البقاء للضد

[ahmed 22]

السلام عليكم جميعا
كل عام وانتم بخير
واتمني تكونوا بخير وسلامة

منذ فترة كان لي محاولة لتأليف كتاب أو بالأحري هي مسودة غير مرتبة بعض الشئ مكونة من عشر صفحات ..
واعتقد أنني قد اهملتها وقت طويل وايضا
و اصبحت غير ملائمة للوقت الحالي ..
وبالتالي سأطرح تلك المسودة هنا تباعا في هذا المتصفح
كلما تتاح لي الفرصة للتوثيق ليس اكثر علي عدة مراحل ...


ْْ>>>>>

[Aya 7ekaya]

ف انتظار كل مايجود به قلمك من ابداع

[ahmed 22]

_مقدمة_

هناك هذا الصراع الذي نعيشه جميعا سواء بين الخير والشر وبين الحق والباطل
ونعيش أيضا مرارة التناقضات وملل تكرار ما سبق من كلمات , فما بين اشتقاق
ذاتنا وشرودها في كثير من الاحيان وهدوءها جابُ كبير جدا في وقتنا الحالي
مما وضعنا في موجة اضطراب دائم ولعل هذا البلاء سببه دوامة اللامبالاة
التي صنعتها ظروف بلادنا بنخبتها بقادتها بمشاركتنا نحن .

نحن الشباب أصحاب القضية الخاسرة دائما في مجتمعنا المنغلق علي افكار مستقبله
والعالق في أفكار نخبته والسائر في طريق الحيرة والمتقمص شخصية
الشاب الغربي أحيانا كثيرة اوالريفي الطيب أحيانا أخري او الثوري الهائج مؤخرا
أو الوسطي المتوتر دائم التردد أو الديني المنعزل مدعي الفضيلة او الليبرالي المنشكح عامة ورؤيته الخاصة لتحليل الرزيلة ,
ونحن هنا لا نعمم .. فقط نحصر الحالات ..

الشباب الذي تخرج من هذا العفن المجتمعي المنبثق من الروتين الدائم
لكل شئ فنحن لم يتم اضعاف هممنا إلا بتلك البيروقراطية اللعينة في كل شئ..
ولذلك فلقد قررت ان احاول ألا انزلق نحوها عن طريق ممارستها بكافة تفاصيلها ..

فأنا هذا الشخص الساذج الذي كان يبحث عن كيف تنشر كتابا
علي محرك البحث جوجل قبل الشروع في كتابة واحد ..
والذي تعرف علي أن مقومات الكاتب الجيد أن يكون شديد الاطلاع فلم يقرأ كتابا واحد ..
وأنا هذا الشخص الذي يخاف من الآنا فيكررها دائما عندما يكتب ليتذكر أن ي
تجنبها عندما يتحدث فيصيبه التواضع من فرط خجله عندما يتذكر مدي جهله ..

انا هذا الشخص النمطي الذي يريد أن يستشعر الحرية في محاولة التنوع في محاولة
للخروج عن المألوف بعض الوقت و البعد عن اتباع الخطوات كل الوقت.. فالقواعد
ستصنعها الحروف ليس إلا ايا كانت وستذهب الأفكار اينما يوجهها العقل في
اللحظة التي نبدأ فيها الكتابة سواء كانت اجتماعية او سياسية او فكرية او
ساخرة ولو حتي قصصية ولن اتبع أفكار معينة كبداية بل قد أترك البعض عالقا
واعود إليها في النهاية ...فأنا أوقن أن أفكارنا تغيرت كثيرا ولا تريد سوي الخروج
عن المألوف هذا إن كان يوجد غير المألوف حاليا فالملل موجود في كل شئ من
شدة تعثرنا وتقاطع طرقنا مع الحقائق المكررة .. فنحن نريد أن نتحدث اكثر عن
الكنانات والارتباطات والدواخل والتفاصيل النفسية اكثر من الثرثرات المعرفية
والمصطلحات الرنانة التي لا تغني ولا تثمن من جوع فتمر علي معظمنا مرورا
فتجدنا دائما في انتظار اللا مألوف وإن كان مثرثرا مفلسفا للواقع .. وهذا لا شك فيه

