منتديات بنات مصر

منتديات بنات مصر (https://forums.banatmasr.net/)
-   عالم حواء العام (https://forums.banatmasr.net/f99/)
-   -   الْكِتَابُ السَّادِسَ عَشَرَ «عن عِشْرَةِ النِّسَاءِ» (https://forums.banatmasr.net/msryat547748/)

د. محمد الرمادي 03-21-2016 06:02 PM

الْكِتَابُ السَّادِسَ عَشَرَ «عن عِشْرَةِ النِّسَاءِ»
 
الْكِتَابُ السَّادِسَ عَشَرَ:
:" «عن عِشْرَةِ النِّسَاءِ » ".
** ** * *** ** ** ** * ** ** ** **
الحبيبة الغالية؛ الحنونة العطوفة: التي وهبت عمرها في محراب الأمومة كي أكون رجلاً.. سبب وجودي؛ سر حياتي: أنتِ تعلمين جيداً أنني لا أحتفل بكِ يوماً في العام؛ كما يفعل متحجري القلوب؛ ومتصخري الأفئدة؛ وعديم الإحساس وبليد المشاعر؛ فأنا جزء من كيانكِ؛ وعلقة برحمكِ؛ مطعمي كان يمر علىٰ وريد قلبك؛ ومشربي كان منبعه فؤادك؛ ومهدي كان صدرك؛ وغطائي كان رمشكِ.. رحلتِ عني إلىٰ بارئكِ.. بعد آداءك دورك العظيم كاملاً.. ماذا يمكنني أن أقدم لكِ.. سأكتبُ ورقاتٍ عن «النساء».. لا أدري كيف ستصل إليكِ!؟.
الإهداء

صغيرك: محمد فخر الدين إبراهيم الرمادي
الاثنين: 12 جمادى الثانية 1437~ 21. مارس 2016.

انجي_1 03-22-2016 12:03 PM

الله يرحمها ويرحم امي وجميع اموات المسلمين
رائع ما خطت يداك اخي
شكرا لك

ندوشه 2011 03-22-2016 12:24 PM

البقاء لله ياجماعة الله يرحمهم

د. محمد الرمادي 03-22-2016 04:11 PM

« أَلَا ... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
رَبِ يَسِّرْ

د. محمد الرمادي 03-22-2016 04:32 PM

﴿ ١. ﴾ كلمة :"النساء"
 
﴿ ١. كلمة «النساء» إذا أطلقت؛ ولم تقيد قد يقصد بهنَّ الأمهات فـ إن عليَّن كــانت الجدات؛ أو مَن هنَّ دونهن كــ بنات الرجل أو من كن في مقام الأم كــ العمات؛ والخالات؛ أو كن زوجات الأبناء؛ وجميعهن «نساء»... وهذه المجموعة من «النساء» لهن أحكام سنتعرض لها في ورقاتٍ قادمات،
أو
يقصد المرأة الغريبة ويقال لها في لغة الفقه المرأة "الأجنبية"... وهذه ايضاً لها أحكام شرعية مستنبطة من الكتاب الكريم والسنة النبوية العطرة، ينبغي معرفتها ودراستها،
أو
يقصد بالمصطلح صاحبة الرجل؛ بمعنىٰ الزوج كــ قوله تعالىٰ ذكره :".
وَ «صَاحِبَتِهِ » وَأَخِيهِ ﴿المعارج: ١٢﴾
في معرض الكلام القرآني ".. (... يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿المعارج:١١ وَ صَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿المعارج: ١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿المعارج: ١٣ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿المعارج: ١٤) ؛
أو كما قال :"
وَ « صَاحِبَتِهِ » وَبَنِيهِ ﴿عبس: ٣٦﴾
:" فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿عبس:٣٣ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿عبس:٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿عبس:٣٥ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿عبس: ٣٦ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍشَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴿عبس: ٣٧ ".
وهذه الصاحبة سنبدء عنها الحديث .
﴿ ١ . ١. نريد أن نؤكد كما ذكرنا في أكثر من موضع في ما نكتب أو نقول بأن الإسلام منهج حياة وشريعة مجتمع؛ هذا المنهج يتطلب التطبيق وهذه الشريعة تتطلب التنفيذ؛ إذ هو -أي الإسلام : دين النبي الخاتم ورسالة آخر المرسلين عليه السلام- طراز خاص من العيش؛ وطريقة معينة في الحياة وكيفية تتميز عن سواها في واقع حياة الفرد وعلاقات المجتمع وكافة هيئات ومؤسسات الدولة. هذا المنهج؛ وهذه الشريعة وهذا الدين يختلف ويتميز عن غيره في مجموعة الأفكار وحزمة المبادئ والقيم والمقاييس والقناعات؛ فلا يشبهه نظام ولا يقارن بنظام آخر أو يقارب. فـ السيرة النبوية؛ أو بتعبير آخر : الطريقة المحمدية علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام هي وحيٌ من عند الله سبحانه وتعالىٰ تواترت إلينا فوصلت إلىٰ ايدينا بيضاء نقية (*) فــ لزمنا أن نتبعها ونسير خلفها.
السنة النبوية علىٰ صاحبها أفضل الصلاة والسلام نتعامل معها تماماً كما نتعامل مع الكتاب الكريم -القرآن - المنزل من السماء؛ إذ هي المصدر الثاني -بعد آيات الذكر الحكيم- المتفق عليه من مصادر التشريع؛ فيجب أن تأخذ بنفس طريقة أخذ النص القرآني الكريم؛ فينبغي معرفة متى نزل هذا النص النبوي الشريف ومكان نزوله؛ وهل هذه السنة النبوية مكية أم مدنية؛ فكما أن هناك أسباب نزول لآيات الرحمن؛ وفصلها العلماء كــ السيوطي أو الواحدي مثلاً؛ فيوجد ايضاً أسباب نزول لقول أو فعل أو تقرير السيد الجليل الخليل محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
ــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر :"
عَنْ جَابِرٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « ... لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً » .
[ التخريج : رَوَاهُ (1) الإمام أَحْمَدُ في مسنده :" باقي مسند المكثرين :"، وَ
(2) الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ ( شُعَبِ الْإِيمَانِ ) ؛ كما تجده عند :"
(3. 1 .) مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد:" العلم :"؛
(3. 2. ) علامات النبوة :"؛
(4.) المصنف:""- الأدب ". ].
................................ثم يكمل الرمادي :"......."

انجي_1 03-23-2016 11:31 AM

يثبت
عشان واضح انه توبيك متجدد ..

د. محمد الرمادي 03-25-2016 07:40 PM

﴿ ١ . ٢. لا يصح أن ينظر فقط إلىٰ المرأة من منظور :"الأنثىٰ" "ال***************" "الساحرة" التي تخلب(*) عقل الذكر؛ وعليه لا يجوز النظر إليها فقط كـ جسد بتقسيمات وتعريجات.. ومناطق صعود وهبوط؛ فـ شعر حرير فـ رمش جارح؛ وشفايف كـ قطعتي فرولة؛ وهذا صدر ناهد؛ وتلك مؤخرة ممتلئة؛ وهذا خصر ضامر وتلك أرداف مكتنزة(**)؛ فإن مرت فعطر يزكم الأنوف.. أو النظر إليها فقط بإعتبارها موضع إشباع ومكان قضاء الوطر(***) فينطر إليها على أنها فقط مصدر إنجاب ومصنع تفريخ..
و
الصواب النظر إليها بحق على أنها إنسان لها مشاعر وعواطف وأحاسيس ووجدان وعقل وإدراك وفهم ووعي؛ ووجهة نظر ورأي .. فتعامل على أنها إنسان = أنثى تحمل بين جنباتها قلبا مرهفا وتمتلك إحساسا راق وعندها مشاعر ذات حساسية عالية.. الإشكال هو صرف الذهن إلى المرأة على أنها جسد دون إحساس بعواطفها أو يشعر بكيانها ويتعامل مع دواخلها؛ وأنها جاءت للتلذذ بها فقط؛ هذه مصيبة: أي اختزالها فقط في منتصفها... سواء بالنظر أو المفاعلة.. الإشكال يكمن في النظرة النفعية المادية لتثير شهوة الرجل في التبضع أو تدفعه لشراء منتج صناعي كـ سيارة مثلا أو دراجة نارية.. خطأ لا يغتفر أن تقدم المرأة على أنها سلعة تباع وتشترى في سوق التجارة لترويج بضائع.. وهذا ما نراه على صفحات الجرائد والمجلات بكافة اللغات وفي كل المناطق. وما زاد فأفسد الذوق الرجولي أن تقدم في الأفلام والمسلسلات كراقصة بطن تتلوى من ألم أم إثارة مظاهر غريزة؛ أو عارية كاسية فترتفع مبيعات شباك التذاكر... أو فاتورة الكهرباء.. وهذا ما جعل الصبية يلهثون خلف العفيفات فنسمع عن ظاهرة التحرش..
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)

د. محمد الرمادي 03-25-2016 07:49 PM

﴿ ١. ٣. نتفق من حيث المبدء؛ أن نثبت العلاقة أولاً بين الأنثى والذكر علىى الإختلاف بينهما من الناحية التشريحية والوظيفية ؛ فهي لها دور ضروري في الحياة؛ فتجد منطقة الحوض (العظم) تختلف عن الذكر لمسألة الحمل وإخراج الولد من مخرجه الطبيعي؛ كما نتفق على أن هناك حب يتكون بين ذكر وأنثى والطريق الصواب لتلك العلاقة هي الإرتباط العفيف؛ وله -بعد ذلك-أن يغازلها فنقرأ عن الشعر الغزلي والوصف للمحبوبة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) خَلَبَ عَقْلَهُ : بمعنى سَلَبَهُ إِيَّاهُ ، فَتَنَهُ ، أَيْ خَدَعَهُ بِحُلْوِ الكَلاَمِ ، اِسْتَمَالَ عَقْلَهُ خَدَعَهُ بِمَنْطِقهِ : خَدَعَهُ بِلَطِيفِ الكَلاَمِ. خلَبته المرأةُ بجمالها : خدعته وفتنت قلبه جمالها يخلب الألبابَ. وهو خِلبُ نِساءٍ : يخادِعهُنّ برقيق الحديث فيمِلْن إِليه
(**) كقولك مَلأَ الْمَقْعَدَ بِجِسْمِهِ الْمُكْتَنِزِ : الْمُمْتَلِئُ ، الْمُكْتَظُّ بِاللَّحْمِ والشَّحْمِ
(***) الوَطَرُ : الحاجةُ فيها مأْرَبٌ وهِمَّةٌ ، قضىٰ منها وَطَرَه : أَي نال منها بُغْيتَه.
ــــــــــــــــــــــــــ

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)

