..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 0 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 2 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 4 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 9 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -

الإهداءات


صاحب العلم والإيمان ...

شخصيات بارزه فى عالمنا


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /11-10-2009, 03:24 PM   #1

موقوف
 

 رقم العضوية : 21822
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر
 المشاركات : 760
 الحكمة المفضلة : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
 النقاط : احمد يحي will become famous soon enoughاحمد يحي will become famous soon enough
 درجة التقييم : 123
 قوة التقييم : 0

احمد يحي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
صاحب العلم والإيمان ...











عندما نبحر في عالم مصطفى محمود ؛ تتلاقى أمواج كثيرة من الفكر والأدب ، والفلسفة

والتصوف ، والعلم ؛ فهو رجل شغل الناس بأفكاره وآرائه التي ظهرت من خلال ‏84 كتابًا ، ‏ ‏

تتراوح‏ ‏بين‏ ‏القصة‏ ‏والرواية‏ والمسرحية والمؤلفات‏ ‏العلمية‏ ، ‏والفلسفية‏ ‏والاجتماعية‏ ‏

والسياسية‏ ، ‏‏وأدب‏ ‏الرحلات ، فضلاً عن آلاف المقالات بالجرائد والمجلات المختلفة ،

و400 ‏حلقة‏ ‏من‏ ‏برنامَجه‏ ‏التليفزيوني‏ ‏الشهير‏ ‏" العلم‏ والإيمان".



قال عنه الشاعر الراحل " كامل الشناوي " : ” كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب

على كل شيء ، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا من الديانات الأرضية

مثل الزرادشتية والبوذية ثم انتقل إلى الأديان السماوية ولم يجد في النهاية سوى القرآن

الكريم “.



ـ هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ ، من الأشراف ، ينتهي نسبه إلى عليّ زين

العابدين – رضي الله عنه - ولد عام 1921، وعاش مصطفى في مدينة طنطا في جوار

مسجد " السيد البدوي " الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر؛ ولعل

هذا ما جعل التصوف يترك عليه مسحة امتدت معه طوال حياته .


بدأ حياته متفوقًا في الدراسة ، حتى ضربه مدرسٌ للغة العربية ؛ فاكتأب ورفض الذهاب إلى

المدرسة ثلاث سنوات ، وما إن رحل ذلك المدرس عن مدرسته، حتى عاد مصطفى وبدأت

تظهر موهبته وتفوقه وحبه للعلم!



وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا ، أخذ يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها

الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، وفيما بعد ـ حين التحق بكلية الطب اشتهر بـ " المشرحجي "

نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى ، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت

وما بعدهما.



تخرج مصطفى محمود في كلية الطب متفوقًا ، وعلى الرغم من احترافه الطب متخصصًا في

جراحة المخ والأعصاب ، فإنه كان نابغًا في الأدب منذ كان طالبًا ، وكانت تنشر له القصص

القصيرة في مجلة " روز اليوسف " وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه ، مما دفعه لاحتراف

الكتابة ، ‏وعندما‏ ‏أصدر‏ ‏الرئيس‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏قرارًا‏ ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين ‏، كان‏ ‏مصطفى‏

محمود ‏وقتها‏ ‏يجمع‏ ‏بين‏ ‏عضوية‏ ‏نقابتي‏ ‏الأطباء‏ ‏والصحافيين‏، ولذا ‏قرر‏ ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏

نقابة‏ ‏الأطباء ‏، ‏وحرمان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏ممارسة‏ ‏المهنة‏ ‏إلى الأبد ،‏ ‏مفضلا‏ ‏الانتماء إلى ‏نقابة‏ ‏

الصحفيين‏ ، والعمل كأديب ومفكر.



