منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم (https://forums.banatmasr.net/f4/)
-   -   [١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ » (https://forums.banatmasr.net/msryat484232/)

د. محمد الرمادي 09-06-2014 06:27 PM

[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »
 
[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ:

« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »
وجدتُ أنه من المفيد جمع الخطوط العريضة لـ خطب الجمعة في ملف واحد ليسهل للقارئــ(ـــة) الكريمــ(ــة) مراجعتها بدلا من تفريقها في العديد من الصفحات؛ كما يسهل لي كذلك مراجعة أفكاري وترتيبها بدلا من الإعتماد على الذاكرة وقد ينسى المرء أو تختلط عليه الأمور ....

والخطوط العريضة لخطب الجمع هذه ؛ هي المحاور الرئيسة التي تدور حولها الخطبة ؛ والحقيقة أنه يكون هناك زيادات كثيرة وإضافات .. وقد يكون في خطتنا حفظ الخطبة صوتاً لتسمع ويتم التجاوب الفعلي مع كيفية آداءها وألقاءها ؛
ومن الله تعالى التوقيق والهداية فهو على كل شئ قدير

محمد
السبت 12 ذو القعدة 1435 هـ ~ 07 سبتمبر 2014م

د. محمد الرمادي 09-07-2014 11:07 AM

خطبة جمعة 5 سبتمبر 2014~ 10 ذو القعدة 1435
 
الخطوط العريضة لخطب جمعة 10 من ذي القعدة 1435


﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؛ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ؛ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ؛ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ؛ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ؛ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ ؛ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ؛ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ؛ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ؛ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ؛ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا

يارب
اللهم .. انصر الإسلام ؛ وأعزَّ المسلمين
اللهم .. وبفضلك أعلي كلمتي الحق والدين
يارب أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين
اللهم بارك لنا في أرزاقِنا
وحفظ لنا نساءَنا وبناتَنا
واحفظ شباب وفتيات الإسلام كما حفظت يوسف بن يعقوب

اللهم اعطنا قلباً شكوراً
وبدناً على البلاء صبوراً
واعطنا نفساً قنوعة راضية

واشف مرضانا
وارحم موتنا
اجعل خير أعمالنا خواتيمها
وخير أيامنا يوم لقاءك
آمين

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ :
﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ؛ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ؛ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ؛ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؛ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

الْأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، الْأَوَّلُ ، الْآخِرُ ، الظَّاهِرُ ، الْبَاطِنُ ، الْمَلِكُ ، الْقُدُّوسُ ، السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ ، الْمُهَيْمِنُ ، الْعَزِيزُ ، الْجَبَّارُ ، الْمُتَكَبِّرُ ، الْخَالِقُ ، الْبَارِئُ ، الْمُصَوِّرُ ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

مَن استعز بالله عاش عزيزاً


ومات كريماً


ومن استعز بغير الله عاش ذليلاً


ومات ذليلاً

ابن آدم
إذا ما الذلُ حلَّ بـ أرض قومٍ

وعمَّ الفسقُ وانتشر البلاءُ


فـ ويلٌ ؛ ثم ويلٌ ؛ ثم ويلٌ لـ أهل الأرض من رب السماء


**


وَ

أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِـ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ؛ لِـ يُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، أَرْسَلَهُ بِـ الْحَقِّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، أَرْسَلَهُ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَرَبِهِمْ وَعَجَمِهِمْ أُمِّيِّهِمْ وَكِتَابِيِّهِمْ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ :
﴿ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ : كِتَابًا مُتَشَابِهًا ؛ مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ؛ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ؛ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ ؛ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ؛ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلَهُ : لِـ يُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ وَيَهْدِيهِمْ
﴿ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ؛ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

هَدَاهُمْ بِهِ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِرَاطِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَهُوَ صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الرُّسُلَ قَبْلَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ

[2151 ] وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ :

﴿ يَقْرَأُ الْمُسَبِّحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ ،
يَقُولُ : ﴿ إِنَّ فِيهِنَّ آيَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ
[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ]


فما المسبحات


الْمُسَبِّحَاتِ بِكَسْرِ الْبَاءِ التي كان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤها وهي نِسْبَةٌ مَجَازِيَّةٌ وَهِيَ السُّوَرُ الَّتِي فِي :

[1.] أَوَائِلِهَا سُبْحَانَ ؛

أَوْ


[2] سَبَّحَ بِـ الْمَاضِي
أَوْ


[3] يُسَبِّحُ

أَوْ


[4] سَبِّحْ بِـ الْأَمْرِ ؛

وَهِيَ سَبْعَةٌ :
الموضع الأول في القرآن [١.] سورة الإسراء : 17:
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ؛ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الإسراء: 17]


