منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   منتدى التنميه البشريه (https://forums.banatmasr.net/f70/)
-   -   ثقافة (( الأسماء )) وعلاقتها بالمُسميات .. مفاهيم خطيرة ومهمة ...!!! (https://forums.banatmasr.net/msryat349453/)

القمر الباكي 04-22-2012 12:09 PM

ثقافة (( الأسماء )) وعلاقتها بالمُسميات .. مفاهيم خطيرة ومهمة ...!!!
 
ثقافة (( الأسماء )) وعلاقتها بالمُسميات .. مفاهيم خطيرة ومهمة ...!!!

.............


في عام 1986م أطلقت وكالة ناسا مكوك فضائي عظيم اختاروا له إسماً كارثياً خطيراً وهو ( تشالينجر ) أي (( المتحدي )) .. ورغم دقة صنعه وإتقانه ، إلا أنه وبعد لحظات قصيرة من انطلاقه انفجر هذا المكوك برواده أمام صانعيه وحشود الناس المتفرجين ...!!

وكلنا نعرف ما حصل لسفينة (( تايتنك )) التي غرقت في رحلتها الأولى ، وهي كانت أعظم سفينة بحرية بنيت حتى ذلك الوقت ( 1912م ) ، حيث ُصممت بطريقة فنية معقدة تمنع غرقها مهما حصلت لها من حوادث .. وُيقال أن ُمصممها من شدة ثقته بقوتها وبصنعها أجاب على سؤال عن امكانية غرقها في حفل تدشينها ، فقال بحماقة ( حتى الله نفسه - تعالى الله علواً كبيراً - لا يستطيع اغراقها .. !! ) . أما الاسم السيء والخطير الذي أطلقوه عليها (( تايتنك )) فهو يعني (( الآلهة الماردة أو المتمردة )) ...!!

وعندما يختار الناس ُمسميات أولادهم أو أسماء شركاتهم التجارية أو حتى أقل متعلقاتهم شأناً ، قد لا يعرفون بأن هذا الاختيار إن كان سيئاً فستكون له نتائج سيئة على مصير هذا الُمسمى به أو من يتعامل معه و العكس صحيح ، بمعنى أن الاسم الصحيح أو الحسن قد ينعكس معناه على صاحبه أو المتعاملين معه بإيجابيات كبيرة في حياتهم بشرط أن لايكون الإسم المختار يحمل تزكيةً لحامله ..!!

وفي السيرة نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام اعتنى بالأسماء ليس فقط من باب التفاؤل ، بل أيضاً كون كل اسم له تأثير ايجابي أو سلبي على صاحبه سواء كان جماداً أو حيواناً أو بشراً ..

وقد ندب الرسول عليه الصلاة والسلام جماعة إلى حلب شاة ، فقام رجل يحلبها .. فقال له : ما اسمك ؟؟
قال : (( ُمرة )) ، فقال : اجلس ، فقام آخر ، فقال : ما اسمك ؟ قال : (( حرب )) . قال: اجلس، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ قال : (( يعيش )) . قال : احلبها ...

وقد ربط الرسول عليه الصلاة والسلام بين الأسماء وحال الأمر الذي عليه حاملها او المتعاملين معه وحقيقته ، سواء جاء هذا الاسم في اليقظة أو المنام .. ، مثل تأويله عليه الصلاة والسلام رؤياه بأنه هو وأصحابه في دار عقبة بن رافع ، فأتوا برطب من رطب ابن طاب ، فأوله أن العاقبة لهم في الدنيا ، والرفعة في الآخرة ، وأن الدين الذي اختاره الله لهم قد أرطب وطاب .

وكذلك تأويله سهولة الأمر يوم الحديبية من مجيء (( ُسهيل )) ، ورفضه العبور في الأماكن سيئة الاسم ، كحاله لما كاد يمر بين جبلين ، فسأل عن اسمهما ، فقالوا : (( فاضح )) و (( مخزي )) . فعدل عنهما .

وللأسماء دلالات خطيرة ومهمة على أصحابها وعلى طبائعهم وأحوالهم ، فالأسماء القبيحة تجدها في الغالب يقع معناها على حاملها ، والأسماء التي تحمل تزكية لأصحابها يكون تأثيرها ُمعاكساً لمعناها .. بينما تكون أحسن الأسماء على حامليها الصادقة المعاني بلا تزكية ولا تقبيح .

