عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-26-2010, 10:28 PM   #1

عمر عيسى محمد أحمد

عضو فضي

 

 رقم العضوية : 49777
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 الجنس : ~ ذكر
 المشاركات : 681
 النقاط : عمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond reputeعمر عيسى محمد أحمد has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 5706
 قوة التقييم : 0

عمر عيسى محمد أحمد غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

تكريم فى الخواطر 

قصــــة القاضـــــي والطفــــــل !!

بسم الله الرحمن الرحيم
:cv44::cv44:

القاضــي والطفــل !!



عرف القاضي الجنائي بصرامته .. وعدم التهاون في دقائق الأمور .. وقد تمايز بين القضاة بالحدة والتصلب في فرض أوامره .. ولأنه لا يمنح الفرصة لمن يحاول أو يجادل فإن الجميع الذين يتعاملون في القضايا يتحاشونه .. ويفضلون التعامل مع الآخرين من القضاة .. وتلك قصة لأسرة صغيرة من أب وأم وولد وبنت .. الولد في عمر العاشر من السنوات .. والبنت تصغره بسنتين .. توجهت الأسرة في عصر يوم بسيارتها إلى بلدة ريفية لقضاء فترة أجازة قصيرة .. وفي الطريق لتلك القرية التي تقع بعيداً عن المدينة وبعد مساحات عريضة من المزارع والحقول لاحظت الأسرة أن أحدهم يقف بجانب الطريق ويشير إليهم بالتوقف .. وكان الرجل يحمل معه حقيبة كبيرة .. وبحسن نية أوقف الأب السيارة ثم تقدم الرجل وطلب منهم في رجاء أن يأخذوه معهم إلى القرية .. وقد لاحظ الطفل تردداً وعلامات خوف عند ذلك الرجل .. وذلك ما لم يلاحظه الآخرون .. فوافق الأب أن يصطحب الرجل معهم .. فطلب من ابنه أن يركب في الخلف مع والدته وأخته .. وطلب من الرجل أن يضع الحقيبة في صندوق السيارة بعد أن سلمه المفتاح .. ثم طلب منه أن يركب معه في المقدمة .. ففعل الرجل بما أشار به الأب .. ثم تحركت السيارة بهم جميعاً .. وبعد أن ساروا لمدة ساعة كاملة لاحظ الجميع أن هناك وعلى مسافة بعيدة إشارات ضوئية كثيفة في نهاية الأفق من الطريق الذي يسيرون عليه .. وفجأة طلب الرجل من الأب أن يتوقف .. ثم وسوس في أذن الأب مدعياً بأنه يريد أن يقضي حاجته .. وتفهم الأب الظروف بحسن نية .. وسمح للرجل بالنزول .. وفتح الرجل باب السيارة ثم ابتعد واختفى في حقول كثيفة من الذرة الشامية العالية .. ثم طال انتظارهم ولم يظهر الرجل مرة أخرى .. ولم يحاولوا تجاهله ويواصلون المشوار لأنهم يعتقدون بأن الرجل لا بد أن يعود وخاصة وحقيبته في صندوق السيارة .. ومرت الدقائق ولم يظهر الرجل .. ثم أخذت تلك الأنوار البعيدة تقترب منهم .. وفي لحظات كان هناك رتل من سيارات الشرطة والنجدة .. والتي أحاطت بهم في لحظات .. ثم نزل منها ضابط أمن كبير .. وبدأ في استجواب الأب وعن سبب توقفهم هناك .. فبدأ الأب يشرح له القصة .. ولكن الضابط كان يتشكك في أقوال الأب .. فطلب منه الأوراق الثبوتية .. وبحسن نية أيضاً فتح الأب العلبة الأمامية التي تتواجد فيها تلك الأوراق .. ولدهشته لم يجد تلك الأوراق .. وبالرغم من أنه متأكد بأنه وضعها هناك .. مما زاد في تشكك الضابط الذي أمرهم بالنزول من السيارة .. ثم أمر رجاله بتفتيش السيارة .. فنزل رتل من رجال الأمن وبدأوا يفتشون السيارة ثم طلبوا من الأب أن يفتح الصندوق الخلفي .. وبمجرد أن فتح أحد رجال الأمن الصندوق الخلفي حتى قفز أحد الكلاب البوليسية التي كانت ترافق الفرقة بسرعة شديدة وبعصبية ووثب فوق حقيبة الرجل .. فطلب الضابط من الأب أن يفتح تلك الحقيبة .. وبالرغم من محاولات الأب أن يشرح له بأن تلك الحقيبة لا تخصه إلا أن الضابط أمر بكسر أقفال الحقيبة .. وكانت المفاجأة أن الحقيبة كانت مليئة بكميات كبيرة من المخدرات العالية الجودة .. وتلك ما كانت تبحث عنه تلك الفرقة الأمنية التي تلقت خبر تهريبها ثم بدأت تترقب مسارها .. وأخيراً تمكنت من الحصول عليها .. وفوراً تم اعتقال الأب وأسرته .. ومصادرة تلك المخدرات لزوم الأدلة الثبوتية .. ووضعت الأسرة في الحبس لحين التحري .. وفي الصباح أحضر الأب دون الآخرين لمكتب المتحري مع الحقيبة ذات الصيت .. ثم في تواجد قاضي تحري والضابط تم فتح الحقيبة .. وكانت الدهشة التي ألجمت لسان الأب بأنهم بعد إفراغ المخدرات من الحقيبة وجدوا تحتها كامل الأوراق الثبوتية للأب .. مما لم يدع أي مجال للشك بأن الأب متورط في الأمر .. ولم يستطع الأب أن يبرر تواجد تلك الأوراق في حقيبة المخدرات .. وبالتالي تم حبس الأب للمحاكمة .. مع إطلاق سراح باقي أفراد الأسرة ..
