ليست المشكله في أن نعيش بين جدرآن من الأسمنت .
لكن المشكله عندما يعيش الإسمنت في أعماقنا, فتيبس مشاعرنا,
وتصبح جدرانآ .
إننا نحزن دائمآ عندما يستقلبنا موظفٌ بتجهم وعبوس
غير مٌدركين أن سلوكه نتيجه طبيعيه لمجتمع يكرس الجمود في مفاصله كلها. لا يمكن أن تنبت زهرة وسط جدران؛
لأن مكانها الطبيعي البستان.
الابتسامه التي نتطلع أن نراها في وجوهنا ووجوه من حولنا زهره.
هذه الزهره لن تنبت على ملامحنا إلا إذا وفرنا لها الأرض الخصبه التي تترعرع فيها.
للأسف نحن لم نوفر هذه الأرض التي تحيل وجوهنا إلى حدائق غنّاء ,
تزدهر بالبهجه ,
و تنعكس على مشاعر من يلمسها أو يقطفها.
إن العثور على ابتسامه وسط مجتمعاتنا
بات من المهمات الشاقه التي تعكس مدى
ما وصلت إليه مشاعرنا من تصلب.
هل سمعنا أن أباً منح ابنه هديه لأنه ابتسم ؟
هل شاهدنا تكريماً في مدرسه للمبتسمين ؟
إذا لم نزرع بذور الابتسامه في أرواحنا مبكراً , لن نقطفها لاحقاً. إن غياب الابتسامه و مرادفاتها في مجتمعنا يشكل أزمه حقيقيه تلقي بظلالها السلبيه على كل مناحي الحياة . إن بيئتنا بحاجه ماسه إلى المطر , فإذا لم يهطل من السماء فيجب أن نستمطره من وجوهنا , ليروي الفيافي اليباب في أعماقنا. هذا المطر مصدر رئيس لارتوائنا, ومحرك مهم لإنجازنا. إننا في أحيان كثيره لا نحتاج إلا لترحيب طفيف من الآخرين. هذا الترحيب قد لا يكون سوى ابتسامه عينين , أو عناق يدين . العناق ينبغي ألا يكون بين الأجساد , و إنما أحياناً بالعيون , و الكلمات . هذا الفعل الصغير له دور كبير في إفشاء الحميميه بين أفراد مجتمعنا , الذي يواجه في هذا العصر تحديات جسيمه , تتطلب الكثير من التواصل الحسي و الإنساني. نفتقر كثيراً إلى الشعور الملهم في المرافق العامه و الخاصه ,http://forums.banatmisr.com/imgcache/2/2635alsh3er.gif أحاديثنا تتسم بالجفاف و العموميات , متناسين التأثير السلبي لهذه المواضيع غلى معنوياتنا ومن ثم أدائنا. من النادر جداً أن نشيد ببعضنا بإسهاب , أن نبتسم لبعضنا . نحن لسنا جدراناً http://forums.banatmisr.com/imgcache/2/2635alsh3er.gif, يجب أن نبتسم و نضحك , و نرحب و نحتضن , لنتأمّل كيف تقوم الزهور باحتضان أصدقائها. تميل نحوهم بلطف , تلتصق أكتافها بأكتاف جيرانها بحبور , فتشكل لوحة تُسرّ الناظرين. إننا أقرب إلى هذه النباتات الساحرهْ في ألوانها و روائحها و أحجامها المختلفه. و بوسعنا أن نصنع من بعضنا لوحه جذّابه بتنوّعنا , و تعاضدنا التلقائي, الذي سيشيع البسمه غلى الملامح. سيجعل منا أمّة مُبتهجة , هذه البهجة ستقودنا إلى الكثير من البناء و النماء. أطلّع حقاً ألا ندخر أي إنطباع إيجابي تجاه أي شخص , بل نشعر به.http://forums.banatmisr.com/imgcache/2/2635alsh3er.gif إن الظماء ليس بالضرورة حاجتنا إلى الماء , بل إلى كلمةٍ تروي أرواحنا القاحلة, تخيّلوا الأثر الذي ستتركه هذه الكلمات في نفوس من نحب. ستفرش أرواحهم بعشب الفرح , هذا العشب الذي نتطلع أن يملأ قلوبنا , و يمنحنا طاقةً تنافس طاقتنا البتروليه , بل تتفوق عليها . لابد من أن نُدرك أن جلَّ الإنجازات في أنحاء المعمورة ؛ مصدرها كلمه ساهمت في شحذ الهمم. http://forums.banatmisr.com/imgcache/2/2635alsh3er.gif فلنعمل على غرس مفاهيم الروح السخيه في دواخلنا , لنكون مصادر غفيرة لإنتاج . المجتمعات التي تعتمد على مصادر محدودة تنضب و تجف. نمسك أشياءنا برفق و حذر , نخشى عليها أن تُجرح , في المقابل ؛ نلقي الكلام على عواهنه , غير مُدركين أنه قد يخدش أرواحاً أثمن و أغلى من الأشياء كلها. http://forums.banatmisr.com/imgcache/2/2635alsh3er.gif أنه من واجبنا أن نمنح بعضنا الكثير من الود و الإبتسامات و الامتنان , فإذا كان الحجر يتأثر و يؤثر فكيف بالبشر ؟! نحن مطالبون بإحياء تراثنا الإنساني الذي يتجسّد في التواصل الكريم , و عدم الاقتصاد برسم البهجه على ملامحنا و ملامح غيرنا . يجب أن نحطم المشاعر اليابسه التي حوّلتنا إلى جدران متحركه , و لنتذكر أن الجميع بحاجة إلى دعمنا , صغيرنا و كبيرنا , جميعنا فقراء و بحاجه إلى تبرّعات معنوية . ليست المشكله في أن نعيش بين جدرآن من الأسمنت .
لكن المشكله عندما يعيش الإسمنت في أعماقنا, فتيبس مشاعرنا,
وتصبح جدرانآ .
إننا نحزن دائمآ عندما يستقلبنا موظفٌ بتجهم وعبوس |
