عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-03-2011, 11:09 PM   #1

كابتن نجلاء
 

 رقم العضوية : 71153
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 المشاركات : 2
 النقاط : كابتن نجلاء will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

كابتن نجلاء غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
صياد فوق مياه راكده

أهـــــداء وتحية لمن جعلونا نرفع رؤوسنا ونصرخ بأننا مصريون تحية لشهداء 25 يناير ....

تناثرت قطرات الندي علي وجهه شاحب وجسد متهالك يفترش بعض الحصي والأعشاب المتناثرة ويلتحف السماء
تممدت قدماه ليظهر عليها عناء الأيام القاسيه بزغ بريق عينين صغيرتين ممتلأتان بالرضا فض عن جسده غبار
الأرض وأستنشق نفس عميق من النسيم ملأ به رائتاه ذهب الي النهر وأغتسل رأي وجهه بالماء تبسم ورفع
راسه الي السماء ودعا الله ان يرزقه توضأ وقام للصلاة...
وأنتقل الي مركبه الصغير أنه كل مايملك فهذا المركب ورثة عن ابيه بعد وفاته اما امه فوجودها بحياته عبارة
عن صورة كلما اشتاق الي كلمة امي نظر الي صورتها توفت وهو في سن صغير ولم يدرك وجودها ...
غلف الضباب الكثيف مياه النهر وأنعدمت الرؤيا أخترق صدي صوت من بعيد هذه العتمه ظل ينادي فرحان
فرحان اتعلمون ان اسمه فرحان عبده فرحان لكنه اسم ليس علي مسمي فهو لم تزورة الفرحه
الي علي فترات متباعدة وتذهب علي استحياء وتبقي اثر صغير في نفسه لم يجهد عينيه ليري من ينادي
عليه فقد عرفه من صوته انه عم بلطي لا يعرف اسمه الحقيقي فهو لايملك اي هويه شخصيه ولا حتي
شهادة ميلاد ... فهو وغيرة من الصيادين يعيشون في عالمهم الخاص فهم زعماء جمهورية النهر ...
أضاء فرحان مصباح القارب ليتلمس طريق وأخذ يضرب بقوة مياة النهر تقاربت مركبه مع مركب عم بلطي
القي السلام مد يده وأخذ منه كوب الشاي ضحك فرحان وقال:- ياعم بلطي انت أحسن واحد يعمل الشاي
بمصر ...ضحك عم بلطي وقال:- والله لو يخلوني أشتغل علي المراكب الكبيرة بتاعت الناس الأغنيه
اللي مضيقة علينا عيشتنا ده الشاي بتاعي مالوش حل ... تكلم فرحان وصوته كله رضا مغلف بالحزن :-
خليها علي الله الأرزاق بيد الله ....
تهادت مراكبهم علي مياة النهر تخترق الضباب لا يبتغون الا الرزق شد فرحان مجدافية بقوة وتبعه عم بلطي
يساعده ابنه الصغير سيد وشهرته سيد سردينه اما ابنه الكبير لم يحب حياة الصيادين فخرج الي الشاطئ من
زمن بعيد وغاب في زحمة المدينه ... لم تكن اقسي احلام فرحان الا أن يرزقه الله ببعض كيلوات من
الاسماك يأكل جزء منها والأخر يبيعه بأموال قليلة ...
أنكشف الضباب شيئا فشيئا وبزغت شمس النهار الدافئة القي فرحان بشباكه وسم الله كانت نسائم الصباح تداعب
وجنتيه ويرد عليها ببتسامه رقيقه ...
تناثرت مراكب الصيادين في النهر كل يضرب بمجدافيه لا يبتغي الا الرزق فمنهم من يصيد الأسماك والأخر من
يحمل الناس اما وسيلة تنقل من الجزر الي الكورنيش او للتنزهه ...
ترك فرحان الشباك تتمايل في أمواج النهر وأمسك مجدافيه وراح يذهب بعيدآآآآ ليجد مكان خال لعله يجد فيه
أسماك تباطئ قليلا وخفف من سرعه مركبه بدء ضوضاء المدينه تغطي صفو النهر ...