د. محمد الرمادي 03-26-2016 08:14 PM

﴿ ١. ٣. ﴾ نكمل هذه الجزئية بأن المرأة كـ الرجل -تماماً- أمام الله سبحانه وتعالى؛ فهي من بديع مخلوقاته ؛ وهي من جميل مصنوعاته... أي هي عبدة وأمة للخالق عز وجل؛ كُلفت بنفس التكاليف ماعدا ما بينّه الشرع بمصدر الأول القرآن الكريم ومصدره الثاني السنة النبوية العطرة على صاحبها أفضل صلاة وأتم تسليم.... أي المسائل التي تخص الإنسان=المرأة كــ أنثى.. ونسعى لتقديم الآدلة لهذه المسألة .
لقوله عليه السلام للحديث المروي عن أمنا ؛ أم المؤمنين السيدة عائشة بنت ابي بكر أنه قال عليه الصلاة والسلام :
" إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ . ".
:"وَقَالَتْ عَائِشَةُ : رَحِمَ اللَّهُ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَسْأَلْنَ عَنْ أَمْرِ دِينِهِنَّ . "
السبت 17 جمادى الثانية 1437

د. محمد الرمادي 03-27-2016 02:28 PM

الْكِتَابُ السَّادِسَ عَشَرَ:
:" «عن عِشْرَةِ النِّسَاءِ » ".
** ** * *** ** ** ** * ** ** ** **
﴿ ١.البابُ الأول:
« اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
الوصاية ؛ إذا اردنا أن نتحدث عن هذه الوصاية؛ فنقول بعد الاستعانة بالله تعالى في سماه وتقدست اسماه:
1.] مَن الذي يوصي!
2. ] يوصي مَن!
3.] مكان هذه الوصاية!
4.] زمن هذه الوصاية!
5.] مَن نقل لنا هذه الوصاية!
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا شَكُوراً وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.. رَبِ يَسِّرْ
.

**
نسخة خاصة لمنتديات بنات مصر؛ ولا يحق النقل منها إلا بعد أخذ موافقة كتابية من إدارة الموقع.
الأحد 18 جمادى الثانية 1437~27. مارس 2016

د. محمد الرمادي 03-28-2016 03:54 PM

الْبَابُ الْأَوَّلُ :﴿ ... أَلَا.. وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا... ﴾.
*****
****
***
**
*
التَّمْهِيدُ :
الْقَوْلُ فِي فهمِ وتَّأْوِيلِ النص المصطفوي الشريف يَسْتَدْعِي منا تَمْهِيدَ المقال :
فنقول بعد الإستعانة بصاحب العون ومالك الأمر :
" الإسلامُ؛ الدينُ الخاتم لكافة الأديان السابقة؛ والشرعُ اللازم لكافة البشر؛ والمنهجُ الواجب إتباعه لعالم الإنس رحمةً لجميع العالمين.. هو دينُ حياةٍ بما فيها من مسائل وقضايا ؛ ومشاكل وحالات ؛ وأوضاع وأمور؛ فــ الحياةُ وقائع تحتاج لإبداء رأي أو إعطاء حكم أو معرفة وجة نظر، وهي -وقائع الحياة- ملموسة محسوسة تقع تحت اليد، أو مسائل غيبية تحتاج لقول من صاحب الشرع ليبينها أو مَن كُلف بتبليغ الشرع للناس كافة؛ كما أنه دين يعطي تصوراً كاملاً عن الحياة الآخرى؛ بدءاً من الموت وحتى قيام الساعة والبعث والنشور والحساب ودخول الجنة بنعيمها أو الآخرى بعذابها..
لذا فالنص القرآني يعالج واقع محسوس أو أمر موجود في الذهن.. وهذا ما يجعلنا نقول شمولية رسالة الخاتم لكافة مناحي الحياة البشرية وكل العلاقة الإنسانية سواء علاقة الإنسان بمَن أوجده فخلقه فأبدعه فصوره ؛ وهي تشمل العقيدة والإيمان والتوحيد؛ وهي العلاقة الأولى،
أما الثانية فهي علاقة الإنسان بنفسه؛ وتشمل ما أباح له المشرع فعله وما نهى عنه فيمتنع عن مزاولته،
والثالثة هي علاقة الإنسان بغيره من بني آدم.
النص النبوي المبارك الذي بين ايدينا يتحدث عن العلاقة الثالثة وهي علاقة الإنسان بغيره من بني الإنسان؛ فيتحدث هنا عن علاقة الذكر بالأنثى؛ فيخص العلاقة التي تنشأ من إجتماع الرجل بالمرأة؛ وقد حصرها الإسلام كنظام وتشريع بالزواج بأحكامه؛ وفيها تفصيل نقرأه من خلال النص القرآني.. وهذا يحتاج إلى تفسير وتأويل؛ وتبيان وتعليم فنفهمه من السنة النبوية العطرة..
ثم تكتمل الدائرة الفهمية من خلال فقه السادة العلماء.
وقبل أن نجيب على إسئلة: نتكلم عن :"الوصاية" :
وَصَى :" الْوَاوُ وَالصَّادُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ : أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى وَصْلِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ . وَالْوَصِيَّةُ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ ، كَأَنَّهُ كَلَامٌ يُوصَى أَيْ يُوصَلُ . يُقَالُ : وَصَّيْتُهُ تَوْصِيَةً ، وَأَوْصَيْتُهُ إِيصَاءً (١.) .
أَوْصَى الرَّجُلَ وَوَصَّاهُ : عَهِدَ إِلَيْهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:


وَصَّانِيَ الْعَجَّاجُ فِيمَا وَصَّنِي
أَرَادَ : فِيمَا وَصَّانِي ، فَحَذَفَ اللَّامَ لِلْقَافِيَّةِ .
وَالْوَصِيُّ : الَّذِي يُوصِي وَالَّذِي يُوصَى لَهُ ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ .
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ :" وَصَى الشَّيْءُ يَصِي إِذَا اتَّصَلَ ، وَوَصَّاهُ غَيْرُهُ يَصِيهِ : وَصَلَهُ ". (٢.) .
ــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
(١.): مَقَايِيسُ اللُّغَةِ لِأَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسِ بْنِ زَكَرِيَّا ؛ كِتَابُ الْوَاوِ ".
(٢.) لسان العرب؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ( ابن منظور)
ــــــــــــــــــــــ
**
الوصاية ؛ إذا اردنا أن نتحدث عن هذه الوصاية؛ فنقول بعد الاستعانة بالله تعالى في سماه وتقدست اسماه:

1.] مَن الذي يوصي!
2.] يوصي مَن!
3.] مكان هذه الوصاية!
4.] زمن هذه الوصاية!
5.] مَن نقل لنا هذه الوصاية!
*****
****
***
**
*
السؤال الأول: " مَن هو صاحب الوصاية !؟".
الإجابة : هو نبي الإسلام ورسول الله تعالى لكافة الأنام محمد بن عبدالله؛ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين... وهنا تأتي أهمية القول (الحديث النبوي؛ الذي نبحثه) لأنه يبلغ عن ربه. فقال تعالى :". لَقَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿آل عمران: ١٦٤﴾" .
هذا هو الدليل الأول عن مسألة البعثة والرسالة والتبليغ...
ثم يقول الخالق المبدع :"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿النجم: ٥﴾".
**
السؤال الثاني: لمَن وجهت الوصية !؟.
الإجابة الأولى :" يا أَيُّها الناسُ ! ، " (1. ).
أما الثانية :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر"(2.) .
ــــــــــــــــــــــ
(.) صحيح الإمام مسلم؛ وتجده عند صحيح الجامع؛ تخريج الألباني.
(2.) صحيح البخاري؛ بَابُ الوَصَاةِ بِالنِّسَاءِ؛ وعند صحيح مسلم : بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ. كما تجده عند كل مِن مسند إسحاق بن راهويه ؛ ومسند أبي يعلى الموصلي . وأيضاً بلوغ المرام؛ باب عشرة النساء كتاب النكاح.
ــــــــــــــــــــ
السؤال الثالث: "
وقت وزمن ومكان قول الوصاية :
(١.) " فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ".( 1.) :".
(٢) "فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ يَقُولُ : " أَلَا أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ ؟ " ؛ فَقَالُوا : يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ( 2.) "...
ـــــــــــــ
( 1.) " السنن الكبرى؛ كتاب النفقات؛ جماع أبواب تحريم القتل ومن يجب عليه القصاص ومن لا قصاص عليه » :" 15409 بَابُ إِيجَابِ الْقِصَاصِ عَلَى الْقَاتِلِ دُونَ غَيْرِهِ؛" سنن ابن ماجه:"سنن ابن ماجه؛ كتاب النكاح؛ بَاب حَقِّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ ".- وأيضا عند ابن ماجه المناسك؛ وعند الترمذي كتاب التفسير التوبة؛ وجامع الترمذي : أَبْوَابُ الرَّضَاعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.؛ وتجده أيضاً عند الزهد لــ هناد بن السري باب : بَابُ خُطْبَةِ النَّبِيِّ.
(2) :" المعجم الكبير؛باب العين؛من اسمه عمرو؛ عَمْرُو بْنُ الْأَحْوَصِ أَبُو سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيُّ جامع الترمذي : أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وتجده أيضاً عند مسند ابن أبي شيبة... هذه هي نقول السادة العلماء؛ والحديث أتفق على صحته كما أورده الإمام الأمير في علم الحديث: محمد بن إسماعيل البخاري؛ ورفيقه في السمو مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الرابع: " ما الحكم الشرعي المستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام" ﴿ ... أَلَا.... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ... ﴾.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
الاثنين 19 جمادى الثانية 1437~28. مارس 2016

د. محمد الرمادي 03-29-2016 08:49 PM

نعود مرة ثانية لإجابة السؤال الثالث فنعيد بحث :" وقت؛ وزمن؛ ومكان قول النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبيب المرتضى المحتبى :" ﴿.... أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ..... ﴾."
(١.) " فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ" : فنقرأ عند البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ » ؛ وذلك عام 632/٦٣٢ مِن الميلاد العجيب للسيد المسيح عيسى ابن مريم العذراء البتول~ الموافق 10/١٠ مِن الهجرة المباركة لخاتم الأنبياء وآخر المرسلين.".
وبحساب بسيط نجد أن هذه الوصية المصطفوية قيلت منذ أكثر من ١٤٢٧(*) وفق الحساب الهجري؛ ومنذ ١٣٨٤(*) بالحساب الميلادي.
**
نحن مازلنا نتحدث عن الدليل الأول في كيفية معاملة المرأة ( زوج الرجل) والإخبار من فم المصطفى الهادي عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه الصلاة والسلام... فهل نرى في الواقع العملي والحياة اليومية للرجل التنفيذ المباشر لوصية نبي الرحمة ورسول الهدى عليه السلام.. ينبغي للباحث في النظام الاجتماعي الحالي أن يستوعب ليدرك :" ماذا اصاب الرجل كي يحدث هذا التعامل الفج مع هذا الكائن البشري الحساس ؛ وكيف يتم إختيار سنة نبوية عن سنة نبوية آخرى.. بمعنى لماذا يتسنى الذكر بإطلاق اللحية؛ ويتسنى بالتعطر ؛ ويتسنى بجلباب ذي طول محدد(!) ويتسنى بسواك ... ثم يتخلى عن سنة نبوية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
كاتب هذه السطور؛ عذرا؛ ولطفاً... يضع النص النبوي في حكم السنة النبوية [دون النظر الأن لنص قرآني متعلق بمسألة البحث؛ وهما أي القرآن الكريم والسنة المحمدية: مصدرا التشريع ] دون بحث أهل هذه السنة تفضيلية رغب فيها الحبيب المصطفى أم أنها سنة واجبة أم أنها سنة تجري مقام فرض حسن المعاملة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(*) الفروق في السنين بين التقويم الميلادي والهجري يعود لفارق الأيام بينهما إذ يقترب من آحدىٰ عشر (١١/11) يوما .
الثلاثاء 20 جمادى الثانية 1437~29. مارس 2016.

