قصه ظريفه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : قال الجاحظ : دخلت يوما مدينه فوجدت بها معلما في هيئة حسنه , فسلمت عليه فرد علي احسن رد ورحب بي ، وباحثه في القران , فاذا هو ماهر فيه ، ثم تفاتحنا الفقه والنحو واشعار العرب , فاذا هو كامل الاداب , فقلت سأختلف اليه وأزوره وجئت يوما لزيارته ’ فاذا بالكتاب مغلق ولم أجده , فسالت عنه فقيل : انه مات له ميت فحزن عليه وجلس في بيته فذهبت إلى بيته وطرقت الباب فخرجت لي جاريه فقالت : ماذا تريد فقلت : سيدك فدخلت إليه وإذا به جالس , فقلت عظم الله اجرك ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنه ( كل نفس ذائقة الموت فعليك بالصبر ثم قلت له : هذا الدي توفى ولدك ؟ قال لا. قلت : فوالدك ؟ قال لا . قلت فأخوك ؟ قال لا. قلت فأختك ؟ قال لا. قلت زوجتك ؟ قال لا قلت فمن هو ؟ قال حبيبتي قلت في نفسي : هذه أولى العجائب , سبحان الله , النساء كثير وستجد غيرها فقال : أتظن أني رايتها ؟ قلت وهذه العجيبه الثانيه ، ثم قلت وكيف عشقت ولم ترا ؟ فقال أعلم أني كنت جالسا في هذا المكان وأنا انظر من الطاق إذا رايت رجلا عليه برد وهو يقول : ياأم عمرو جزاك الله مكرمة ...ردي علي فؤادي أينما كانا فقلت في نفسي : لولا ام عمرو هده مافي الدنيا أحسن منها ماقيل فيها هذا الشعر , فعشقتها , فلما كان مند يومين مر ذلك الرجل وهو يقول : لقد ذهب الحمار بأم عمرو ... فلا رجعت ولا رجع الحمار فعلمت انها ماتت ، فحزنت عليها , وأغلقت المكتب وجلست في الدار
|