وَالموضع الثاني في القرآن: [٢.] :"57" الْحَدِيدُ ؛ وهي سبع آيات؛ وهنَّ وحدةٌ واحدة؛
اسمع إليه وهو يقول :
﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الحديد: 57]
﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ ؛ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير [ الْآيَةَ: 2؛سُورَةُ: الحديد]
﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم [الْآيَةَ: 3؛سُورَةُ: الحديد]
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ؛ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ؛ وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ؛ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ؛ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير [الْآيَةَ: 4؛سُورَةُ: الحديد]
﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؛ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُور [الْآيَةَ: 5؛سُورَةُ: الحديد]
﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ؛ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ؛ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور [الْآيَةَ: 6؛سُورَةُ: الحديد]
﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ؛ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ؛ فَــ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِير [الْآيَةَ: 7؛سُورَةُ: الحديد: 57]


وَ

الموضع الثالث :[٣.] :"59" الْحَشْرُ
﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الحشر : 59]

وَ
الموضع الرابع :[٤.] :"61" الصَّفُّ
﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الصف: 61]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُون [الْآيَةَ: 2؛سُورَةُ: الصف]
﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُون [الْآيَةَ: 3؛سُورَةُ: الصف: 61]


وَ


الموضع الخامس : [٥. ] :"62" الْجُمْعَةُ
﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الجمعة:62]
﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ ؛ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ؛ وَيُزَكِّيهِمْ ؛ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ؛ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين [الْآيَةَ: 2؛سُورَةُ: الجمعة: 62]


وَ



الموضع السادس : [٦.] :"64" التَّغَابُنُ
﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ ؛ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: التغابن: 64]
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ؛ فَـ مِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير [ الْآيَةَ: 2؛سُورَةُ: التغابن]
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِـ الْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَـ أَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِير [الْآيَةَ: 3؛سُورَةُ: التغابن]
﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؛ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ؛ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور [الْآيَةَ: 4؛سُورَةُ: التغابن]


وَ


الموضع السابع : [٧]:"87"الْأَعْلَى
﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الْآيَةَ: 1؛سُورَةُ: الأعلى : 87]
﴿ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى [الْآيَةَ: 2؛سُورَةُ: الأعلى]
﴿ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى[الْآيَةَ: 3؛سُورَةُ: الأعلى]

فـ من هدي المصطفى ؛ ومن سنة المجتبى ؛ ومن طريقة المرتضى : أنه قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ ، أَيْ قَبْلَ يَنَامَ يَقُولُ ؛ وهذا : اسْتِئْنَافٌ لِبَيَانِ الْحَامِلِ لَهُ عَلَى قِرَاءَةِ تِلْكَ السُّوَرِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ .

فما هو الحامل الذي دفع خاتم الأنبياء وآخر المرسلين لقراءته هذه!؟ :


اسمع إلى صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر :

ماذا تقول يا رحمةَ السماء لأهل الأرض:

إِنْ فِيهِنَّ ، أَيْ فِي الْمُسَبِّحَاتِ آيَةٌ ، أَيْ عَظِيمَةٌ .
خَيْرٌ ، أَيْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ ،

قِيلَ : هِيَ " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ " وَهَذَا مِثْلُ اسْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَسْمَاءِ فِي الْفَضِيلَةِ فَعَلَى هَذَا فِيهِنَّ ، أَيْ فِي مَجْمُوعِهِنَّ ،

وَعَنِ الْحَافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهَا " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " .

وَالْأَظْهَرُ أَنَّهَا هِيَ الْآيَةُ الَّتِي صُدِّرَتْ بِالتَّسْبِيحِ ، وَفِيهِنَّ بِمَعْنَى جَمِيعِهِنَّ ، وَالْخَيْرِيَّةُ لِمَعْنَى الصِّفَةِ التَّنْزِيهِيَّةِ الْمُلْتَزِمَةِ لِلنُّعُوتِ الْإِثْبَاتِيَّةِ ،

وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أَخْفَى الْآيَةَ فِيهَا كَـ إِخْفَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي اللَّيَالِي ؛ وَإِخْفَاءِ سَاعَةِ الْإِجَابَةِ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ ؛
لماذا!! ؟

: مُحَافَظَةً عَلَى قِرَاءَةِ الْكُلِّ لِئَلَّا تَشُذَّ تِلْكَ الْآيَةُ ".



