دهاء مورينيو في مواجهة حداثة زيدان بكأس السوبر الأوروبي

[اسلام طارق]

ستتجه الأنظار في مباراة كأس السوبر الأوروبي، مساء غد الثلاثاء، بين ريال مدريد الإسباني، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، إلى مدربي الفريقين، زين الدين زيدان، وجوزيه مورينيو.

ويملك المدربان بعض الصفات المتشابهة، لكنهما يختلفان كثيرا من حيث التعامل مع اللاعبين، والأساليب الفنية.

ويجمع المدربان سويًا 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إضافةً إلى لقب واحد خلال مسيرة زيدان كلاعب.

مورينيو

اسم غني عن التعريف في الكرة الأوروبية، فقد أحرز لقبين في دوري الأبطال، ولقبين آخرين في الدوري الأوروبي، كما فاز بلقب الدوري في 4 بلدان، وسيرته الذاتية تتضمن فرقا كبيرة، مثل بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد، ومانشستر يونايتد الآن.

يهتم مورينيو بتحليل الأداء الفردي للاعبيه، ويعمل على تقييمهم بين الحين والآخر، بمساعدة جهازه المعاون.

ولا يجد حرجا في ترك أي منهم على مقاعد البدلاء، في حال اكتشف ثغرات بأسلوب لعبه، مقابل منح آخرين فرصة إثبات أنفسهم، بعد جلوس طويل على الدكة.

ويشتهر مورينيو بانتقاده لاعبيه علنًا خلال المؤتمرات الصحفية، ومواقفه مع خوان ماتا ولوك شو خير دليل على ذلك.

لكنه يعتبر أن هذه الانتقادات من شأنها تحفيز اللاعبين لتطوير أدائهم، واكتشاف مكامن الخلل لديهم، من أجل العودة إلى التشكيلة الأساسية.

كما أن المدرب البرتغالي جريء فيما يتعلق بانتقاد منافسيه، وهو الذي دخل في خلافات عميقة مع عدد من المدربين الكبار، وأشهرهم مدرب أرسنال، أرسين فينجر.

في مانشستر يونايتد، جرب مورينيو العديد من الأساليب الفنية، واستقر أخيرا على طريقة اللعب 4-2-1-3، حيث يميل لإشراك ثلاثة لاعبين في خط المقدمة، مع تثبيت رأس الحربة داخل منطقة الجزاء، والاعتماد على لاعب واحد وراء هذا الثلاثي، من أجل تقديم الدعم اللازم، عن طريق عدم تقييده بموقع محدد.

وهذا ما فعله مع ماتا في الموسم الماضي، وهو الدور الذي من المتوقع أن ينتقل إلى بول بوجبا، الموسم المقبل، بعد تأمين الحماية اللازمة له في الوراء، عن طريق استقدام الصربي نيمانيا ماتيتش.



زيدان

سبق له أن عمل مع مورينيو في ريال مدريد، عندما كان مديرًا لكرة القدم في النادي الملكي، وهو المنصب الذي أزعج المدرب البرتغالي، الذي أراد أن يكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالفريق.

ترك زيدان منصبه، لكنه عاد كمساعد للمدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، ففاز الفريق برفقته بلقب دوري أبطال أوروبا 2014.

كان هذا قبل أن يتوجه زيدان لتدريب الفريق الرديف "كاستيا"، ثم استعان به رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، لتدريب الفريق الأول، عقب إقالة المدرب الإسباني، رفائيل بينيتيز، منتصف موسم 2015 - 2016.

شكك البعض في قدرة زيدان على تحقيق النجاح مع ريال مدريد، بيد أنه أسكت المشككين، عندما فاز بلقبه الأول في دوري الأبطال كمدرب، ثم حافظ على لقبه في الموسم الماضي، وأضاف إليه لقب الليجا، لينضم في فترة قصيرة إلى قائمة المدربين الكبار.

جرأة زيدان تتمثل في لجوئه بانتظام إلى مبدأ المداورة بين لاعبيه، فقد تمكن الموسم الماضي من تشكيل فريقين مختلفين، شاركا في المباريات تبعا لأهميتها.

ونجح المدرب الفرنسي في إقناع كل لاعب بالفريق بأهميته، ما ساهم في تطور قدرات العديد منهم، مثل ناتشو فرنانديز.

أفكار زيدان واضحة، فلم يغير الكثير على مدار عام ونصف، ولا يبدو متجها للتغيير في الموسم المقبل، إلا أنه يتسلح بقدرته على تعديل شكل الفريق، من خلال التبديلات التي يجريها في المباريات.

طريقة لعب زيدان المفضلة هي 4-3-3، معتمدا على هجوم سريع وخاطف، وبأقل عدد من التمريرات، من خلال توجيه ثلاثي الوسط بعدم المبالغة في التقدم، مستغلا نظرة لوكا مودريتش الثاقبة في توزيع اللعب، وإجادة توني كروس للتمريرات الطويلة.