قلـوب لا تعـرف الحـب - روايـة

[Genius]

..بطل قصتنا . شاب يافع فى مقتبل العمر يدعى ( فريد) - يظن نفسه كأسمه فريد فى كل شىء..!! - متعال , يعتقد أنه غير سائر الخلق..؟! من حقه أن يفعل ما يريد . وقتما يريد . كيفما يريد ..؟! لم يتعود أن يعصى عليه أمر من الأمور, أو فتاة من الفتيات بالطبع ..!!. فهو الفريد , الوسيم, الطويل, العريض.
ينفق من المال الكثير ؛ من أجل النزوات ,والملذات . فى الجرى وراء الفتيات . ومطاردتهن بالسيارات , أو عن طريق التليفونات . يجوب خلفهم الطرقات فى كل الأوقات . لا يوجد مايشغله طوال يومه ؛ إلا الحديث مع , أو عن الفتيات .
.. ياويلها من ترفض أن تنال هذا الشرف العظيم منه ..!! من لا تعلن له الاستسلام , والإذعان فى الحال . من ترفض تنازله عن عليائه , و قبوله لها أن تنضم إلى حريمه . أو داخل أجندة مواعيده - لفترة محدودة بالطبع- يعلن عليها حرباً ضروس , و يحيل ليلها نهارا, يطاردها حتى فى الأحلام - هذا إن أسعدها الحظ , وتركها لتنام- كأن يتصل بها عن طريق التليفون . فإن أغلقت السماعة فى وجهه , ولم تستجب له..!! يظل يتصل بها طوال الليل بلا أن يكل أو يمل - حتى يوقظ سائرعائلتها من النوم- إلى أن ترفع سماعة التليفون ؛ فيردد بعض كلمات الحب والهيام . والوله والإعجاب - وإن قوبل كل ذلك بالسباب..!!-
..ما أن تشرق الشمس , حتى تجده الفريسة -إن كانت ذاهبة إلى مدرستها , أو جامعتها , أو عملها - بانتظارها , مرتدياً نظارته الشمسية. ترتسم على وجهه ابتسامة ساخرة . يدعوها إلى الركوب فى سيارته , فإن أبت ؛ ركب بجوارها فى المواصلات العامة؛ عساه ينجح فى لفت انتباهها . واجتذاب إعجابها , إلى أن تقع فى حبائله. فيتبادلان اللقاءات , والمكالمات , وكل ما هو آت..!! حتى يزهد فيها, ويخفت اهتمامه بها . فيتركها إلى واحدة أخرى . تشغل باله, وتملك لبه ,وتستفز غرائزه .
..ظل صديقنا هكذا يتنقل من واحدة ,لأخرى.. وأخرى . فأخرى. مرضاة لغروره , وإشباعاً لنزواته , وأهوائه ؛ ليس إلا..!!
إلى أن

..إلتقى بـ(عبير). لم تكن على قدر كبير من الجمال, لكنها كانت تملك الكثيرمن الرقة والدلال. فهى الطفلة الوحيدة , لأبويها. لذا أفرطا فى تدليلها ,وتلبية رغباتها. كانت إلى حد ما متحررة, متهورة. لا تعرف تلك القيود التى تفرضها الأسر الشرقية على بناتها. منذ صغرها لا تجد هناك فارقاً بينها وبين غيرها من الفتيان ؛ بحكم تربيتها ونشأتها وحيدة؛ مما أوقعها فى الكثير من المواقف الصعبة المحرجة..؟!
أتى بها حظها العاثر فى طريق ذلك الـ(فريد)- أو ربما كان حظه هو السيئ ..!!- ففى ذات يوم من الأيام التقيا وسط جمع من الشباب والشابات . جذبت انتباهه على الفور بطلاقتها , وجرأتها فى الكلام, بأناقتها واعتزازها بنفسها ؛ ربما هذا ما استفزه , واستنفره ليستعرض معها قوته , ويجرب أسلوبه الذى لا يخطئ , وجاذبيته التى لا تقاوم..؟!- هذا رأيه فى نفسه بالطبع..!!-
..حاول أن يلفت أنظارها عن طريق اللعب فى أجراس تليفونه المحمول- كانت حديثة العهد فى ذلك الوقت- أخذ يتكلم عن صفقات وهمية , ومشاريع خيالية. ثم اقترب منها , وخلع نظارته الشمسية فجأة , نظر مباشرة فى عينيها , كأنه فوجئ بها. إلا أنها لم تعره انتباهاً , و واصلت حديثها مع أحد الشباب . فكاد يجن جنون صاحبنا..!!- كيف أنها لم تلحظ لون عينيه العسلية..؟!- أخذ يدور , ويدور حول الحلقة الملتفة حولها عله يجذب انتباهها. أو يجد مدخلاً للحديث. كى يتكلم معها.
فجأة تدخل فى الحديث - على الرغم أنه لم يكن ملماً بأطرافه - وقال:
- طبعاً.. أنا معاكم فى نفس الرأى..
عندها ضحك الجميع , نظرت إليه (عبير) بتعجب . ثم قالت باسمة:
- أنت معانا فى أيه..؟! هوا حضرتك تطلع ميين ..؟! أنت عارف إحنا بنتكلم فى إيه..؟!
تلعثم (فريد) , وقال بصوت خفيض:
- أنا فريد..!!
قاطعته ساخرة:
- طب يا سى فريد..سمعنا رأيك فى الموضوع إللى كنا بنتكلم فيه..؟!
..أسقط فى يده , فأكفهر وجهه . ولم يدر ماذا يقول..!! تركهم فى سرعة. وضحكاتهم من خلفه تلذع ظهره..!! قرر من يومها أن يثأر لكرامته , وينتقم منها . أن يجعلها تعتذر له , وتركع ذليلة تحت قدميه..!!
..أخذ يفكر طويلاً كيف يصل إلى غرضه , وينفذ خطته . اجتهد فى ذلك كعادته . حتى استطاع أن يعرف عنوانها , و رقم تليفون منزلها . ثم بدأ تنفيذ مخططه..!!

