سر اللقاء حدثتها على الهاتف فجأنى صوتها لتخبرنى أنها آتية اليوم لترانى . أنهيت الإتصال وسعدت جدا بقدومها . فهى صديقتى الوحيده ، ونتلاقى بين وقت وآخر لنستعيد أيامنا الجميله سويا . وبالرغم من كونى خريجة كلية أدبيه وهى طبيبه إلا أننا قد جمعتنا صفات كثيره حتى صرنا وكأننا تؤام . بعد حوالى ساعة من إتصالها وجدتها أمامى بوجهها الجميل وضحكتها الصافيه. أخذتها ودلفت بها إلى حجرتى وسط ضحكات والدتى ، التى تأكدت أنها لن ترانا قبل ساعات . ثم جاءت والدتى حاملة لواجب ضيافة إبنتها الثانيه . وبوسط الأطباق كان هناك طبق من قطع البطيخ ، الذى ماكادت صديقتى أن تراه حتى حبست ضحكاتها إلى أن خرجت والدتى . ثم انفجرت ضاحكة وسط دهشتى ، والأغرب أننى وجدتها تخطفه من على المنضده وتأكل القطعة تلو القطعة بسرعة غريبه ، وأنا مذهولة فليس هذا من عاداتها . فنظرت إلى وأنا محملقة بها فضحكت حتى كادت أن تلقى بالقطع التى حشرتها بفمها ، فصرخت بها . فقالت لى ... - باستعيد اللحظه . فقلت لها ... - أى لحظة تلك !!! لقد أصبتينى بألم بمعدتى من طريقتك وأنتى تأكلين . فابتسمت وأزاحت الطبق . ثم قالت لى.... - سامحينى فأنا أحبه ، فهو طبق سعادتى وسر لقائى بزوجى . ( كنت أعلم أنها وهى بأخر عامين لها بالجامعه ، كانت تتدرب بعيادة خالها الطبيب المشهور بحى جليم . وكانت عيادته بجانب شقة سيدة شابه مسافر زوجها ، ولها إبنة لا تتعدى الثلاثة أعوام . وكان يزورها أخوها دوما ليطمئن عليها. فكانت صديقتى تراه من نافذة العياده. وكانت منبهرة به جدا ، خاصة عندما كان يأتى مرتديا زيه الرسمى كطيار . وكنت أعلم أنها بطريقة ما قد حصلت على رقم تليفونه ، وأخذت تحادثه يوميا. وكانت تأتى لتخبرنى بما حدث بينهما . وظلا على هذا الوضع لمدة عام كامل . وأكثر ما كان يشدها إليه حسن أخلاقه وصدقه معها ، فتحول إنبهارها إلى حب طالما عانيت أنا من إسهابها فى وصفه . وبرغم كل هذا فقد رفضت صديقتى تماما أن يراها . وعندما سألتها عن السبب ، أخبرتنى أنها خائفة أن لا تكون كما تخيلها ، فيمتنع عن الحديث معها مرة أخرى . تعجبت جدا من حديثها هذا . لأنى أعلم كم هى جميلة ، ببشرتها الخمريه الصافيه ، وعينيها الزيتونيه ، وشعرها الأسود المنسدل ليغطى ظهرها بأكمله .وكانت تعلم هى أيضا مقدار جمالها دوما . فماذا حدث لها ؟؟ ألشدة حبها له وخوفها من بعده عنها فقدت الثقه فى جمالها الواضح لهذا الحد !! فتعجبت وقتها من أمر هذا الحب . ثم بعد حوالى شهر من حديثنا هذا ، وجدتها تأتينى بدعوة زفافها عليه . وبرغم أن الفضول وقتها تملكنى بشدة كى أعلم كيف تم اللقاء بينهما . إلا إننى لم أشأ أن أسألها ، طالما لم تهرع إلى كعادتها وتحكى لى . فاحترمت صمتها ، وتركت سر لقائهما لحين رغبتها فى البوح به .) لاح كل هذا بخاطرى ، عندما ذكرت هى سر لقائهما . فقلت لها.... - أخيرا ستحكين . فابتسمت لى قائلة .... - نعم يا أستاذة عاقلة جدا ، وصبورة جدا ، سأحكى أخيرا . بعدما ظللت لعام كامل أحادثه ، وبعدما تأكدنا من مشاعرنا ، لم يبقى سوى أن يرانى . وكان يعلم أننى رأيته من قبل ، ولكنه لم يكن يتخيل مطلقا أنى أرقبه من وراء النافذه المواجهة له . وضحكت ثم استطردت قائلة... وفى يوم كنت عائدة من الجامعه مبكرا ، فذهبت إلى العياده، وانتظرت لحين قدوم خالى ، وجلست أراجع بعض المحاضرات . إلى أن سمعت صرخات بشقة أخته ، ثم وجدتها تهرع إلى العياده وتستنجد بى على أنى طبيبة متمرسه . فعلمت أن هناك حالة طارئه ، فأخبرتها أن الطبيب لم يأتى بعد وأنى مازلت بنهائى طب . فترجتنى وسط دموعها، وصرخاتها ،أن أذهب معها لأرى ماذا حل بإبنتها الصغيره . فهرعت معها إلى داخل الشقه ، ووجدت الطفلة وقد تغير لونها إلى الأزرق ، ومن كمية اللعب الملاقاه بجانبها رجحت على الفور أنها قد ابتلعت شىء ما . فقمت سريعا بعمل الإسعافات الضروريه لها ، حتى قامت بقذف جسم غريب كان محشورا