عبيدي بيليه.. نجم الكرة الإفريقية ومنتخب غانا السابق، وصاحب جولات احتراف أوروبية ناجحة يري أن الكرة المصرية ستعود قريبا، وربما أقوى مما كانت عليه، ويؤكد أن مسئولى الاتحاد الإفريقي ظلموا أبوتريكة لأنه كان يستحق جائزة الكرة الذهبية فى السنوات الماضية.

يري بيليه أن استهتار كبار إفريقيا هو السبب الرئيسي فى غيابهم عن الأمم الإفريقية العام القادم, ويؤكد أنه لم يتدخل فى أزمات إبنه رحيم أيو مع الزمالك، ويتوقع فوز منتخب إفريقي بالمونديال فى أقرب وقت، وعلى هامش تكريمه مؤخرا فى فرنسا بجائزة القدم الذهبية كان لنا معه هذا الحوار..

عقب فوزك بجائزة القدم الذهبية ذكرت أن هذه اللحظة ليست الأفضل فى تاريخك فما هي تلك اللحظة إذن؟
بالفعل هى كذلك لأن اللحظة الأفضل فى تاريخي مازالت وستظل إلى الأبد هى يوم فوزي ببطولة دورى أبطال أوروبا مع فريق مارسيليا فى صيف عام 1993 على حساب إى سي ميلان الإيطالي الفريق الأقوي فى ذلك الوقت، وأنا أدين لهذه المباراة بالكثير لأن الناس تعرفت علي من خلالها وأصبحت بعدها أكثر شهرة فى كل أنحاء العالم.

كيف يرى عبيدي بيليه غياب الخمسة الكبار فى القارة الإفريقية مصر ونيجيريا والكاميرون وجنوب إفريقيا والجزائر عن بطولة الأمم الإفريقية المقبلة؟
بالتأكيد سيؤثر ذلك على البطولة بشكل كبير لأن الأسماء الغائبة لها ثقلها ووزنها على المستوى القارى والعالمى ويكفى أن أربعة منها تأهلوا للمونديال الأخير بالإضافة إلى مصر حامل اللقب للثلاث بطولات الأخيرة، لكن أرى أنهم المسئولين عن غيابهم لأنهم بكل بساطة استهتروا بالمنافسين وظنوا أن التفريط فى أى نقاط سيعوضونه فيما بعد وهو ما لم يحدث لأي منهم فكان الغياب عن البطولة خير عقاب لهم لأن أولى خطوات الفوز هى احترام المنافس

وهل يعنى ذلك أن الخريطة الإفريقية الكروية تغيرت؟
مع كامل تقديري واحترامى للمنتخبات الصغيرة التى تأهلت فان الخريطة الإفريقية لم تتغير والمنتخبات الكبرى ستعود فى البطولة التالية لكن كرة القدم أصبحت تحتاج للدعم المادى وعندما تجد المنتخبات الصغيرة الدعم المالى الكبير فإنها تبذل قصارى جهدها للظهور بشكل جيد وهو ما حدث

وكيف تري فرصة غانا فى الفوز بالبطولة فى ظل غياب الكبار؟
لا علاقة لغياب الكبار بفرصة غانا من عدمها لأن الفريق الذى يلعب على كأس البطولة لا يهمه وجود أو غياب الفرق الكبرى، ومازلت أتذكر بطولة أمم إفريقيا عام 1992 عندما ضمت مجموعتنا منتخبات غانا ومصر وزامبيا ومع ذلك خرجت مصر وتأهلت غانا وزامبيا لذلك لا يوجد شئ مضمون فى كرة القدم.

استهتار الفراعنة أطاح بهم من البطولة الإفريقية
غياب مصر بالتحديد وهى حامل لقب البطولات الثلاث الأخيرة كيف تراه؟
المتسبب الأول فى غياب مصر هو الاستهتار شأنها شأن المنتخبات الأخرى وهناك أيضا سوء الحظ الذى عانى منه المنتخب المصري بسبب الاضطرابات السياسية فى البلاد والتى كان لها الدور الأعظم فى غياب مصر عن بطولتها المفضلة.

لكن تدهور مستوى الفراعنة بدأ قبل قيام الثورة فى مصر؟
نعم هذا صحيح ولكن مهما كانت الأمور فان الاضطرابات السياسية تؤثر سلبا على كل الجوانب ومنها الرياضية لأن اللاعبين يكون شغلهم الأول هو أحوال بلادهم وتأتى الرياضة فى المقام الثانى بدليل أن الجمهور المصري لم يعر الأمر أهمية كبرى وهو ما لم يكن ليحدث لو كانت الأمور السياسية فى مصر مستقرة.

