منتديات بنات مصر

هادى خشبة

لا أملك إلا أن أكتب اليوم عن هادى خشبة بخالص التقدير والاحترام وعميق الشكر والامتنان، باعتباره المسؤول الرائع الذى كان على قدر مسؤوليته، وكان أقوى وأصلب من أن ينساق وراء مشاعره وعواطفه وانفعالاته الشخصية.. ففى ملعب ١١ يونيو بطرابلس أمس الأول..

وعقب انتهاء مباراة نادى الاتحاد مع الأهلى بخسارة الأهلى بهدفين.. فوجئ هادى خشبة ببعض الجماهير الليبية المتعصبة تهاجم فريق الأهلى ولاعبيه وتلقى عليهم الطوب والحجارة دونما سبب أو مبرر، إلى درجة حدوث كدمات فى وجه محمد بركات وجرح فى رأس وائل جمعة استدعى التدخل الجراحى السريع.. وفى موقف كهذا.. أو أقل توتراً من هذا.. كان بإمكان هادى كمدير للكرة فى الأهلى ومسؤول عن بعثته فى ليبيا أن يفقد اتزانه وتماسكه وهدوءه ووقاره..

لكن أثبت هادى أنه مسؤول حقيقى وقدير أيضا.. فلم يخطئ فى حق أى أحد.. لم يشأ أن يحيل الأمر ـ وقد كان يقدر ويستطيع ـ إلى أزمة جديدة تشبه أزمة الجزائر القديمة.. فبقى هادى محتفظا بتقديره واحترامه لكل ليبيا وأهلها دون أن يختصرهما فى حفنة متعصبين فاقدين للوعى والعقل والاتزان.. ولم يقبل أن تصبح مباراة لكرة القدم مبرراً لتوتر سياسى جديد مع ليبيا.. ولم يكن هذا الموقف الهادئ والنبيل يعنى أن هادى قرر التفريط فى أى حق من حقوق الأهلى.. وإنما قام بتصوير كل ما جرى فى الملعب وإهداء هذا الفيديو لمراقب المباراة..

كما أثبت اعتراضه رسميا قبل المباراة على كشافات الليزر التى ثبت استخدامها أثناء اللعب وتوجيهها لحارس المرمى بقصد إخراجه عن التركيز.. وسيتقدم هادى باحتجاج رسمى على كل ما جرى للاتحاد الأفريقى.. وأعطى هادى بذلك درسا لكثير من مسؤولى كرة القدم فى مصر الذين ينسون أحيانا أنهم مسؤولون فينساقون وراء انفعالات طارئة، وتكتسى تصريحاتهم وأفعالهم بحماقة لا يمكن قبولها من مسؤول، وتكثر أخطاؤهم التى لا تليق بمن يفترض فيهم قيادة لاعبين وجماهير..

لم يتشنج هادى ولم يصرخ ولم يتوعد أو يهدد أى أحد.. بل أعطى درساً مهماً أيضاً لمن لا يجيدون التفريق بين الواجب الإدارى والحرص على الحقوق والمحافظة عليها وبين سكب البنزين على نار يسهل دوما اشتعالها..

ولم يكن هذا جديدا على هادى الذى نجح فى احتواء أزمة اتهام إبراهيم حسن الخاص بالمنشطات.. وأكثر من أزمة داخلية مكتومة فى الأهلى.. وبقى أن يلتزم جمهور الأهلى بسلوك هادى خشبة فى مباراة العودة فى القاهرة.. فالأهلى قادر على اجتياز هذه الأزمة وتخطى عقبة الاتحاد الليبى.. ولكن دون أى تجاوزات من الجمهور سواء داخل الملعب أو خارجه.