قصه بين الشيخ وتلميذه قلت : فمن اهل الاراده ؟
قال : من لم يتخط عيبا ، ولا عورة الى نافله
قلت : فما حفظ اللسان ؟
قال : الصمت
قلت : فما الاحتياط فى التحفظ عند الكلام ؟
قال : ترك ذكر عيب من غيرك ترجو على ذكره اذا ذكرته الثواب لكيلا يخرجك ذلك الى ذكرعيب من غيرك تخاف على ذكره العقاب ، وخذ نفسك بهذا الباب اشد الاخذ ، واحمل عليه من الناس من استرشدك ، واراد مثل الذى تريد ، فان العبد اكثر ما يؤتى منه من قبل التهاون باليسير هو الاساس الذى يبنى عليه الكثير ، فيكون اوله كان تحفظا ، ثم صار انبساطا ، ثم صار من الانبساط الى ذكر اليسر الى ماهو اكثر منه ، فلا تشعر حتى ترى نفسك حيث كنت تكره ان ترى فيه غيرك ، ففى ترك اليسير ترك اليسير والكثير
واقوى الناس على ذلك واصدقهم هو الذى اذا عزم امضى عزمه ، ولم يلو ، واضعف الناس فى ذلك اضعفهم عزما ، وهو الذى يعزم ثم يحل عزمه ، ولا يكاد يمضى عزما
فهذا الذى يتلاعب به الشيطان ، والهوى ، والنفس ، ليس له عندهم قدر ، لكثرة معرفتهم بتافص عزمه ، وقلة استعماله لها ، واولو العزم من الناس افاضل الخلق من كل طبقه
|