منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   عالم حواء العام (https://forums.banatmasr.net/f99/)
-   -   الغَبَاء والعَجب في سَمكرة النِّسَاء حَسَب الطَّلب (https://forums.banatmasr.net/msryat170882/)

رنيم الشوق 09-30-2010 04:24 PM

الغَبَاء والعَجب في سَمكرة النِّسَاء حَسَب الطَّلب
 
الغَبَاء والعَجب في سَمكرة النِّسَاء حَسَب الطَّلب!



أحمد عبد الرحمن العرفج



ينذر افتتان النِّساء بعَمليّات التَّجميل بمَخاطر صحيّة ونَفسيّة لا تُحمد عُقباها، إذ لَم تَعُد المَرأة تَكتفي بعَمليّات بَسيطة، مِثل شَدّ البَطن، ورَفع الحَواجِب، وتَكبير الصَّدر أو تَصغيره أو رَفعه..!
بَل بَلغت الأمور تشويهًا اصطلح «الجَزَّارون» عَلى تَسميته «تَصحيحًا» لمَناطق في أجسَادِهنَّ، مِثل تَعديل الأنف المعوَجّ، أو حَقن الشِّفَاه والوجه بالـ«بوتوكس» أو الـ«كولاجين» لإخفَاء التَّجاعيد، أو إزَالة الشّحوم مِن البَطن أو الأردَاف، ولا شَيء يزيد غَرابة عَن «التَّصحيح» المَزعوم أكثر ممَّا يُمكن وَصفه بـ«إعَادة تَوزيع الثروة»، حيثُ يَتم سَحب الشّحوم مِن الأردَاف لحَقنها في الشِّفاه والخدُود، حتَّى يَتداخَل العُطاس بـ«......»، فَلا نَعرف هَل نُشمِّت مَن تعطس مِن هَؤلاء النِّسوة.. أم نُذكِّرها -بَارك الله فيها- بأنَّ وضوءها قَد انتقض..؟!
وتلك العمليات أصبحت موضة رائجة، فالمرأة التي لم يخضع جسدها للمشارط والحُقن يقال عنها «قروية»، واللافت للنَّظر –حَسب ما تَروي إحدى قَريباتي- أنَّ موضة عَمليّات التَّجميل جَعلت النِّسوة يُشبهن بَعضهنَّ تَمامًا، ولا يُميّزهنَّ في المُناسبات العَامَّة سوى المَلابس اللاتي يَرتدينها، فالأنُوف المَرفوعة مُتشابهة، وكَذلك الخدُود المُتورِّدة والحَواجِب، والشِّفَاه المَنفوخة التي يُخيَّل للرَّائي أنَّها قُنبلة مَوقوتة عَلى وَشك الانفجَار!
وليس سرًّا أن من تجرّب عمليات التجميل لابد أن تواظب عليها، فكل عملية لها جدول زمني محدد، ولابد من تكرارها مرات ومرات، برغم أن تكاليفها باهظة ولا يقوى عليها إلا من ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر، ولو تعرضت بعض السيدات المدمنات لعمليات التجميل لنكسة اقتصادية مثل نكسة سوق الأسهم، فستعتزل الأسواق والبشر والمطاعم والسهر، وتمكث في منزلها -إن بقي لديها منزل- حتى يموت قريب ثري ترث المال الذي يمكّنها من إعادة ترميم جسدها مرة أخرى لتخرج للناس بالشكل الذي تعودوا عليه.
والأدهَى والأَمرّ أنَّ المَرأة التي تَتَّهم الرَّجُل بأنَّه يُقلِّل مِن شَأنها، تَمادَت كَثيرًا في امتهَان نَفسها، بَعد أن حوَّلت نَفسها بنَفسها إلى مُجرد «شَيء» يُمكن العَبث بِه، وتَغييره وتَكييفه حَسب الموضَة والطَّلب، حيثُ سَمعنا عَن عَمليّات «نَحت الجِسم»؛ عَلى طرَاز الفَنَّانة الفُلانيّة، ورُبَّما نَسِيَت المَرأة أنَّ هَذا «التَّشيُّؤ» يُفقدها أُنوثَتها الطَّبيعيّة، لتُصبح مِثل السيّارَات المُعدَّلة، التي «يُولِّف» صَاحبها كُلّ يَوم قِطعة جَديدة، وحِين تَنتهي الموضَة، يَتساقط كُلّ شَيء أُضيف إليها، ولا يَبقى إلاّ الهَيكل الأجرَب!
وأغرَب حِيَل قطع الغيار ارتداء إحدَاهنَّ عَدسات خَضراء، وتصبغ شَعرها باللون الأخضر تَارة، والأحمَر تَارة أخرى، مَع أنَّ لَونها «الأسمَر» يَكشف بوضُوح أنَّها تحاول التَّشبُّه بنجمات هوليوود، والرّموش الاصطناعيّة الطَّويلة تَجعلها أقرَب إلى مَسخ في أحد أفلام الخَيال العِلْمِي!
وبرَغم أنَّني قَليلاً مَا أشفق عَلى الرَّجُل، إلا أنَّني أحزَن عَلى تَردِّي ذَوقه الذي يُوقعه في شِرك فَتاة «اصطناعيّة»، ويَتورَّط في الزَّوَاج مِنها، إذ يَستبد بهِ الهَلَع والرُّعب حِين يَستيقظ في أول صَباح، ليَكتشف أنَّ عَروسه قَد تَغيّرت %100.
وأشفق أكثر على تلك العجوز الشمطاء التي تعوّد عليها من حولها بهيئتها الرزينة، وما إن تسافر حتى تعود بشكل يثير استغراب الناظرين، حتى يُخيّل إليها أن الصدمة التي تتملّك كل من يقابلها مجرد ذهول من فرط الإعجاب بمظهرها الجديد!
وحين تُقدم المرأة على تغيير وجهها ليشبه وجه نجمة تليفزيونية ما، تتقمصها حالة نفسية تدفعها لتقليد مشيتها وغنجها وكلامها، حتى تصبح ضحية للّمز و«الحشّ» و«يا شين السرج على البقر»، وحين تضيق باستهتارهن تحاول العودة إلى طبيعتها، لكن -هيهات- بعد أن ضيّعَت اللبن في الصيف!
وقد أرسلت لي إحدى الأخوات قبل أعوام «إيميلاً» حول معاناة صديقتها من عمليات التجميل، وكيف أنها سافرت إلى أقصى الدنيا وأنفقت الآلاف من الدولارات لتكبير ردفيها، لكن النتيجة لم تكن مُرضية بعد أن أصبح أحد الأرداف أكبر حجمًا من الآخر، فحاولت تارة تصغير الجزء الأكبر، وتارة أخرى تكبير الجزء الأصغر، لكن الدوامة لم تنتهِ، وتحوّل ردفاها إلى حقلي تجارب!
وأستغرب جَهل النِّساء بالعَواقب الوَخيمة التي تَترتَّب عَلى عَمليّات التَّجميل، مَع التَّقدُّم في العُمر، وكيف أنَّهنَّ لَم يَتَّعظن مِن التَّجارُب السيّئة التي نَراها ونَقرأ ونَسمع عَنها كُلّ يَوم!
فمَا أتعَسنا حِين نَقع في غَرام الكَذِب، ونَهرب مِن الحَقيقة التي نَراها في المِرآة كُلّ يَوم، ومَا أسخَف المُجتمع الذي يُشكِّل لُقمة سَائغة لمَن تَستهويه مُمارسة «الحِلاقة في رؤوس الأيتَام»!



Share |

عدد التعليقات83


الساعة الآن 03:32 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w