وفي هذا الموضوع سأتناول بإذنه تعالى تأملات ودراسة تفضل عليَّ المولى بفهمها والتعمق فيها ، أوضح فيها بالتفصيل أهمية إطلاق الأسماء سلباً وإيجاباً على أصحابها والمتعاملين معهم .. والله وحده هو ولي الأمر والتدبير .

القمر الباكي 04-22-2012 12:10 PM

أولا : تأثير المعنى اللغوي للاسم على صاحبه :

.................................................. .......................

وَرَدَ عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن شخصاً رُشح للعمل اسمه ( خبية بن كناز ) ، فرفضه رضي الله عنه وقال : لا حاجة لنا فيه ، فهو يُخبيء وأبوه يكنز ..!!

ويقول العلامة بكر أبو زيد شفاه الله وعافاه :

(( .. اسم المولود وعاء له، وعنوان عليه ، فهو مرتبط به ، ومن خلال دلالته يقوّم المولود ووالده وحال أمته ، وما هنالك من مثل وأخلاق وقيم ، فهو يدل على المولود لشدة المناسبة بين الاسم والمسمى ، وهذا أمر قدره العزيز العليم ، وألهمه نفوس العباد ، وجعله في قلوبهم ... )) .

وقد سَأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي حزن ابن أبي وهب قال له ما اسمك ..؟؟

قال : حزن .

قال عليه الصلاة والسلام : أنت سهل .

قال : لا .. السهل يوطأ ويمتهن ...!!

قال سعيد ( هو سعيد بن المسيب حفيد حزن ) : فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة .. يعني شدة وغلظة في التعامل .

وغيّر النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء ذات المعاني اللغوية السيئة مثل : العاصِ وعتلة وشيطان وغراب ...

وغير اسم شهاب ، فسماه هشاما ..

وسمى حربا سلما ..

وسمى المضطجع المنبعث ..

وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة ..

وشِعب الضلالة سماه شعب الهدى ..

وبنو الزنية سماهم بني الرشدة ..

وسمى بني مغوية بني رشدة ..

فالمعاني السيئة للأسماء تنطبع على حامليها في الغالب ، فمن يتسمى بـ ( حرب ) لابد أن تغلب عليه طبيعة الحرب التصادمية في تعاملاته مع الآخرين ، ومن يتسمى بـ ( مُرة ) لابد أن يتذوق المتعاملين معه مرارة طبائعه وحدتها اللاذعة في كل أعماله ..

وهناك أسماء جديدة مستحدثة تحمل معاني وطبائع ليست جيدة مثل :

( جوري ) ومن معانيها الجور والظلم ..

وكذلك ( فاتن ) ومن معانيها الفتنة والإغواء ..

أو ( شادية ) ومن معانيها الغناء والشدو ..

أو ( شوق ) أو ( حنين ) أو ( شجون ) ( هيام ) ومن معانيها نزوع النفس إلى شيء وتعلقها به ..

أو ( فادية ) ومن معانيها التي تفدي نفسها بغيرها ..

أو ( ُقصي ) ومن معانيه البُعد عن الناس والانزواء عنهم ..

أو ( وسن ) ومن معانيها الكسل و والنعاس والفتور ..

.......

وخلاصة القول : أن نبتعد عن ُكل اسم فيه شبهة معنى سيء قد يلتصق بمن يتسمى به ، والصحيح أن نلجأ للعالمين بالمعاني سواء اللغوية أو المصطلحية حتى يتضح لنا المقصود من الاسم الذي نختاره .. حتى لا يكون اختيارنا جريمة نرتكبها بحق أولادنا أو من يمتون لنا بصلة ..

وانقل هنا كلام مهم جداً كتبه العلامة بكر أبو زيد في هذا المجال في رسالته (( تسمية المولود )) يقول فيه :

(( .. تأملت عامة الذنوب والمعاصي فوجدت الذنوب والمعاصي إذا تاب العبد منها ، فإن التوبة تجذمها وتقطع سيئ أثرها لتوها ، فكما أن الإسلام يجب ما قبله وأكبره الشرك ، فإن التوبة تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة في شرعًا ، وهي معلومة أو بحكم المعلومة .