أريد أن أشارك في نفسي الحيرة واليقظة والفكر وان كان بسيطا وأن اتبع الوحي الغائص في الشرق
و اتبني موطنا في أفكار من هم مثلي الذين احتاروا في أنفسهم و مجتمعهم ..
فأنا اليوم أتبع قانونا حياتيا جديد اسمه ( البقاء للضد ) .. ربما لم أعلم ما
سيحتويه بعد ولا أركانه ولكني علي يقين أنه سوف يكون هناك شئ ما .. فالضد
كلمة عبقرية تستوحي عبقريتها من مكانتها فدائما هي بين اثنين من
المصطلحات اوالأشخاص او ايا كان فدائما تعطيك وضع ملئ بالدراما الحياتية
المستمرة بل هي ما تعطي للحياة شكل ومعني والا ما كنا هنا الآن .. ولكن
التبس الوضع علينا وأصبحنا لا نعي مكاننا في هذا الصراع فتجد الحياة تعطينا
عنوان جديد وهو ( حيرة الضد مع الذات ) معركة غريبة النوع يعيشها الكائن
المصري ومستمد من هذا الصراع القائم في حياتنا بين الاضداد .. ربما لست
أعي هذا بعد او ما سيجيب عليه ما سأكتبه او ما سأصل اليه نهاية .. فهي أولا
واخيرا مسودة غير مكتملة حتي الآن .. فأنا فقط سأكتب لمحاولة التدوين لما
يشبه كتاب ردئ من نوع مختلف ليس الا .. ايا كانت مدي ردائته او ما سينتج عنه
.. لا اهتم كثيرا .. فالأمر أصبح تقليدي علي كل حال في زمننا هذا ..
فنحن نكتب كثير ونظن أننا نصنع المعجزات بما نكتبه وعندما نقرأه لا نجد سوي الترهات ..
وعندما يقرأ الأخرين لا يجدوا سوي الملل من كثرة الكلمات .. فما اسوأ ما قد يحدث ..

<<<<

[ahmed 22]

لماذا لا أثق ؟

الثقة .. تلك كلمة كبيرة لا أريد أن ادعيها ولكن أحب أن أشاركها لمواساة الواقع
الذي تمت مضاجعته ليس إلا فقد افتقدها منذ وقت طويل ... كما افتقد بعدها
المنطق .. كما أشتاق لخلود أصحاب الأفكار السوية .. الذين قد يجعلون مجتمعا
كاملا الآن في هدي ورشاد إن كانوا موجودين ويكونوا مثل كافة الميزان التي
كانت تصنع التوازن ذات يوم بين حمل الهموم مع القدرة علي رؤية النور ولو بعيد
.. فهناك هذا السؤال الذي يراودني منذ سنين .. عندما فتحت اليوتيوب ذات مرة
وزارتني العقلانية وشاهدت احدي حلقات العلم والإيمان للأستاذ الرائع "
مصطفي محمود " فأنا كنت أتذكر أنه عندما كنت صغيرا كنت اتوجس من تتر
البرنامج او كان يثير في نفسي بعضا من الترهب ..ولكن سبحان الله فقد أصبحت
أحبه الآن في تلك اللحظة وكان عمري وقتها 19 عاما وكان عنوان الحلقة
(اينشنتاين والنسبية ) اتذكر هذا الإنبهار الذي وضعه علي محياي وكم كنت
شديد السعادة إن خرجت بشئ مفيد هذا اليوم وإن كنت لا أتذكر 90% من
محتوي الحلقة الآن فالنسيان سمة من فقد جهله واستبدله بغمامة علي عينه ...