وماذا عن توقعاتك للكرة المصرية فى المستقبل؟
بدون شك ستعود وربما أقوى مما كانت لأن قوام المنتخب المصري من اللاعبين مازال موجودا وهناك لاعبين جدد قادمين ومنتخب مصر للشباب ظهر بمستوى جيد فى مونديال كولومبيا وأؤكد من الآن أن منتخب مصر سيعود قويا بدأ من البطولة بعد المقبلة.

رغم سيطرة الكرة المصرية إلا أن أحدا من لاعبيها لم يفز بجائزة الكرة الذهبية؟
فى هذا الشأن بالتحديد فإن مسئولوا الكاف ظلموا اللاعبين المصريين وبالتحديد محمد أبوتريكة لأنه فى السنوات الماضية قدّم الكثير لمنتخب مصر فى البطولات الإفريقية ولفريقه فى دورى الأيطال الإفريقي ومونديال الأندية وكان يستحق الجائزة عن جدارة لكن للأسف المسئولين عن الجائزة يهمهم فى المقام الأول اللاعبين المحترفين فى أوروبا ونسوا أن أبوتريكة لاعب ينتمى للقارة الإفريقية ويكفى أن مجموعة اللاعبين المحليين فى المنتخب المصري تفوقوا وبجدارة على هؤلاء المحترفين فى القارة الأوروبية.

لم أتدخل فى مشكلات إبني مع الزمالك
هل لك علاقات مع لاعبين مصريين أو اتصالات مع بعضهم؟
نعم لى علاقات جيدة مع أغلب اللاعبين المصريين من نفس جيلي لكنى على اتصال بإثنين منهم وهما أحمد شوبير ومجدى عبدالغنى وأتمنى لهما ما أتمناه لنفسي وأنا أعرف أنهما متواجدان على الساحة الكروية فى مصر الآن وأنا أحييهم عبر هذا الحوار

كيف تُقيّم تجربة إبنك الاحترافية فى نادى الزمالك؟
تجربة إبني فى الزمالك لا يمكن الحكم عليها بشكل صحيح لأنه لم يلعب بشكل مستمر ولم تدم فترة احترافه طويلا وأعتقد أن السبب فى ذلك هو وجود مشكلات مادية له مع الفريق.

وماذا كانت نصائحك له طوال فترة وجوده فى مصر؟
فى الحقيقة أنا لم أتدخل فى مسالة احترافه فى الزمالك لأنه ليس صغيرا ويعرف جيدا مصلحته ولم أشأ أن أكون سببا فى بقائه أو رحيله عن الفريق، لكن ما يهمنى فى النهاية هو استقراره، وأنا سعيد لأنه الآن مستقر فى فريقه الجديد فى الدورى البلجيكي.

انتظروا فوز منتخب إفريقيا بالمونديال قريبا
انت تملك نادى (نانيا) فى الدورى الغانى فكيف تقيم تجربتك معه؟
فريق نانيا حديث العهد لأنه عرف النور عام 1998 ومع ذلك تمكن من الفوز ببطولة كأس غانا العام الماضي، ويحقق نتائج جيدة فى البطولة الغانية، ورغم اندهاش الأخرين من نجاح الفريق رغم حداثة عهده بالكرة إلا أننى اؤكد لهم أن السر فى كلمة واحدة هى الحب لأننا نعمل بدافع الحب وليس شئ أخر لذلك من الطبيعي أن نحقق الانتصارات المتتالية.

وهل تتوقع للفريق الفوز بدورى أبطال إفريقيا فى المستقبل؟
ولم لا يفوز الفريق بهذه البطولة خاصة وأننا نسير بشكل مدروس ومنظم تجاه الانتصارات وتحقيق النجاحات ومن يدري فربما يأتى يوم يفوز فيه الفريق ببطولة الأقوى فى القارة الإفريقية

أنت رئيس النادى ومدربه فى نفس الوقت فكيف تنسق بين الوظيفتين؟
أنا أعرف ماذا أفعل وفى كلا المهنتين هناك مساعدين لى وكلنا على علم بما يحدث للفريق وأنا أعمل دائما على الفصل بين عملى كمدرب وعملى كرئيس للنادى بدليل أنه حتى الآن لم تحدث أى مشكلة.

أخيرا وفى رأيك.. متى يفوز منتخب إفريقي ببطولة كاس العالم؟
بالفعل هذا السؤال أصبح ملحا فى الفترة الأخيرة لأنه فى الماضي كان الكل يتحدث عن استحالة ذلك بسبب الفقر فى القارة السمراء لكن الآن لم يعد هذا السبب عائقا أمام الفوز بالبطولة ولذلك أتوقع أن يتم ذلك فى وقت قريب بدليل أن منتخب غانا كاد أن يدخل المربع الذهبي فى البطولة الأخيرة لولا العمل غير الأخلاقى الذى قام به لاعب أورجواي، لذلك سنقرأ قريبا خبر فوز منتخب إفريقيا بالبطولة الأقوى والأفضل فى العالم.