عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-28-2011, 10:09 AM   #1

ابن السودان
 

 رقم العضوية : 66249
 تاريخ التسجيل : Feb 2011
 المشاركات : 7
 النقاط : ابن السودان will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

ابن السودان غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي :: لنصنع واقعنا بدل ان نستمر في الحلم ( مصر والسودان ) ::

( هذا المقال نشرته في منتديات سودانية وابدأ الان بنشره في منتديات مصرية ) :

من منا لم يعايش أو يلمس تلك العزلة البغيضة والتي كانت نتاجاً طبيعياً لغياب الدور السياسي الفاعل لفترة طويلة من عمر التاريخ في تقريب وجهات النظر بين شعبي وادي النيل .

منذ ان تعملنا كيف نقرأ ونحن نسمع شعارات رنانة ،وقصائد مغناة ،،واناشيد تطرب موسيقاها الاذان عن كلمات تحوي معاني الوحدة والتكامل والتوحد بين شعبي وادي النيل ، لكننا وبكل صراحة لم نحس يوماً ونلمس على ارض الواقع اي تغيير يذكر في تلك الحالة المعهودة من " العزلة " الحقيقية بين مصر والسودان ، وكانت كلما تمر الايام كلما ازدادت حواجز العزلة متانة لتفصل بين اقدم الشعوب تاريخاً وحضارة في افريقيا ، حتى النخب المثقفة من اهل الاعلام والثقافة والوحدوين لم تجدي ندائتهم " المتواضعة " في رأب الصدع وسد الهوة العميقة في مستقبل العلاقات بين المصريين والسودانيين .

ان مايدعوني للتساؤل حقاً هل كانت هناك في الاصل وحدة مفعلة على ارض الواقع وتكامل اقتصادي ثقافي سياسي وتعاون مشترك في يوم من الايام وضيعتها الانظمة السياسية المتباينة على حكم القطرين ؟ ام ان الوحدة والتكامل لم يكونا الا حلماً يراود خاطرة المفكرين ويلهم الشعراء والمثقفين ليس الا !!!! ،،، هذا مانحن في حوجة ماسة الى تعريفه وتحليله لنستطيع ان نعيد صياغة تفكيرنا وتوجهنا ناحية فكرة التكامل والوحدة بين مصر والسودان .

ثم لنسأل انفسنا بكل صراحة عن مقدار التكافؤ ( الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ) لجعل أمر مصاهرة الشعبين اقتصادياً وثقافياً وتشكيل وحدتها واقعاً ممكناً ، واعني بذلك مقايسة الامكانيات التي يتمتع بها كل قطر لنستطيع ان نحدد مدى امكانية التواؤم ان صح التعبير .

ثم ان للاعلامين المصري والسوداني كامل المسؤلية في جعل هذا الحلم أو الامل واقعاً ممكنا وحقيقياً وذلك عبر التشارك الكامل في بث الفكرة وضخها ومنهجتها بشكل منظم حتى تتحول من مرحلة الحلم الى هدف يعمل من اجله الجميع كل في موقعه .

في رأيي ان البدء بكل جدية في انشاء مشروعات حيوية اقتصادية ضخمة مشتركة في كافة القطاعات ( صناعية ، زراعية ، كهرباء ، ماء ، ثروة حيوانية ، عمالة فنية مدرية ) ، يعود نفعها على البلدين سيكون نقطة بداية جديدة فعلية في كسر حاجز العزلة وسيسهم بالتاكيد في اعادة تشكيل خطاب جديد واقعي وجدي لمستقبل العلاقات بين مصر والسودان مما سينعكس بشكل ايجابي على الحالة الاقتصادية لكل من طرفي الوحدة.

اننا نعيش اليوم عالماً سادت فيه ثقافة " التكتلات " واصبحت فيه الغلبة والهيمنة لقوى الاتحادات التي بوسعها ان يكون لها ثقلها الاقتصادي والسياسي الفعال ، ممايفسر حوجتنا الماسة الى الخروج من واقع العزلة المرير والذي انهك جسد الامة السودانية والخروج بنا الى " تكتل " يستطيع ان يقدم للشعوب الرفاهية والتقدم المنشودين دائماً .

لابد ان نعي واقع المرحلة الخطيرة التي نمر بها ونفكر جدياً في اعتناق المذهب العالمي الجديد والذي تكون فيه الهيمنة كما ذكرنا الى التكتلات الحقيقة ، وهذا مايدعونا الى العمل الجاد والتفكير بطريقة جديدة كلياً لايجاد مخرج للمشكلات الاقتصادية والسياسية التي نمر بها ولنتلمس لانفسنا طريقاً جديداً يعبر عن تطلعاتنا واحلامنا واهدافنا ونتحول الان .. الان فقط وليس الغد الى صناعة الواقع بدلاً من البكاء على المعوقات التي تواجهنا ولنخطو خطوات جادة نعي فيها اهمية التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان ومايمكن ان يعود على السودان ومصر من تقدم وازدهار وقوة ومنعة .

فمن اين نبدأ وكيف نخطو الخطوة الاولى ؟

المسؤلية لن تقع فقط على القيادات السياسية انما هي مسؤلية كل فرد في المجتمع الى عكس واقع جديد ومد جسور التواصل وازالة كل مايمكن ان يشكل عقبة ولو كانت هامشية في طريق تحقيق الوحدة والتكامل والانصهار ، ولنعمل جميعاً مثقفنا وعاملنا وطبيبنا ومهندسنا كل في موقعه الى بذل كل الجهد وتقديم تنازلات لو تطلب الامر والتغاضي عن زلات الماضي ومشكلاته والاستعاضة عنه بامال وتطلعات المرحلة القادمة ولنضع دائماً نصب اعيننا انه لامستحيل ابدا ابدا في عالم صنعت فيه الامجاد والبطولات بسبب التكامل والوحدة .

قاتل الله الفتنة واحرف الله الفرقة ولعن من ايقظها دائماً .

والله اسال ان تكون هذه بداية ثورة وتحول جديد في مستقبلنا الذي نحلم به مزهراً وواعداً .







  رد مع اقتباس