منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   منتدى التنميه البشريه (https://forums.banatmasr.net/f70/)
-   -   كيف نزيل اسباب القلق (https://forums.banatmasr.net/msryat476411/)

War ROFL 07-03-2014 10:23 AM

كيف نزيل اسباب القلق
 
لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه، وزهدوا في إنصافه كالحقيقة!!
ما أقل عارفيها، وما أقل – في أولئك العارفين – من يقدّرها ويغالي بها ويعيش لها!!
إن الأوهام والظنون هي التي تمرح في جنبات الأرض، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس.
ولو ذهبتَ تبحث عن الحق في أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طِلابه.
لهذا قال الله لنبيه ولكل معتصم بالصدق في مجتمع طافح بالزيغ:  وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ(1) وقال: فَإِنْ شَهِدُوا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ(2)


وقال:  وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ(1).
وجدير بالإنسان في عالم استوحش فيه الحق على هذا النحو أن يجتهد في تحريه، وأن يلتزم الأخذ به، وأن يرجع إليه كلما بعّدته التيارات عنه.
ولعل هذا هو السر في أن الله طلب إلى كل مؤمن أن يسأله الهدى، وكلّفه ألاّ يسأم من تكرار هذا السؤال حيناً بعد حين.
ففي كل صلاة مفروضة أو نافلة يقف المرء بين يدي ربه يقول:  اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(2).
على أن الاهتداء إلى الحق والثبات على صراطه يحتاج إلى جهد ودأب، ويحتاج كذلك إلى استلهام طويل من عناية الله.. وقد كان رسول الله إذا حزبه أمرٌ جنح إلى الصلاة يضمّ إلى عزيمته وجَلَده حول الله وطَوْله.




قال (ديل كارنيجي): (بقي أن نتعلم الخطوات الثلاث التي يجب اتخاذها لتحليل مشكلة ما والقضاء عليها، وهذه الخُطُوات هي:
• استخلص الحقائق.
• حلّل هذه الحقائق.
• اتخذ قراراً حاسماً ثم اعمل بمقتضى هذا القرار).
وقال: (إنه لا مناص من اتخاذ هذه الخطوات إذا كان علينا أن نحلّ المشكلات التي تعنينا، والتي تحيل أيامنا وليالينا جحيماً لا يطاق).
أجل لا مناص من ذلك. والخطوة الأولى تفرض علينا التأمّل الهادئ فيما حولنا لتجميع الحقائق الواضحة، وإرساء سلوكنا على قواعدها.
ولَمُّ هذه الحقائق واجب، وإن كان صعباً على الإنسان.
وقد يضلُّ المرء عن الحقيقة لانطوائه مع عرف سائد، أو لاسترساله مع نظرة سابقة لا أساس لها.
وإذا خُدع المرء أبداً عن الحقيقة، فكيف يوفّق إلى حلّ صحيح لمشكلات الحياة التي تلاقيه؟!




واندراج الناس في مطاوي الغفلة وهم لا يشعرون، هو حكمة ختْم آيات كثيرة جداً في القرآن الكريم بهذا التذييل:  كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(1). أفلا تذكرون؟(2)،  كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(3).
وكأن (ديل كارنيجي) يشرح هذه الآيات إذ يقول: (إننا قلّما نُعنى بالحقائق، وإذا حدث أن حاول احدُنا استخلاص الحقائق فإنه يتصيّد منها ما يعضّد الفكرة الراسخة في ذهنه ولا يبالي بما ينقضها، أي أنه يسعى إلى الحقائق التي تسوّغ عمله، وتتسِق مع أمانيه، وتتفق مع الحلول السطحية التي يرتجلها.
فما العلاج؟ العلاج أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا، وأن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة محايدة).
والخطوة التالية لجمع الحقائق استشعار السكينة التامة في تلقّيها، وضبط النفس أمام ما يظهر محيّراً أو مروّعاً منها، فإن الفَرَق من الأحداث ينتهي حتماً بالغرق في لُجّتها.





عندما أوشك القتال أن ينشب في حرم مكة بين المسلمين والمشركين، والتفّت عوامل الاستفزاز بالنبي  وصحبه وهم بالحديبية يريدون العمرة، كظم النبي  على ما أحسّ به من حَزَن، وأمر أصحابه أن يطرحوا الريبة والهم، وأن يقبلوا معاهدة تصون الدماء وتنشر الأمان على ما بها من قيودٍ تُعْنِتُهم.
وفي ذلك نزل قول الله تعالى:  إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(1).
وكلمة السكينة هذه تكررت في مواضع كثيرة، وهي حيثما وُجدت تشير إلى ما يبثه الإيمان في النفوس من طمأنينة مرجعها الأنس بالله، والركون إلى قضائه، والاستظهار بعونه كلما راب أمرٌ أو أظلم أفق.
وما أكثر أن تتبخّر خواطر السوء ووساوس الضعف، ويتكشّف أن الإنسـان يبتلى بالأوهـام أكثر ممـا يبتلى
بالحقائق، وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة:  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(1).



