جواز سفـــــــــر ....قصة قصيـــرة ..!!!!!!

[الفيلسوف الآخير]

جـــــــــــــواز سفـــــــــــر .......... قصــــة قصيـــــــــرة

تحملق فى هذى الورقة وهى لا تكاد تصدق عينيها الزائغتين والتائهتين من هول ما رأت بين سطورها ، أحقاً ما قرأت عينيها...؟!أحقاً تلك الحروف التى تتكون منها هاتين الكلمتين اللتين أربكتا كل جهازها العصبى واللتين كأنهما قنبلة موقوتة أنفجرت فى جميع انحائها ، كادت أن تسقط مغشياً عليها على الأرض ،تهاوت كجثة هامدة على أقرب مقعد فى شقتها التى أستجمعت كل القوى الكامنة فى جدرانها لتعتصرها بلا هوادة وبلا أية رحمة ،وكأن هذى الجدران تتحد إتحاداً كونفدرالياً مع هاتين الكلمتين لهيهنة كل شىء بين حناياها التى تحولت إلى رفات ، وضعت يديها النحيلتين على عينيها المتهالكة المعالم طيـــلة فراقه لها ستة سنوات متتالية، تلك السنوات التى ساهمت بشكل ملحوظ فى تجاعيدها وفى خريفية وجهها الذى كان يشع نضارةً وسحراً يقترب من أميرات الرومان ، وتهاوى على خاطرها المتعب ذاك اليوم الذى حملت عنه حقيبته كى تودعه فى المطار بعد زواجهما، وبعد قصة حبهما الاسطورية، وكيف أنها وقفت ضد رغبة أهلها ووقفت ضد كل الأصوات العقلانية التى تنادى بتحكيم العقل كانت كلمة أحبك منه لها تجعلها تستقيل عن أية عقلانية فرضت عليها وكأنها فراشة تحلق فى سماء العشق ليمنحها رحيق الحياة ، كم كانت تنظر طويلاً لعينيه وكأن بهما قصراً قد شيده خصيصا لأميرته التى توّج بها ولهاً وعشقاً وتيماً، ربما كان فقيراً لكنه كان بالنسبة لها يملك قصوراً تراها دوما بين عينيه، وبين حروف تستشرفها من بين شفتيه، أبداً لم تنظر لوضعها الإجتماعى وخزائن والدها المملوءة بأوراق البنكنوت ،ناهضت كل أقربائها، قامرت بكل شىء فى سبيل حبه وعشقه لها، وعشقها له، أربعة أشهر فقط مرت على زواجهما الذى توّّج هذى القصة الغرامية، كانت كأنها أربعمائة سنة عاشتها معه فى سعادة قد لا تضاهيها سعادة العالم، لوّح لها بيديه تلويحةالوداع المعهودة ،التى تترجم طقوس الفراق لأى حبيبين ، أرتعدت يدها حتى أنها لم تستطع رفعها وكأن قواها التى أستجمعتها من أجل إحتمال تلك اللحظة المميتة إنهارت بشكل غير متوقع لديها ، فطنت أحاسيسه التى دوما ما كان يستلهمها من حناياها العاشقة لما تشعر به هى الآن ،عاد مسرعاً بلا أدنى إرادة منه ليحتضنها وخصيلات شعرها تتهافت على يديه التى يؤرقها حنيناً بطعم الفراق ، تشبّثت به تشبّث بها أكثر وكأنه طفل يتشبّث بتلابيب ثوب أمه ، تلاقت دموعهما على ملابسهما كنوع من الإحتضان الآخر الذى يترجم تلك اللحظة القاسية عليهما نظر فى عينيها نظرة عتاب بين الأحبة وكأن عينيه تقول لها أريد أن أبقى بجوارك لا أريد الرحيل ربما يستجدي نظرة بين عينيها تومأ له بالبقاء ، وأجابته أيضاً بعينيها لابد أن تثبت لأهلى بأنك ستصبح رجلاً يضاهيهم فى كل شىء ، رجلاً أفاخر به العالم وأن تثبت لهم بأننى لم أخطىء فى قرارى ، وافقت عينيه على مضض وركب سلم الطائرة دون أن ينظر خلفه إليها لم تفق إلا على أزيز الطائرة ذاك الأزيز الذى أندمج مع خفقات قلبها ليعزف لحناً اسطورياً تتخلله كل مقامات النحيب ، وشيئاً فشيئاً أختفى حلمها مع إختفاء الطائرة ،لتسافر معها أحلام منتظرة ، كانت تنتظر رسائله على شوق يكاد يفتك بها ويخلخل أركانها المتهاوية بفراقه ، ووصلت الرسالة الأولى قرأتها عشرات المرات كان ينعتها دوما( بمعشوقتى الأولى والأخيرة : فراقى لكـــِ لا يحتمل ، ولا أقوى أن أطيقه ، غريب أنا هنا ولكن دائما أنتــــِ معى، أتحدث أليكــــ ِ،أحاكى عينيكــ ِ، أنام على ذكرياتنا معاً، وقصة حبنا معاً، وحينما أصل إلى لحظة وداعنا ، تنهمر الدموع منى لتبلل وسادتى الباكية لأبدأ يوم جديد كى ابقى معكــ ِ أيضاً، ثم تأتى الرسالة الثانية وكان ينعتها( بحبيبتى : أنتظمت فى العمل هنا، والحمد لله رئيس العمل يحبنى ،وجميع زملائى يحبونى ،إنتبهى على نفسك يا حبيبتى )، وبعد إنشغاله أكثر فى العمل ،ومعايشته لتلك الحياة القاسية ليعود منهكاً بالليل يتحاور مع وحدته ومع صمته ، تقلصت رسائله شيئاً فشيئاً حتى تباعدت رسائله إليها، وفى الرسالة القبل الأخيرةالتى كانت بعد مدة طويلة ( زوجتى : سأرسل لكـــ ِ مبلغاً من المال أودعيه فى البنك بإسمك) كان لا يهمها المال فى ظل إفتقادها لكلماته التى كانت تتراقص شوقاً وولهاً بين رسائله الاولى، والتى كانت تمنحها أكسير الحياة والصبر على فراقه طيلة هذى المدة وفى ظل تلك الرسائل المتباعدة جداً إنقطعت رسائله تماماً، فقد إنهمك فى حياته هناك وذاب فى ذلك المجتمع ،رسم لنفسة حياةً جديدةً وبيتاً جديداً وإمرأة أيضاً إلتقطها كثمرةٍ نبتت فى تلك الأرض التى كانت غريبة عنه، والتى أصبحت هى أرضه وربما وطنه ،وبعد أن مر هذا الشريط على ذاكرتها ، تمالكت نفسها ووقفت من على مقعدها الذى كان يئن طويلاً لأنينها، لتفتح تلك الورقة مرة اخرى ربما تكون عينيها كاذبة فيما رأت ،ولكن هما الكلمتين التى كأنها لم تقرأ غيرهما فى زخم تلك الكلمات المليئة بالمبررات الغير مقنعة لها ( أنتى طالـــــق ) . وهنا أغلقت إيمـــــــان تلك الرواية التى إنتهت من قراءتها بعد أن إستنزفت كل دموعها وتسللت الى غرفتها وألقت نظرة طويلة على زوجها النائم فى سكون عميق، وتسللت يدها الى حقيبة سفره الصغيرة وأخرجت منها جواز سفره ونظرت إليه نظرة ممزوجة بالخوف والإحتقار ،بل ممزوجة ببناء الأحلام والدمار ومزقته بلا هوادة إرباً إرباً لتلقى به غير عابئة بما فعلت فى سلة المهملات ثم تأخذ يــــــدا زوجها برفق وبتؤدة وتضعهما على وجهها الغارق بدمعاتها وكأنها تستلهم من يديه أماناً وحناناً فتغمض عينيها لتطبع قبلة طويلة عميقة على جبينه............... تمت بحمد الله ................