د. محمد الرمادي 03-29-2016 09:38 PM

(١.) " فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛
« " ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا قَوْلِي " »...
كم عدد هؤلاء الناس الذين حجوا مع النبي عليه السلام؛ في حجة الوداع ...
الإجابة :
« مائة وأربعون ألفاً (٠٠٠. ١٤٠ ) يحجون حجة الوداع »... فهذا جمعٌ(*) غفيرُ سمع وحفظ ونقل لنا نص هذه الوصية النبوية؛
و
نتساءل لماذا ارتفعت نسبة سوء المعاملة ؛
ثم ارتفاع نسبة الطلاق ؛
نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات.
كيف نفهم التعارض بين وجود نصوص شرعية وبين واقع معاش اليوم وبين معاملة.
**
جمهورية مصر العربية هي :" الأولى على العالم فى الطلاق..ونفسيون: يعكس انهيار القيم .. تاريخ القراءة :" الخميس، 26 سبتمبر 2013 -".
أما
في الملكية السعودية فنقرأ يوم الخميس 23 أكتوبر؛ 2014 :" حالات الطلاق 3 أضعاف حالات الزواج"...
أما
قضيةالعنوسة فحدث ولا حرج؛ فهناك :" دراسة عن ارتفاع نسبة العنوسة في ****************** ( 13 % ) ،
وفي قطر والبحرين والإمارات بلغت نسبة العنوسة ( 35 %) ؛
وفي اليمن وليبيا ( 30 % ) ،
في حين بلغت النسبة ( 20 % ) في السودان والصومال .
و( 10 %) في سلطنة عمان والمغرب .
وفي الملكيةالسعودية تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف المليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة .
وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق ( 85 % ) .
وفي سوريا ( 50 % ) من الشباب السوريين لم يتزوجوا بعد ، في حين لم تتزوج ( 60 % ) من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين ( 25 – 29 ) عاماً. وبلغت الفتيات اللاتي تخطى عمرهن ( 34 ) عاماً دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات .
وفي لبنان بلغت نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين ( 25 – 30 سنة ) وصلت إلى ( 95 % ) والإناث ( 83% ) .
وفي الأردن تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى ( 29 سنة ) بينما يتأخر إلى ( 31 سنة ) لدى الذكور .
وفي الجزائر هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد ، على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاماً ، وأن عدد العزاب تخطى ( 18 مليوناً ) من عدد السكان البالغ ( 36 مليون نسمة ) .
وفي مصر هناك 15 مليون شاب وفتاة في سن الثلاثين بدون زواج وهناك تسعة ملايين شاب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين بدون زواج . وبلغت نسبة غير المتزوجين من الجنسين (29,7 % ) للذكور ، و( 28% ) للإناث .".
وهنا يجب أن ندق أجراس الإنذار ..
و
نقول أن المؤسسة الدينية الرسمية (وفق التقليد الغربي) لم تقم بدروها الصحيح والتام .. كما أن الوزارات المعنية صاحبة رعاية الشؤون تخلت عن دروها ...
حالنا اليوم 1437~2016: ينبغي علينا مراجعة :
1.] نسبة الأمية الرقمية والحرفية؛ ثم نسبة الأمية مع إستخدام الحاسوب؛
2.] نسبة البطالة
3. ] نسبة الاجئين من العرب؛ في دول الجوار أو دول العالم الأول (الغرب)
4.] نسبة ممارسة الإرهاب بالنسبة للدولة والأفراد.

غياب سنة نبوية من الحياة العامة وصلتنا لما نحن فيه .......

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(٠) نتفق بأنه من الصعب تحديد عدد وفد حجيج الرحمن في حجة الوداع(!) بالدقة ...

د. محمد الرمادي 03-30-2016 05:12 PM

نسعى إلى فهم النص النبوي الشريف؛ الذي قاله في حجة الوداع.. لنتمكن من إستنباط الحكم الشرعي .
** * ** * * * ** * * * ** ** * * * * * * **
﴿أَلَاحرف غير عامل يفيد التنبيه؛ فحين يتحدث المتكلم ويبدء كلامه به يريد ان ينتقل من مسألة/قضية إلىٰ آخرىٰ؛ فينبه السامع... ونزيدُ القول بياناً: ﴿أَلَا : لَها عِدَّةُ مَعانٍ :
﴿ ١. حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ؛ أَيْ يُسْتَفْتَحُ بِهَا الكَلامُ؛ دَالَّةٌ عَلَىٰ تَحَقُّقِ مَا بَعْدَهَا؛ وَهِيَ مُرَكَّبَةٌ مِنْ هَمْزَةِ الاسْتِفْهَامِ وَلاَ النَّافِيَةِ؛ فهي أَداةٌ تُبتدأ بها الجملة للتنْبيه؛ وللعَرض مثل : ما جاء في سورة يونس: آية 62 ﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ ؛
﴿٢. حَرْفُ تَنْبِيهٍ : أو الطلب برفق
:" أَلاَ يا رَجُلُ احْذَرْ " ؛
" أَلاَ تَرْغَبُونَ فِي رُؤْيَةِ أهَالِيكُمْ ؛
أو كما جاء في سورة النور آية 22 ﴿ ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾؛.
﴿٣. حَرْفُ تَحْضِيضٍ : وتجيء مركَّبة من همزة الاستفهام ولا النافية ، فتدل علىٰ التحضِيض؛ أو الطلب بشدّة وعنف؛ مثل : ﴿ أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ﴾؛
" ألاَ تَتُوبُ فَتَرْتَدَّ عَنْ
غَيِّكَ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا نبدء في الحديث عن هذا الحرف الذي بدء النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله حديثه في هذه المسالة أو هذه القضية ومن ثم انتقل من موضوع إلىٰ موضوع آخر في خطبته؛ إذ : ﴿أَلَاتشير إلىٰ تقديم شخص أو شيء يكون مجيئه مَثارًا للدهشة والاهتمام. ".
الأربعاء 21 جمادى الثانية 1437~30. مارس 2016

د. محمد الرمادي 04-03-2016 06:14 PM

**
الإرادة الإلٰهية تريد أن يسير البشر على منهجية ربانية؛ ويلتزمون بشريعة سماوية؛ ويتركون ما تربوا عليه وتوارثوه عن الأجداد.. وفق العرف الفاسد والعادات البالية والتقاليد الممقوتة .. دون تأصيل شرع في الحياة الدنيا ودون تفعيل منهج في الحياة اليومية.. الواقع الفعلي يُبين أن الرجل يعامل المرأة معاملة ليست لائقة بكائن حي مرهف الإحساس رقيق الشعور؛ مخلوق مثله؛ فالتركيبة الذكورية من حيث الهرمونات التي يفرزها الجسد ؛ وتقوية العضلات وتكبيرها ؛ دون تقوية النفسية الإسلامية وإعلاء شأن النفسية القويمة وفق السيرة المحمدية-على صاحبها أفضل السلام وأكمل التسليم- وتربية الصبي من صغره من خلال أسرة تفرح بالذكر وتبتئس بالأنثى (.وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿النحل: ٥٨﴾)؛ ( يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿ النحل:٥٩﴾)... هذه التربية تضع فوارق بينه وبين مَن هي مثله في الخلقة الربانية والتنشئة الإلهية والتكوين البديع؛ فقط لأنها أنثى؛ أنظر إلى النص القرآني الكريم فقد نطق الذكر الحكيم يقول :"( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿التين: ٤﴾) ؛ اسمع لقول البارئ المصور (إِنسَان ) واللفظ يشمل الذكر والأنثى بالقطع.... كاتب هذه السطور لا يتحدث عن الفروق من الناحية التشريحية أو الوظيفية أو الشكل الخارجي لكل منهما -رجل وامرأة- الحديث هنا عن الفروق لمجرد إختلاف النوع البشري –ذكر/أنثى- وهذه التربية (الخاطئة) والتي تأصلت على مر الأزمان وتوالي العهود وتعاقب الأعصار في العديد من المناطق؛ ولعل سوء فهم مسألة حماية الشرف -وهذا واجب- وتسيل دماء للحفاظ على العرض -وهذا مطلوب- وسمعة العائلة (*) والفوارق الطبقية طغت على حسن المعاملة؛ فنسمع من بعض مشايخنا أن المرأة تخرج في الحياة ثلاث مرات في حياتها فقط : الأولى تخرج من رحم أمها لتتربى في بيت أبيها؛ والثانية تخرج إلى بيت زوجها؛ ثم تخرج وهي الثالثة والآخيرة من بيتها إلى قبرها... الدافع لذلك الحرص الشديد على الشرف الرفيع -وهذا شئ محمود- والحفاظ على السمعة الطيبة -وهذا شئ مطلوب- ونحن نفهم ذلك؛ بل ونقدره؛ لكن سوء المعاملة وإساءة المعاشرة أمر آخر... وهذا ما نبه إليه الشارع سبحانه وتعالى والمشرع عليه صلوات الله وسلامه.. المجتمعات ذات الطابع المحافظ ترى أن تكون حياتها فقط وجدت للإنجاب وتربية الأولاد والسهر عليهم؛ وآداء واجبات البيت وتلبية رغبات الزوج.. لكن حسن المعاشرة أمر آخر.. فبداهة المجتمع البدوي أو المجتمع القبلي أو المجتمع الصحراوي؛ أو الصعيد يختلف بالكلية عن المجتمع المدني الحضري... ومَن تربي في مدينة ساحلية ترسو باخرات الغرب على شاطئها يختلف بالقطع عن نجع أو قرية في جنوب الوادي.. ومن درس في مدرسة أجنبية أو تلقى تعليمه العالي في دولة غربية يختلف عن مَن درس في كُتاب القرية ولم يخرج منها ولم يتجرأ أن يعبر جسر القطار.. فنحن لا ندعو إلى تطبيق نظم غربية أو تفعيل سلوكيات لا توافق شرع الحكيم الخبير وتعارض هدي البشير.. بل نقول بما قاله صاحب البردة.. الإشكالية تكمن في تقليد مجتمع يخالف مجتمع آخر من حيث المبدأ-الإيديولوجية- ويختلف في النظرة إلى الحياة؛ بمعنى وجد الإنسان عند الآخر ليتمتع بحياته بغض النظر عن دافع أخلاقي أو مبدأ حرام أو مبدأ حلال؛ وطرح بشدة قضية المساواة بين الذكر والأنثى والتحرر من دين الخالق للدخول في عبودية شهوة الفرج والبطن.
**
" نكمل معاً الباب الأول من بحث « أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
الْبَابُ الْأَوَّلُ :
« أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
** ** ** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخريج :
(*) : 1.] « من قُتِلَ دون مالِه فهو شهيدٌ ، ومن قُتِلَ دونَ أهلِه ، أو دونَ دمِه ، أو دونَ دِينِه ، فهو شهيدٌ » ؛ رواه: سعيد بن زيد ؛ انظر: سنن أبي داود: 4772 ؛ سكت عنه؛ وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.