بحنجرتها مما عاق تنفسها . ثم وجدتها وقد أخذت نفسا عميقا ، وراحت تبكى هى ووالدتها . إلى أن هدأت الطفله ونامت ،فأخذتها من الأم المنهاره وأدخلتها حجرتها . ثم خرجت واستأذنت فى العودة إلى العياده . فأصرت الأم على أن أجلس معها قليلا . ووسط كلمات الشكر والعرفان بما صنعت قدمت لى طبق من قطع البطيخ . وأثناء إصرارها على أن أتناوله ، والذى كان يقابله رفض متأدب منى ، رن جرس الباب ، فصاحت الأم قائلة أكيد هذا أخى ، فقد نسيت أنى قد اتصلت به كى يأتى لنجدتى قبل أن أهرع إليكى . فارتبكت بشدة ، وأخذت أبحث عن مكان أختبأ به تارة ، وتارة أخرى أصلح من شعرى وملابسى . إلى أن وجدته أمامى ، بسحره الذى أسرنى به و بلهفته وانشغاله على الطفله . فقد كنت أعلم أنه يعشقها ، كما كان يحدثنى عنها ، وكما كنت أراه من وراء النافذه وهو يلعب معها ، وصوت ضحكاتهما يملأ المكان . فطمئنته أخته عليها ، وقدمتنى له على أنى جارتها الطبيبه ، حتى أنها لم تكن تعرف أسمى ، فهمست أنا بإسم آخر . ولم يهتم هو للهفته على الطفله . ثم تركنا ودخل سريعا إلى حجرتها ليطمئن بنفسه عليها . وكانت فرصة كى ألتقط فيها أنفاسى المتلاحقه ، وأحاول أن أتسلل خارجة . إلى أن رأيته مرة أخرى أمامى . فوجدنى مازلت واقفة فأشار لى بالجلوس ، فجلست ولا أدرى ماذا أفعل . وشعرت بلهيب يخترق جسدى ليصل إلى وجهى . وكم لاح لى خاطر بأنى أصبحت لون قطع البطيخ التى أمامى بالطبق . وصدمت لهذا الخاطر الذى أرقنى كثيرا ، وشعرت أنه يرانى الآن بغاية القبح . فنظرت أمامى فوجدته يتطلع إلى وهو يفكر بشىء ما ، وعندما تلاقت عيوننا إنتبه ، فشكرنى على مساعدتى للطفله . ثم سألنى عن حالتها الآن . وصدمت ، فكيف سأرد ؟؟ فلو سمع صوتى سيعرف من أنا . فهل أستأذن الآن وأمضى سريعا ؟؟ أم ماذا أفعل ؟؟ ولم أجد أمامى مهربا من هذا الموقف سوى طبق البطيخ ، برغم كرهى له وقتها كما تعلمين . إلا أننى أخذته بهدوء ، وتناولت قطعة ، فنظر إلى وانتظرإلى أن أنتهى منها وأتحدث . ولكنه وجدنى ألتهم القطعة الثانيه والثالثه . فتحدث هو وأعاد على نفس السؤال ، فأشرت إليه بيدى كى ينتظر ، موجهة نظره إلى فمى الممتلىء بقطع البطيخ . فغالب إبتسامته وذم شفتيه ، وعقد حاجبيه حتى لا ينفجر ضاحكا . وأخذت أنا ألتهم القطعة تلو الأخرى ، وأخته فاغرة فمها ، وكادت تنطق إلا أنه أشار إليها بيده كى تصمت . ثم اعتدل بجلسته مرجعا ظهره للوراء ، وعاقدا ذراعيه أمام صدره ، وظل محملقا بى . إلى أن انتهيت من الطبق بأكمله ، وفجأة وجدت الطبق فارغ ، وبتلقائية شديده نظرت إليه . فقال لى ... - هل أحضر لكى طبق أخر ؟؟ فلم أملك نفسى من الضحك ، فضحكت ثم وضعت يدى على فمى سريعا . فأنا أعلم أنه يميز ضحكتى جيدا . ولكن بعد فوات الأوان ، فقد فك ذراعيه المعقودتان ، ونظر إلى مليا ، وإلى إضطرابى وطريقتى فى إزاحة شعرى . ووسط ذهولى أنا وشقيقته ، وجدته واقفا أمامى ، ثم دنا منى ، ونطق بإسمى . ولم أدرى ماذا أفعل سوى أنى أومئت برأسى بالإيجاب . فانحنى أمامى قائلا ... - عام كامل عشقت فيه روحك ، وأحببت صوتك وأسلوبك ، واحترمت عقلك وصدقك . ولم أتخيل يوما أنكى أيضا بكل هذا الجمال . ثم ضحكت صديقتى وقالت لى.... - وأنتى تعلمين البقيه ، فقد طلبنى للزواج من خالى ، وقدمت لكى كرت الدعوه. فضحكت معها كثيرا ، ثم وجدتها تنهض فجأه لتخبرنى بضرورة عودتها الآن للمنزل ، فهو قادم من رحلته اليوم . فسألتها ... - هل مازلتى تحبينه كما كنتى بالماضى ؟؟ فابتسمت لى قائلة ... - وأكثر بكثير يا تؤام روحى . ثم ودعتنى ومضت ، فلوحت لها من الشرفة ، وعدت لأجد طبق البطيخ أمامى . فنظرت إليه ضاحكة وحدثته قائلة.... - لولاك ما كنت عرفت سر لقائهما . http://img444.imageshack.us/img444/5...521dceddt2.jpg |
سندسه شكرا على تقديم القصه ودمتى بخير |
|
الساعة الآن 06:04 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب