منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   قصص - روايات - حكايات ...منقولة (https://forums.banatmasr.net/f15/)
-   -   بعض من عرفت ( ل ) (https://forums.banatmasr.net/msryat25844/)

سعود2010 01-10-2009 07:17 PM

بعض من عرفت ( ل )
 


لم احببتني ثم صالحت بيني وبين سواك وودعتني واحترفت الرحيلا؟
احمد عبد المعطي حجازي

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))
( سُـــعود )


بَعضُ مَن عرفتْ



(( فإن انتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء في المنازل والحُجْل
فلو اننا كنا رجالا وكنتم نساء لكنّـا لانقيم على ذَحـْل
فقبحا لبعل ليس فيه حميّة ويختال يمشي بيننا مشية الفْحل! ))

الشاعره غفيرة بنت غفار




( ل ) لام .

عند اول زاوية تحاذي منزلنا يقع بيت اهلها ، لايستطيع الداخل والخارج من بيتنا الا ان يرى مدخل بيتهم ، ولأن بيتهم يشرف على زقاق غير مطروق الا من اهله والقاطنين حوله فإن باب بيتهم نادرا مايغلق فمه ، الا اذا جنّ الليل وغادرت الشمس سماءها لتشرق في مكان آخر من العالم .
تعيش فتاتي (ل) في اسرة مكونه من اب وام وشقيق واحد . الأب للأسف محروم من نعمة البصر وله اخ واحد يقوم بخدمته ويرعى تجارته رغم انه لايقيم معهم ولكنه يزاورهم ويلبي احتياجات البيت وينظم شئونهم .

شقيقها في مثل عمري ودراستي ولكن تحصيله العلمي في مدرسة اخرى خلاف مدرستي ، والده يرافق اخاه المبصر كثيرا ، فيغدو ويعود معه ، هو رجل جسيم فارع الطول ينضح شبابا وقوه ، وعلى قدر طيب من العلم وطيب الحديث ، لم يكن يعيبه سوى فقده النظر ، ولعل الأمر لم يكن يعني له الكثير ، فلم اسمعه يوما يشكو ظلامه .

الأم امرأة ضحوك تبالغ في الأهتمام بنفسها واجزم انها كانت تقضي نصف يومها تجالس المرآه ! ... هذا مالاحظته ، اما ماعداه فلاشيء يستحق الكتابة عنه . امرأة عاديه ، كانت تزاور والدتي كثيرا بحكم الجيره والأرتياح ، يتحلقان حول الشاي اوقات الضحى والعصر فلا ينقطع حديثهما ، في امور الحياة ومايستجد في الحي من احداث ، حوارات تتواصل او تبتر بقدر اهميتها ووقتها .

اما فتاتي (ل) وهي المعنيّة وهي سبب هذه السطور فلها عندي شأن آخر .كيف اصفها ؟
احيانا يحار الفكر في الوصف وتضيع المعاني ان تصل للمبتغى !
ولكني سأحاول وصفها مع عجزي عن بلوغ المراد ... (ل) فتاة منحها الله صفات انسانيه كانت بالنسبة لي في حينها ابهار واعجاز ! تمتلك طريقة عذبه في الكلام ، تتناثر الكلمات من بين شفتيها مثل رشات الندى فتلقي بأذنيك مرغما تصغي اليها ، في صوتها بحة غريبه استطيع تمييزها من بين كل بحات العالم ، كأن في حبال صوتها قسوه تمر من بين شفتيها فتلين ، اما شكلها وقوامها فلا أظن انهما ينفصلان ابدا عن تمام حسنها وبهائها الطاغي وكمال انوثتها ، فقد اهداها صانعها وجه سكبه في قالب عجيب من الإبداع ، جمعت فيه بين نار المجوس التي لاتنطفيء وبياض الرباب المحمول فوق انسام ربيعية ناعمه ، ملامحها فارسية تناديك للأحتفاء بعيد النيروز ، النظرة الأولى تشعرك بالقسوه ثم تتلاشى لتأسرك في ثانيه ، عيناها يصيبهما الكسل عندما تطيل النظر في ماتراه ، ، الشفتان تتعانقان بشوق لتخفيا صفين من اسنان منسقه ، يحلو لها احيانا ان تعض على شطر السفلى بأسنانها ، كانت تهوى اطالة شعرها حتى يلامس عجزها ويتجاوزه إن امكن .