2.] وعنه « مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ » ؛ الراوي السابق ؛ أنظر: سنن الترمذي : 1421 الحديث : حسن
3.] وعنه « مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهو شهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهو شهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دينِه فهوَ شهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دَمِه فهوَ شهيدٌ »؛ الراوي السابق؛ قال الألباني في أحكام الجنائز :57 :" إسناده صحيح ".

د. محمد الرمادي 04-09-2016 05:35 PM

الْبَابُ الْأَوَّلُ :
« أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا . »
"خطبة حجة الوداع كانت قبيل إنتقال نبي الإسلام عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات إلىٰ الرفيق الأعلىٰ ؛ بعدة شهور "
( واستوصوا بالنساء خيراً " ، قال القاضي: الاستيصاء قبول الوصية والمعنى أوصيكم بهن خيراً فاقبلوا وصيتي فيهن. ") ؛
قال الإمام النووي في شرح مسلم: وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد...
**
ثم نكمل فنقول :" العلاقة بين الذكر والأنثىٰ؛ بين الرجل والمرأة حصرها الإسلام في الزواج؛ ووضع لهذه العلاقة أحكاماً شرعية وضوابط فقهية؛ فالزواج لا يبنىٰ -فقط- على ذكورية الرجل وإشباعه لمظهر من مظاهر الغريزة؛ وهو الميل الجنسي لها؛ ولا يبنى فقط على أنوثة المرأة وميلها له جنسياً؛ وهو موجود ولا ننفيه أو نقلل من أهميته في الهدوء النفسي، وما يهمنا هنا أن نقوله:
1.] الزواج لا يقوم فقط على الحب؛ وإن كان عماده،
2.] ولا يقوم فقط الإشباع الجنسي؛ وإن كان حاجة إنسانية "
السبت 2 رجب 1437

د. محمد الرمادي 04-12-2016 10:41 AM

[ 1.] الفصل الثاني من الباب الأول
 
[ 1. ] القول الأخير لمن يدرك أنه سيقابل ربه عز وجل عما قريب يستخلص عصارة تجارب حياته ليضعها في كلمات لمن سيخلفه توزن بميزان الذهب؛ ويجمل بأخصر الكلمات ما يريد أن يوصي من بعده.. وهذا لمن يترك أولاداً؛ فما بالك فمن سيترك خلفه أمة؛ هي خير أمة أخرجت للناس... راجع معي كلماتٍ مِن سيرته العطرة صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومواقف في السويعات الأخيرة من حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين الشفيع البشير النذير:
" بعد حجةِ الوداع بـ ثلاثة ( 3 ) شهور(!!) فقط مرض النبي عليه السلام بالحمى الشديدة والتى أثرت فية كثيراً فكان لا يستطيع القيام من مجلسه؛ فـ استأذن زوجاته رضى الله عنهن أن يُمرض فى بيت السيدة عائشة رضى الله عنها وعن أبيها؛ ونزلت أخر أية من القرآن الكريم قوله جل شأنه وتعالى :" وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (آية: 281؛ سورة البقرة (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
آخر ما نزل من الذكر الحكيم والقرآن الكريم يحتاج على إعادة بحث ونظر.(!!!)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ .
**
قبل أن أكمل ما وقعت عيني عليه مِن ما يروى كأنه من سيرته العطرة ؛ خاصة من السويعات الآخيرة من حياة صاحب الهدي ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ اردتُ ان اراجع صحة ما نسب إليه خاصة أن الرواية سيقت بـ ألفاظ عامية وهو عليه السلام الذي أوتي جوامع الكلم وأختصر له الكلام (الحديث) اختصاراً... والذي أوقعني -والحمد له اراجع النصوص- في غلطة السرد دون تحقيق والنقل دون تدقيق وإني أراجع .... -فصبرا جميلاً- القول :"الله الله في النساء... ثم أخذ يدعو ..."(!!!) ... هذا لم أجده حتى كتابة هذه السطور ... إذ لا يحق أن نتقول على صاحب ا لمقام المحمود والحوض المورود والشفاعة(؟).... فتوقفت كي ابحث .... فليس لي أن استدل بما يتفق مع هواي ويؤيد قولي وأنسبه إلى قائل لم يقله فما بالك إذا نسب القول لسيد المرسلين وخاتم الأنبياء

د. محمد الرمادي 04-13-2016 01:23 PM

من ذلك -أي من تلك الوصايا المنتشرة على صفحات الفضاء الإلكتروني؛ مع ركاكة التعبير؛ آخر وصايا الرسول المكرم والنبي المعظم صلى الله عيه وآله وسلم قبل إنتقاله إلى الرفيق الأعلى- القول :
"الله ؛ الله في النساء" ... وبحثتُ لمعرفة:
1.] أين هذا المتن!! ؛
2.] ومَن صاحب السند الذي نطمئن إليه.
فلم أجده حتى كتابة السطور .. ونستعين بالله.
ولعلها مناسبة جيدة أن نذكر أنفسنا وغيرنا أنه يجب -وضروري- 1. ] التحقق من المتن ؛ أي القول الذي سينسب لرسول الله محمد بن عبدالله عليه السلام؛ وليس كما قال العوام :
"ضع القول على عنق كاتب أو فوق كتف ناقل".
2. ] ونعلم مِن مَن ننقل التشريع والمنهج والرسالة!.
وأقول ؛ بعد الاستعانة بالله تعالى:
1.] "نحن نتحدث عن تشريع سماوي"
2.] ونتكلم عن منهج رباني
3.] ونخبر عن كيفية معينة في الحياة وطريقة خاصة من العيش؛ وفق الكتاب والسنة... فيجب التحقق من القول ويجب التدقيق في النقل... والبحث جاري.

د. محمد الرمادي 04-18-2016 11:45 AM

نطق القرآن الكريم ؛ المنزل من السميع العليم؛ فقال تعالى بعد أن ذكر في المصحف الشريف بأخذ العهد والميثاق :«. وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ » ثم بيَّن القرآن الكريم فقال أولاً : « لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ »؛ ثم ثنىٰ فقال : « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا »؛ وأردف بالوالدين: « وَذِي الْقُرْبَىٰ »: وجمع معهما « وَالْيَتَامَىٰ »؛ ثم أضاف « وَالْمَسَاكِينِ» ، ثم انتقل إلىٰ الحكم العام فقال « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا »؛ ثم بعد الأمر بالعبادة الخالصة لله تعالى ومعاملة الوالدين ومَن لحق بهما : فانتقل إلى تفصيل العبادة بـأمثلة كـ :« وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ »؛ « وَآتُوا الزَّكَاةَ ». ﴿البقرة: ٨٣﴾
والقاعدة الذهبية الأصولية تقول :"شرعُ مَن قبلنا شرعٌ لنا؛ ما لم يرد دليل التخصيص"؛ فنفهم من ذلك وجوب القول الحسن للناس كافة؛ يعني بني "إسرائيل" وأيضاً مَن يتبع النبي الخاتم وآخر الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه السلام، هذا مما يفهم من نص الآية الكريمة؛ فإذا ربطت بحديث رسول الله في حجة الوداع نرى-من با ب أولى- وجوب معاملة الزوجة معاملة طيبة وحسنة بإشارة الدلالة لقوله :"عوان" وهو ما يشعر بحكم من تملك حسن رعايته وتقوم بإحسان قضاء مصالحه؛ كــ الزوج والأولاد.
هذا مَن حيث الحكم العام اي حسن معاملة الناس بغض النظر عن دينه أو عقيدته أو لونه أو جنسه أو طبقته أو طائفته؛ أو عشيرته .
**
أما الدليل الثاني الذي يمكننا الإعتماد عليه في مسألة حسن معاملة المرأة ؛ فهو قول الرحمن؛ إذ صدَّر الآية بـ قوله : « وَمِنْ آيَاتِهِ »؛ أي من دلائل وعلامات وجوده الواجب الوجود :« أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا »؛ هنا ترى دقة التعبير القرآني في لفظة الذكر الحكيم :" مِن أنفسكم "؛ ثم يأتي التعليل بحرف :"لـ" « لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا »؛ ثم أوجد سبحانه من حالة السكن بينهما والطمأنينة معا بأن قال :« وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً »؛ ثم عطف عليها : « وَرَحْمَةً »؛ ثم يعود القرآن مرة ثانية كما بدء الآية الكريمة ليؤكد بالقول: « إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ »﴿الروم: ٢١﴾". وهنا يأتي إستخدام لفظ :"يتفكرون" التفكر والإدراك والتعقل . ثم استخدم القرآن تعبير دقيق بكلمة :. « تَعْدِلُوا » ﴿النساء: ٣﴾
نستخلص من هذا القول الحكيم في القرآن ا لكريم وهدي النبي العظيم وجوب حسن معاملة المرأة؛ فلا تهان أمام أمها أو ابيها أو أبنائها ولا اقربائها .
الاثنين 11 رجب 1437

د. محمد الرمادي 04-18-2016 03:41 PM

**
محصلة الباب الأول :
وجدتُ على صفحة ما النص التالي :" هذه آخر وصايا الرسول:"أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا ". ذُكرَ هذا الاثر دون مصدر أو تخريج .
قلتُ : فما كان مني إلا أن بحث عنه؛ كي أنقله وعندي قناعة واطمئنان إنه نُسبَ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو صحابي أو عالم؛ فو جدت عند صاحب المغني في كتاب النفقات؛ فقلتُ : و
" كما ثبت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ :
" اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُد ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، بِإِسْنَادِهِ عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع :
" أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ . ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ يَعْنِي أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ .
[رواه الترمذي 1163؛ وابن ماجة 1851 ، وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ] صَحِيحٌ] .
ثم نكمل الأبواب وسنعود لتفصيل ما قال به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين في خطبة الوداع؛ إذ يوجد بها مانحتاجه في بعض فصول الكتاب القادمات؛ فمن الله التوفيق ومنه العون والهداية وعليه التوكل ومنه الإستعانة؛ فهو نعم المولى ونعم النصير .
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
انتهى الباب الأول
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
Dr.MUHAMMADELRAMADY

حُرِّرَ في يوم الإثنين ١١ رجب١٤٣٧ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ١٨ من شهر أبريل عام ٢٠١٦ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.
**

د. محمد الرمادي 04-18-2016 03:43 PM

[٢] الْبَابُ الثَّانِي:
﴿ ....... الْقَوَارِيرُ.....