فكيف لهذا الرجل أن يجعلني اعتقد اني صاحب فكر حي أو يفتح ذهني لشئ
كنت لا أظن أنني لن انتبه اليه أبدا .. فأسلوبه سلس وسهل جدا .. ثم تبعت تلك
الحلقة بآخري ( داروين ونظرية التطور ) .. أتذكر جيدا أنه ربما كان هذا اليوم الذي
افتخرت به أنني لست سطحيا كل الوقت .. ولذلك كافئت نفسي ولم أشاهد
حلقات البرنامج مرة آخري سوي بعد 7 سنوات.. أي قبل الشروع في محاولة ما
اكتبه الآن ببضع أيام .. فلقد أنشغلت هنا وهناك ولم أعر انتباها لزيادة حصيلتي
الباهتة من المعلومات .. فلقد اكتفيت فقط بالبديهة والفهلوة .. الذي جعلتني
اتساءل كل تلك الفترة بعد ثورات تتالت ورؤساء توالوا وأحزاب تكاثرت كالجراد ومن
ثم انقطع نسلها كالديناصورات .. لماذا ليس هناك أشخاص مثل هذا الرجل في
هذا الوقت الصعب ؟

ماذا لو كان موجودا الآن وسمعت رآيه فيما يحدث .. هل كنت سأتغير ؟
هل كان كثيرا من الشباب مثلي ليتغيرون أيضا ؟ هل كانت حيرتي لتزول أن فقط
سمعت منه بضع كلمات ؟ فهذا أولا واخيرا رجل علم ودين وأري في وجهه ثقة
السعي للحقيقة وليس السعي للبلاتوه .. هل هذا الزمن بكافة متغيراته يجعلنا
نري معظم الناس مسوخ مشوهة ؟ أم أن هناك مكان للجمال يختبئ بين قذورات
الحياة الحالية ؟

اعتقد أن هكذا سؤال يطرح مزيدا ولكن السؤال الأساسي عندي هو
لماذا لا أثق ؟

هل لأنني أريد أن أكون متمردا بشكل عام أم كارها لميوعة وسماجة النخبة ؟
أم اننا لا نملك نخبة حقيقية اساسا وكل من نملكه هي مادة إعلامية يتم بها
تغميتنا عن أكثر الحقائق المرعبة في مجتمعنا حاليا وهي ( غياب العقل وإن
حضر ) و ( وهم الإنجاز وإن غاب العمل ) و ( قصور الفكر في زمن انحدر )** والله
حلوة القافلة ..


>>>>

[ahmed 22]

_ نحن و النخبة _

هناك هذا الرجل العبقري في اواخر القرن الثامن عشر الفريدو باريتو الايطالي
الجنسية وكان في ذاك الوقت قد قام بوضع اساسات لهذا القانون المعروف
والذي سمي _قانون باريتو _ لتوزيع الثروات وكانت لحظة استمتاع بالنسبة لي
في وقت قرائتي لنصه ..

و نص القانون فحواه _ ان 80 % من النتائج سببها 20% من الأسباب او قاعدة
80 – 20 .. وقد وجدت أيضا أنك تستطيع تطبيقها علي كافة الجوانب الحياتية
لتحقيق أقصي استفادة ممكنة ...

ومن ضمن أمثلة هذا القانون أنك تمضي 80 % من الوقت مع 20% ممن تعرفهم
.. وهؤلاء هم نخبتنا فنحن نمضي أكثر من 80 % من وقتنا نستمع إلي ثرثرات
هؤلاء القلة الذي يحللون كل أمورنا الحياتية والسياسية والاجتماعية علي
شاشات التلفاز ويغيرون من مقدرات الشعوب طبقا لميولهم الحالية او ممن
ينتمون لتيار معين ونراهم في العمل أو حتي أحيانا بطريقة غير مباشرة علي
منابر الجوامع عندما يريد احد الخطباء ايصال نظرة او رسالة سياسية معينة أو
حتي من أهالينا الذين يريدون أن يبعدونا بشتي الطرق عن كل ما فيه شئ
يمس السياسة أوالدين أو الفكر حتي لا تصيبنا الشبهة فيتم اقتيادنا للسجون
كفكر مترسب من الستينات ومازال متأصل في النفوس الي الآن و وان كنا في
العام 2017.. عامة أنا لا أهاجم نظام أنا اتبني منهج حيادي نقدي ليس الا قد
ينصف وقد لا يوازي الواقع الحالي .. لا أدري فلا شئ واضح ..