اما طريقتها في المشي فقد كانت غريبة عجيبه ؟
فهي حين تسير تتثنى يمينا وشمالا بأسلوب اقرب الى الرقص وإن لم تكن تتراقص ، ولكن يرغمك على متابعة سيرها وتدهش له ! هي لم تكن تتعمد ذلك ، بل كانت خلقتها هكذا ، وكانت تتذمر من طريقة سيرها ، كونها تلفت النظر اليها ، وحين كنت اثني عليها وعلى تميّزها ، ترد بضحكة غنوج واظنها ايضا لم تكن مصطنعه.
مع توالي الأيام وتداخل الليالي لم يكن هناك فارق بين بيتنا وبيتهم ، كنت احيانا اسهر عندهم مع اخوها الى وقت متأخر ، نتسامر ونراجع الدروس او اللعب بما تيسر ، وكان هو بحكم قدرتهم الماليه يمتلك بعض الألعاب التي لم يكن والدي يقوََ على ثمنها ، هذا الى جانب توفر جهاز التلفزيون عندهم وحرماني منه ، لأن والدي لم يشتريه بداية لسببين ، قدره ماليه ومبدأ ديني .

كنت انا و (ل) في سن تتيح لنا ان نعبّـر عن عواطفنا ، وهي ليست عواطف عقلاء او من يخطط للمستقبل ، عواطف تمليها علينا الرغبة والأحتياج ، ولاابريء نفسي او ابرؤها ، فجميع الظروف المحيطه مهيأة لمثل هذه العلاقات ، واعترف اليوم بعد هذه السنون الطوال وبعد ان غاب عني وجهها الكحيل ولم اعد اعلم عنها شيئا ، ان علاقتنا برغم طول امدها وطيشها وتلوّنـها ونزقها احيانا ... لم تنزل للدرجة التي يصعب معها التراجع ... والحمد لله على كل حال .
الأمر الذي حيرني وارعبني ثم هدأت بعده واستكنت ... هو شقيقها !
كان يعلم مابيني وبين اخته ، فقد وقع علينا اكثر من مره ! ونحن نغزل كلمات الحب او كانت يدي تستمتع بدفء يدها ، بل تعدى الأمر الى القبلات !
وكان يواجه هذا بعدم الأهتمام !

فكنت اسألها : الا يتضايق ؟ الا تخشين ان يفتن علينا ؟
الخ ، فتجيب من خلال شفاه غمستها في جرّة من الكرز : لايهمك، هو ايضا لديه صديقه وانا عارفه.؟
ومره قالت : قلت له انك ستتزوجني، فسكت ولم يجيب ...قلت ربما لأجل هذا هو صامت ، قالت ابدا هذا طبعه!!؟ الى آخر هذه الأعذار الواهنه التي لم اقتنع بها الى اليوم.
مع اني اخاف كثيرا من مثل هذه المواقف واخشاها وارفع الراية دونها ، لكني اليوم اتسائل : لماذا استمرت علاقتي مع (ل) على هذا النحو؟

هل كان تفرّدهـا في مواصفات لم ارى مثيلها في حينها ؟ هل هو تشجيعها ؟ اغراءها ؟بحرها الجميل كأنثى ؟ الأمان الذي اشعر به كلما اسرعت للقياها ؟ ام هو شيطان الرغبة الذي ينحدر بي لأكتوي بنار اللذه ؟ لعله بعض او كل هذا ولايمكن الفصل بينه...

بعد سنوات قليله ، غادرنا الحي كما هي عادتنا في غربتنا داخل مدينتنا ! ثم غادروه هم بعدنا ، كما علمت يوما ما... لأن والدتها اتصلت بوالدتي في زمن الهاتف وتبادلتا السلام والذكريات وتوقف الأمر عند هذا الحد ، اما (ل) فلم تحاول الأتصال بي او السؤال عني ؟ وارجعت ذلك الى ان ماكان بيننا عبث لم يتوج بالنضوج او الحب او غيره ...

وطويت صفحة اخرى من البوم جميل يحوي صور بعض من عرفت في زمن الجيره وماجاء بعده في زمن التلفونات ... و.... غيرهم ، البوم غير مرأي ، مكانه الذاكره ، يحلو لي ان اقلّب صفحاته حين تسول لي نفسي رؤية صفحات الماضي في لحظات كاذبه او صادقه مع الوحده واحساس غريب، اني لم اعد مرغوبا ، احساس مرير عندما يمسك الزمن بأجنحتك فيتلاعب بها ويكسرها او يغلفها صدأ العمر ، حينها اهمس لنفسي واهما متحسرا باكيا ... لازلت موجود .



انتهى الفصل
الفصل التالي ( ش )

rony 03-10-2009 05:57 PM

لا تعليق واتشوق للفصل الثانى

سعود2010 03-24-2009 01:41 PM

روني:

مجموعة (بعض من عرفت) قصص منفصله وليست اجزاء
تحياتي لك


الساعة الآن 10:25 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w