يا رفيقة العمر

[أستعجلت الرحيل]

يوماً كــ هذا اليوم منذ سنين
فتحت لي الآيام صندوق مجوهراتها
فــ آخترت الآلماسة الآحلى
يوماً كــ هذا اليوم
دخلت بستان الزمن فقطفت الوردة الآندى
يوماً كــ هذا اليوم
تبسم لي الدهر فرأيت ضحكته الآنقى
يوماً كــ هذا اليوم
جمعني الكريم برفيقة دربي

فتحت دفتر الآيام

فكانت صفحته الآولى حب وصفحته الآخيرة حب

وفي كل يوم نفتح صفحة نراها حب يزيد وشوق يكبر

يا رفيقة العمر في ليل السنين أتيتِ نجمة آضاءت لي العمر كله
وفي بحر الحياة كنتِ الزورق الذي أخذني للشاطىء الجميل
الشاطىء الآمن

آنتِ ولو تدرين من آنتِ

آنتِ الوردة التي لم تذبل
آنتِ الشمعة التي لم تنطفىء
آنتِ القمر الذي لم يغيب
آي آمان ذاك الذي منحتيني
آي حنان ذاك الذي سقيتيني
آي عطف ذاك الذي آحطيني

منذ التقينا والحزن يموت في مهده

والهم ذهبت به ريح حبكِ العاتيه
فــ آصبحت آرى الآيام سرور والساعات فرح والسنين سعادة لا تنتهي
مسحتِ برقتكِ دمعة الحياة وأزلتِ بــ حنانكِ تضاريس الزمن الصعبة

فيا ملكة توجها الزمان على عرش قلبي

ستظلين فوق عرشه آميره
ســ تبقين في فؤاده مدى الدهر أسيره

هنا آنا رحيل الآن آكتب أبجدياتي طوقا من الياسمين

هنا أنثر كلماتي عطراً وزهراً ورياحين
هنا شئت آن أكتب لكِ شيئا ولكن حروف الدنيا ولغات العالم خانتني كلها
فكل الآبجديات في حقكِ قليله وكل المعاني آمامكِ ضئيله
شاء المداد آن يتوقف والقلم آن يصمت بعد أن أضحى خجولاً
لأنهما لم يعرفا ما يكتبان كي يليق بكِ آيتها الغاليه
وقبل آن يتوقفان آهديكِ

عمري

روحي
قلبي

حياتي كلها وآظنها لا تساوي همسة حب منكِ في ليل قاسي

فــ آعذرينى آنا رحيل ..