وعندما سئل ماذا يملك الطبيب من إمكانات تشجعه على أن يكون أديبًا وفنانًا ؟ أجاب بأن :

” للطب علاقة وثيقة بالحياة وأسرارها وخفاياها ، فالطبيب هو الوحيد الذي يحضر لحظة

الميلاد ولحظة الموت ، وهو الذي يضع يده على القلب ويعرف أسرار نبضه ، وكل الناس

يخلعون ثيابهم وأسرارهم ، بين يدي الطبيب ، فهو الوحيد الذي يباشر الحياة عارية من

جميع أقنعتها ، وبما أن الطب علم ، والأدب علم ، فالتكامل في الحياة البشرية قضى بأنه لا

غنى لأحدهما عن الآخر، يعني الطب والأدب ، وكذلك الطبيب والأديب “.





محطات فى حياته :


( العقل ـ العلم ـ الإيمان ) ثلاثية كبيرة شغلت العقل والفكر الإنساني على اختلاف عصوره

وشخوصه ، وكان أكبر تساؤلات تلك الجدلية : " هل العلم والعقل يمكن أن يكونا طريقا

للإيمان ومعرفة الخالق سبحانه ؟ وهل يستطيع العقل أن يصل معارفه المادية بالغيب

والإيمان فيعطيها أعماقا معرفية ورؤية كلية للكون والحياة وطبيعة ودور الإنسان في

الوجود ؟ .



وهنا بدأ الاحتكاك بالمجهول ، وبدأ القلق الإنساني الذي يحتاج إلى طمأنينة ، والتي لا

يوفرها إلا الإيمان ؛ فرجع البعض من العلماء من تلك الرحلة العقلية العلمية إلى الإيمان

رجوع العطشى إلى الارتواء .. نهلوا من الإيمان ؛ فكان الشك هو مفتاحهم للإيمان ،

وأدركوا أن هناك ما هو ضد العقل وهناك أيضا ما هو فوق العقل ..



فما ضد العقل يرفضه الإيمان معتبرا أن الكون هو كتاب الله المفتوح ، وأن النص القرآني

هو كتاب الله المقروء وكلاهما يصدق الآخر، أما ما فوق العقل فهو أبعاد معرفية يمنحها

الإيمان العقل للاستلهام من السماء بعدما وصل السقف المعرفي للإنسان إلى منتهاه ، وهنا

يضيف معرفة إلى معرفته وطمأنينة إلى علمه ، ويقينا إلى حركته.




ـ في عنفوان شبابه كان تيار المادية هو السائد ، وكان المثقفون يرفضون الغيبيات ، فكان

من الطبيعي أن يتأثر مصطفى محمود بما حوله ، ولذلك كما يقول في أحد كتبه : ” احتاج

الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس ،

وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة ، من الله والإنسان إلى لغز الحياة

والموت ، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين “.



فإن المشكلة الفلسفية الحقيقية التي كان يبحث عنها هي مشكلة الدين والحضارة ، أو العلم

والإيمان ، وما بينهما من صراع متبادل أو تجاذب ..

ففي كتابه " رحلتي من الشك إلى الإيمان " ترجم لحياته الروحية قائلاً : ” إن زهوي بعقلي

الذي بدأ يتفتح وإعجابي بموهبة الكلام ومقارنة الحجج التي تفردت بها ، كان هو الحافز ،

وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب ، لقد استغرقت في عبادة نفسي ، وأعجبت

بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من

مهد الطفولة “.




وقد اقترب مصطفى محمود في ذلك من الإمام الغزالي - رحمه الله - وما ذهب إليه في كتابه

" المنقذ من الضلال " إذ يقول فيه : ” كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني ،

من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله وُضعتا في جبلتي ، لا باختياري

وحيلتي ، حتى انحلت عني رابطة التقليد ، وانكسرت عليّ العقائد الموروثة على قرب عهد

الصبا “.





