منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   قصص - روايات - حكايات ...منقولة (https://forums.banatmasr.net/f15/)
-   -   قصة إسلام الفاضلة ربى قعوار (https://forums.banatmasr.net/msryat242028/)

أبو المعالي 06-10-2011 07:15 PM

قصة إسلام الفاضلة ربى قعوار
 
قصة إسلام الفاضلة ربى قعوار

عائلة "قعوار" من العائلات النصرانية..وكانت إحدى مدرساتنا في مادة الإنجليزية..واحدة تنتمي لهذه العائلة..وقد أسلم منهم ولله الحمد الفتاة التي سأنقل لك قصة إسلامها بقلمها..
وقد أجرى الدكتور محمد العوضي حوارا معها حول ملابسات إسلامها..فأجابت بما هو آت
وليغتفر القاريء لها ما يجده من زلل لكونها ماتزال حديثة عهد بكفر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولدت في الدنمرك، لأسرة أردنية مسيحية وحضرت إلى الأردن عندما كنت في الرابعة من عمري .كان أبي قسيساً لأربعة كنائس و أمي واحدة من أكبر قادة النساء المسيحيات في مجتمع الشرق الأوسط. وقد كنت قائدة أطفال وشبيبة في الكنيسة، وواحدة من مرشدات المجتمع المسيحي حيث كانت لدي المعرفة الكافية بالتوراة والأنجيل . لقد اتخذت المسيح مخلصا شخصيا لحياتي عندما كنت الثامنة من عمري ، وتعمدت بالماء عندما كنت في الثانية عشرة، ثم تعمدت بالروح في الرابعة عشر . ولكني لم أغلق عقلي في يوم من الأيام للتعرف على الحقيقة، والبحث عن المعرفة والسلام الذي لم أجده حتى أنعم الله تعالى علي بالإسلام الذي أخذت طويلا من الوقت حتى إقتنعت به حيث أنني لم أجد السلام في داخلي الى أن أصبحت مسلمة.

بدأت قصتي مع الإسلام في مرحلة مبكرة من عمري ، لقد كرهت هذا الدين كرهاً شديدا ً، وعندما كنت في الصف العاشر، رأيت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمي ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض . وقد تشاجرت مع الكثير من البنات في المدرسة الاعدادية الحكومية، وأردت أن أريهم كم أنا مثقفة، لذلك كنت أحضر الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) معي كل يوم، وأقرأ بصوت مرتفع، أو أكتب نصاً منه على السبورة كحكمة اليوم . وأذكر عندما كان شهر رمضان ، اعتدت أن آكل أمام البنات المسلمات الصائمات

لقد كنت أتصرف تصرفات أشعر بالندم عليها اليوم بعد أن عرفت الإسلام

( وأسأل الله أن يرحمني ويغفر لي عما بدر مني قبله )

كنت في صغري وشبابي المبكر مثيرة للمشاكل ، ففي الصف الحادي عشر (قبل التخرج)، أذكر أنني قررت أن أحضر درس الثقافة الاسلامية وأستمع لما تقوله البنات عن الدين المسيحي . حيث قلن أن الانجيل محرف ومغير، فغضبت كثيراً وشرحت لهم أن الانجيل اعجازي وقد كتب في أربعة كتب مختلغة من أربعة أشخاص مختلفين في نفس الوقت ولكن في أماكن مختلفة ( متى، مرقس، لوقا ويوحنا ). فاستضطردت إحدى البنات وقالت: "إذاُ فإنك تقولين أن الجن كتب هذه الكتب" فانزعجت كثيراً وخرجت من الصف ولم أكن أريد أن أتناقش مع البنات أكثر من ذلك .

بدأت البنات يتساءلن عني وأردن معرفتي أكثر، لذلك أتين وبدأن يطرحن علي الأسئلة عن ديني و حياتي وكنت أنا أجيبهن وأريهن الكتاب المقدس ودلائله لمحاولة اقناعهن بالمسيحية.

حتى أنه في يوم من الأيام نادتني معلمة اللغة العربية وقالت لي : أنه يجب علي التوقف من التحدث مع البنات عن المسيحية لأن القانون لا يسمح بذلك
فقلت لها : أنا لا دخل لي في الموضوع
فقالت : لدي شريط مسجل بصوتك وأنت تتحدثين مع البنات عن دينك ، هذا الأمر جعلني هذ غاضبة جداً، وازداد كرهي للمسلمين ودينهم. فزادت خدمتي التبشيرية ، وصارت لدي الرغبة أكثر بأن يتحول المسلمون كلهم إلى إلى المسيحية حتى أنني دعوت بعض صديقاتي المسلمات ليأتين الى الكنيسة لإقناعهن بالدين المسيحي.

