الخوفُ ينفُثُ في الفؤادِ الأرفعِ
ويضيقُ بالمرءِ الفضا إن يجزعِ
ما كان يخفى قبلُ أصبحَ خلفَنا
وغدًا يصيرُ اليومُ أكثرَ ما نعي
ضُمِّ الفؤادَ إلى لفيفِ الأضلُعِ
إنَّ الفـــؤادَ لئن تفرَّقَ يُفجــَــعِ
ما مال قلبُكَ للفروعِ وحُسنِها
إلّا وعـــادَ يئـــــنُّ دونَ الأفــــــرُعِ
سيميلُ جِذعُكَ قدرما مالَ الهوى
وتُصيبُ ريحُكَ قدرَ بُعدِ المرجِعِ
مالــي إلى كُلِّ الخلائـــقِ حاجـــةٌ
إلا الذي حقٌّ لهم في مـــوضِعِ
مالــي وللدُّنيــــا,أســـــــيرُ بظَلِّهـــا
يومًا,وأمضــــي في قميصِ مُودِّعِ
رقــــراقــةٌ,تدعــــو لمـــــاءِ بحورِها
فأعـــــــودُ منهُ بما أقامَ بأُصبُــــــعِ
ولكَم رضيتُ بأن أعودَ مُسلّمًا
حتّى تلاشي ماؤها في أدمعي
وبقيتُ أحسِبُ حسرتي,كم مرّةً
أدبرتُ عنها ثُمَّ عُدتُ لأشنعِ
هيَ بابُ حقٍّ قد تذيّلَ باطلًا
والحقُّ أولى أن يؤرّقَ مضجعي
ستجفُّ يومًا من يديَّ بحورُها
ويجوزُ ما قدّمتُ في عمري معي
ستمُـــرُّ ذكـــرانا كأنّا لم نكُـــــن
ونحِــــــلُّ سُكّــانًا بـــدارٍ أوســـعِ