لكن هناك معصية تتسلسل في الأصلاب ، وعارها يلحق الأحفاد من الأجداد ، ويتندر بها الرجال على الرجال ، والولدان على الولدان ، والنسوة على النسوان ، فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل العثار ، لأنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلال المولود صارخاً في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته ، في : شهادة الميلاد ، وحفيظة النفوس ، وبطاقة الأحوال ، والشهادات الدراسية ، ورخصة القيادة ، والوثائق الشرعية ..

إنها تسمية المولود التي تعثر فيها الأب ، فلم يهتد لاسم يقرّه الشرع المطهر ويستوعبه اللسان العربي ، وتستلهمه الفطرة السليمة ... )) .

..............





القمر الباكي 04-22-2012 12:11 PM

تابع / أولا : تأثير المعنى اللغوي للاسم على صاحبه :

.................................................. .......................

ومن أمثلة التأثير السيء للاسم على صاحبه ما رواه ابن وهب : أن رسول الله أتي بغلام فقال ما سميتم هذا ..؟؟

قالوا : السائب ..

فقال : لا تسموه السائب ولكن عبد الله ..

قال فغلبوا على اسمه ( ُغلبوا على اسمه يعني لم يستطيعوا تغييره ) فلم يمت حتى ذهب عقله ..!!

هذا في تأثير الاسم السيء على صاحبه ، لكن تعالوا نتأمل تأثير المنطق السقيم في تسمية رجل لنفسه ولأهله ولمسكنه ، وذلك عندما أتى إلى الفاروق عمر رضي الله عنه ..

فسأله : ما اسمك ..؟؟

قال جمرة .

قال ابن من ..؟؟

قال ابن شهاب .

قال ممن ..؟؟

قال من الحرقة .

قال أين مسكنك ..؟؟

قال بحرة النار .

قال بأيتها ..؟؟

قال بذات لظى .

قال عمر : ويحك أدرك منزلك وأهلك فقد أحرقتهم ..!! قال فأتاهم فألفاهم قد احترق عامتهم .

.......

قال بن القيم رحمه الله تعالى في كتابه تحفة المودود في أحكام المولود :

(( وقد كان النبي يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه جدا من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال حتى انه مر في مسير له بين جبلين فسأل عن اسمهما فقيل له فاضح ومخز فعدل عنهما ولم يمر بينهما وكان شديد الاعتناء بذلك ....

ومن تأمل السنة وجد :

معاني في الأسماء مرتبطة بها حتى كأن معانيها مأخوذة منها وكأن الأسماء مشتقة من معانيها .

فتأمل قوله : أسلم سالمها الله

وغفار غفر الله لها

وعصيةعصت الله .. )) .

أيضاً فإن تسمية الأماكن والمدن بأسماء سيئة ُيعطي تأثيراً سيئاً على ساكنيها بل وحتى المارين بها ... وقد مرَّ بنا سابقاً رفض الرسول عليه الصلاة والسلام مجرد المرور بين جبلين اسميهما سيئة .. ولذلك نجد أن الرسول غيّر اسم المدينة المنورة من اسمها السابق والسيء ( يثرب ) ونهى عن تسميتها به كما جاء في الصحيحين عن أبي حميد قال أقبلنا مع رسول الله من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة ..

ولما نزل الحسين رضي الله عنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمدينة ( كربلاء ) ، سأل عن أسمها فقيل كربلاء .. فقال كرب وبلاء ، فكانت فعلاً كرب وبلاء عليه وعلى من معه رضي الله عنهم جميعاً .. بل هي مازالت كما نسمع من أخبار العراق اليوم هي وأهلها في كربٍ وبلاء ..!!

ولما نزل الحجاج في إحدى معاركه مع خصومه مكان ُيسمى ( دير قرة ) ، ونزل خصمه عبد الرحمن بن الأشعث مكان ُيسمى ( دير الجماجم ) ... قال الحجاج يومها من معرفته بأثر اسم الأماكن على قاطنيها ومستخدميها وما قد يؤول إليه أمرهم فيها ، قال : استقر الأمر في يدي وتجمجم به أمره والله لأقتلنه ... !!

فيقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وهذا باب طويل عظيم النفع نبهنا عليه أدنى تنبيه .. )) .





