عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-02-2010, 05:02 PM   #2

أم ورود
 

 رقم العضوية : 39169
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 المشاركات : 87
 النقاط : أم ورود will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

أم ورود غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي تابع الرقص على الجثث

كانت السيدة الهام حديث الوطن العربي كله وليس مصر فقط ، فقد كان كل رجال العرب وشبابها يلاحقونها بنظراتهم لعل النظرات تشفي غليلهم ، كذلك كان يفعل كبار البلد ، لكن السيدة الهام كانت حذره جدا ، فلم تكن تعير انتباهها لأحد أيا كان و كانت حذره جدا في انتقاء أصدقائها ، أو بصراحة لم يكن لديها صديق أو صديقه غيري ، أما الباقي فكانوا مجرد تكملة عدد ، أو ضيوف شرف في حياتها أو بالأحق سلم تصعد به إلى قمم الشهرة و النجاح .
كانت دائما تقول لي " أعلم إنهم سيرحلون يوما ما ,,, عندما يجدون إلهام غيري "

لم أكن اعلم ماذا تقصد ,, إلا عندما شاءت الأقدار و الصدف أن أكون أنا الوحيدة التي تملك سر إلهام الراقصة المشهورة , وتفاصيل حياتها و قصتها من البداية إلى النهاية
حتى إن قصتها باتت كما لو كانت فيلم سينمائي أو حتى رواية خرافية و خياليه ,, فإليكم ما يلي :


ذات يوم و السيدة إلهام راقدة في فراشها تصارع مرض اللوكيميا " سرطان الدم " الذي بدا و كأنه احتل جسدها النحيل الرشيق و هاجم وجهها الجميل الوديع الفاتن حتى غدت كالمشوهة أو فنانه أفلام الرعب بدل الأفلام الرومانسية التي كانت هي بطلتها
فمن يصدق إن أجمل وجهه دخل الشاشة المصرية " إلهام شوقي " أصبحت طريحة الفراش لا تقوى على الحركة ، و إن وجهها الذي كان مثال الجمال و الروعة أصبح مثال للقبح و التشوه و جسدها الذي كان مضرب الإغراء أصبح كالمومياء ، لا يتمناه أي رجل بالعالم ، لكن أنا مازلت أراها في قمة جمالها و فتنتها ، لأني الوحيدة التي أحببتها بإخلاص لا للمجاملة ولا للمصلحة ،
فمنذ تسعة أشهر أصبح الكل متخلي عنها تدريجيا ، و لم يتبقى غيري أنا فمازلت ألازمها كل لحظات حياتها أو بالأحرى لحظات مرضها ، ألازمها ليل و نهار كظلها ، لا أفارقها إلا وقت النوم ، لكن لا أنكر إني طوال الليل استيقظ من نومي عدة مرات للاطمئنان عليها ، فخوفي عليها يزداد يوم عن يوم ، فحالتها تزداد سوء يوم عن يوم ،
كذلك لا أنسى تلك النسوة اللواتي يطرقن الباب كل بداية شهر ليأخذوا ما يتسنى لهم من مال ، فقد خصصت السيدة الهام جزء من مالها لمساعدة الفقراء و المحتاجين و الأرامل و اليتامى منذ أن دخلت المجال الفني ، و أصبحت الأموال تهطل عليها كالمطر ، لهذا فق كنت دائما أصفها بالطيبة و الحنيه ، فانا لم اشهد فنانه أو امرأة ب كرمها و طيب قلبها ، تهب حياتها من اجل إسعاد كل الناس ولا تنتظر المقابل ، لكن ما بدا لي أن تلك النسوة كانوا يكتفون بالسؤال عنها عند الباب و يأخذون ما أتوا من اجله و يرحلون ولا يكلفون على نفسهم حتى لو يدخلوا دقيقه واحده ليروها أو ليخففوا آلامها ، فما حاجتهم لها مادام المال يصلهم في موعده ، فالرجال في السابق كانوا يزورونها من اجل إشباع غليلهم في النظر إلى جسدها و جمالها و النساء يزرنها من اجل التمعن بملابسها و أناقتها أما الآن لا جمال و لا جسد و لا ملابس و لا اناقه فما حاجتهم غير المال
فهنا لا يوجد سوى جثه هامدة تطرح الفراش و وجهه قبيح و جسد نحيل تغطيه التجاعيد و اثر المرض يملئه
كذلك الغرفة في السابق كانت رائحة الورود و العطور تملئها أما الآن فرائحة الادويه و العقاقير و المعقمات تسكنها



يتبع







  رد مع اقتباس