نظر فرحان وتعجب كيف يتحمل الناس كل هذه الضوضاء سيارات تطلق اصوات عالية ورجال ونساء في زحام
متشابك فعلاقة بالرصيف الأسمنتي تكاد تكون معدومه فهو لم يخرج الا لمرات معدوده ذهب الي المدرسة وهو
صغير ولم يكمل تعليمه ومرة اخري للعلاج وأخر مرة كانت لأستخراج هوية شخصية أما مايحتاجة من أشياء
يشتريها من صالح النمر فهو تاجر ويبيع جميع البضائع للصيادين مد قدميه واسترخي فمهنت الصيد تعني الصبر
فمركبه عبارة عن بيت متنقل جزء للجلوس وأخر لتحضير الطعام افزعه صوت محرك قارب الشرطه المائيه
في دورية معتادة حياهم فرحان فهم يعرفونه ومن بعيد رأي مركب صديقة أبراهيم فيها أثنان من الأحبه يتجولان
في النهر الحب كلمة كلما ذكرها غطي الخجل وجهه فهو لم يحب ولكنه يهوي الحب يعشق ان يري الأحبه
علي شاطئ النهر أو داخل مركب... كان ينتظر غروب الشمس ليجلس متواري بين الأشجار بجوار عشته
التي يسكن فيها فهو كل يوم يراقب الكورنيش ومن يجلسون علية عن يمينه تجلس عائله بسيطة مكونه من أب
وأم وثلاثه اطفال لا يملون من الطلبات ملابسهم البسيطة تدل علي بساطة الحال ولكن السعادة في اعينهم وليس
بعيدا عنهم يجلس شاب وفتاة أعتادا الجلوس في هذا المكان من شهور فهم يحبون ولا يفعلون أكثر من ذلك عدم
شرائهم من البائعين يؤكد أنهم لايملكون الأ الحب الحب فقط ...
يالهي كم أكرة هذا الشخص أنه صاحب النظارة السوداء أنه انسان بلا عاطفه فكثير النزوات العاطفية لا يمر
شهر الا ومعه أكثر من حبيبه أنسان مغرور بجماله وأمواله ما أقبح أخلاقه أنا أكره ...
كان فرحان مراقب جيد لحركة العشاق كان يتمني أن يصبح واحد منهم لكن لا يستطيع أن يظهر أمامهم كلما
حاول ذاب بالخجل وتمسك بأغصان الأشجار وتواري خلفها كم قصص من الحب أنتهت نهاية طبيعية بالزواج
وأخري كانت أحلام مراهقه واخري كانت للكذب وتسلية الوقت مثل صاحب النظارة السوداء .....
قطع خلوته صوت صابر أنه من الصيادين أنتبه فرحان وذهب اليه دعاه لحضور خطبته علي بنت الريس حمدان
بعد صلاة العشاء بارك له وعزم علي الحضور دخل الي غرفته ورتمي علي فراشة سأل نفسه:- أياتي يوما
وأجد شريكة لحياتي ؟؟؟ طبعا ستكون بنت أحد الصيادين لم يعترض لكن نفسه تحدثه عن الحب ..سيأتي
يوما أحب مثل كل العاشقين علي كورنيش النيل ؟؟؟كان يتمني أن يعيش هذه الحاله..كان يتمنــــــــــي...
كانت يومياته متشابه متلاحقة لا تختلف كثيرا عن بعضها كان يقضي أعماله بسرعه وينتظر الغرووب ليجلس خلف
الأشجار ويشاهد العشاق ... نظر الي الشجرة التي كان يجلس تحتها رأي زوجان من العصافير يبدؤون بالتعارف
ويداعب الذكر الأنثي وبعد مدة طويله رضت به زوجآ لقد أختار غصن أعلي الشجرة ليكون بيتا لهم ما أسعدهم
وأبسطها حياة ....