القمر الباكي 04-22-2012 12:13 PM

لماذا نُعطي الأسماء كل هذا الإهتمام ..؟؟

.................................................. .........................


يظن
كثير من الناس أن اسمه جاء جزافاً أو مصادفةً وأن لا علاقة للاسم بطبائع الانسان وصفاته ..

وهذا الظن لا يتفق مع مفاهيم جاء الشرع الإسلامي بها ، فالقرآن الكريم يبين لنا أن كل شيء خلقه الله عز وجل بقدر ولا مجال للمصادفة في هذا الكون العظيم الدقيق الذي أبدعه من يعلم السر وأخفى ، والذي قدَّر لكل دابة تسير على وجه الأرض أو تحتها أو في ظلمات البحر أو تطير في السماء رزقها وما يصيبها من خير أو شر .

والسنَّة المشرَّفة وآثار السلف الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم تبين مدى اهتمام الإسلام بهذا الموضوع .. وأن لكل اسم أثر يتركه على صاحبه بشراً كان ، أو حيواناً أو جماداً .

وقد استفاد السلف الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم في فراستهم من أسماء الأشخاص وصورهم الظاهرة وأحوالهم ..

كما كان للفِراسة مكانتها عند العرب والمسلمين على مر العصور والأزمان ، ولم تضعف مكانتها إلا في عصرنا هذا بعد أن أصبح كل من يتكلم في الِفراسة يُوصم بالكهانة والشعوذة ..

ولا شك أن هذا نابع من الجهل بماهيّة هذه المجالات ، وقد قيل في الفقه ( الحُكم على الشيء فرع عن تصوره ) ، كما أن رفض التعامل مع مجالات الفِراسة في بعض مجتمعاتنا ناتج عن جهل بمفردات تاريخية عظيمة للأمة ولسيرة السلف الكرام الذين إهتموا بهذا العلم ونبغوا فيه واشتهر بعضهم به .

والله تعالى هو الأعلم .





القمر الباكي 04-22-2012 12:13 PM

اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه والسلف الكرام بالأسماء والكُنى :

.................................................. ...........................................





كان
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اهتمام واضح بالأسماء والمسميات التي يتعامل معها ، فكان عليه الصلاة والسلام يسمي بعض مواليد الصحابة بنفسه ، بل ويغّير بعضاً من أسماء المواليد عن ما سماه أبواه ..

ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي قال أُتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله حين وُلد فوضعه النبي على فخذه وأبو أسيد جالس ، فلهى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ النبي ، فقال رسول الله : أين الصبي ؟ فقال أبو أسيد : قلبناه يا رسول الله ، فقال : ما اسمه ؟
قال : فلان ، قال :
لا ، ولكن اسمه المنذر..

وقد سمّى عليه الصلاة والسلام ابنه ابراهيم بنفسه ، فقد ورد في صحيح مسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وُلد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي ابراهيم
.. ) .

وقد روى أبو داود بإسناد حسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (
أنكم تُدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسمائكم
) .

وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام لنا ولصحابته الكرام أحسن الأسماء إلى الله ليرغبنا بالتسمية بها وباختيار الاسم الحسن والمحبب والصادق ..

فقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (
إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل : عبـدالله وعبـدالرحمن
)...

كما بيَّن عليه الصلاة والسلام أصدق الأسماء ليتسمى بها الناس ، وبيَّن أقبحها ليبتعد الناس عنها وعن أمثالها .

فقد ثبت عنه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : (
إن أبغض اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك
) .

وكذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (
لا تسمين غلامك : يساراً ولا رباحاً ولا نجاحاً ولا أفلح فإنك تقول : أثمَّ هو فلا يكون، فيقول لا
).

بل ومن اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بالأسماء كما جاء في موطأ مالك رحمه الله أنه
رفض أن يحلب الشاة له رجل اسمه مُرّة، وقال له : أجلس، ثم قام رجل اسمه حرب، فقال له : أجلس ثم قام رجل اسمه يعيش فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أحلب .

وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفر من الأسماء القبيحة ويكرهها سواءً كانت للأشخاص أو الأماكن أو القبائل أو الجبال، حتى أنه مرَّ عليه الصلاة والسلام في مسيرٍ له بين جبلين فسأل عن اسمهما قيل له : فاضح ومخز، فعدل عنهما ولم يمر بينهما
...