فالكل يملون علينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أفكارهم أو خواطرهم او
ذواتهم للحياة ويريدونا أن نعيش بأفكارهم لا أفكارنا .. ومن لا يريد أن يكون في
حيز المتحكم حتي يكون مسيطرا او مستفيدا ربما الأهل استفادتهم في خوفهم
علي ابنائهم ..ولكن غير ذلك فلم أستشعر لحظة واحدة الا فيما ندر أن هناك
شخص فيمن يسمون النخبة (وهنا أتحدث عن النخبة من كافة التيارات سواء
كانت دينية أو سياسية أو فكرية أو إعلامية ) يتحدث معنا او يخاطبنا الا لغرض في
ذاته او انتصارا لأفكاره أو سبوبة مصالح كما يُطلق عليها ..

عامة أنا لست بهذا الشخص الثائر الذي قد يخرج في ميدان من أجل ثورة ولكني
هذا الشخص الحائر الذي قد يعيش لحظات الآخرين في عقله ويحاول أن يستنتج
دوافعهم و أسبابهم ومعتقداتهم وأفكارهم ويتجرد من مشاعره وآمنه ومن ثم
يطلق أحكامه الهائجة شمالا ويمين واللاذعة بحق وبدون حق في جلسة عائلية
أو في العمل أو في نقاش عقيم علي النت واستنبط التلون في عيون من يتحدث
والنفاق فيمن تعيره الميديا افواها ليتحدث بها ... أنا ككائن مصري أستطيع أن
أقول أنني مازلت غير قادر علي أخذ موقف نهائي ممن يريد أن يقمع عقلي ويحل
بأفكاره ضيفا رخيصا كل يوم ... ولكني قادر علي أخذ دروسا مما يقوله حتي
أصبح ضيفا ثقيلا عليه ذات يوم ...

>>>>

[ahmed 22]

>>

يقول الله تعالي :
﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) ﴾

تلك الآية القرآنية الكريمة لها تفسير جميل جدا فهي تقول إن الإنسان اذا أراد
الحقيقة كل شئ يدله عليها .. وإن رفضها فحتي الأنبياء لا يستطيعون اقناعه
بذلك .. فحتي عندما رأي قوم موسي ( عليه السلام ) معجزة شق البحر ظل
بعضهم يعبد الأصنام ..

وبالتالي نحن لا نريد أوصياء للفكر ولا من يفرض أفكاره علينا بل نريد من يجعل
من آرائنا ذات قيمة وينظر إليها بعين الاهتمام لا بعين التكبر وأننا لا نفهم
فلسفات الدولة الكبري فما علينا الا السمع والطاعة في مجتمع كان لا يشارك
ابنائه واقع مشكلاته ولا يعطيهم سوي مسكنات وفاجئهم بقسوة حلوله بمشرط
جراح قاسٍ .. ولكن هذا لا يعفي جيلنا من بعض جهله ولكنه يعطيه المبرر لتمرده
ولو كان معظم المتمردين حاليا يبتكرون نوعا جديد من التمرد الساكن.. ولكن
ربما لسنا المتسببين في هذا الجهل بالمقام الأول بل أننا تربينا عليه من دولتنا
.. لم يعطونا ما نستطيع به أن نواجه العالم بمستحدثاته أنا هنا أتحدث عن العامة
وليس الطفرات في مجتمع يقاس فيه التفوق بمدي بيروقراطية من يضع المناهج
و الامتحانات فيكفي أننا نستطيع ان نستنبط 90 % من الأسألة في عشرة
نماذج للامتحانات المحلولة والأهم في عرف أولياء الأمور أن الامتحانات لا يجب أن
تمثل تحديا قاسيا لابنائهم الذي تعبوا وسهروا الليل في حفظ المذكرات وصرفوا
عليهم الغالي والنفيس في الدروس الخصوصية لكي يتم اعطائهم مفاتيح النجاح
الأكاديمي وبالتالي لا يجب أن نصعب عليهم الأمور حتي يكون لهم شأن عظيم
في المستقبل فيصبح منهم الطبيب الفاشل والمهندس العاطل ولا عزاء للقسم
الأدبي فقد تم نسيان المفتاح الحقيقي للحياة وهي التجربة من أجل الابتكار
وصناعة المميز والمختلف في عالم أصبح لا يعترف سوي بنماذج روكزبروج وبيل
جيتس وستيف جوبز ونحن مازلنا نحاول أن نتمسك بأخر ظلال زويل والفيمتو
ثانية الذي كنت اسمعها منذ كنت في الابتدائية وما كان يغضبني انهم لم يفكروا يوما في اطلاعنا علي
ماهية الفيمتو ثانية
او يشرحوها لنا و لم افكر يوما في معرفتها ولم يتملكني الفضول لذلك حتي علمت عنها مؤخرا بفعل الصدفة
البحتة ..