لم تختلف الوجوة كثيرا علي الكورنيش الا من بعض الزائرين هواة حب المراهقة وهؤلاء لا يدوم وجودهم كثيرا
وفي يوم جلس تحت الشجرة متواري عن الأنظار كعادته كان منهك القوي مر بيوم شاق من العمل وفرغ من
بيع اسماكه نظر الي اعلي الشجرة ليطمئن علي زوج العصافير ماأروعهم لقد بني عش جميل ويكملون أساسه
بنتظام .....
التفت علي صوت زائرين الكورنيش نظر الي بعيد وجد زائر جديد أنها تجلس خارج نطاق العالم فنظرها متصلب
الي النهر لا تدري بأي شيء من حولها ما اكثر هذا الحزن اللذي يكسو وجهها التفتت بتجاهه ياالله ما أروعها
وما أجملها ارتجف فرحان من الخجل وتواري خلف الشجرة جذبته عيناها برغم الحزن اللذي يملأها لكن خضار
عينيها يذهب العقل نظرت الي ساعتها كأنها تنتظر شخص وعاودت النظر مرات عديدة أخذت شنطتها بيدها وذهبت
بعيدا خفق قلب فرحان وتصبب عرقا لا يدري ماذا أصابه وصرخ يا صاحبته العيون الخضراء الي أين ؟؟؟
الي أين؟؟؟؟ هل ستعودين انا أريد أن أعرف ماذا بك ومن أحزنك أنا لا أريد ألا شيء واحد هو أن تكوني
سعيدة ..........
شغلته أخذت كل تفكيرة لم يتمني ظهور النهار بسرعه الا هذه الليله سأل نفسه :- هل ستأتي ثانية أم كانت
زيارة عابرة ؟؟؟؟؟؟؟؟
أمضي الليل بصحبة الصيادين يتسامرون حول النار كان صوت عم بلطي يخترق صمت الجزيرة ويساعده في الغناء
صابر والريس حمدان وأبواحمد الصعيدي ظل فرحان شارد الذهن يفكر في صاحبت العيون الخضراء أنتبه علي صوت
أبو أحمديقول له:- عايزين نفرح بيك وتتزوج تبسم فرحان وأحمر وجهه من الخجل تباري الجميع بأختيار عروس
له من بنات الصيادين وبدؤ بالجدال بين الأختيارات تكلم بهدوءه المعتاد :- لسه بدري لسه بدري ...
وزادو الجدل لم يهتم فما يشغل باله أهم تركهم يتجادلون وأخذ مركبه وجدف بهدوء الي غرفته وضع رأسه علي
وسادته وأغمض عينيه علي صورتها لم ينم كعادته كانت خواطرة مشغوله بها نومه متقطع وبرغم الألم والصداع
أستيقظ مع بزوغ الشمس لم يذهب الي الصيد كانت بداخله مشاعر مختلطة بين ترقب وأنتظار ، بين شوق وخوف
لم يعرف لما كل هذا لقد رأي كثيرا من العشاق وكان متابع جيد لهم منهم من شغل باله ومنهم من لم يهتم
لوجوده لأنه غير جاد بالحب .......
طالت ساعات النهار ولم تنتهي كأنها دهر وأمضي الوقت في غرفته يجلس أحيانا وأخري يتحرك بلا هواده ..