د. محمد الرمادي 04-23-2016 07:05 PM

[٢] الْبَابُ الثَّانِي:
﴿ ....... الْقَوَارِيرُ.....
قَارُورُةٍ، سُمِّيت بذلك لاستِقرارِ الشرابِ فيها ؛ سميت المرأةُ قارورةً على طريق التشبيه.
البحث :
" الشاعرُ العربيُّ علىىٰ مدار العصور وكر الأزمان؛ أحسنَ التعبير فابدع في التصوير بالبلاغة حينا وبالتشبيه أحياناً؛ وبالإستعارة أحياناً كثيرة؛ فقديماً أولع بالخمر ومذاقها ورحيقها ولونها وأوانيها.. وما تعطيه اياه من حالة تسامي في الوجود فيخرج عن حدود المألوف ويتعدى ما يقوله العامة من المعروف فكتبَ عنها فابدع .... و
بالطبع أولعَ بالمرأةِ الأنثى وانشغل بها ليله الطويل فأشعرَ لها وكتبَ عنها وصوَّرها من أخمص قدمها إلى مفرق شعرها -وإن سترت شعرها وحمرة بشرتها وفتنتها - صوَّرها بأرق تعابير واسمى معان؛ ورافقه خيالها -وهماً- في نهاره القائظ.. فتحرى أين يقول شعرا نسجه في ليله ليتساقط على مسامعها؛ قطرة قطرة على وفي اذنها إثناء تجواله حول ديارها وسيره بالقرب من بابها!!! .. لذا استخدم وصفاً لها وأحسن... تعبير:
« القَارُورَةُ »؛
فأثبت القرآن الملآئكي التعبير الرجولي العربي كي يسهل له -وأيضاً لها؛ فهي
المخاطبة طوال الوقت- كي يسهل له إدراك المعنى الشرعي في الوصف؛ ولعل من اروع ما قيل :"إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قَوَارِيرَ كُلِّ قَوْمٍ مِنْ تُرَابِ أَرْضِهِمْ ، وَإِنَّ أَرْضَ الْجَنَّةِ مِنْ فِضَّةٍ ، فَجَعَلَ مِنْهَا قَوَارِيرَ يَشْرَبُونَ فِيهَا ".
فنطق القرآن يقول :" قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا " 76 سورة: الإنسان:
" فهي ؛ اي :" « القَارُورَةُ » " إِنَاءٌ رَقِيقٌ صَافٍ تُوضَعُ فِيهِ الْأَشْرِبَةُ؛ فــ تُحفَظُ فيه السّوائل ، من شراب أو الطيب كــ: قارورة عطر ، قِيلَ : وَيَكُونُ مِنَ الزُّجَاجِ .".
فــــ الْعَرَبُ تُطْلِقُ الْقَارُورَةَ عَلَى إِنَاءِ الزُّجَاجِ خَاصَّةً، وَلَكِنَّ الْآيَةَ صَرِيحَةٌ فِي أَنَّهَا قَوَارِيرُ مِنْ فِضَّةٍ ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ إِطْلَاقِ الْقَارُورَةِ عَلَى غَيْرِ آنِيَةِ الزُّجَاجِ كَالْفِضَّةِ مَثَلًا .
قَالَ صَاحِبُ اللِّسَانِ : وَالْقَارُورَةُ : مَا قَرَّ فِيهِ الشَّرَابُ
وَغَيْرُهُ ، وَقِيلَ : لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الزُّجَاجِ خَاصَّةً ." .
وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : مَعْنَاهُ أَوَانِي زُجَاجٍ فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وَصَفَاءِ الْقَوَارِيرِ؛ أي صفاء الزجاج؛ فَهِيَ مِنْ فِضَّةٍ فِي صَفَاءِ الزُّجَاجِ ، يَرَى مَا فِي دَاخِلِهَا مِنْ خَارِجِهَا .
والمعنى الذي نريد أن نأكده من بحثنا في لغة العرب ومعاني التنزيل أن :" المرأة " فِيهَا رِقَّةُ الْقَوَارِيرِ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ. وَالتَّنَافُسُ فِي رِقَّةِ آنِيَةِ الْخَمْرِ مَعْرُوفٌ عِنْدَ شَارِبِيهَا قَالَ الْأَعْشَى:
تُرِيكَ الْقَذَى مِنْ دُونِهَا وَهِيَ دُونَهُ إِذَا ذَاقَهَا مَنْ ذَاقَهَا يَتَـمَـطَّـقُ
** ** ** ** ** ** **
ما نخلص إليه : أن القَارُورَةَ هنا المرأَةُ على التشبيه بها في سهولة الكسر ".
فيجب حسن مراعاتها والإهتمام بها والحرص عليها ....
كما أن القَارُورَةُ : حدقة العين ، على التشبيه بقارورة الزجاج لصفائها " .
**
وجاءت في ثلاثة مواضع من القرآن على النحو التالي :"
1.] في قصة النبي سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس:
"قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿النمل: ٤٤﴾
2. وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿الانسان: ١٥﴾
3. قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿الانسان: ١٦﴾
**

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:06 PM

تجولنا في مصادر المعنىٰ اللُغوي للكلمة؛ وعلينا أن نذهب إلىٰ المعنىٰ الشرعي ؛ فقد ذكر " مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد؛ الشهير بـ ابن الأثير ". ؛ في موسوعته :" النهاية في غريب الحديث والأثر" ؛ فِي حَدِيثِ لـــ أَنِجْشَةَ ، من رِوَايَةِ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ :
" رُوَيْدَكَ ، رِفْقًا بِـــ الْقَوَارِيرِ "
فوجدنا أنه ينبغي علينا من باب التحقيق؛ ومن زاوية التدقيق تتبع هذا الأثر؛ وأين نجده في الكتب المعتبرة والمصادر الموثقة؛ وإليكِ سيدتي الكريمة ما توصلنا إليه :
1.] :" ــــ التخريج الأول :" كتاب السنن الكبرى:" كتاب الشهادات : باب من سمى المرأة قارورة والفرس بحرا على طريق التشبيه "
:" بَابُ مَنْ سَمَّى الْمَرْأَةَ قَارُورَةً ، وَالْفَرَسَ بَحْرًا عَلَى طَرِيقِ التَّشْبِيهِ ".
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ ، وَنِسَاؤُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا حَادٍ أَوْ سَائِقٌ ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ : فَحَدَا الْحَادِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ بِالْقَوَارِيرِ".
[ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.] . [ المصدر : السنن الكبرى].
فهذه الرواية الآخيرة مما اتفق عليه الشيخان.
مع ملاحظة ضبط التشكيل في كتابة ونطق "أنجشة".

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:12 PM

2.] التخريج الثاني : "المعجم الكبير:"- مسند النساء: مَا أَسْنَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ؛ عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ :
" أَنَّ سَائِقًا كَانَ يَسُوقُ بِهَا فِي نِسْوَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ كَذَا سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ".

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:18 PM

فائدة :"
الْحُدَاءُ: سَوْقُ الْإِبِلِ بِضَرْبٍ ونوع مَخْصُوصٍ مِنَ الْغِنَاءِ ، وَالْحُدَاءُ فِي الْغَالِبِ إِنَّمَا يَكُونُ بِالرَّجَزِ وَقَدْ يَكُونُ بِغَيْرِهِ مِنَ الشِّعْرِ .
وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ الْإِبِلِ أَنَّهَا تُسْرِعُ السَّيْرَ إِذَا حُدِيَ بِهَا .
وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ طَاوُسٍ مُرْسَلًا ، وَأَوْرَدَهُ الْبَزَّارُ مَوْصُولًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ :
إِنَّ أَوَّلَ مَنْ حَدَا الْإِبِلَ عَبْدٌ لِمُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ كَانَ فِي إِبِلٍ لِمُضَرَ فَقَصَّرَ ، فَضَرَبَهُ مُضَرُ عَلَى يَدِهِ فَأَوْجَعَهُ فَقَالَ : يَا يَدَاهُ يَا يَدَاهُ ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ فَأَسْرَعَتِ الْإِبِلُ لَمَّا سَمِعَتْهُ فِي السَّيْرِ ، فَكَانَ ذَلِكَ مَبْدَأَ الْحُدَاءِ . وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الِاتِّفَاقَ عَلَى إِبَاحَةِ الْحُدَاءِ ، وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الْحَنَابِلَةِ إِشْعَارٌ بِنَقْلِ خِلَافِهِ فِيهِ ، وَمَانِعُهُ مَحْجُوجٌ بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ ، وَيَلْتَحِقُ بِالْحُدَاءِ هُنَا :"
[*] الْحَجِيجُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى التَّشَوُّقِ إِلَى الْحَجِّ بِذِكْرِ الْكَعْبَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ ،
وَنَظِيرُهُ مَا يُحَرِّضُ
[**] أَهْلُ الْجِهَادِ عَلَى الْقِتَالِ ،
وَمِنْهُ
[***] غِنَاءُ الْمَرْأَةِ لِتَسْكِينِ الْوَلَدِ فِي الْمَهْدِ .

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:26 PM

3.] التخريج الثالث :" وجاء في صحيح مسلم :
"بَاب رَحْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ وَأَمْرِ السَّوَّاقِ مَطَايَاهُنَّ بِالرِّفْقِ بِهِنَّ ".
عَنْ أَنَسٍ قَالَ :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ؛ وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو ؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ ".

