منتديات بنات مصر - == كـــابـــوس يــمــلــك جــســدى == من وحى نفسى

ثانى قصه اكتبها .. اعلم انها ليست منظمه تنظيم جيد ولكنى حاولت ان اخرجها بصوره جيده ارجو ان تنال رضاكم وانتظر النقد ايا كان

كابوس يتملك جسدى
كعادتى بعد عودتى من الكليه .. اقبل يدا امى وجبينها .. اسئلها هل احضرتى لى غدائى ؟
تقولها بكل سعاده .. ايوه حضرته وعملالك اكله انت بتموت فيها .. وبالطبع بعد مقولتها الشهيره اكون قد عرفت ماهوا نوع الغداء .. اكيد ورق عنب وفراخ انتى ديما كده فهمانى .. قالتلى يلا اهوة مش حرماك من حاجه .. وكالعاده اشتهى طهى امى والتهم صحنى واطلب المزيد حتى تنتفخ معدتى الصغيره بالطعام وبعدها اقوم لادخل الى غرفتى لارتاح بضع ساعات .. ذهبت الى سريرى المرتب .. وضعت راسى على وسادتى .. وكعادتى قبل نومى اظل افكر فيما قد فعلته او سافعله .. بعد ما غفلت عينى للحظات .. استيقظت من نومى على صرخات مفزعه .. كانت صرخات احدى افراد عائلتى .. تحديدا امى .. ولكنى لم استوعب الامر جيدا .. لان منذ ولادتى حتى هذا اليوم لم اسمع لامى صرخة كهذا .. حتى عند موت جدى لم تصرخ ولكن كانت تبكى بأنين من الالم لفراقه .. فلما كل هذه الصرخه هل يوجد اغلى عند امى من جدى ؟؟
ظللت اراجع نفسى هل فى عائلتى شخص مريض او عجوز قريب من امى لهاذه الدرجه ؟؟
ولكنى تعبت من شدة التفكير فانا لم اقدر على تجميع افكارى .. والذى زاد من حيرتى هوا صراخ اخوانى الاناث .. يصرخون مع صراخ امى ويبكون بحرقه شديده .. لم اعهد بهذا الذعر من قبل .. حاولت ان افتح عيناى ولكن كانت عيناى ثقيلتان لدرجه كبيره .. حاولت ان اقوم من سريرى لاذهب واسئل ما ذا قد حل بهما .. ولكن ما بال قدمى لا تستجيب لطلبى .. اعلم انه عند استيقاظى تكاد قدماى لا تقدر على حملى .. هل انا فقدت الحركه ؟ هل حقا شللت ؟؟.. كنت اشعر ببرودة الثلج مع ان فصل الصيف كان حرارته تكاد تحرقنى