هاتف اليقين :


ومع هذا العقل العلمي المادي البحت بدأت رحلة مصطفى محمود في عالم العقيدة . وعلى

الرغم من هذه الأرضية المادية التي انطلق منها ؛ فإنه لم يستطع أن ينفي وجود القوة الإلهية

فيقول : ” تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة في الكون ، التي تنظمه في منظومات جميلة ،

من أحياء وجمادات وأراضٍ وسماوات، هو الحركة التي كشفها العلم في الذرة وفي

الـ " بروتوبلازم " وفي الأفلاك ، هو الحيوية الخالقة الباطنة في كل شيء “.




وكما حدثنا الغزالي عن الأشهر الستة التي قضاها مريضًا يعاني آلام الشك ، حتى هتف به

هاتف باطني أعاده إلى يقين الحقيقة العقلية، وكشف له بهاء الحرية الروحية ، ومكنه من

معرفة الله ؛ نجد مصطفى محمود يتحدث عن صوت الفطرة الذي حرره من سطوة العلم ،

وأعفاه من عناء الجدل ، وقاده إلى معرفة الله ، وكان ذلك بعد معرفته أن العلم ذاته هو

عملية جمع شواهد واستخراج قوانين .



وهكذا كانت رحلته من الشك إلى اليقين تمهيدًا لفض الاشتباك بين العلم والإيمان ، وذلك عن

طريق علوّ الإنسان بالمادة إلى ما هو أبعد أفقا وأرحب مدًى .




ويبدو أن هذا الأمر وراء أن يوقف جزءا كبيرا من حياته في مشروع واحد اسمه " العلم

والإيمان " سرد مراحل هذا المشروع من خلال 8 كتب ، وحينما جاءته فكرة البرنامج كان

تنفيذها على أرض الواقع غاية في الصعوبة ، فقد عرضها على التليفزيون المصري

فاعتمدوا له 30 جنيها مصريًا فقط للحلقة الواحدة !


في حين أن البرنامج كان يستلزم السفر للخارج ومتابعة آخر الأبحاث ، ولذا بدأ اليأس

يتسرب إلى نفسه، حتى قابل رجل أعمال شهير، فحدثه في أمر البرنامج ، فإذا به يخرج

دفتر الشيكات ، قائلا له : " لن أناقشك في النفقات، ولكن المهم خروج هذا العمل العلمي

والديني إلى النور".


ولاقى البرنامج نجاحًا كبيرًا ، واجتذب جماهير كثيرة نظرًا لأسلوبه الذي جذب به قلوب

وعقول البسطاء قبل العلماء ، ولكن على الرغم من ذلك النجاح ، فوجئ الدكتور محمود –

بعد سنوات - بإبعاد هذا البرنامج الجماهيري عن خريطة التليفزيون المصري دون إبداء

الأسباب .




سار مصطفى محمود على درب المفكر والأديب عباس محمود العقاد ليؤكد أن الإسلام منهج

ليس من فكره الصراع الطبقي ، بل يهدف إلى التوازن بين الفرد والمجموع ، وليس إلى

تذويب الأفراد في المجموع كما في الاشتراكية ، ولا إلى التضحية بالمجموع لصالح قلة من

الأفراد كما في الفكر الرأسمالي .


وأوضح أن الأيديولوجية الإسلامية تعمل على إشباع الحاجات الروحية للإنسان ، وليس

المادية فقط ، فالمسلم حينما يتصدق أو يزكي فهو يتعامل مع الله، لما أخبرنا به الرسول

صلى الله عليه وسلم من أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المحروم ، وهذا - عند

مصطفى محمود - ما يعطى للمنهج الإسلامي خصوصية وسموًا في الهدف ، إذ يشعر المسلم

برقابة من الله ورقابة من الضمير، وعلى ذلك فالصبغة الروحية للنشاط الاقتصادي شرط من

شروط الإسلام ، فليس في الإسلام انفصال بين ما هو روحي وما هو مادي .





روائى وأديب :


انطلاقًا من بحثه عن الحقيقة وإشباعًا لشغفه بالنفس الإنسانية وبحثه عن المجهول ، تميز

مصطفى محمود بفن قصصي خاص ، فبإمكاناته الفنية جمع بين إحساس الأديب وإدراك

الفيلسوف ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري فيه عمق الفكرة ودفء العبارة، فيه البصر

الذي يوحي بالبصيرة، والمادي الذي يؤدي إلى المعنوي، والعبارة التي تلتقي بالرؤية كأروع

ما يكون اللقاء ..