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:34 PM

توجد إضافة ينبغي تتبعها ومعرفة قائلها عند الإمام مسلم:
"عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" رُوَيْدًا يَا أَنْجَشَةُ لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِيرَ ".
يَعْنِي :" ضَعَفَةَ النِّسَاءِ ".
بحثنا سيكون بإذنه تعالى في هذه المعنى ؛ مَن قائله؛ وهل الزيادة من راوي الحديث.. !!!!!.
** ** ** ** * *
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ :
" حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ ".
[المصدر : صحيح الإمام مسلم].

د. محمد الرمادي 05-01-2016 01:40 PM

التخريج الرابع : [ 4. ] :
والمصدر هو : مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد :كتاب الأدب :
:" بَابُ الرِّفْقِ فِي السَّيْرِ ".
عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَيْ أَنْجَشَةُ ، رُوَيْدَكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ " .
رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ . ".
وقد ذكرناه قبل قليل في المعجم الكبير ؛ مسند النساء .

د. محمد الرمادي 05-06-2016 04:31 PM

[ ٢ ]
الْبَاب ُ الثَّانِي:
فقه حديث:
﴿....... الْقَوَارِيرِ ..... ؛
حسب المصادر ؛ .
تكلمتُ ذات مرة في الدرس بأن مَن يريد أن يعلم كيف يتعامل مع المرأة ؛ فعليه أن يقرأ ويتعايش من السنة النبوية العطرة ؛ ليس قراءة تاريخ ؛ بل قراءة تشريع وفهم منهج.
والإشكالية عند الناس بصفة عامة هي البعد عن الوحي بمصدريه الكتاب الكريم والسنة المصطفوية...
نسمع كثيراً ونطبق قليلاً... وسائل الاتصال وأجهزة الإعلام كثيرة ومتوفرة لكنها لا تحقق القصد من الهدي النبوي ؛ أي تطبيق ما نعلم أو نسمع ... بعد قناعة ..

د. محمد الرمادي 05-06-2016 07:28 PM

الحديث ذكره:
1.] البخاري (كتاب الأدب في صحيحه؛ بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَالْحُدَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ) ؛ و
2.] مسلم ذكره في كتاب الفضائل (بَاب رَحْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ وَأَمْرِ السَّوَّاقِ مَطَايَاهُنَّ بِالرِّفْقِ بِهِنَّ)؛ و
3.] عند الدارمي في سننه؛ كتاب الاستئذان :"باب فِي الْمُزَاحِ".؛ و
4.] في مجمع الزوائد (بَابُ الرِّفْقِ فِي السَّيْرِ) ؛ وجاء أيضاً في
5.] مسند أحمد روايات أنس بن مالك .و
6.] السنن الكبرى : ( بَابُ مَنْ سَمَّى الْمَرْأَةَ قَارُورَةً ) للبيهقي وقال رواه البخاري وأخرجه مسلم.

د. محمد الرمادي 05-06-2016 07:54 PM

فقه الحديث وأقوال السادة العلماء :
١.] بوب مسلم في صحيحه (رَحْمَةِ النَّبِيِّ َّ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ)؛ هذا الجزء الأول من التبويب والعنوان ؛ أما الجزء الثاني عند مسلم:" وَأَمْرِ السَّوَّاقِ مَطَايَاهُنَّ بِالرِّفْقِ بِهِنَّ). وهنا كانت وقفتنا مع تبويب الإمام مسلم وما فهمه من القول المروي « عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ ». الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم اضاف فقال:
١. ١.] : وَفِي رِوَايَةٍ : [وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ ، رُوَيْدًا سَوْقَكُ بِالْقَوَارِيرِ].
١. ٢.] : وَفِي رِوَايَةٍ : [ يَا أَنْجَشَةُ ، لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ ].
فالمراد والقصد من القول الشريف بالقطع النساء.
**
فائدة :
وقد اثبت النووي في شرحه على صحيح مسلم كما العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري كيفية نطق وكتابة اسم غلام النبي عليه السلام فقال (أَنْجَشَةُ : هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ؛ وَإِسْكَانُ النُّونِ وَبِالْجِيمِ وَبِشِينٍ مُعْجَمَةٍ) ؛
وجاء الوصف لهذا الغلام؛ فــ ( فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ " كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَغُلَامٌ أَسْوَدُ ")؛ قال العسقلاني في حاشيته :"( وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ" ؛ وَغُلَامٌ لَهُ -عليه السلام- يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ" وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزِ وَسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ الْجِيمِ بَعْدَهَا شِينٌ مُعْج مَةٌ ثُمَّ هَاءُ تَأْنِيثٍ ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ وُهَيْبٍ يَا :"أَنْجَشُ" عَلَى التَّرْخِيمِ ، قَالَ الْبَلَاذُرِيِّ : كَانَ أَنْجَشَةُ حَبَشِيًّا يُكَنَّى أَبَا مَارِيَةَ. وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَفَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُخَنَّثِينَ .
قلت :" ولعل هذا ما جعل المصطفى يتركه بالقرب من النساء يحدو؛ إذ جاءت رواية تظهر أمرا ما وهذا نقرأه عند السنن الكبرى :"
( عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ ، وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو بِالرِّجَالِ ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ حَسَنَ الصَوْتِ كَانَ إِذَا حَدَا أَعْنَقَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ ".
وقال النووي :"( رُوَيْدَكَ: أَيْ سُقْ سَوْقًا رُوَيْدًا ، وَمَعْنَاهُ الْأَمْرُ بِالرِّفْقِ بِهِنَّ)"
فقه الحديث وافهام العلماء :
" قَالَ الْعُلَمَاءُ : سُمِّيَ النِّسَاءُ قَوَارِيرَ لِضَعْفِ عَزَائِمِهِنَّ تَشْبِيهًا بِقَارُورَةِ الزُّجَاجِ لِضَعْفِهَا ، وَإِسْرَاعِ الِانْكِسَارِ إِلَيْهَا .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِتَسْمِيَتِهِنَّ قَوَارِيرَ عَلَى قَوْلَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْقَاضِي وَغَيْرُهُ ، أَصَحُّهُمَا عِنْدَ الْقَاضِي وَآخَرِينَ ، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ الْهَرَوِيُّ ، وَصَاحِبُ التَّحْرِيرِ ، وَآخَرُونَ ، أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ أَنْجَشَةُ كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ ، وَكَانَ يَحْدُو بِهِنَّ ، وَيُنْشِدُ شَيْئًا مِنَ الْقَرِيضِ وَالرَّجَزِ ، وَمَا فِيهِ تَشْبِيبٌ ، فَلَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَفْتِنَهُنَّ ، وَيَقَعَ فِي قُلُوبِهِنَّ حِدَاؤُهُ ، فَأَمَرَهُ بِالْكَفِّ عَنْ ذَلِكَ . وَمَنْ أَمْثَالِهِمُ الْمَشْهُورَةِ ( الْغِنَا رُقْيَةُ الزِّنَا) .
قَالَ الْقَاضِي : هَذَا أَشْبَهُ بِمَقْصُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِمُقْتَضَى اللَّفْظِ . قَالَ : وَهُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلَامُ أَبِي قِلَابَةَ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مُسْلِمٍ.
وَ
[ 2. ] الْقَوْلُ الثَّانِي - وهذا ما نميل إليه ونفهمه من جمع الأحاديث والواقعة ؛ ولكننا ذكر نا قول العلماء للأمانة العلمية - أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الرِّفْقُ فِي السَّيْرِ ، لِأَنَّ الْإِبِلَ إِذَا سَمِعَتِ الْحُدَاءَ أَسْرَعَتْ فِي الْمَشْيِ وَاسْتَلَذَّتْهُ ، فَأَزْعَجَتِ الرَّاكِبَ ، وَأَتْعَبَتْهُ ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ النِّسَاءَ يَضْعُفْنَ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَرَكَةِ ، وَيُخَافُ ضَرَرُهُنَّ وَسُقُوطُهُنَّ .". نقلا من النووي.
وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ جَوَازُ الْحُدَاءِ ، وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ مَمْدُودٌ . وَجَوَازُ السَّفَرِ بِالنِّسَاءِ ، وَاسْتِعْمَالِ الْمَجَازِ ، وَفِيهِ مُبَاعَدَةُ النِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ ، وَمِنْ سَمَاعِ كَلَامِهِمْ ، إِلَّا الْوَعْظَ وَنَحْوَهُ .) .
*****************************
قلت : ما يفهم من الروايات عند جمعها أن هناك عادة عند العرب منذ جاهليتهم أنه يقول آحدهم شعرا أو نثرا عند سفرهم للتسلية وكي يمر الوقت وفي مناسبات عدة . وفي حاشية العسقلاني على البخاري أنه قال :" ( فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ" فَإِذَا أَعْنَقَتِ الْإِبِلُ " أَيْ أَسْرَعَتْ)؛ وهنا جاء قول المصطفى المجتبى والمحتبى كما خرجه البخاري. والحادثة وقعت لأمهات المؤمنين نساء النبي المصطفى إذ :"(فِي رِوَايَةِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عِنْدَ الْحَارِثِ" وَكَانَ يَحْدُو بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَنِسَائِهِمْ ").
أما قَوْلُهُ : « بِالْقَوَارِيرِ »؛ فِي رِوَايَةِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَرُوَيْدَكَ سَوْقُكَ وَلَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ وَزَادَ حَمَّادٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: يَعْنِي النِّسَاءَ ، فَفِي رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ وَلَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ.
والمستفاد والمفهوم بوضوح من الأحاديث :
حسن معاملة النساء ؛ خاصة وفي الصورة الإبداعية التشبيهية من فم الرسول الكريم ابلغ تعبير... وهذا في حال السفر وواقعة الإنتقال من مكان لآخر .. فما بالك بمعاشرتهن والتعامل معهن ....
فلعل رجال أمتي يدركون الأحاديث إدراكاً تشريعياً وليس مجرد أقوال خالية من التطبيق والتفعيل في الحياة اليومية..
نقول ما قرأتموه والله سبحانه وتعالى أعلم .
الجمعة 29 رجب 1437~06. 05. 2016