بدات اسمع اصوات اخرى بجانب اصوات اامى واخوانى .. انه صوت ابى .. انه يبكى ؟ماذا قد حل بك .. انت دوما كالجبال العاليه لا تهتز .. بدات الاصوات تتعالى .. هذه صوت اعز اصدقائى جارى .. وهذه صوت اخته .. وهذا صوت امه .. وهيا تسئل امى .. امتى حصل ده ؟... ولكن لا احد يجيب
حاولت ان اتحدث واقول مابكم .. لما كل هذه الصرخ والبكاء ..ولكن ايضا لسانى عاجز عن الكلام .. ظللت اتسائل ماذا قد حل بى لما انا اظل راقدا لا استطيع ان اتكلم ولاعرف ما بال امى وابى .. هل انا من يبكون لاجله ؟ .. هل فارقت الحياه ؟ .. ام حقا شللت ؟ ولكنى سمعت امى تبكى باسمى وتنادى على وتقول .. قوم ياعمرو انت اكيد تعبان اكيد بتهزر قوم .. وتقولها بطريقه هيستيريه وبكاء شديد للغايه ..
وقتها ادركت انى قد فارقت الحياه ..
ظللت اتسائل اتسائل كيف تسرب دفئ الحياه عن جسدى هكذا وبكل بساطه .. لم اكن مريضا ولا اعانى من اى الام ..
حزنت حزنا شديدا على امى فهى لم تتحمل خبر موتى .. فقد كانت دوما تقول .. انت اكتر ولد ورانى المر فى عياه وهوا صغير .. علشان كده انت غالى عندى اوى ... تملكنى الخوف .. وانا اتصور مكانى الجديد ؟؟ هل ساترك امى وابى واخوانى ؟ هل ساترك غرفتى ؟ .. هل ساترك اصدقائى واحبائى ؟؟ هل ساسكن قبرا موحش الظلام .. عجبا لك ايتها الحياه هل ستتركينى ؟
هل ستفرقينى عن احبائى ؟
هل فقدتينى اغلى ما وهبه الله لى امى ؟
ولكنى اعلم جيدا ان امى لن تتركهم يدخلونى فى لحدى .. اعلم مدى تعلقها بى ..
وبعد لحظات ..
سمعت والدى يقول لامى وهو يبكى بشده .. متعذبيهوش اكتر من كده .. اكرام الميت دفنه .. !!
يا لقسوة الحياه .. هل ستتركونى انزل الى الارض .. هل حقا ستتركونى بمفردى ؟ حاولت ان ابكى ولكن الدموع جفت فى عيناى ..
جائا ابى ليغسلنى .. وهوا يقول انا لله وانا اليه راجعون لله ما اعطى ولله ما اخذ !!
وكانت دموع عيناه تتساقط على جسدى .. تزيد من الامى واحزانى التى لم تنتهى حتى بموتى ..!
فحزنى عليهم كان اقوى من حزنى على نفسى .. !
ولم اتخيل لحظه ان الموت سيفرقنا لهذه الدرجه
غسلنى ابى وذهب بى الى مكان دفنى ..
سمعت امى تصرخ وتقول
خلينى بس اشوفه لاخر مره فى حياتى ..
ظلت تبكى وتبكى وزادت جروحى وعذابى
حملنى ابى واقاربى .. وجاء وقت الفراق ..
انزلنى ابى الى قبرى .. وخلع عن وجهى كفنى .. وفك يداى وقدماى .. ظللت انظر اليهم نظرات اشتياق .. فساشتاق اليكم كثيرا ..
خرج ابى من قبرى ..
وظل يضع الطوب اللبن فوق لحدى .. وانا ارى التراب يتساقط على راسى
حتى اسود قبرى ..

ايه كل العرق ده ؟
هذه الكلمات ما قالته امى لى وهيا توقظنى ؟.. استيقظت فاجد وسادتى غريقه بالعرق والدموع .. فقولت .. ولا حاجه ده مجرد كابوس ..ظللت انظر الى وجها بشده وابتسم وقولت لها .. مساء الخير .. ابتسمت امى لى وقالت .. صحى النوم انت اكلت كتير النهارده ليك حق تنام كتير ..فقولت لها .. انتى السبب حد قالك تعملى اكل حلو كده .. ابتسمت ابتسامه جميله وقالت .. هوا انا عندى اغلى منكم انتم عينى الى بشوف بيها .. ربنا يخليكم ليا .. وعندما سمعت مقولتها زادت دموعى داخل عينى احتضنتها بشده .. وقبلت يداها .. ووضعت راسى على فخدها وقالت لى .. ايه عاوز ترجع لايام زمان واخدك على حجرى تانى .. قولت لها
انا مهما كبرت عمرى ما هبطل نوم على حجرك .. وعند قيامى ذهبت لاصلى المغرب فانى لا اعتاد على ترك فروض صلاتى .. وهكذا صحيت من كابوسى
قد نفقد كل شيئ فى لحظه او نفقد انفسنا .. احبئنا .. اصدقائنا .. فلا ترمى بنفسك فى ظلامات تصنعها بنفسك لنفسك
تمت
كتبت فـ
الثلاثاء-5-محرم-1431 الموافق 22-ديسمبر-2009