وبعد تخرجي من المدرسة ذهبت الى جامعة مؤتة في عام 1999 التي لم أكمل فيها السنة الدراسية الأولى حيث علمت بأن أوراق هجرتي إلى الولايات المتحدة صارت قريبة من متناول اليد .

وها أنا قد هاجرت الى ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002، محاولة بداية حياتي من الصفر، وكنت أذهب الى كنيسة دالاس المعمدانية العربية، وكان عمي هو قسيس هذه الكنيسة . في الحقيقة لم أحب العيش هناك فاتصل أهلي مع عائلة مسيحية في ولاية أريزونا لأذهب وأعيش عندهم وأبدأ حياتي مرة أخرى، ولكن عندما لم أجد من يدعمني مالياً طلبت مني عائلتي أن أرجع الى تكساس وأبقى مع أخي وأختي وكنت أنا أكبرهم، أما بقية العائلة فرجعوا الى الأردن كي يكمل والدي خدمتهما التبشيرية في الشرق الأوسط . وهكذا وجدت عملاً وبدأت دراستي في الكلية وأنا ما زلت أذهب الى الكنيسة أعمل نشاطاتي المسيحية المعتادة ،

حتى أني كنت أبعث بعض البرامج والمناهج الجديدة للكنيسة في الأردن وأساعد في تدريس الانجيل للأطفال.

في ديسيمبر عام2003 انتقل أبي الى رحمة الله تعالى متأثرا بمرض السرطان الذي كان قد أصيب به (نسأل الله أن يرحمه)، ولكن هذا لم يوقفني من متابعة رسالتي في الحياة ، في الحقيقة أقول بأني أتيت الى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل خدمتي التبشيرية، وكان هدفي العمل على إعتناق العرب المسلمين للمسيحية، لأنني أعتقد أن امريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.

وهكذا تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية والاسلامية، فأنا أعرف التوراة والانجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول اقناعهم للارتداد.

وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه مصطفى بالحور – الذي هو زوجي الآن – ليكمل النقاش معي. وكان هذا الأمر بالنسبة لي كان كالسباق، فعلاً كانت لدى الرجل المعرفة الواسعة في القرآن والسنة ، فكان هذا سببا لألا أحبه. وكنت معظم الوقت أحاول اضافة الوقود على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل الى نهاية عقيمة مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ لدرجة أنني بدأت أحس بالارهاق.

على كل حال، كانت أمي قادمة في أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب إلى حال سبيلي ، لأنني كنت أشعر بالضيق.

كنت أعتقد أنها ستكون اهانة لي لو خسرت النقاش ، لذلك قلت لأصدقائي أن علي الذهاب، ولكن مصطفى ناداني باسمي
وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث
قال: "اذهبي فتشي الانجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (
الذي كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله
فقلت ساخرة : "ما الذي تقوله، إنه من المؤكد أن هناك أيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله!"
قال مصطفى: "أعطني دليلا واحدا !! فذهبت إلى البيت وهذا السؤال عالق في عقلي يعذبني "

فتحت الانجيل وبدأت البحث، وبعدها ذهبت للأنترنت للبحث، ومن ثم الى الكتب ولم أجد شيئا يساعدني على الرد على التحدي ً.

وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها.
قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله ، ولكنه قال :
من رآني فقد رأي الآب"

فأجبت: "ولكن الآب والابن ليسوا متشابهين؟"
قالت: "ولكنك تعلمين أن لهم نفس المستوى في القوة ، وهما واحد في الثالوث الأقدس "الآب والابن والروح القدس"

وجدت أن القضية الأولى فاشلة ولا يوجد لديها أي دليل، فقلت لنذهب إذن للقضية الثاينة ألا وهي: أن المسيح هو الابن ابن الله

بدأت بالبحث أكثر، ووجدت أن هناك معادلة مكتوبة في الانجيل، انجيل يوحنا 1:1 " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله" حسنا ً؟ اذاً فان الكلمة هي المسيح الذي خلق من بدء الخليقة وهو كان عند الله

ولكن في نفس الآية أو العدد يقول: " وكان الكلمة الله" فتعجبت أن الله = المسيح وأن الله مع المسيح في نفس الوقت! كيف يكون هذا؟

هذه معادلة رياضية باطلة، كيف يمكن أن يكون المسيح هوالله وهو معه في نفس الوقت ، هل هو نوع من إنفصام الشخصية ؟! هذا شيء غير واقعي ولا يمكن أن يتخيله العقل

لذا فقد تركت هذا النص وتوجهت الى نص آخر، الى رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الخامس وعدد 7 يقول : " فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" فرحت جداً لأنني اعتقدت انني وجدت الحل ؛ الآب=الابن=الروح القدس هم واحد .