وفي المقابل كان يتفائل ويحب الأسماء الحسنة الصادقة، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يستنبط منها بفراسته العظيمة العديد من المعاني والأخبار بطبيعة ما سيقابلهم في حالهم تلك .. ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم لمَّا جاءه سهيل بن عمرو يوم صلح الحديبية : (
سَهُلَ أمركم ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لبريدة لما سأله عن اسمه قال : بريدة، فقال يا أبو بكر بَرُدَ أمرنا، ثم قال ممن أنت قال من أسلم، فقال لأبي بكر : سلمنا، ثم قال ممن، قال من سهم قال : خرج سهمك
.

وقد رُوي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في ربطه بين الاسم والمسمى ما ذكره عن القبائل : (
أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله
) .

وقد تعلم الصحابة والسلف رضوان الله عليهم من معلمهم وقدوتهم صلى الله عليه وسلم ... فهذا ابن القيم رحمه الله تعالى يقول في كتابه ( تحفة المودود في أحكام المولود ) : وإذا أردت أن تعرف تأثير الأسماء في مسمياتها فتأمل حديث سعـيد ابن المسيب عن أبيه عن جده قال : أتيت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ما اسمك قلت حَزَن، فقال :
أنت سهل،
قال : لا أغيّر اسماً سمانيه أبي . قال ابن المسيب فما زالت تلك الحزونة فينا بعد ، رواه البخاري رحمه الله في صحيحه ، والحزونة : هي الغلظة، ومنه أرض حزنة وأرض سهلة ..

وتأمّل ما رواه مالك في الموطأ عن يحي بن سعيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل : ما اسمك ؟ قال : جمرة، قال : ابن من ؟ قال : ابن شهاب، قال : ممن ؟ قال : من الحرقة، قال : أين مسكنك ؟ قال : بحرة النار، قال : بأيتها ؟

قال : بذات لظى، قال عمر :
أدرك أهلك فقد احترقوا
فكان كما قال عمر رضي الله عنه ".

وهذا الحسين رضي الله عنه لما نزل وأصحابه بكربلاء، سأل عن اسمها فقيل كربلاء فقال :
كربٌ وبلاء
..!!

ومن إهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بالأسماء وأثرها على الأشخاص تغيره لأسماء من حوله ومن يفدون إليه إلى أسماء حسنة المعنى غير مكروهة أو فيها تزكية ...

فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب ( بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) كان اسمها برَّة،
فقيل تزكي نفسها، فسمَّاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زينب
...

كما ورد عن ابن عمر أن النبي غيّر اسم عاصية وقال أنت جميلة ...

ولشخص وفد إليه اسمه
أصرم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنت زرعة
..

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ( ..
وغيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسم العاصي، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وشهاب، وحباب.. فسمَّاه هاشماً، وسمّى حرباً سلماً، والمضطجع المنبعث، وأرضاً يقال لها عفرة خضرة، وشِعب الضلالة سـماه شِعب الهُدى، وبنو الزنية سماهم بني الرشدة.
)

وقد ورد في الصحيحين عن أبي حميد قال أقبلنا مع رسول الله من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال : (
هذه طابة
)، وكان يكره عليه الصلاة والسلام تسميتها يثرب كراهية شديدة .

وأخيراً هذا قوله عليه الصلاة والسلام عن أسمائه الخمسة الشريفة والتي وردت في الصحيحين من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (
لي خمسة أسماء : أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس علي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
) .

والله تعالى هو الأعلم .





booody99 04-25-2012 09:57 AM

فــعلاً معلومات رائــعه جــداً وقــيمه

سلمت الأيادي على الطرح المميز

ويـــارب دوام الأبــــداع والتـــميز

كــل التــقـديـر والأحتـــرام

القمر الباكي 04-25-2012 10:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة booody99 (Post 3192124)
فــعلاً معلومات رائــعه جــداً وقــيمه

سلمت الأيادي على الطرح المميز

ويـــارب دوام الأبــــداع والتـــميز

كــل التــقـديـر والأحتـــرام

http://www.amiraa.com/bsh/uploads/im...e431dd5581.gif


الساعة الآن 03:19 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w