د. محمد الرمادي 05-06-2016 08:01 PM

محصلة البحث وننهي هذا الباب با لقول :"
كَنَّى -صلوات الله وسلامه عليه وآله- عَنِ النِّسَاءِ بِــ :" الْقَوَارِيرِ " ؛ لِرِقَّتِهِنَّ وَضَعْفِهِنَّ عَنِ الْحَرَكَةِ ، وَالنِّسَاءُ يُشَبَّهْنَ بِالْقَوَارِيرِ فِي الرِّقَّةِ وَاللَّطَافَةِ وَضَعْفِ الْبِنْيَةِ ، و
قِيلَ : الْمَعْنَى سُقْهُنَّ كَسَوْقِكَ الْقَوَارِيرَ لَوْ كَانَتْ مَحْمُولَةً عَلَى الْإِبِلِ ، كَالْقَوَارِيرِ يُسْرِعُ إِلَيْهَا الْكَسْرُ وَلَا تَقْبَلُ الْجَبْرَ ،
فَــ : الْقَوَارِيرُ كِنَايَةٌ عَنِ النِّسَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عَلَى الْإِبِلِ الَّتِي تُسَاقُ حِينَئِذٍ ، فَأَمَرَ الْحَادِي بِالرِّفْقِ فِي الْحُدَاءِ لِأَنَّهُ يَحُثُّ الْإِبِلَ حَتَّى تُسْرِعَ فَإِذَا أَسْرَعَتْ لَمْ يُؤْمَنْ عَلَى النِّسَاءِ السُّقُوطُ ، وَإِذَا مَشَتْ رُوَيْدًا أُمِنَ عَلَى النِّسَاءِ السُّقُوطُ ،
قَالَ : وَهَذَا مِنَ الِاسْتِعَارَةِ الْبَدِيعَةِ؛ لِأَنَّ الْقَوَارِيرَ أَسْرَعُ شَيْءٍ تَكْسِيرًا ، فَأَفَادَتِ الْكِنَايَةُ مِنَ الْحَضِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالنِّسَاءِ فِي السَّيْرِ مَا لَمْ تُفِدْهُ الْحَقِيقَةُ لَوْ قَالَ ارْفُقْ بِالنِّسَاءِ .
وَقَالَ الطِّيبِيُّ: هِيَ اسْتِعَارَةٌ لِأَنَّ الْمُشَبَّهَ بِهِ غَيْرُ مَذْكُورٍ ، وَالْقَرِينَةُ حَالِيَّةٌ لَا مَقَالِيَّةٌ ، وَلَفْظُ الْكَسْرِ تَرْشِيحٌ لَهَا ".
د.الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ؛ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ
وننتقل إلى الباب الثالث بإذنه ومشيئته.

د. محمد الرمادي 05-07-2016 02:58 PM

﴿ ٣.﴾ الْبَابُ الثَّالِثُ
 
﴿ ٣.الْبَابُ الثَّالِثُ
مِن كتاب
عِشْرَةِ النِّسَاءِ

د. محمد الرمادي 05-07-2016 03:49 PM

﴿ ٣.الْبَابُ الثَّالِثُ مِن كتابعِشْرَةِ النِّسَاءِ
﴿ « ١ .«﴾. المشاهد المنظور أن الأنثىٰ تنضج قبل الذكر بوقت كاف؛ مما يجعلها تدرك الحياة بجوانبها المختلفة والمعقدة وتفهم الدنيا من زواياها المتعددة؛ بيد أن التربية الذكورية تعيدها إلىٰ مخدعها؛ والتسلط الأبوي -خوفا عليها وحرصاً- يوقف نموها العقلي؛ فتُحصر بين رفع أيد للدعاء بالبركة للأولاد حين تقدم أطباق الغذاء؛ وقبلها رفعت ذيل جلبابها لتسعد رجلها؛ وبين واجبات منزلية لا تنتهي، وإن كان هذا وذاك مطلوب..
غير أن إشكالية المرأة منذ صباها أنها مستهدفة إذ أن الشكل الخارجي للأنثىٰ يَظهر بوضوح تام للذكر العابث، وإن كان الأصل احترامها وتبجيلها؛ إذ غير مفهوم :
لماذا نمجد رجولة الرجل ونكبر فروسيته ونعظمها؛ ونعلي من نبله ونقدره ؛ وفي نفس اللحظة :
نحقر أنوثة المرأة ونعتبر بروز موضع ما عيباً وتقسيم خَلقي في منطقة وسطها لضرورة تكوين جنينها القادم خطرا علىٰ المجتمع.. والمرأةُ –بطبيعتها الغربية المتحررة أو الشرقية المتقيدة- تعمل علىٰ ستر مظهرها الخارجي أمام عيون الغرباء؛ بيد أن بيوت الأزياء المحلية والعالمية؛ ويمتلكها ذكور تعمل بدأب علىٰ إظهار فتنتها مما يثير آحدىٰ مظاهر الغريزة عند الرجل.
نضجُ المرأة مبكراً وإكمال أنوثتها وضعٌ لا يستوعبه الرجل إلا بعد حين من الدهر؛ فإذا أدركَ عاملها بوضعها الجديد؛ وتلك النقلة السريعة من الطفولة إلىٰ الأنوثة المبكرة كما هي؛ بعض من النساء تسعىٰ لإظهاره كـ بضاعة؛ والكثير من الذكور يتعامل مع المعروض؛ والكثير من الذكور أيضاً قد لا يتفهم هذا التغيير والتحول السريع في البنية الجسدية للمرأة؛ إذ عليه أن يتقبله كـ وضع جديد طبيعي في الدورة الحياتية للإنسان.. كـ طبيعة زهرة في ربيعها حين يفوح منها عبق الياسمين؛ أو كـ وردة في فجرها.. يظهر ندىٰ طاهر على أوراقها..
الإشكال أن بعض الذكور يأتي أنثاه وهي في قمة دورتها الشهرية أو إثناءها؛ ولا يدعها لتكمل جزء حيوي من دورتها الحياتية؛ والبعض يتنازل عن رجولته فيعبث بطفلة بريئة صغيرة لا تدري ما يحدث بها.. والبعض قد يتحرش بأنثىٰ لا تعلم مَن يسير خلفها؛ أو يفقد رجولته وتتلاشىٰ ذكوريته إذا حاول إغتصاب أنثىٰ.. إثناء لحظات الإغتصاب لا يتحصل علىٰ شئ يذكر؛ فلا إستمتاع ولا تجاوب؛ أو تبادل مشاعر؛ فقط لحظة بهيمية تشعره بإتمام نقص؛ توهم إكماله..
هذا الإنتقال من طفولة قصيرة نسبياً إلى حد ما مقارنة بالذكر في نفس سنها وعمرها؛ إلى امرأة ناضجة تصلح أن تقوم بدرها الحياتي ويصح لكافة أجهزتها المخلوقة بداخلها أن تمارس نشاطها؛ فيتجرأ البعض للإقتراب من مناطق محذورة يعاقب عليها قانون الأرض البرلماني وقانون الرب السماوي.
والحال هكذا يلزم المرأة أن تحسن أختيار رجل الغد؛ كي يحسن عشرتها؛ ويفهم كيف يتعامل معها.
ينبغي أن نقول أنه توجد علاقة تكاد تكون لحظية وآخرىٰ تصلح أن نسميها سرمدية علوية ملآئكية..
اولاً : نقول أنه يوجد علاقة بين ذكر فحل؛ وبين أنثىٰ ناضجة؛ وهي علاقة تكاد تستغرق دقائق لا تتعدىٰ ساعة زمنية علىٰ اقصىٰ تقدير؛ وينتهي الوتر؛ وهذه العلاقة تحتاج لمعرفة تامة في كيفية إدارة هذه الدقائق من الطرفين؛ كي يحدث الإستمتاع السوي.. وإلا حدث إخفاق وقلق؛ وهذه علاقة ليست أصلية وغير دائمة؛ وإن كانت ضرورية... وقبيل هذه اللحظة وبعيدها؛ وهذا
ثانياً : هناك علاقة دائمة بين امرأة إنسان تفصح عن مشاعرها وتخبر عن عواطفها وتتكلم شجونها وتكشف عن حياتها الخاصة وتركيبتها النفسية المتغيرة المعقدة؛ تكاد تكون متقلبة خلال مدة محدودة من الزمن -تتكرر دوماً- لا تتعدى شهرا قمرياً؛ وبين رجل إنسان؛ دورته الحياتية مستقرة إلىٰ حد ما؛ لا تنوبه إضطرابات هرمونية؛ فتغير من مزاجه اليومي أو تصيبه بما يشبه قلق نفسي.. العلاقة الدائمة بين المرأة وبين الرجل تطول لساعات وساعات؛ بل تستغرق كل الزمن : وهي الأصل؛ وهي بالقطع غير العلاقة الحميمية ذات الدقائق، وليس بالطبع علاقة الأنثى بالذكر ذات الثواني؛ إذ الأولىٰ قد يتم الإشباع سواء الصحيح الصحي؛ فتقوى العلاقة الثانية، أو الإشباع السريع المضطرب؛ فتتوتر العلاقة الأولىٰ والثانية.
?: د.الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ ؛ بِـثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ بِـمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَىٰ

سلسلة :

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة
السبت 30 رجب 1437~07.05. 2016

د. محمد الرمادي 05-09-2016 06:49 PM

﴿ « ٢.» ﴾.
مدخل وتمهيد لمسألة المعاشرة ؛ والعشرة ... قبيل أن نتكلم عن الآية الكريمة :
« وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ».
[ آيَةُ ١٩ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ فِي النِّسَاءِ] :
﴿« ٢. ١. » ﴾ :
" البحثُ من حيث اللغة :
" عَشَرَ : الْعَيْنُ وَالشِّينُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ : يَدُلُّ عَلَىٰ مُدَاخَلَةٍ وَمُخَالَطَةٍ ." فَـالْعِشْرَةُ : الْمُخَالَطَةُ " .

د. محمد الرمادي 05-09-2016 06:57 PM

﴿« ٢. ١. ١. »﴾ :
" عَشِيرَةُ الرَّجُلِ : بَنُو أَبِيهِ الْأَدْنَوْنَ ، وَقِيلَ : هُمُ الْقَبِيلَةُ ، وَالْجَمْعُ عَشَائِرُ .
فَــ : الْعَشِيرَةُ الْعَامَّةُ مِثْلُ بَنِي تَمِيمٍ ؛ وَبَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ ،
وَالْعَشِيرُ الْقَبِيلَةُ ، وَالْعَشِيرُ الْمُعَاشِرُ ،
و ": سُمِّيَتْ عَشِيرَةُ الرَّجُلِ لِمُعَاشَرَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا ،
وَمَعْشَرُ الرَّجُلِ : أَهْلُهُ .
وَالْمَعْشَرُ : الْجَمَاعَةُ ، مُتَخَالِطِينَ كَانُوا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ،
قَالَ ذُو الْإِصْبَعِ الْعُدْوَانِيِّ:
وَأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مِائَةٍ ** فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرًّا فَكِيدُونِي
وَالْمَعْشَرُ وَالنَّفَرُ وَالْقَوْمُ وَالرَّهْطُ مَعْنَاهُمُ : الْجَمْعُ ، لَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ ،
لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ .
وَالْعَشِيرَةُ أَيْضًا الرِّجَالُ وَالْعَالَمُ ، أَيْضًا لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ . وَ : الْمَعْشَرُ كُلُّ جَمَاعَةٍ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ نَحْوَ مَعْشَرِ الْمُسْلِمِينَ وَمَعْشَرِ الْمُشْرِكِينَ . وَالْمَعَاشِرُ : جَمَاعَاتُ النَّاسِ . وَالْمَعْشَرُ : الْجِنُّ وَالْإِنْسُ .
وَفِي التَّنْزِيلِ: يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ .".؛ :" وَيُقَالُ عَاشَرَهُ مُعَاشَرَةً جَمِيلَةً . وَقَالَ زُهَيْرٌ :
لَعَمْرُكَ وَالْخُطُوبُ مُغَيِّرَاتٌ ** وَفِي طُولِ الْمُعَاشَرَةِ التَّقَالِي
:" عَاشَرْتُهُ مُعَاشَرَةً ، وَاعْتَشَرُوا وَتَعَاشَرُوا : تَخَالَطُوا ، قَالَ طَرَفَةُ:
وَلَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةً ** لَعَلَى عَهْدِ حَبِيبٍ مُعْتَشِرْ
جَعَلَ الْحَبِيبَ جَمْعًا كَالْخَلِيطِ وَالْفَرِيقِ . وَالْعَشِيرُ : الْقَرِيبُ وَالصَّدِيقُ ، وَالْجَمْعُ عُشَرَاءُ .