ولكن العدد الذي بعده مباشرة 8 يقول: " والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" الروح=الروح القدس، الماء=الآب، والدم=الابن. فكيف يمكن أن يكون الثلاثة=(هم) واحد والثلاثة (في) واحد في نفس الوقت، هناك فرق بين المعنيين.

ثلاثة (هم) واحد معناها أنهم الثلاثة في نفس المستوى في كل شيء حتى في القوى والمكونات (مثال: الماء يتشكل الى ثلاثة أشكال السائل، الصلب والبخار ، ولكنها لا تتأثر كيميائياُ فهي تحتوي على الهيدروجين والاوكسجين). أما الثلاثة في (واحد) فانها تشبه ثلاثة اخوان لهم نفس اسم العائلة، ولكنهم ثلاثة شخصيات مختلفة.

بالاضافة أنه اذا فعلاً اعتقدت أن الله ثلاثة ، فلِمَ لدينا خليقة واحدة وليس ثلاثة ؟ فعلى سبيل المثال لوطلبنا من ثلاثة رسامين أن يرسموا لنا شجرة معينة ، فسيقوم كل واحد منهم برسمها بأسلوبه الخاص تبعاً لطريقة تفكيره ، وحتى إذا كانوا الثلاثة في الواحد يخلقون الخليقة ، فإن كل واحد منهم سوف يخلقها بطريقة مختلفة عن الأخر، حتى لو كان لهم نفس الهدف ولكن العمل الفني سيكتسب الأسلوب الخاص بكل واحد منهم .

وهنا بدأت أرى التناقضات في الكتاب المقدس ، وأتساءل كيف حصلت ؟ أنا أعلم أن المسيح وصف نفسه بإبن الله ولما كنت أعلم أن جميع اليهود يطلقون على أنفسهم أولاد الله وهم بشر مثلنا، فلما كان هذا التعبير دارجاً في زمن المسيح فما المانع أن يكون المسيح قد قاله وفهمه الناس بعد عصره خطأ ؟ !

إذا المسيح كان نفسه يجلس لوحده ويصلي، فلمن كان يصلي؟
هل كان يصلي لنفسه ؟

كان يدعو الله، حتى أن الكتاب المقدس يثبت ذلك: " في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال : احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء" متى 11:25 " ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس .ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" متى 26:39 " فمضى ايضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك" متى 26:42 " وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي ولما صار المساء كان هناك وحده" متى 14:26 " وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلّي هناك" لوقا 1:35 " وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلّي" لوقا 6:46 " ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا .واذ كان يصلّي انفتحت السماء" لوقا 3:21 " واما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي" لوقا 5:16 " وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلّي .وقضى الليل كله في الصلاة لله" لوقا 6:12 وغير ذلك من الأمثلة كثير .

بالإضافة الى أن هناك ذاكرة أخرى لمعت لي هي : أنه عندما كنت أدرس اللاهوت (العقيدة) المسيحية، جاء أحد" الدكاترة " البريطانيين الكبار، وكان يدرسنا عن تاريخ الكتاب المقدس، وأذكر أنه قال حرفياً: "حسناً .. لقد ذهبت الى المعرض في بريطانيا لأرى نصوص الانجيل الأصلية المكتشفة، ولم أجد غير أوراق محروقة، وممزقة وضائعة" فنظرت الى الكتاب بين يدي وسألت في نفسي ما هذا الكتاب ، من أين جاءت كل هذه الكلمات في الكتاب ؟ !

وتساءلت :اذا كنت أعبد الها كاملاً ليس فيه عيباً واحداً ، فكيف يمكنني الايمان بكتاب غير كامل أو غير محفوظ ؟ هذا ليس صحيحاً .