كلُ مَن عليها فان


ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام


كل نفس ذائقةُ الموت


كل شئ هالكٌ إلا وجهه


الزمان والمكان


ومابين الزمانِ المكان كله إلى شتات


وكل حي إلى ممات


فهل ياترى ستأتي الجمعة القادمة ونحن في هذا المكان أم نكون تحت أطباق الثرى




فـ يا عمري تمهل في الرحيل


وفي الإنتقال


فما أدري إذا ما الحولُ ولى


وعدت في قابل في خير حال


أتلاقني مع الأحياء حياً


أو أنك تلقاني في اللحد بال


فـ هذه سنةُ الدنيا دوما جمع وإكتمال


وتلك طبيعة الإيام فينا


وتبدد نورها بعد الكمال




نموتُ وأيامنا تذهبُ


ونلعبُ والموتُ لا يلعبُ


عجبتُ لذي لعبٍ قد لهى


عجبت ومالي لا أعجب


أيلهو ويلعب من نفسه تموت ومنزله يخربُ


ألليل يطلبنا والنهار ولم أدري أيهما أطلبُ


البقاء لمن !


الكبرياء لمن !


العظمة لمن !


الوجود لمن !


السلطان والملك لمن !


الهيمنة لمن !


ياأبن آدم !!!


إذا غرتك قوتك فلما استحكت فيك شهوتك؛



وإذا غرك غناك فـ ازرق عبادَ الله يوما واحداً

ولا تحسبن الله غافلا عما يعملالظالمون
أعمل ماشئت!



قَالَتْ عَائِشَةُ :
« رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ ، يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ .
قَالَ : ثُمَّ دَخَلَ بَعْضُ آلِ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَلَيَّنْتُهُ ، ثُمَّ نَاوَلْتُهُ إِيَّاهُ ، فَاسْتَنَّ بِهِ ثُمَّ وَضَعَهُ ، ثُمَّ ثَقُلَ فِي حِجْرِي ،
قَالَتْ : فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ ، وَإِذَا بَصَرُهُ قَدْ شَخَصَ ؛
وَهُوَ يَقُولُ : بَلِ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى . فَقُبِضَ ».


وَحَكَى الْعُتْبِيُّ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ :

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا [آيَةُ: 64؛ مِن سُّورَةِ:النِّسَاءِ] ،

وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي ، مُسْتَشْفِعًا بِكَ إِلَى رَبِّي ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :



يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِـ الْقَاعِ أَعْظُمُهُ ** فَـ طَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ


نَفْسِي الْفِدَاءُ لِـ قَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ ** فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ


ثُمَّ انْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ ؛ فَحَمَلْتِنِي عَيْنِي فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي :

يَا عُتْبِيُّ: الْحَقِ الْأَعْرَابِيَّ فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ .

**

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لا آله إلا الله
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أخي المسلم !
أعلنت مديريات التربية والتعليم في عموم أوروبا ؛ كالقطر النمساوي ؛ مثلاً حالة التأهب للعام الدراسي 2014 /15 ؛

أهل أعلنت حالة الإستعداد لأن طلاب المدارس لا يحسنون قراءة اللغة الألمانية مثلاً؛ فـ كل خامس طالب لا يحسن القراءة ؛
أهل أعلنت حالة الإستعداد والتأهب لأن طلاب المدارس لا يحسنون الجمع والطرح والحساب والجبر !؟
لا !
بل أعلنت مديريات التربية والتعليم لوجود مئات من الشباب صغار السن قد انضموا إلى "داعش" ؛ ففي إحصائية غير رسمية في جمهورية الألب هناك أكثر من 130 "جهاديست" „dschihadist“ على وزن " إسلاميست"
و "فوندامنداليست" ؛
" تَروريست "
و 11 سبتمبر على الأبواب.
جاء تعميم : إن على المدرسات والمدرسين أن
" تتحسسوا "
أو
" تتلمسوا " ما يقوله طلاب المدارس .
وهنا لنا وقفة ؛ هنا في التجمعات والإتحاد العام للمصريين في الغرب ؛ فينبغي أن يكون للإتحادات في القارة الأوروبية والأمريكية أن يكون لها برنامجَ توعية :

