد هذه الفترة الطويلة من العشرة ، لم يؤثر عامل الزمن على الحب بينهما
على التقدير بينهما ، على جمال المعاملة بينهما ..
فموسى عليه السلام بعد هذه العشرة الطويلة يأبى سوى أن يخاطب زوجته بصيغة الجمع التي تعني في اللغة :
التعظيم و الإجلال و التقدير . [ قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ] + [ لَّعَلِّي آتِيكُم ] + [ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ] .
فتأمل هذه الصورة المشرقة و المثال الآسر للعلاقة الزوجيّة كما ينبغي : حب ، احترام ، تعظيم ، تضحية ،عطاء ، مع عدم السماح لعامل الزمن أن يؤثر فيها بشكل سلبي ، بل لا يزيدها إلا قوة و عمقا و ثراءا و رحابة و جمالا ..
مع تلك الصورة البائسة التي يرسخها الإعلام و أشباه الأدباء و صبيان الشعراء في عقول الشباب و الفتيات ،
بأنّ الحب بعد الزواج لا يلبث إلا قليلا ليموت ، و أنّه لا يجب أن تحلموا بدوام الحب و الانسجام بعد عامين أو ثلاثة
، بل فقط يدوم الزواج بالرحمة و العطف و الشفقة و الصبر !!!
إذن أيها الزوجان المتدينان ، علاقة سيدنا موسى بزوجته ، مثال واحد من ضمن أمثلة كثيرة
ترسم لكما كيف يجب أن تكون علاقتهما الثنائيّة ، فحريٌّ بكما أن يكون شعارها هو :
حب دائم ، احترام دائم ، تضحية دائمة ، مشاركة دائمة ، حتى نلتقي في الجنة .
هذا ديننا ، و هؤلاء قدوتنا ، و لكن .. للأسف ضيّعنا كثيراً ، و هذا شيء مؤسف جدا