" قيمة الانسان هى ما يضيفه الى الحياة بين ميلاده وموته " مصطفى محمود .


وكما وصفه جلال العشري في كتابه " مصطفى محمود شاهد على عصره " فهو : ” يتعاطى

الأشياء بعقله ثم يعيها بوجدانه ثم يجسدها بقلمه ، استطاع أن يفلسف حياته ويحيا فلسفته ،

وأن
يتخذ من أزماته النفسية الحادة وزلازله الباطنية العنيفة وتجاربه الحية وخبراته

الوجدانية
مادة لأدبه “.



والسؤال المحوري في قصصه القصيرة هو مشكلة تعالي الإنسان على ذاته وعلى ذوات

الآخرين ، أما في رواياته فكان المشكل هو: إلى أين يريد الإنسان أن يصل ؟ وألاّ يؤدى هذا

العلُوّ على كل شيء إلى اللاشيء؟ وما هي المستحيلات التي لابد أن يواجهها ؟ وهذه

المستحيلات عنده هي : الإنسان ، المجتمع ، الزمن ، التاريخ ، وروح العصر .



ويبرز ذلك الفكر في رواياته : " المستحيل " و" الأفيون" و" العنكبوت" و" الخروج من

التابوت" و" رجل تحت الصفر" ذلك هو المنهج الفلسفي الذي بنى رواياته عليه ، أما

واقعية رواياته فهي المادة الحية التي يغترف منها أحداثه وشخصياته ، إنه الواقع الأوسع

أفقًا ، الذي يمتد ليشمل كل معاني الحياة التي هي أشمل من المجتمع.





معارك .. فكرية :

دخل مصطفى محمود في حياته عدة معارك ووجهت إليه عدة اتهامات أهمها:


اتهام منتقديه له بأن مواقفه السياسية متضاربة ، تصل إلى حد التناقض في بعض المواقف

.. إلا أنه لا يرى ذلك ، ويؤكد أنه ليس في موضع اتهام ، وأنّ اعترافه بأنه كان على غير

صواب في بعض مراحل حياته هو ضرب من ضروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات ..

وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم

القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم .




اتهامه‏ ‏بالكفر‏ ‏‏في‏ ‏نهاية‏ ‏الستينيات‏ ‏بعد‏ ‏سلسلة‏ ‏من‏ ‏المقالات ،‏ ‏و‏صدور‏ ‏كتابه‏ " الله‏ ‏والإنسان"

الذي‏ ‏تمت‏ ‏مصادرته‏ حينها ، ‏وإن كان الأمر انعكس في عهد الرئيس أنور السادات ، فقد ‏

أبلغه‏ ‏إعجابه‏ ‏بالكتاب‏ ، ‏وطلب‏ ‏منه‏ ‏طبعه‏ ‏مرة‏ ‏أخرى‏ ، ‏ولكنه‏ ‏استبدل ‏به كتاب‏ ‏" حوار‏ ‏مع‏ ‏

صديقي‏ ‏الملحد "‏ لتتوطد‏ ‏بعدها‏ ‏علاقته‏ ‏بالرئيس‏ ‏السادات‏ ‏وتدوم‏ ‏حتى‏ ‏وفاة الرئيس ‏، ‏وعندما‏ ‏

طلبه‏ ‏السادات‏ ‏ليكلفه‏ ‏بمهام‏ ‏وزارة‏ ‏من‏ ‏الوزارات‏ ‏اعتذر‏ ‏قائلاً :‏ " أنا‏ ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏

مؤسسة‏ ‏وهي‏ ‏زواجي ‏، ‏فقد‏ ‏كنت‏ ‏مطلقًا‏ ‏لمرتين‏ ، فأنا‏ ‏أرفض‏ ‏السلطة‏ ‏بكل‏ ‏أشكالها ".