[1] مع أولياء الأمور أولاً ؛
وكيفية التربية في المنزل؛
[1. 1.] وعلاقة الكبار مع بعضهم البعض
ثم
[2] مع الشباب ثانياً
و
[3] ما نوع الأنشطة التي تقدم للشباب
دعاء

وإقامة الصلاة

مُنـــــايا 09-07-2014 02:00 PM

بارك الله فيك ع الافاده القيمه
وجعلها بميزان حسناتك
دمت بكل خير


د. محمد الرمادي 09-07-2014 03:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنـــــايا (Post 4611384)
بارك الله فيك ع الافاده القيمه



وجعلها بميزان حسناتك

دمت بكل خير





اسعدني تواجدك
وبارك الله فيك وعليك
أخوكِ محمد
الأحد 13 ذو القعدة 1435

العاشق الذى لم يتب 09-08-2014 09:27 PM

جزيت خيرا
واثابك الله رضوانه
وجعله فى موازين حسناتك
حدائق الياسمين لروحك
تحياتى وودى

د. محمد الرمادي 09-12-2014 04:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاشق الذى لم يتب (Post 4612860)
جزيت خيرا
واثابك الله رضوانه
وجعله فى موازين حسناتك
حدائق الياسمين لروحك
تحياتى وودى

يسعدني دوماً وجودك المؤثر الباهر في متصفحي ؛ إما للقراءة وإما للمراجعة وإما للتقييم.
محمد
الجمعة 18 ذو القعدة 1435

د. محمد الرمادي 09-12-2014 04:14 PM

17 من ذي القعدة
 
الخطوط العريضة لخطبة جمعة 17 من ذي القعدة 1435~ 12 سبتمبر 2014

د. محمد الرمادي 09-12-2014 04:22 PM

الحمد لله رب العالمين
يارب نسألك السلامةَ من كل إثم
والغنيمةَ من كل بر
والعصمةَ من كل ذنب
لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته
ولا كرباً إلا فرجته
ولا عيباً إلا سترته
ولا حاجةً هي لك رضا ولنا صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
وأشهد
قال لخليله تَعَالَى ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ
الْأَذَانُ فِي اللُّغَةِ: الْإِعْلَامُ : وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ وأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ

وَالْحَجُّ فِي اللُّغَةِ: الْقَصْدُ وَكَثْرَةُ الِاخْتِلَافِ وَالتَّرَدُّدِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا : إِذَا قَصَدُوهُ وَأَطَالُوا الِاخْتِلَافَ إِلَيْهِ وَالتَّرَدُّدَ عَلَيْهِ .


وَ

الرِّجَالُ :

فِي الْآيَةِ : جَمْعُ رَاجِلٍ ، وَهُوَ الْمَاشِي عَلَى رِجْلَيْهِ ،

وَ

الضَّامِرُ : الْبَعِيرُ وَنَحْوُهُ ، الْمَهْزُولُ الَّذِي أَتْعَبَهُ السَّفَرُ.

وَ

قَوْلُهُ " يَأْتِينَ " يَعْنِي : الضَّوَامِرَ الْمُعَبَّرَ عَنْهَا بِلَفْظِ : كُلِّ ضَامِرٍ ؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى : وَعَلَى ضَوَامِرَ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ؛

لِأَنَّ لَفْظَةَ " كُلِّ " صِيغَةُ عُمُومٍ ، يَشْمَلُ ضَوَامِرَ كَثِيرَةً ،

وَ

الْفَجُّ : الطَّرِيقُ ، وَجَمْعُهُ : فِجَاجٌ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [ 21 \ 31 ] ﴾ ؛


وَ

الْعَمِيقُ : الْبَعِيدُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الْعُمْقُ فِي الْبُعْدِ سُفْلًا ، تَقُولُ : بِئْرٌ عَمِيقَةٌ ؛ أَيْ : بَعِيدَةُ الْقَعْرِ ،


وَ الْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ22 \ 27 ] لِــــ إِبْرَاهِيمَ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ مِنَ السِّيَاقِ .

وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ،

خِلَافًا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخِطَابَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ وَسَلَّمَ ، وَمِمَّنْ قَالَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ ، وَمَالَ إِلَيْهِ الْقُرْطُبِيُّ ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ؛ أَيْ : وَأَمَرْنَا إِبْرَاهِيمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ؛ أَيْ : أَعْلِمْهُمْ ، وَنَادِ فِيهِمْ بِالْحَجِّ ؛ أَيْ : بِأَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ .
وَذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ لَمَّا أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أُبَلِّغُ النَّاسَ وَصَوْتِي لَا يُنْفِذُهُمْ ، فَقَالَ : نَادِ وَعَلَيْنَا الْبَلَاغُ ، فَقَامَ عَلَى مَقَامِهِ .