ثم كان يوم الجلسة الأولى .. وأمام ذلك القاضي الصارم .. وقبل بداية الجلسة دخلت الأم مع بنتها في قاعة المحكمة .. أما الولد فقد تأخر قليلاً عنهم .. وأخذ يتجول في الصالات الخارجية للمحاكم .. ثم وقف فجأة في ذهول شديد وقد بدأت سيقانه تتراجف .. لأنه رأي ذلك الرجل صاحب الحقيبة يلبس الزى الرسمي لضابط أمن ويقف أمامه رتل من رجال الأمن ويتلقون أوامر منه .. ولم يلاحظ الرجل تواجد الولد .. فدخل الولد قاعة المحكمة وهو لا يصدق ما يجري .. وأراد أن يشرح الأمر لأمه ولكن ذلك القاضي الصارم زجره وأمره بالسكوت .. ثم تليت القضية وطلب القاضي من الأب الإقرار بجريمته .. وأنه لا داعي للمماطلة .. وبالرغم من إنكار الأب الشديد أمر القاضي بتحويل القضية إلى المحكمة العليا بتهمة الترويج .. وهي جريمة عقوبتها الإعدام .. فوقف الولد فجأة وبدأ يصيح بصوت عالي بأنه رأي الرجل .. ولكن لم يأخذ أحد بأقواله .. بل أمر القاضي الصارم بإخراج ذلك الولد المشاغب من المحكمة فوراً .. فدخل رجلان من رجال البوليس وسحبوا الولد وهو يقاومهم بشدة ويحاول أن يشرح لهم .. إلا أنه وجد نفسه خارج صالات المحاكم مع إنذار نهائي من رجلي الأمن .. أما القاضي فأمر بتأجيل القضية مع حبس الأب بدون إي إفراج بضمانات .. ثم خرج القاضي من القاعة ..
وفي تلك الليلة حدث أمر عجيب وغريب في بيت القاضي الصارم .. فعند منتصف الليل استيقظ القاضي مذعوراً من نومه .. لأنه فجأة فتح عينيه ليجد ذلك الصبي يجلس في حافة السرير الذي ينام عليه .. ولم يصدق عينه في بادئ الأمر .. ولكنه تيقن من ذلك .. وبدأ يسأل نفسه .. كيف دخل ذلك الولد أولاً في سكن القضاة وهي محاطة برجال الأمن .. ثم كيف استطاع أن يدخل في داره وهناك إجراءات أمنية مشددة .. ثم أخيراً كيف استطاع أن يصل لغرفة نومه .. وذلك من خصوصياته التي لا يتجرأ أحد من أفراد أسرته أن يتعداها .. ثم نظر للولد فوجد في عينيه صرامة وإصرار في أبداء رأيه .. فقام القاضي وجلس فوق سريرة .. ثم سأل الولد قائلا : هل أنت ذلك الولد اليوم في المحكمة .. فأجاب الولد بنعم .. ثم قال له ما الذي دفعك لتحضر لغرفة نومي ؟؟ فأجابه الولد قائلاً : لأنك لم تعطني الفرصة في القاعة .. ولم تحاول حتى سماع قولي .. عند ذلك أدرك القاضي أن هناك أمراً يحدث وفي أهمية كبيرة .. فطلب من الصبي أن يبدأ في سرد القصة .. فكان له ذلك .. فبدأ الولد في سرد الحكاية من البداية للنهاية .. فجلس القاضي بعد ذلك لفترة من الزمن وهو ينظر إلى الأرض دون أن ينطق بكلمة .. ثم رفع رأسه وطلب من الولد أن يناوله الهاتف .. فاتصل بأحدهم وطلب منه تحويل كل الأوراق الثبوتية في تلك الحقيبة إلى قسم البصمات .. وطلب منه أن يكون الأمر في غاية السرية .. ثم طلب من الولد أن يأتي للمحكمة مع أمه وأخته في الصباح الباكر .. فخرج الولد من غرفة النوم ثم اختفى في الظلام ..
وفي الصباح وعند الموعد المحدد حضر تيم من القضاة .. ثم أمروا جميع ضباط الأمن أن يقفوا في صف طويل دون استثناء .. ثم أحضروا أولاً البنت الصغيرة وطلبوا منها أن تتعرف على الرجل من بين الضباط .. فمرت أمام الجميع ثم أشارت لذلك الرجل .. ثم ثانياً تم إحضار الأم وبنفس الطريقة تعرفت على الرجل .. ثم جاء دور الولد الذي أيضاً تعرف على الرجل .. ثم بعد ذلك تم اعتقال ذلك الضابط الذي أنكر الأمر في البداية ثم بعد محاولات كثيرة أقر بالجريمة .. وهكذا تم إنقاذ حياة الأب من حبل المشنقة بفضل شجاعة وإصرار ذلك الصبي المقدام .!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة خيالية / للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد







  رد مع اقتباس