د. محمد الرمادي 05-09-2016 07:03 PM

﴿« ٢. ١. ٢. »﴾ :
( الزَّوْجُ عَشِيرُ امْرَأَتِهِ)
" وَعَشِيرُ الْمَرْأَةِ : زَوْجُهَا؛ لِأَنَّهُ يُعَاشِرُهَا وَتُعَاشِرُهُ كَالصَّدِيقِ وَالْمُصَادِقِ .
ومن هنا بعد بحثنا من حيث اللغة من حيث وضع اللغة لمعنى بعينه ؛ يتحقق المعنى المقصود من
مُدَاخَلَةٍ وَمُخَالَطَةٍ بين الرجل والمرأة ، والحال هكذا وجب تفهم تلك العلاقة السامية الراقية بينهما

د. محمد الرمادي 05-09-2016 08:37 PM

إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ!!!
 
﴿« ٢ . ٢ . »﴾ :
" بمراجعة : أحاديث الأحكام : وبالعودة إلى فقه السنة المحمدية؛ وما فهمه رجال السلف الصالح من قرآن منزل كريم وسنة طاهرة نجد :".
﴿« ٢ . ٢ . ١ . »﴾ :" اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ الْوَلِيُّ : زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ الْعَظِيمُ : « مِنْ إِمْسَاكٍ بِمَعْرُوفٍ » ؛ أَوْ : « تَسْرِيحٍ بِإِحْسَانٍ» ".
[ذكر في (روضة الطالبين وعمدة المفتين؛ أبو زكريا يحيى بن شرف النووي؛ الشافعي)] .
و
للشافعي في قوله هذا مرجع لأقوال وافعال صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وعليهم جميعاً رضوان الله
فــــــــــــــــــ
﴿« ٢ . ٢ . ٢ . »﴾:" عَنْ أَنَسٍ (وهو : أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ . الْإِمَامُ ، الْمُفْتِي ، الْمُقْرِئُ ، الْمُحَدِّثُ ، رَاوِيَةُ الْإِسْلَامِ ، أَبُو حَمْزَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ ، خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَرَابَتُهُ مِنَ النِّسَاءِ ، وَتِلْمِيذُهُ ، وَتَبَعُهُ ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتًا.) قَالَ : كَانَ إذَا زَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِهِ أَوْ امْرَأَةً مِنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ : لِزَوْجِهَا : أُزَوِّجُك عَلَى :
" إمْسَاكٍ بِمَعْرُوفٍ " ؛
أَوْ :
" تَسْرِيحٍ بِإِحْسَانٍ ".".
[ذكره :" عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مصنفه] .
**************************
قلت الفخر الرمادي من الإسكندرية :"
﴿« ٢ . ٢ . ٣ . »﴾ :" وهذا أيضاً قول :"ابن عباس" ؛ و :"ابن عمر". " .
و
﴿« ٢ . ٢ . ٤ . »﴾ :" عَنْ إبْرَاهِيمَ ( وهو إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ الْإِمَامُ ، الْحَافِظُ ، فَقِيهُ الْعِرَاقِ ، أَبُو عِمْرَانَ ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ [ النَّخَعِ ] النَّخَعِيُّ ، الْيَمَانِيُّ ثُمَّ الْكُوفِيُّ ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ ، وَهُوَ ابْنُ مُلَيْكَةَ أُخْتِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ.) قَالَ : سَأَلْته فَقُلْت : أَكَانُوا يَشْتَرِطُونَ عِنْدَ عُقْدَةِ النِّكَاحِ : إمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ؟ قَالَ فَقَالَ : ذَلِكَ لَهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَرِطُوا مَا كَانَ أَصْحَابُنَا يَشْتَرِطُونَ. ". [المصدر السابق].
**
ونتساءل :
" هل أولياء أمر المرأة - اليوم - بكرا كانت أو ثيباً يفعلون ذلك" قبل عقد القران؛ أو ليلة الزفاف.. أو ينبه أو يخبر الرجل الذي يطمئن أنه سوف يتزوج أبنته أو أخته أو بنت أخيه أو بنت أخته... بقول سيدنا أنس بن مالك أو قول ابن عباس أو قول وفعل ابن عمر ؛ عبد الله بن عمر الفاروق عمر....
لعلنا لكثرة النسيان في المسائل الحياتية المصيرية نغفل مثل هذا ...
أقول :" نعم ؛ زواج امرأة من رجل مسألة مصيرية ؛ إذ تبنى الأمم وتسود الشعوب بتلك الخلية الأولى للمجتمع."
الاثنين 2 شعبان 1437~09. 05. 2016


د. محمد الرمادي 05-24-2016 02:11 PM

«﴿مدرسة الأزواج﴾»
 
كتابعِشْرَةِ النِّسَاءِ
﴿ ٣.الْبَابُ الثَّالِثُ
﴿« ٢ . ٢ . ٥ . »﴾:"المتتبع لآيات وسور الذكر الحكيم؛ يجد أن هناك سورة سميت بالنساء وفي مقابلها لم تأت سورة أطلق عليها الرجال؛ ثم ذكر القرآن سورة الإنسان بصفته الأصلية ونعته بكينونته؛ ثم توج قصة الصديقة مريم بسورة باسمها وقبلها تذكر في آل عمران؛ أما القصص القرآني عن الأنبياء؛ وهم رجال؛ -وتوجد بحوث هل يصح أن تصبح المرأة رسولا أو نبيا؛ سنضعه في موضعه من هذا الكتاب- فذكر اسم النبي أو الرسول كعلامة له كـ يوسف؛ إبراهيم؛ محمد؛ والملاحظ أنه لا توجد سورة باسم كليم الله موسى أو أخيه هارون أو سورة باسم كلمته وروحه عيسى؛ الصلاة والسلام عليهم جميعاً؛ نصل إلى أن القرآن الكريم كتاب دستور ومنهاج حياة وشريعة أمة... فذكرت الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالنساء أو ما يجب أن يراعيه الرجل عند معاشرة المرأة؛ وقد حصر الإسلام العلاقة بين الذكر والأنثى في الزواج؛ بمفهومه الشرعي؛ وهنا جاء التعبير القرآني الكريم (وَعَاشِرُوهُنَّ)؛ سورة النساء؛ آية: ١٩ .
ومن هنا قلنا بوجوب إيجاد«﴿مدرسة الأزواج﴾»
وعليه ينبغي على الجهات المعنية بهذا الأمر أن تنظم دورات تعليمية تثقيفية قبل الإقدام على الزواج؛ ليحسن كل منها عشرة الآخر؛ وفق المنهاج القرآني وطريقة الرسول المبلغ الأمين..

د. محمد الرمادي 05-24-2016 02:40 PM

﴿« ٢ . ٢ . ٦ . »﴾:"مِن نافلة القول؛ ومن إضافة لا تحتاج لتأكيد بل تحتاج لتذكير: ان الذكر -الرجل- يختلف عن -الأنثى- المرأة؛ حين نتكلم عن المظهر الخارجي المنظور؛ أو حين نقترب من المحسوس الملموس؛ أو حين نتكلم عن الهرمونات وتأثيرها على البنية الجسمانية والناحية المزاجية والذهنية؛ ثم تركيبة الجسد من حيث العضلات أو نسبة الدهون ؛ ثم دور الرجل في الحياة ودور المرأة كـ حاملة جنين؛ ومرضعة طفل وماسحة دمعة ومشبعة حنين؛ ومربية المستقبل... وهذا الإختلاف ليس إختلاف تضاد بل إختلاف إكتمال؛ فإذا إجتمعا تحت سقف واحد؛ سواء أكان سقف عمل وإنتاج أو سقف معاشرة وزواج؛ ينبغي علينا أن نعلم حدود الإقتراب ومبادئ الأداب؛ والأحكام الشرعية العملية فصلت هذه المواضع وشرحت تلك المفاصل... هذا في المجتمع الإسلامي .. فإذا رحلنا إلى مجتمع ليبرالي مفتوح؛ تعطى للمرأة كامل حقوق الرجل -كما يدعون- نجد أن برلمان جمهورية النمسا الإتحادية؛ مثلاً اصدر قانونا يعاقب المتحرش؛ بغض النظر عن المكان-عمل أو شارع-؛ ولمن يتابع لوحظ إرتفاع نسبة الإغتصاب أو محاولات الإغتصاب في المجتمع-في ليل دامس؛ وفي طرق غير مأهولة-؛ والسؤال لماذا يتم في مجتمع مفتوح ليبرالي مثل هذه المحاولات؛ إذ أن قضاء لحظات أثمة في دكاكين الدعارة مسموح ومؤمن؛ إذاً هناك عوامل آخرى تدفع الذكر لمثل هذه المسائل ولنا معها وقفة في باب قادم؛ بمعنى ما هو الدافع عند ذكر بالغ عاقل راشد أن يقدم على تعذيب أنثى لم تصل لسن البلوغ فواقعها ؛ أو يختبئ خلف الأشجار ليفاجئها يفزعها ليقضي وتره؛ وينهي شبقه؛ إذا أن اللحظة كما يقال لحظة إتفاق؛ وتبادل عناق؛ وليس لحظة إنكسار وتخريب نفسية إنسانة وما يلحقها من دمار!!؟. ". ونزيد قطرة من الشراب في كأس مملوء : فــ نتفاجأ أن مرتب المرأة مازال في دول العالم الأول أقل بكثير من دخل الرجل وهما-الرجل والمرأة- حاصلان على نفس الدرجة العلمية ويقوما بنفس أعباء العمل.


الساعة الآن 07:49 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w