ولذلك كان التركيز الشفهي من مدرسينا قائم علي حفظ اسماء من فازوا بالجائزة كمصريين في القرن الماضي دون الدخول في تفاصيل النجاح ودائما
نفتقد للعامل الأساسي وهو موضوعية هذا النجاح وكيف نضعه في برواز يناسب
قدرات الافراد .. ربما الطموح لعنة أصابتنا عندما لم نكن نعرف اين هي بداية
الطريق أو لم تخدمنا الصدفة والظروف لتضعنا هناك .. وأصبحنا ننظر للطفرات
علي أنهم قدوة ومثال ويطالبونا أن نكون مثلهم علي أساس أننا جميعا ولدنا
عباقرة في مجتمع لا يستطيع أن يميز المختلف اساسا فكيف سيطور الشخص
العادي من نفسه , و تلك المعادلة هي ما خلقت منا جيل بطئ الفهم متهور
الفعل جيل قائم بالأعمال وليس صاحبها .. جيل الموظفين وابناء العاملين ومن
قلت فرصهم فهم المهاجرين ..

>>>

[ahmed 22]

<<<<

أننا جيل سئ الحظ بكل تأكيد لا أقول هذا رثاءا بل واقعا ملموسا فعندما باتت
عيوننا مفتوحة في بدايات القرن الجديد كان أول ما رأيناه هي فورة تكنولوجية
هائلة تم تصديرها إلينا بمتعلقاتها الترفيهية الشرسة دون تفنيط أو فلترة فكانت
النفس البشرية تواقة إلي الجديد وما يجلب إليها المتعة بل نصرف عليها الأموال
وإن كنا فقراء في مجتمع منغلق علي نفسه كبتا ومليئا بالمخاوف والخزعبلات
وشديد الاستخفاف بالعقول .. نحن جيل لم ندخر اموالنا لكي نشتري كتابا بل
ادخرناه لكي نشتري أحدث أنواع الهواتف المحمولة بمشتقاته أو اننا جيل لم
يربي في المقام الأول علي القراءة والدراسات العميقة تلك ولسنا بأكاديميين
بالمجمل ولا حتي فطرتنا العفوية باتت كما كانت وربما حتي غير محددين للنقد
فغالبيتنا لا يستطيع تحديد أهداف كلماته بل غالبا نعشق جلد الذات ونعامل
الأمور بالجملة .. صحيح أن التكنولوجيا يجب أن يكون لها دورها في المجتمع
ولكن أن يتم معاملتك كمجتمع مستهلك ويتم تصدير إليه تلك الهدايا من الأم تريزا
في الخارج وفي نفس الوقت تعود للخلف خطوات فأعلم فحوي ما يتم تصديره
إليك وأعلم مدي الفجوة والشرخ الذي حدث فينا والانفصام المجتمعي الذي
نعيشه , وأنظر كيف هم يتعاملون مع هذه التكنولوجيا وكيف تتعامل معها أنت ..
ولكن هذا الكلام الأخير مكرر وممل علي ما اعتقد وفقط يتم تغيير أركانه يمينا
ويسارا وفي النهاية النتيجة واحدة ولكن يجب أن يقال لكي يتم اكمال المسار ..


ولكن اتعلمون الفلسفة شئ احبه جدا .. أحبه لمجرد الإدعاء أنني أتحدث بفلسفة
ولست أعي ماهية ما أقوله بشكل تام , فما يميز الفلسفة المصرية هي تلك
الشطحات في آفاق الكلمات البعيدة المدي والغير مفهومة غالبا في البداية ومن
ثم عندما يمر الزمن تجدها تفسير للنفس الانسانية علي مدي اميال بعيدة بعد
الشئ فهي أولا واخير تحليلا لحالة مجتمع مترهل من كل شخص يظن في
نفسه أنه صاحب رؤية بعيدة , فمن أصل كل عشر أراء نقولها نشاذ بسيط في
خانة الاحتمالات المبنية علي تحليل بعض الواقع البسيط في( قعدة عرب ), فإن
تحقق إذا فأنت فليسوف ومفكر ولا يجب الاستهانة بك وبقدراتك وخاصة أمام
نفسك فهي من ستتحمل مأساتك بعد ذلك عندما تعي مقدرات شطحاتك
وادعاءات ذكائك ..