[doiss]

كل الشكر والتقدير علي الطرح الرائع
والقصة المميزة ,
في انتظار جديدك دائما ,,
دوام التوفيق لك ,,

[ARAGON]

بصراحة قصة جميلة جداً،،،
عبر وحب واشياء كبيرة،،

نفتقدها في هذه الايام،،،

لمسات الوفاء التي ختمت بها قصتك،،

من أروع ما يمكن،،

فمنا من يحتاج دائماً إلى الاستقرار والهدوء والطمأنينة،

خالص أمنيـاتي،،

[countess]

شاكره لك طبعا مبدع


تقبل مروري

البرنسيسه 2

[الفيلسوف الآخير]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doiss كل الشكر والتقدير علي الطرح الرائع والقصة المميزة , في انتظار جديدك دائما ,, دوام التوفيق لك ,,

وأِشكر مروركــ الذى أمتعنى وجعلنى أستشعر إنتشاءة ربما راقت لى حقا ً ،،،،

تحياتى ،،،،،

[الفيلسوف الآخير]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wa7edmenelnas بصراحة قصة جميلة جداً،،، عبر وحب واشياء كبيرة،، نفتقدها في هذه الايام،،، لمسات الوفاء التي ختمت بها قصتك،، من أروع ما يمكن،، فمنا من يحتاج دائماً إلى الاستقرار والهدوء والطمأنينة، خالص أمنيـاتي،،

ربمـــا يمسى الــ " واحد من الناس " بكل النـــــــــاس ....!!!!

يا أيها العميق الرشيق ...يا أيها الحرف الذى يتكأ على كلاسيكيات الكلمة ...

طاب وراق بل وشرف متصفّــــحى المتواضع بمروركم عليه ،،

حقيقة سعدت بوجودكـ ها هنا ما بين صفحتى ،،،

تحياتى لكــ يا رجل ،،،

كن دائما ً بخير وكما أنت ،،،،

[الفيلسوف الآخير]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنسيسه 2 شاكره لك طبعا مبدع تقبل مروري البرنسيسه 2

برنسيسة ......وأنا حتما ً شاكر لكــ ِ ...

راق لى مروركــ ،،

تحآيآى ،،،

[الحــــ كلــــه ــــلا]

يسلمــــــــــــووو على المجهود الرائع

بجد قصه هايله

تقبل مرورى

وفى انتظار جديدك

الحــــــ كلهـ ــــــــــلا

[الفيلسوف الآخير]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحــــ كلــــه ــــلا يسلمــــــــــــووو على المجهود الرائع بجد قصه هايله تقبل مرورى وفى انتظار جديدك الحــــــ كلهـ ــــــــــلا

ليس أروع بأن يتهادى إلى صفحتى " الحـــــ كلهــ لا " ....

شكرا ً لكــ ِ سيدتى على إطراءكــ ِ الممتع لى ،،

تحياتى ،،،

[cute cat]

كل الشكر والتقدير علي الطرح الرائع

في انتظار جديدك دائما