وَقِيلَ : عَلَى الْحَجَرِ .

وَقِيلَ : عَلَى الصَّفَا .
وَقِيلَ : عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ،

وَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا فَحُجُّوهُ ،

فَــ يُقَالُ : إِنَّ الْجِبَالَ تَوَاضَعَتْ ، حَتَّى بَلَغَ الصَّوْتُ أَرْجَاءَ الْأَرْضِ وَأَسْمَعَ مَنْ فِي الْأَرْحَامِ وَالْأَصْلَابِ ، وَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ مِنْ حَجَرٍ وَمَدَرٍ وَشَجَرٍ ، وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ أَنَّهُ يَحُجُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ .


وَعَلَى قَوْلِ الْحَسَنِ الَّذِي ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّ الْخِطَابَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الْحَجِّ ، وَعَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ ، فَوُجُوبُ الْحَجِّ بِهَا عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا شَرْعٌ لَنَا ، كَمَا أَوْضَحْنَاهُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ ، مَعَ أَنَّهُ دَلَّتْ آيَاتٌ أُخَرُ عَلَى أَنَّ الْإِيجَابَ الْمَذْكُورَ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ وَقَعَ مِثْلُهُ أَيْضًا عَلَى لِسَانِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَــ

قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [ 3 \ 97 ] ، وَ

قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [ 2 \ 196 ] ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ 2 \ 158 ] .

د. محمد الرمادي 09-12-2014 04:24 PM

وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ . وَقَوْلُهُ ﴿ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ الْآيَةَ . قَدْ يَسْتَدِلُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ ذَهَبَ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ الْحَجَّ مَاشِيًا لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِّ رَاكِبًا ؛ لِأَنَّهُ قَدَّمَهُمْ فِي الذِّكْرِ ، فَدَلَّ عَلَى الِاهْتِمَامِ بِهِمْ وَقُوَّةِ هِمَمِهِمْ .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَنِّي وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَجَجْتُ مَاشِيًا؛لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ ﴿ يَأْتُوكَ رِجَالًا



وَالَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ : أَنَّ الْحَجَّ رَاكِبًا أَفْضَلُ اقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّهُ حَجَّ رَاكِبًا مَعَ كَمَالِ قُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . انْتَهَى مِنْهُ .

د. محمد الرمادي 09-12-2014 04:26 PM

تَقَرَّرَ فِي الْأُصُولِ : أَنَّ مَنْشَأَ الْخِلَافِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ الَّتِي هِيَ : هَلِ الرُّكُوبُ فِي الْحَجِّ أَفْضَلُ أَوِ الْمَشْيُ ، وَنَظَائِرُهَا - كَوْنُ أَفْعَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِـــــ
النَّظَرِ إِلَى الْجِبِلَّةِ وَالتَّشْرِيعِ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ:

الْقِسْمُ الْأَوَّلُ :

هُوَ الْفِعْلُ الْجِبِلِّيُّ الْمَحْضُ : أَعْنِي الْفِعْلَ الَّذِي تَقْتَضِيهِ الْجِبِلَّةُ الْبَشَرِيَّةُ بِطَبِيعَتِهَا ؛ كَالْقِيَامِ ، وَالْقُعُودِ ، وَالْأَكْلِ ، وَالشُّرْبِ ، فَإِنَّ هَذَا لَمْ يُفْعَلْ لِلتَّشْرِيعِ وَالتَّأَسِّي ، فَلَا يَقُولُ أَحَدٌ : أَنَا أَجْلِسُ وَأَقُومُ تَقَرُّبًا لِلَّهِ وَاقْتِدَاءً بِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُومُ وَيَجْلِسُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ لِلتَّشْرِيعِ وَالتَّأَسِّي . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : فِعْلُهُ الْجِبِلِّيُّ يَقْتَضِي الْجَوَازَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : يَقْتَضِي النَّدْبَ . وَالظَّاهِرُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّهُ لَمْ يُفْعَلْ لِلتَّشْرِيعِ ، وَلَكِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الْجَوَازِ .


الساعة الآن 09:14 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w