وبالتالي في داخل كلا منا كأشخاص عاديين فلسفات وقناعات سواء كانت
سلبية أو إيجابية نفرح مستقبلا لأننا نقول أننا كنا علي حق ولأننا كنا قادرين علي
تفسير الحالة ولأننا سنكون أصحاب الكلمة المشهورة ( مش أنا قلتلكم الكلام ده
قبل كدا وماحدش سمعني ) نقولها بداية قبل أي حديث وبغبطة مع أن بلادنا
تعيش في خانة المحنة , هذا الإنتصار للذات أراه كل يوم في الكل من النخبة
والأشخاص العاديين اصحاب البلد أو تلك الأحاديث الجانبية علي مواقع التواصل
الاجتماعي .. فتستشعر أن بلادنا مبنية في الوقت الحالي علي قيادات أصحاب
العروش السوشيالية والكروش الفضائية ... وبالتالي الفلسفة باتت شئ أحبه
من جانب واحد وهي الثرثرة وامقت واقعها لأن واقع الفلسفة حاليا بات أرض
خصبة للمفلسين أصحاب العقول الواهنة .


>>>>>

[ahmed 22]

القوة +

من سخرية القدر في هذا العالم أنه من الممكن ان لا يكون هناك فقر ان لم تقم
الدول بشراء الاسلحة او تصنعها ولكن ترانا نستهلك ارواحنا في مخاوف الحروب
ومن يمتلك السيطرة وتلك النزاعات الموجودة باسم الحق فالكل يظن انه محق
وعلي الباقيين أن يتبعوه..

ولذلك فأنا لا اعتقد أن هناك شرف بين الدول عموما بل هناك دول صنعت من القوة سلاحا
لسحق الفقراء علي الرغم من التكنولوجيا والتطور الذي توصلنا اليها ولكن
سيظل هذا العالم غبي بمن يحكمه فتجد أقصر الطرق للسلام هو طريق طويل
يمهد للحروب والعصبيات دائما وحتي في فترات السلام تجد الناس في حالة
تهيئة مستمرة لصناعة الجيوش واستعداد للحروب .. دوامة مستمرة من الغباء
نعيش فيها بلا شك في عالم يزرع الورود اعلاميا ويصنع الارهاب في الخفاء ويظل
يبكي علي موتاه ويٌبكي الأخرين بموتاهم ...

ففي عالمنا ما يجعلك تضحك يُبكي اخرين ... وما يبكي الأخرين يثير تعاطف آخرين ومن
يتعاطف هناك من يشجبه ومن يشجب هناك من يكرهه.. ومن يكره تجد نشال
الوطنية علي صدره .. فتجد من يحبه هو من ضحك بداية... فيكون الامر كنمط
ثابت لدلالات متقلبة لا تتغير وان تغير ابطال قصة كل بلد ولكن كل بداية لها نهاية
منطقية بثوابت صنعت من العالم ما هو عليه اليوم ..

وسبب ذلك هو ان عالمنا يعاني من 3 دوامات مستمرة منذ بداية الخليقة سأتحدث عنهم فيما بعد :

1 – العالم يعيش دوامة تقسيم مستمرة
2 – العالم يجسد وهم المؤامرة بالخوف من المستقبل
3 – العالم ينزع نقاء روحه بتراجيديا التغيير في العقول

>>>>

[Eng Esraa]

تسلم ايدك ..
كمل ..

[دمعه حائره]

ابهرتنى بعمق التفكير والفلسفه اللى بتحكى واقع جيل وربما اجيال
لان سياسه الدول لاتتغير انما بتتغير الوجوه
عجبنى جدا الاسلوب ووجهة نظرك
استمر فى الكتابه وبالتوفيق ديما يارب