وبينهما يلقي نظرة علي الكورنيش هل جاءت ام لا ؟؟؟ وعند الموعد أستعد وجلس خلف الشجرة كان يترقب
بشغف ... وبين نظرات الحيرة والخوف أطلت عليه صرخ من الفرحه هاقد جاءت نعم يرافقها هذا الحزن
الذي يكسو وجهها ولكنها جاءت ... جلست علي نفس المقعد أشاحت بوجهها عن الجمع وظلت تنظر الي النهر
وضوء الشمس يعكس لون عيناها يالله لو بيدي لنزعت كل كل لحظة حزن من قلبك الرقيق لماذا لا تتكلمين؟؟
لماذا كل هذا الصمت ؟؟كان شغوفآآ أن يعرف عنها أكثر وكلما نظرت الي ساعتها زادت حيرته ماذا تنتظر؟؟
أهو حبيب طال غيابه ؟؟ وأين هو؟؟؟
تكررت زيارتها الي الكورنيش ولم تغفل عنها عين فرحان أصبحت جزء منه شغلت كل تفكيرة ولم تمضي لحظة الا وفكر فيها
حاول أن يتقدم خطوة الي الأمام أن يصعد درجات السلم ويخطو الي الرصيف الأسمنتي ويقترب منها وفي ظل
تفكيرة شاهد صاحب النظارة السوداء يقترب منها لم يتمالك نفسه وانتفض من مكانه وصعد درجات السلم بسرعه
الصاروخ كانت تقاوم صاحب النظارة السوداء وتحاول أن تتجاهل تتطفله حينها أندفع فرحان وطرحه علي الأرض
وأخذ يلكمه بقوة ويوجه السباب واللعنات ياسارق الأعراض أقسم بالله لو أقترب منها سأقتلك تجمع بعض المارة
حولهم وحاولو ان يفضو الأشتباك لم ينطق صاحب النظارة السوداء الا كلمات قليلة :- أنا أربيك ياحيوان أنت
متعرفش أنا مين كرر فرحان الهجوم مرة أخري ولكن تدخل الجمع وفرقوا بينهم تقدمت اليه وشكرته وضعت يدها
علي وجهه تمسح الدم اللذي سال منه ارتجف فرحان وتصبب عرقا لأول مرة يكون بهذا القرب من أنسانه
وأي انسانه أنها صاحبته العيون الخضراء تعلثم لسانه وكان كل همه الا يؤثر هذا الفعل القبيح من سارق الأعراض
عليها وأن تعود الي الكورنيش أحب أن يقترب أكثر وأن تشعر بالأمان تعهد أنها في حمايته وأن تأتي كل يوم
كعاتها وبرغم أنه جلس معها وقت ليس بالقصير فكانت تضمد جراحه الا انه لم يعرف اسمها ولم يشغل باله
نظرت الي ساعتها وتبسمت الي وجهه وشكرته علي مافعله معها مدت يدها تصافحه قبض علي يدها وهو ينظر الي
عيناها وكل كلامه ان تاتي غدا وعدته بالحضور وبدءت تختفي شيا فشيأ وهو ينزل درجات السلم خطوة خطوة
وتاهت في الزحام غمرته سعادة لم يشعر بها أبدا لاول مرة يشعر فيها أنه أحد العاشقين ظل يبحث عن صالح
النمر متعهد شراء أحتياجاته أحب أن يلاقيها في لباس جديد أستعان بتلفون صابر وأتصل عليه أخبرة أنه يبيت
عند خالته غضب بشده وعزم أن يجازف ويصعد الي الرصيف الاسمنتي وأن يشتري ملابس جديده ..
ومع بزوغ شمس النهار تأهب فرحان وصعد درجات السلم وأتجه يمينآ علي وصف لصابر أنه في بعض المحلات
قريبه وبها ملابس جيده ..مشي بمحاذة النهر فهو لايستطيع أن يبتعد كثييرآعنه ولكن لفت نظرة أعداد من الناس
كثيرة وتمسك ببعض الأعلام تخيل أن في مبارة كرة قدم فهو عادة لا يري كثافة الأعلام والزحام الشديد الا بعد
مبارة كرة قدم تداخل الجمع مع بعضهم البعض وتدافعوا كانوا يرددون هتافات لا يعلم عنها كثيرا حريه ..
عدالة اجتماعيه .. كرامه ...أستغرب فرحان لما كل هذا أتجه نحو أحد المارة وسألة عن محل يبيع ملابس
وقبل أن يتكلم أمسكه علم وقال له أتجه نحو ميدان التحرير ترجل فرحان وقال :-هناك يبيعون ملابس
ولم يرد عليه أحد وبدءو بالصراخ مصر.. مصر ..حريه ..كرامه ..