وبدأت التفكير والتأمل، لو أننا أخذنا كل الكتب السماوية التي على الأرض وألقيناها بعيداً، ثم سألنا الناس ليحضروا كتابا آخر مطابقاً للكتب الأولى، فلن نجد مسيحياً واحداً يحضر لنا إنجيلاً مطابقاً له، بينما سأجد على الأقل مليون مسلماً حافظا للقرآن عن ظهر قلب لأن المسيحيين لديهم نسخ كثيرة مختلفة عن بعضها البعض، وما زالوا يكتشفون نصوصاً انجيلية جديدة الى حد الآن، أليس هذا عجيبا ً؟!

وبعد ذلك بدأت أدرس لاهوت صلب المسيح، فهل مات المسيح حقاً ؟

وبدأت بالتفكير بهذا الانجيل الذي بين أيدينا، هل هو حقيقيً؟ الأشخاص الذين كتبوا الأناجيل هم يهود تبعوا المسيح وراقبوه وكتبوا سيرة حياته .. لقد رأوه يموت على الصليب .. ولكن هل من الضروري أنهم رأو نفس شخص المسيح هو الذي يصلب ؟؟

في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)" فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.

فإذاً ما هذا الذي بين أيدينا ؟؟ سيرة المسيح وأكثر من 75% منها منقحا .

والآن ها قد حصلت على النتيجة وهي بين يدي: المسيح هو ليس الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق.

كل هذه السنوات ؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الانجيل والتوراة. 24 سنة من حياتي أعبد الله بطريقة

24 سنة من حياتي ذهبت سدى، إنها كذبة محققة.

أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب.

أردت أن أرجع الى بداية المطاف وأبحث من جديد لأثبت العكس، ولكني صمت قليلاً، لا أعرف ما الذي سيحدث بعدها .. شعرت أنني أدمر حياتي.

وصرت أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو انسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه الأفكار عنه (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، ولكن تساءلت : كيف يعظمه المسلمون طوال الوقت ؟؟

قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى من عند الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ؟

إنه حقاً لرجل متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وهو على أية حال هو صاحب رسالة سماوية كالمسيح تماما ، إذن أنا لم أبتعد كثيرا المسأله لا تعدو كونها إعادة ضبط عقيدتي وفق توجه صحيح . بالاضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية إسمه ( برنابا ) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح : سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد) ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع عندما حاول الجند الإمسا ك به .

تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي الى الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في حادث سيارة قبل أن أصل إليهم واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقية ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"

وهكذا وصلت الى أصدقائي ودموعي تذرف من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلموا حقيقة أمري، ثم قلت :

أشهد أن لا إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله

عم الصمت المكان لعدة دقائق والجميع يرمقني بدهشة ، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"

أذكر أن ذلك كان يوم الثالث من أكتوبر عام 2005.

قلت له: "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"

قال: "لي مستغرباً ، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة ! فكفى كذباً"

قلت له: "
أنا لا أكذب، غداً سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أتوضأ وكيف أصلي وكل شيء عن ديني الجديد "

عندما سمعني أقول ذلك ورأى الاصرار في عيني ، أجهش بالبكاء من شدة فرحته وإنفعاله الشديدين ورحّب بي في الاسلام ترحيباً حاراً

وفعلاً تعلمت الصلاة والكثير من إمور الإسلام في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عبادتي على أساس من عقيدتي الجديدة. ولكني أخفيت اسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.

في ذلك الوقت، ذهبت الى الإمام وأعلنت إسلامي، وبدأت أتعلم القرآن، وأفعل المقارنات ما بين الانجيل والكتاب المجيد القرآن الكريم، وكان من الصعوبة علي في البداية التخلص من الرجوع الى الانجيل، ولكن الحمدلله فقد تغلبت على هذه العادة، وبدأت أتعلم القرآن العظيم وسيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وكما قلت سابقاً فقد أخفيت اسلامي عن العائلة في البداية، وكنت أصلي الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحداً أو يشك بي.

و
في يوم من الأيام كنت ذاهبة من البيت الى الكلية وكان معي حقيبتي التي تحتوي على القرآن والحجاب، ولكن فجأة، وقع الحجاب على الأرض ورأته أختي ولكنها لم تعلم ما الأمر الى أن جاء الليل واستيقظت لتراني أصلي ، فعلمت العائلة عن اسلامي، وبدأ الابتلاء .

