(إذا نطق السفيه لا تجبه,خير من أجابته السكوتُ)
نعتبر أحياناً بأن السكوت مبدأ الخنوع والانهزام للسفيه,
لعدم معرفتنا ربما بنفسيته المريضة والمتعطشة للمعاملة
بالمثل,,
فيجد في أجوبتنا مبتغاة الذي ينشده,
وكذلك المأوى الذي يلجأ إليه دون إدراكنا للمقصد الذي
يتمنى أن يحققه,,,
فلو فقهنا الحكمة من الشطر الثاني,,
(إذا كلمته أفرجت عنه,وإذا تركته كمداً يموتُ)
ما وفرنا له الأجواء الملائمة للحياة من خلال مجاراته بنفس
الأسلوب المحبب إليه,,,
ولو علمنا بأن السفيه يتنفس وينتعش من ردود أفعالنا,
لكانت أفضل الخيارات لدينا,خيار السكوت,,,
ولكن ربما كلماته الجارحة تعمي أبصارنا في لحظة غضب,,
ولهذا نمده بأسباب البقاء بدلاً من أن تركه يغرق في الوحل,,
فلسان السفيه يستمد قوته من استدراجنا إلى أطرافه الحادة,
وكلما عززنا دفاعاتنا في سبيل ردعه أو الحد من تماديه,
كلما زادت مقاومته المضادة ضراوة,,
لأنه شخص مطلق وغالباً ما يفتقد لمكارم الأخلاق
كالمرؤة والحياء والوفاء والصدق..لخ لذا ممكن يتكيف مع
جميع الظروف,,
فلا يتورع عن استعمال الكلمات الهابطة,
ولا يتردد في استخدام الأسلحة المتنوعة ضدك,,
ففي حالة تمكنه من استدراجك إلى مصائده الشائكة
محال أن تهزمه إلا إذا ارتقيت إلى مستواه,,,
وهذا يعني عليك أن تتخلى عن بعض من المبادئ من أجل
أن تنازله في ساحة المعركة,,
وقد لا تنال منه إذا كان يمتلك خبرات أقدم,,
فهل من الحكمة أن تخوض معركة خاسره؟؟
فلن تجد فيه ممسك إلا من خلال الكذب والنفاق والتحايل
والخداع,,
وهل تسمح لنفسك بان تأخذ من هذه الصفات القبيحة؟؟
بالطبع لا,,
فكل الأساليب لن تجدي نفعاً مع السفيه رغم ضعفه إلا سلاح
السكوت,,,
فلكل داء دواء وعلاج السفيه السكوت,,,
فإذا أردت أن تقضي عليه فما عليك إلا أن تغض الطرف
عنه وكأنه لم يكن,,
ألا تحب أن تراه يحترق؟؟
فليكن جوابك السكوت....
قال تعالى (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا)
وقال تعالى (واعرض عن الجاهلين).ا |