تاه فرحان وسط الزحام وبدؤ بالركض بتجاهات مختلفه سادة حاله من الأرتباك سقط علي الارض ولم يدري
مايحدث شعر بدوار شديد وألم وأحمرار بالعين وحكه شديدة كان هناك دخان يصيب بالعمي والكل يركض وأناس
بملابس الشرطة يضربون الناس أصيب بجرح صغير بالرأس لكنه تمالك نفسه جلس في زاويه أحد المنازل
ليستوعب مايحدث التفت علي يمينه في مدخل أحد العمارات وجد ثلاثه شبان يضمدون جراح صديق لهم سألهم
هو فيه ايه ليه الناس بتجري والشرطة بتضربهم ؟؟؟ قال له أحدهم مظاهرات لازم نغير البلد ..
لم يفهم كثيرا مايقال ولكنه أثر العوده الي مركبه حاول الرجوع متحاشي الزحام كان لازال يقبض علي العلم ولم
يتركه من يده وفجئه اذا برجلان غليظان يمسكانه بشده حاول أن يقاومهم ويعرف ماذا يريدون أنهالو عليه بالضرب
المبرح دفعوه دفعا الي سيارة محمله بالشباب لا أحد فيهم معافي الكل يسيل بدمه سقط فرحان بأحد الزوايا مغشي
عليه تسري بجسده الآم لا يقد علي تحملها تحركت السيارة بسرعه وسط صراخ الشباب مصر... مصر..
الحريه .. الحريه...
لم يتوقف الجرح عن النزف كانت رائحة الدماء ممزوجه بعرق الشباب الغاضب توقفت السيارة وفتح الباب
وزاد صراخهم مصر مصر تدافعوا وكانوايتهامسون أمن نفسك من التشريفه وكرروها كثيرا لم يفهم فرحان
مايقصدون صرخ أحدهم أمن نفسك أجاب فرحان هو فيه ايه ؟؟؟ قال له ضع يدك علي راسك حتي
لا تصاب أحنا داخلين التشريفه وقف فرحان والحيرة تغلفه دفعه أحد المخبرين وسبه دخل الي طابور طويل من
الشباب وعلي جانبيه مجموعه من الرجال غليظي الجسم والقلب أنهالو عليهم بالضرب والركل والسباب بأفضع
الألفاظ كانو الشباب لديهم خبرة لحماية أنفسهم بوضع أيديهم علي رؤسهم لتفادي الاصابات ويتحركون بسرعه كانت
هذه هي التشريفه كانو غليظي القلب يمارسونها عند دخول المعتقلين صرخ أحدهم ياأسود أتوصي بيهم زادو الضرب
والأهانات كان فرحان كعصفور رقيق يدخل دوامة لا يعرف لما ولا كيف دخلها ... شق وجهه وتوالت الكمات
حتي سقط علي الأرض كانت دمائه تسيل من أجزاء متفرقه سحلوه علي الأرض وألقوة في غرفه ضيقه مليئه
بالأجساد لا تسمع الا الأنين المملوء بالأهانه وفقدان الكرامه كانو متخصصين بسرقه أدمية الأنسان
حولوهم الي مجموعه من الحيوانات بل الحيوانات عندهم لها قيمه ........