يتبع

[Genius]

..شرع يتصل بها فى الأوقات التى يتأكد فيه وجودها وحدها بالمنزل , ثم يسارع بغلق التليفون - ما أن يسمع صوتها - دون أن ينبث ببنت شفة. أخذ فيما بعد يطيل فترات الصمت . فما يلقى سوى أن ترتد السماعة فى وجهه . وترفض أن تستجيب لمحولاته المتكررة . أو تقوم بنزع فيشة التليفون . فأصبح لا يتصل فى مواعيد ثابتة . وأحياناً أخرى يتصل عن طريق تليفونه المحمول . ترفع (عبير) السماعة فى سرعة - علها تكون مكالمة خارجية مهمة - فلا تسمع سوى صوت أنفاسه ,وتنهداته. تقوم بتوبيخه , وتعنيفه - أى كان- ثم تغلق الخط فى وجهه.
إلا أنه لم يكن ييأس أبداً..!! ظل عل هذا الحال لشهور طوال . حتى اعتادت على ذلك الطارق الذى يدق بانتظام , وإصرار على باب قلبها المغلق . لا يكل , ولا يمل..!! أخذ خيالها - المتلهف للحب - يتساءل ترى من هو..؟! يتصور ملامحه, يأخذها إلى عالم وردى , يرسم لها صورة فارس أحلامها الذى خلبت لبه , و شغلت عقله . فلا ينام من حبها لحظة من الليل , أو ساعة من نهار. يطاردها فى كل مكان , و زمان . يهيم بها حباً , يحملها بين يديه , فتسند رأسها على صدره , و تنام هادئة على نغمات أنفاسه. ترمى همومها على كتفيه. مطمئنة غير خائفة. تأمنه على روحها , ونفسها. تمنحه قلبها , وحبها و عمرها كله.
لكنها كانت تصحو من أحلام يقظتها فزعة ؛ على خوف من المجهول . ماذا يريد هذا الطارق من وراء كل هذا..؟! ولماذا لم يفصح عن نفسه , ويبين غرضه..؟! ربما كان شاباً مراهقاً..!! لا يريد سوى أن يتسلى باللعب بعواطفها , يبحث عن إضاعة الوقت..!! ثم تلوم نفسها . لو كان كذلك ؛ لأنصرف بعد كل تلك الشهور من الرفض , والتعنيف , والتوبيخ ..؟! لكان أسلوبه غير هذا الأسلوب..!! ربما حياؤه يمنعه من أن يصارحنى بحبه..؟!
فجأة افاقت من شرودها , وتداركت نفسها قائلة:
- حب..!! انتى خلاص سمتيه حب..؟! هوا أنتى حتى تعرفى هوا مين ..ولا سمعتى صوته..؟! إعقلى يا عبير..!!
ثم زفرت قائلة فى أسى :
- مش ممكن دى ..تكون واحده من زمايلك ..هيه إللى عامله فيكى المقلب ده.. وبتعاكسك..؟!
ضحكت - وهى تجلس وحدها - من ذلك الهاجس . وقالت فى سخرية:
- جايــــــز..!!
.. و إن كانت لم تتمن داخل نفسها , أن يصدق حدسها , تود بكل ذرة فى كيانها ؛ لو تتحقق نبوءتها..!!

يتبع

[just (o]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة شكرا لك وفي انتظار باقي الحلقات

[Transporter]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تسلم ايدك مهند مشكور على القصة والمجهود المستمر

[ĶǎnDO̳̿uChǎ ツ]

يسلممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممممممممممممو

[katty]

يسلمووووووووووووو مهند عالقصة الروعة تقبل مرورى

[العيون الناعسة]

مشكورين ع كل شي تراني مستعيلة و بظهر

[.. בٓـيــًـًـًآءْ . .]

مرسى الكـ مهند محمود
على الروايهـ الرائعهـ
منتظرين التكملهـ
وفى انتظار جديدكـ..