). وإلى هذا يشير المتنبي بقوله:
وما الخوف إلا ما تخوّفه الفتى وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمناً
فإذا عرف الإنسان الحقائق المتصلة به، وسَبَر غَوْرها جميعاً دون دهشة أو رَوْع، بقيت أمامه الخطوة الأخيرة، وهي أن يتصرف بحزم وقوة، وأن ينفّذ القرار الذي انتهى إليه بعزم صادق.
أعرف كثيراً من الناس لا يعوزهم الرأي الصائب، فلهم من الفطنة ما يكشف أمامهم خوافي الأمور.
بيد أنهم لا يستفيدون شيئاً من هذه الفطنة لأنهم محرومون من قوة الإقدام، فيبقون في مكانهم محسورين بين مشاعر الحيرة والارتباك.



وقد كره العقلاء هذه الضَرْب من الخَوَر والإحجام:
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة فإن فسادَ الرأي أن تترددّا
أجل.. إن للبحث والتبصُّر أجلاً يتضح بعده كل شيء، ولا يبقى مكانٌ إلا للعمل السريع وفق ما هدتْ إليه الروية واستبانة الصواب، وقد قال الله عز وجل:  وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(1).
قال (ديل كارنيجي): سألتُ (وايت فلبس) – أحد رجل الأعمال البارزين-: كيف كنتَ تنفّذ قراراتك؟ فأجاب: لقد وجدتُ أن التفكير المستمر في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق، ويولّد الاضطراب، فإنه يأتي وقت تصبح فيه المداومة على التفكير ضرراً يجب اجتنابه، فمتى اتخذت قراراً عمدت إلى تنفيذه دون أن أتطلع البتّة إلى الوراء.
وكما أن التردد خدْشٌ في الرجولة فهو تهمة للإيمان، وقد كـره النبي  أن يرجـع عـن القتال بعدما ارتأت كثرة الصحابة المصير إليه.



فقد كان من رأيه عندما بلغ المشركون جبل أُحد أن يدعهم يدخلون المدينة ثم يقاتلهم في دروبها، ورأى جمهور الشباب أن يخرجوا إليهم فيقاتلوهم دون الجبل، واستطاعوا بكثرتهم وحماستهم أن يوجّهوا النفوس إلى هذا القرار، فنزل النبي  عند رأيهم، واتخذ الأُهْبة لمناجزة العدو خارج المدينة.
وأحسّ أولئك كأنهم استكرهوا النبي  على غير ما يرى، فاقترحوا مرة أخرى أن يدور القتال في المدينة نفسها، ولكن النبي  رفض هذا التراجع، وأبى أن تصطبغ شؤونه بطابع التردد، أو التأرجح بين إرادات شتى، فقال كلمة حاسمة: (ما كان لنبي أن يلبس لأْمته ثم يرجع حتى يحكم الله بينه وبين عدوه).
فلندرس مواقفنا في الحياة بذكاء، ولنرسم منهاجنا للمستقبل على بصيرة، ثم لنرم بصدورنا إلى الأمام، لا تثنينا عقبة، ولا يلوينا توجّس.
ولنثق بأن الله يحب منا هذا المضاء، لأنه يكره الجبناء، ويكفل المتوكلين.


Cpd

توحد ارواح 07-03-2014 10:26 AM

فلندرس مواقفنا في الحياة بذكاء، ولنرسم منهاجنا للمستقبل على بصيرة، ثم لنرم بصدورنا إلى الأمام، لا تثنينا عقبة، ولا يلوينا توجّس.
ولنثق بأن الله يحب منا هذا المضاء، لأنه يكره الجبناء، ويكفل المتوكلين.

تمام كلامك
شكرا ع الطرح الرائع
بانتظار جديدك المميز
تحيتى

War ROFL 07-03-2014 10:34 AM

شكرا جزيلا لتشريف حضرتك وتنويرك للتوبيك
اتمني انه يكون علي المستوي المطلوب
دمتم بخير.

حنان الجزائرية 07-06-2014 08:43 PM

ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك

تسلم على التوبيك فعلا استفدت كتير

بالتوفيق

War ROFL 07-25-2014 01:55 PM

اللهم آمين
جزاكم الله خيرا

Stop Ana Eltop 07-25-2014 10:57 PM

تسلم لمجهوودك

يدووم التميز

War ROFL 07-27-2014 10:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة stop ana eltop (Post 4558236)
تسلم لمجهوودك

يدووم التميز


شكرا ع المرور الطيب

انت احلى الناس 07-29-2014 10:37 PM

شكرا عى الطرح الرائع

العاشق الذى لم يتب 08-11-2014 12:53 AM

رائع وجميل الطرح
دام التميز والمجهود
تحياتى وودى


الساعة الآن 02:49 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w