رفعوا صوتهم علي وصاحوا، واعتدوا علي نفسياً وعاطفياً، نعتوني بجميع الكلمات القذرة وغير الملائمة. ضربوني الى أن وصلت للموت وهددوني بالقتل، ومع ذلك فقد كنت هادئة ولم أحاول مناقشتهم في شيء، ولكني تركت البيت داعية من الله أن يهديهم.

بقيت مع صديقتي المسلمة لمدة شهرين قبل أن أتزوج بمصطفى .. الحمدلله .. لقد فقدت عائلتي، ولكني كسبت عائلة مسلمة أخرى في المسجد فقد رعوني رعاية رائعة لا مثيل لها فجزاهم الله كل خير.

وبعد ذلك انتابتني الكثير من الضغوط النفسية بسبب الاعتداءات التي حصلت معي، وما زلت حتى الآن أستلم على الأقل 25 مكالمة وايميلات يومية من كل أنحاء العالم، يسبون علي ويهددوني وما الى غير ذلك .

وغير المكالمات الهاتفية، فقد اتصل معي أكبر العلماء والدكاترة المسيحيين من الأردن والولايات المتحدة، يتناقشون معي الدين المسيحي ومحاولتهم لإعادتي لدينهم.

سبحان الله .. لقد اعتدت أن يكون معي الانجيل دائماً في الحوارات الدينية وكان الاتجاه المعاكس هو القرآن، والآن فقد انقلبت الطاولة وأصبح القرآن معي دائماً وأبداً

ومع كل هذا، فقد تعلمت الدروس المهمة في ذلك الوقت القصير، تعلمت أن أكون صبورة ومتواضعة، وأتأمل الآن في قصة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكيف أهين من أهله وضرب، وهذه قصتي لا تساوي شيئاً بالنسبة له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حقاً لقد تعلمت الكثير.

ولربما فقدت شرف اسم عائلتي في أعين الناس، ولكني فخورة أني اكتسبت أعظم شرف من الله سبحانه وتعالى ألا وهو الاسلام. وفعلاً إنك لا تستطيع أن تتخيل السعادة والسلام اللذين يغمراني منذ أن أسلمت بالرغم من كل ماتعرضت له من الإهانات .

و
في الحقيقة أني تغيرت كثيراُ كما كنت عليه في السابق ، حتى أن زوجي لاحظ هذا التغيير الشاسع، فقد تعلمت كيف أكون هادئة مع الناس الذين يعتدون علي، وتعلمت كيف أبتسم لهم رغم وجودي في أصعب الأوقات، ورغم فقداني وظيفتي لكوني مسلمة محجبة، ولكن الله عز وجل يعوضني بما خسرت بأضعاف وبغير احتساب .. الحمدلله

فكل الاسلام هو وجود السلام الداخلي الحقيقي ، فإنك بالتحقيق لا تستطيع أن تجد هذا السلام من اللذين هم حولك، ولا حتى في البيئة التي أنت تعيش فيها، يجب أن تكون اقتناع داخلي منك عن طريق محبتك لله وارضائه وتسليمه قلبك له. واذا كانت عبادتك حقيقية لله واتبعت طريقه فبالطبع ستكون سعيداً في حياتك لأن الخطيئة تحرمك من هذا السلام وتعكر مزاجك وهي ألم أكثر من سعادة دنيوية.

وها أنا أنظر الى وجوه الناس وأرى الكثير من الحزن والدموع لأنهم بعيدين عن الله الحي الخالق عز وجل، وأحياناً أرى قلوبهم المظلمة ولا يريدون اضاءة شمعة الرجاء فيهم ويلتهون بمشاكلهم ومشغولياتهم ويتمسكون بالدنيا بدل الآخرة.

كل ما أعرفه الآن، هو أن هدفي في الحياة عبادة الله وارضاءه وصلاتي له واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والعمل من أجل الجنة .. الحمدلله

أني أرجو أن تكون هذه القصة حافزاً لك وتشجيعاً لروحك وايمانك بالله




موقع نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

رومانسي بس منسي 06-11-2011 02:17 PM

http://files2.fatakat.com/2011/5/13050626471382.gif

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...iVxmoNBP7855bB
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...hxHHaj4LDvzw6m
http://www6.0zz0.com/2010/09/28/14/575100107.gif

أبو المعالي 06-14-2011 10:45 AM

أشكرك على المرور


جزاك الله خيرا وبارك فيك


الله يحفظك


الساعة الآن 11:59 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w