اشتهر بهجومه المتواصل على الصهيونية ، ورأيه بأن اليهود وراء هذه الشبكة

الأخطبوطية للفساد والإفساد في العالم كله .




نشر في مقالاته أفكارًا كثيرة كانت مثار جدل بين المثقفين ، كدعوته إلى علم النفس

القرآني ، ويقصد به محاولة فهم النفس فهمًا جديدًا مؤسسًا على القرآن والسنة ، وهي بمثابة

محاولة للخروج بعلم نفس إسلامي جديد ، ومثل تنبُئه بسقوط الحضارة الغربية وانهيار

الرأسمالية وتوابعها دون أن يطلق المسلمون رصاصة واحدة ، بسبب الترف والتخمة وعبادة

الشهوات والغرق في الملذات ، كحضارات كثيرة ذكرها لنا التاريخ .



وتأتي الأزمة الشهيرة المعروفة باسم " أزمة كتاب الشفاعة " والتي وقعت عام 2000م

لتثير الكثير من الجدل حوله وحول أفكاره ، وتتلخص فكرة الكتاب في أن الشفاعة التي

سوف يشفع بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته ، لا يمكن أن تكون على الصورة

التي نعتقدها نحن المسلمون ، ويروِّج لها علماء وفقهاء الشريعة والحديث !!


إذْ الشفاعة بهذه الصورة تمثل دعوة صريحة للتواكل الممقوت شرعًا ، وتدفع المسلمين إلى

الركون إلى وهم حصانة الشفاعة ، التي ستتحقق لنا لمجرد الانتساب إلى رسول الله

صلوات الله وسلامه عليه .



ـ وانفجرت الثورة في وجهه من جميع الاتجاهات خاصة من محمد فؤاد شاكر، أستاذ

الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس ،وقد رد على إنكار الشفاعة ردًا مفحمًا وقاسيًا للغاية.


وحاول مصطفى محمود الصمود والانتصار لفكره ، فكيف له أن يسئ للدين الذي قضى جل

عمره حاملاً راية الدفاع عنه ، ودافع عن تصرفه بحرية الفكر والرد والاعتراف بالخطأ ،

إلا أن هذه الأزمة مع كبر سنه وضعف صحته أدت إلى اعتزاله الحياة الاجتماعية ، فامتنع

عن الكتابة إلا من مقالات بسيطة في مجلة الشباب ، وجريدة الأخبار .



ثم أصيب عام 2003 بجلطة في المخ أثرت على الحركة والكلام ، ولكن مع العلاج تحسنت

حالته الصحية، واستعاد القدرة على الحركة والنطق مرة أخرى ، واستمر في عزلته مع

رفيقه الوحيد : الكتاب.


وفي أحد حواراته اعتبر ‏حياته‏ ‏هجرة‏ ‏مستمرة‏ ‏نحو‏ ‏إدراك‏ ‏الحياة‏ ‏والبحث‏ ‏عن‏ ‏الحقيقة ، ‏وكل‏ ‏

كتاب‏ ‏قام‏ ‏بتأليفه‏ ‏هو‏ ‏محطة‏ ‏على‏ ‏طريق‏ ‏هذا‏ ‏السفر‏ ‏الطويل ‏..



كان مصطفى محمود ‏يحتفظ‏ ‏لنفسه‏ ‏بجدول‏ ‏صارم‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ، قائم على الزهد في الحياة

والتأمل فيها ، ‏وهو‏ ‏دائمًا‏ ‏يقرأ‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏سواء‏ ‏أكان تفسيرا‏ ‏أم‏ ‏نقدا‏ ‏ولا‏ ‏يلفت‏ ‏نظره‏ ‏اسم‏ الكاتب‏ ‏

فالمهم‏ ‏عنده‏ ‏موضوع‏ ‏الكتاب‏، ‏حياته‏ ‏كلها‏ ‏كانت‏ ‏قراءة‏ ‏لدرجة‏ أن ابنته " أمل " تقول إنهم كانوا

يظنون أنه‏ ‏غير ‏موجود‏ ‏في‏ ‏المنزل‏ ‏بسبب‏ ‏اعتكافه‏ ‏على‏ ‏الكتب ‏بالساعات ‏،‏ وازداد حبه للقراءة ‏

بعدما‏ ‏اعتزل‏ ‏التأليف‏ ‏بكل‏ ‏أنواعه‏‏ ، ‏وكان لا يشاهد ‏التليفزيون‏ ‏إلا‏ ‏لمتابعة‏ ‏الأخبار،‏ ‏وأصبحت‏ ‏

عبارة‏ " شيء‏ ‏مؤسف " ‏تعليقه‏ ‏الوحيد‏ ‏على‏ ‏معظم‏‏ ما‏ ‏يراه‏ ، وكان ميّالا إلى العزلة ويعترف

بأنه ‏فقد‏ ‏ملكة‏ ‏الابتكار.‏






أعماله الخيرية :


في ‏‏عام‏ 1979 بنى مسجده الشهير ‏مسجد‏ ‏مصطفى‏ ‏محمود‏ ‏في منطقة المهندسين بالقاهرة ،

و‏يضم‏ 3 ‏مراكز‏ ‏طبية‏ ‏ومستشفى تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء

مصر نظرا لسمعتها الطبية الجيدة،‏ ‏وشكل‏ ‏قوافل‏ ‏للرحمة‏ ‏من‏ 16 ‏طبيبًا‏، ‏وبالمركز‏ 4 ‏مراصد‏ ‏

فلكية ‏، ‏ومتحف‏ ‏للجيولوجيا ، ‏ويضم‏ ‏أساتذةً‏ ‏يعطون‏ ‏دروسًا‏ ‏في‏ الفلك‏ ، ‏الأساس‏ ‏فيها‏ ‏النظر‏ ‏

والتفكر‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏كجزء‏ ‏من‏ ‏العبادة‏ .

ويضم‏ ‏المتحف‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الصخور‏ ‏الجرانيتية ،‏ ‏والفراشات‏ ‏المحنطة‏ ‏بأشكالها‏ ‏المتنوعة‏ ‏

وبعض‏ الكائنات‏ ‏البحرية‏.


ـ هذه المقدمة هي ملخص لرحلة العالم الجليل الدكتور مصطفى محمود الذي رحل عن

عالمنا يوم أمس 12 من ذي القعدة 1430هـ ؛ الموافق 31 - أكتوبر- 2009م .



‏‏خادم كلمة التوحيد‏ وقد‏ ‏كتب‏ ‏الدكتور‏ ‏مصطفى‏ ‏محمود‏ ‏بعد‏ ‏فشل‏ ‏زواجه‏ ‏الثاني‏ ‏مقالا‏ ‏شهيرا‏ ‏

يستشهد‏ ‏هو‏ ‏به‏ ‏دائما‏ ‏يلخص‏ ‏فيه‏ ‏رؤيته‏ ‏للحياة‏ ‏يقول‏ : ” قررت‏ ‏بعد‏ ‏الفشل‏ ‏الثاني‏ ‏أن‏ ‏أعطي‏ ‏

نفسي‏ ‏لرسالتي‏ ‏وهدفي‏ ‏كداعية‏ ‏إسلامي‏ ‏ومؤلف‏ ‏وكاتب‏ ‏وأديب‏ ‏ومفكر‏ .. ‏وقد‏ ‏اقتنعت‏ ‏تماما‏ ‏بأن‏ ‏

هذا‏ ‏قدري‏ ‏ورضيت‏ ‏به‏ ..

‏ومنذ‏ ‏هذا‏ ‏الحين‏ ‏وأنا‏ ‏أعيش‏ ‏في‏ ‏جناح‏ ‏صغير‏ ‏بمسجدي‏ ‏بالمركز‏ ‏الإسلامي‏ ، ‏أغرق‏ ‏وحدتي‏ ‏في‏ ‏

العمل‏ ‏وتعودت‏ ‏أن‏ ‏أعطي‏ ‏ظهري‏ ‏لكل‏ ‏حقد‏ ‏أو حسد‏ ‏ولا‏ ‏أضيع‏ ‏وقتي‏ ‏في‏ ‏الاشتباك‏ ‏مع‏ ‏هذه‏ ‏

الأشياء‏ ‏وأفضل‏ ‏أن‏ ‏أتجنبها‏ ‏وأتجنب‏ ‏أصحابها‏ ‏حتى‏ ‏لا‏ ‏أبدد‏ ‏طاقتي‏ ‏في‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏جدوى‏ ‏وراءه ‏.. ‏

انتصاراتي‏ ‏على‏ ‏نفسي‏ ‏هي‏ ‏أهم‏ ‏انتصارات‏ ‏في‏ ‏حياتي‏ ‏وكانت‏ ‏دائما‏ ‏بفضل‏ ‏الله‏ ‏وبالقوة‏ ‏التي‏ ‏

أمدني‏ ‏بها‏ ‏وبالبصيرة‏ ‏والنور‏ ‏الذي‏ ‏نور‏ ‏به‏ ‏طريقي “.



وبعد رحلة العمر استطاع مصطفى محمود تحديد هويته أخيرًا إذ يقول : ” ‏ولو‏ ‏سئلت‏ ‏بعد‏ ‏هذا‏ ‏

المشوار‏ ‏الطويل‏ ‏من‏ ‏أكون ؟‏! ‏هل‏ ‏أنا‏ ‏الأديب‏ ‏القصاص‏ ‏أو‏ ‏المسرحي‏ ‏أو‏الفنان‏ ‏أو‏ ‏الطبيب ؟‏ ‏

لقلت : ‏كل‏ ‏ما أريده‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏مجرد‏ ‏خادم‏ ‏لكلمة‏ ‏لا‏ ‏إله‏ ‏إلا‏ ‏الله‏ ، ‏وأن‏ ‏أكون‏ ‏بحياتي‏ ‏وبعلمي‏ ‏

دالا‏ًً ‏على‏ ‏الخير“.



رحم الله الدكتور مصطفى محمود ، وأسكنه الفردوس الأعلى ..












  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-10-2009, 08:40 PM   #2

 

 رقم العضوية : 33221
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 المكان : ايجبت اللي هتقطع الجزائر
 المشاركات : 24
 النقاط : neren will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

neren غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

شكرايااحمد

معلومات جميله







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-11-2009, 01:36 AM   #3

موقوف
 

 رقم العضوية : 21822
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر
 المشاركات : 760
 الحكمة المفضلة : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
 النقاط : احمد يحي will become famous soon enoughاحمد يحي will become famous soon enough
 درجة التقييم : 123
 قوة التقييم : 0

احمد يحي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي



بشكرك neren على مرورك الكريم








  رد مع اقتباس
إضافة رد

« جون كنزز | فؤاد الأول .. ملك الإصلاحات ومهادنة الإنجليز »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا المجموعة الكاملة لبرنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود 77 حلقة if3v صوتيات اسلامية - تلاوات - خطب - يوتيوب 3 05-13-2011 02:11 PM
المجموعة الكاملة لبرنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود 77 حلقة if3v صوتيات اسلامية - تلاوات - خطب - يوتيوب 2 05-12-2011 01:09 PM
موسوعة العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود gharib86 برامج كمبيوتر - برامج نت - تحميل برامج 2022 0 01-24-2011 01:32 PM
نغمة الناي لبرنامج العلم والإيمان |حصريا أمبرة بصمتى منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 1 08-13-2010 04:02 AM
الناصية بين العلم والإيمان عاشق الجمال مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 08-10-2009 01:32 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 06:21 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