عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-07-2009, 09:34 AM   #1

أبو المعالي
عضو سوبر
 

 رقم العضوية : 8045
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : السعودية
 المشاركات : 2,611
 النقاط : أبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond reputeأبو المعالي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 4611
 قوة التقييم : 3

أبو المعالي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي الحياة مع التوبة… طعم آخر

الحياة مع التوبة… طعم آخر





في لحظة تجلت فيها رحمة الله وعظيم فضله للعبدالفقير، انظر إلى هذه اللحظة ولا أزال إنها كانت لحظة هدايتي.




كنت أمتلكشاليه إيجار قرّر أصحابه هدمه لتطويره، وكان ذلك أول ما خلصني فيه الله من جزء كبير -البيئة التي كانت تحيطني- تزامن في نفس الوقت انهيار الشركة التي أعمل بها وانتقالمركزها إلى مدينة بعيدة يتطلب الأمر أن أمني نفسي ببيئة مختلفة فحاولت الاستقالة،ولم أكن أدري أنني كنت كالذي يفر من سعادته ومن تاريخ ولادته واليوم الذي سأحيا فيهبعد موتي، فرض عليّ الانتقال واحترام الأمر، فانتقلت مجاراة الحال حتى أجد عملاًآخر فعرضت عليّ وظائف كثيرة طيبة، لكني كنت أجد أحد العيوب في الوظيفة، فأفضلالاستمرار في عملي.




وقد كان في انتقالي لتلك المدينة خير كثير فقد كانت فرصةطيبة لإعادة ترتيب أوراقي وأفكاري. بدأت أفكر في أبعاد كثيرة للحياة وصرت أنظرللحياة بعين أكثر بعدًا وأفكر بعمق في كل الأحداث التي كانت تحيط بي، وأصبحت أفكرفي إنجازاتي وآثاري حتى تاريخي، ثم توالت المواقف التي كانت عاملاً مساعدًا للوصولإلى القرار المصيري.




كفى بالموت واعظًا




فيإحدى المرات كنت أسافر عبر طيران شركتي الخاص، والطائرات الخاصة تهبط في مدرجطائرات كبار الزوار، وعلى غير العادة تأخر سائقي لأمر مرتب ومدبر من رب العالمين،وأثناء انتظاري في صالة الطيران لاحظت أن هناك حركة غير عادية في المطار، المكانمزدحم بالسيارات لكن أي سيارات؟؟ سيارات لم أرَ مثلها من قبل بهذا الشكل وهذاالعدد، وكأنه موكب ملكي وأشكال من البشر ترى أثر نعم الله على وجوههم، فأيقنت أنهناك شخصية هامة على وصول.




وصلت طائرة لأحد كبار تجار المدينة كان مليونيرًاطالما تنقل بطائراته الخاصة لإبرام الصفقات أو الفسح، أما هذه المرة فقد كانمحمولاً توفاه الله في بلد أجنبي، وجيء به لدفنه في بلده. جلست أراقب مراسم النزولوالأبناء والأحفاد يتناقلون النعش إلى سيارة الإسعاف ووجوم مخيم على وجوه الجميع،لكن وكأني بهم كل قد فتح فاه انتظارًا للملايين التي ستكون من إرثه.




تابعتالمشهد حتى النهاية لكن بعقل ليس عقلي وإحساس ليس إحساسي، وما أن انتهى كل شيء حتىوصل سائقي وركبت وكل تفكيري بهذه الدنيا




ما صنعت بهذاالمليونير؟




ماذا عساه قد أخذ معه؟




وكيف إذا كان لم ينفق أمواله فيمرضاة الله؟؟




أو كان يحارب بها الله ورسوله؟؟




كل هؤلاء الحضور ماذاكان يدور في رؤوسهم؟؟




هل مات يوم مات سعيدًا، راضيًا، قانعًا؟؟؟




هاهو يموت رغم كل أمواله بنفس الطريقة التي مات بها جدي وعمي وسائر أقاربي، فماذاصنعوا وماذا أخذوا من هذه الدنيا مع اختلافهم؟ وأسئلة كثيرة لا تحضرني أوشك هذاالحدث أن يجهز عليّ رغم أن أحداثًا كثيرة قد سبقته.




قضيت عطلة الأسبوع معأهلي وعند وداع أمي طلبت منها أن تدعو لي في صلاة الفرقان.




لم أستطع النومفي هذه الليلة وكانت روحي فرحة من شيء مجهول تترقبه حنينًا وشوقًا، شيء لما يأتِبعد إلا أنه الأنس برحمة الله الذي أدركته روحي قبل جسدي، واستعددت للقاء الحبيببكل لهفة. لم أكن أعرف قيام الليل أو صلاة السحر وإلا لما ترددت في أن أقضي الليلةفيها؛ لذلك ظللت أتقلب وأتقلب إلى أن أذن لصلاة الفجر فقمت من فراشي للوضوء، وخرجتفي ليلة ظلماء أضاءها الله لي وأنار دربي.. مشيت الهوينى أحمل قدمًا وأضع قدمًابنشوة.




ما زلت أطلق على هذه الصلاة صلاة الفرقان فقد كانت صلاة لم أعهدمثلها من قبل، فقد فرقت بين الظلمة والنور والحق والضلال.




مفارقات في طريق التوبة




عدت إلى بيتي لا أدري ما الذيأصابني، الآن قد أدركت جوارحي ذلك الأنس الروحي فخررت ساجدًا، وانهارت قواي وانهمرتباكيًا حتى نسيت نفسي لا أدري ما الوقت الذي استغرقته، استيقظ الجميع على نحيبيوعويلي على ما فرطت في جنب الله، ولم أشعر بأحد وتوالى الخير وتوالت فضائله عز وجلالتي لم أكن أحلم بها، ومن وقتها لم أترك بفضل الله صلاة الفجر والجماعةعامدًا.




وفي طريق التوبة حدثت لي بعض المفارقات فقد كنت محترف لعب " البلوت" أحد ألعاب القمار ومن المدخنين للشيشة. ذات ليلة تركنيأصدقائي بمفردي فقلت فرصة لقيام الليل والأنس مع الله، وكان ذلك في أول الليل.. وقعت عيني على الشيشة فزينها الشيطان لي فأعددتها وتهيأت لي وقالت هيت لك، وضعتهاعلى فمي ورشفت أول نفس فوجدته مثل العلقم سبحان الله مغير الأحوال ما ذلك المرار؟؟ساعتها خيل إليّ أن أحدًا يناديني




يا من أردت لقاء الله في آخر الليل ترى هليدعك تلوّث نفسك في أول الليل؟؟




أذلك الذي تُعِدّ نفسك به لمناجاته في ساعاتالسحر؟




فتركت الحرام، وقمت لأناجي ربي الذي نجاني وتابعلي.





-------------------







* نقلاً عن كتاب "عالم بلامشاكل"







  رد مع اقتباس