الموضوع: ترى ....هل سيعود
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-10-2010, 02:45 PM   #1

MangoJuice
 

 رقم العضوية : 39849
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 المشاركات : 1
 النقاط : MangoJuice will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

MangoJuice غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي ترى ....هل سيعود

رمقها بنظرات من فوق كتفيه ثم مضى ...كانت تعلم ماتعنيه تلك النظرات ... تعلم انه لن يعود.....
لم يعد راغبا فى براميل الفسيخ .........
لم تعد تغريه زهور الحلبة بألوانها الزرقاء ......
حتى تلك اللحظات التى كانوا يقضونها مع الجاموسة يرضعون منها أكواب السحلب الساخن كل تلك اللحظات ذهبت أدراج الانتفاخ ...
مازالت تذكر هى .....ماخانتها ذاكرتها يوما .. يوم أن التقت به كفارس على دراجته ذات الإطارات المثقوبة ...
ترى هل ستستطيع ان تكمل كوب الشاى بعد ان تركها ومضى .. مازال عقب سيجارته السوبر على الطاولة ... ياليتها ما مسكته فى خانة الشيش ... ليتها لم تتعمد ان تقرص ...
تساقطت دمعة من ثقب السقف المغطى بقش الأرز.... تحسست سخونتها على قفاها ... ثم مسحت بربورها المتدلي على شفتاها ... ونظرت الى الركن البعيد من العشة الصفيح ... مازال هناك كما تركه .. جحر الفار الذى طالما قرض أرنبة انفه المعقوف ...
تنهدت وكتمت أنفاسها وهى تحاول أن تستبقى عطر شرابه الفواح فى رئتاها ....وأغمضت عيناها وهى تهرش فى رأسها من تحت تلك الخرقة التى أهداها لها يوم أن غسلت وجهها ببرسيل
كانت فرحة غامرة تلك التى انتابتها عقب أن أحرز الأهلي هدفه الأول فى مرمى كوتوكو الغاني ... كم تتوق الى السوداني وحبات اللب الخشب وزجاجات المياه الفارغة وعلب البلوبيف الممتلئة بالسردين المشوى ..
لكنه مضى .. مضى دون حتى ان يقول لها سى يو ليتر ...لم يغنى لها كما اعتاد ان يغنى عبد الحليم حافظ لأم كلثوم فى فيلم وداعا يا طويل العمر ... قامت تلملم أشلاءها المتناثرة مع أعقاب سجائره التى كان يسحقها بحذائه التى تظهر منه أصابعه... مازالت تؤلمه منذ أن مر عليها القطار ...
ليتها ما تركته يرحل ... ليتها ارتمت على قدميه ... ليتها ضربته شنكل حرامية وأوقعته على الأرض المبتلة بماء الغسيل المتسرب من الغسالة البرميل التي أكلتها البارومة ...
آه لو كنت استمعت الى نصيحته وغيرت تسريحة شعر كلب الجيران ..ربما كان بقى لديها بصيص من الأمل فى ان يفوز الزمالك بكأس كفر الشيخ لهوكى الجليد ...
هل قدر عليها ؟؟؟ هل قدر عليها ان كل من تحبه يكون لا يهوى أكل الفسيخ المقلى ؟؟؟ آآآآآه ياقلب ...كم تود ان تمد يدها داخل صدرها وتنتزع تلك البرغوثة التى ما فتأت تقرصها حتى تورمت وجنتاها .... ولكنها استجمعت قواها الخائرة ... وبقايا من ساندوتش طعمية وعقدت عزمها برباط حذائه الملقى على باب الكنيف ورفعت عيناها الى السقف ترقب ذلك القط الذى مابرح يبول على قفاها .. نظر اليها .. رمقها بنظرات حادة .. ثم استدار ... لا تعلم لماذا تشعر بتلك السخونة على وجهها ..
ربما بكت دون ان تدرى ...
وبعد ... هل ستجلس هكذا تنعى أقدارها؟ أتترك نفسها فريسة لتلك الذكريات المؤلمة ...
مدت يدها الى كأس على الطاولة وتناولت ما فيه دفقه واحدة ... يا الله كم هو مر الطعم ... لكنها ستظل تشرب وتشرب حتى تأتى على كل ما فى ذلعة المش حتى تنسى ما حدث ...
أشعلت عقب من أعقابه التى كان يمضى يومه فى جمعها ثم يأتى إليها باشاَ مهللا ..مهلهلاَ .. وتستقبله هى كأروع ما تستقبل حبيبة حبيبها العائد لتوه بعد الإفراج عنه من سراى النيابة لعدم قدرة النائب العام على تحمل رائحته ... ياله من قاسى القلب متحجر المجانص ... ليتها ماتت ... نعم... ليتها ماتت تلك الدجاجة قبل ان تمتد يدها اليها وتذبحها حتى يأكل هو وتظل هى تنظر اليه مبتسمة داعية له بالسم الهارى على بدنه ... كم تعشقه وتتمنى ان يعود.. حتما سوف يعود
ماعاد يقدر على فراق برميل الفسيخ ...سيعود ... فاقبع ايها الفأر فى جحرك وانتظر أرنبة انفه المعقوف ... وأنت أيها القط فوق السطوح .. فلتبول كما يحلو لك .. عطر المكان انتظارا لعودته... وأنت أيتها الغسالة البرميل التى أكلتك البارومة .. القى بماء الغسيل على الأرض ابتهاجا بقرب عودته.. أما أنا فدعونى أنام كالملاك الحالم وسط الطين حتى أفاجئه حين يعود ... سيعود.







  رد مع اقتباس