غاب فرحان عن الوعي من كسرة جروحه لا يدري كم من الوقت قد فات أو مر عليه أفاق علي قطرات من الماء تسري علي وجهه
فتح عينيه وجد بجانبه شابان قال أحدهم :- حمد الله علي السلامه .. تعلثم فرحان وتمتم بكلمات لم تخرج
معانيها واضحه كانت أصابته شديده بأسنانه فقد القدرة علي نطق الكلمات بسهوله رفع أحدهم راسه ووضع
ماء عليها ومسح وجهه نظر اليه فرحان فتبسم بوجهه وقال :- أسمي ميناوأنت اسمك ايه قال له فرحان
شكلك جديد انت من اي جرووب أو حركة قال له فرحان :- أنا مش فاهم هو فيه ايه ؟؟؟ أنا صياد غلبان
معملتش حاجه .. رد مينا:- يعني أنت مش سياسي .. لم يفهم أنا صياد ومعرفش غير الصيد جاء صوت
من زاوية الغرفه أنت رحت في الرجلين ياغلبان أنت عارف ليه الناس كتيرة بالشوارع قال :- أنا لما شفت
الزحمة والأعلام قلت يمكن مبارة كورة.. ضحك الجميع وتبادلوا التعليقات .. صرخ فيهم أحدهم :- عيب
ياجماعة لازم يفهم هو وغيرة أحنا ليه بنعمل كده .. أنتبه اليه فرحان فتبسم في وجهه وقال:- يافرحان
أحنا في ثورة ضد النظام وعايزين نغيرة علشان أنت وغيرك تقدر تعيش بكرامه .. قلي ايه اللي تاعبك في
شغلك ؟؟ رد عليه حجات كتيرة ..منها أدفع فلوس للشرطه المائيه علشان يسبوني أصيد والمراكب الكبيرة
مضيقة علينا عيشتنا وبترمي مخلفات في النيل نفسي القي مكان اعيش فيه نفسي اتجوز .. رد مينا وقال:-
علشان كده أحنا بنعمل ثورة ونحقق ليك ولغيرك أحلامك .. دار حديث طويل لم يفهم معظم ماقال فيه ولكنه
كان سعيد لأول مرة يتحاور مع شباب من نفس سنه ولكن بعقول وثقافة غير التي تعود عليها ...
فتح باب الزنزانه دخل الأسود أو هكذا يقال له كان معروف عند أكثر الشباب من اعتادوا الأعتقالات
وتبعه طلبه أقتادوا مينا وأحمد ومجموعه أخري وأغلقوا الباب لم تمضي لحظات الا وسمع فرحان صراخهم
أنتفض بشده من هول ماسمع هو لم يري ولكنه سمع كانوا يأخذونهم عشوائيا وأحيانا يقع الأختيار علي شخص
لمرتين أو أكثر في اليوم الواحد جذب أحدهم فرحان من ملابسه كان أسمه عطيه جذبة بشده وأرتطمه بالجدار
عدة مرات سحلة علي الأرض وأدخلة غرفة مكيفة الهواء بها مكتب فاخر وبعض الضباط ذوي الروتب
القاه علي الأرض رفع فرحان رأسه فبأذا أحد الضباط يركله باحذاءه بوجهه كسر أنفه وسال منه الدم قال
له :- ما اسمك؟؟ قال :- فرحان ..قال اسمك الحركي ..قال:- اسمي فرحان .. صرخ أحدهم انتم
عايزين تخربو البلد ياولاد الكلب أنت تبع مين ياله .. لم يجب لأنه لم يفهم ..قام عطيه بالضرب والركل
علي أجزاء من جسده وقال له :-رد علي الباشا .. قال:- أنا فرحان صياد غلبان أنا مش عارف حاجه
لأ..لأ ..لأ أنا فهمت شوية الناس دي بتعمل كده علشان أنا وغيري نعرف نعيش أنتو ليه مش عايزينا نعيش
قال أحدهم :- أنت هتعمل فيها سياسي وحياة أمك لأربيك .. صرخ فرحان ماتجيبش سيرة أمي ..
لم يعجبهم ركلوة وقالو:- عشيه ياعطيه ..لازم تتوصي بيه ..دفعه حتي سقط علي الأرض وجذبه من ملابسه
لم يدخلة مع زملائه نزل به علي درجات السلم تؤدي الي دور أرضي به غرف كثيرة ذات أبواب حديد يصدر
منها أصوات أنين ودموع ومهانه .. دفع به في زنزانه ضيقه وأحضر بعض الأسلاك أوصلها بالكهرباء
ودخل الأسود ومعه صوت وجلده بشده وغلظة قام عطيه بربطة من يديه وقدميه كبلوة ضحك الأسود وقال له:-
تحب تاكل ايه يابطل ؟؟ كانت الدماء تغطي وجهه لم يراه جيدا مزق عطية ملابسه وتقدم اليه الأسود ومعه
الاسلاك كان يصعقه في أجزاء متفرقه في جسده كلما صرخ فرحان تعالت ضحكاتهم كانوا يتلذذون بعذابه
وضعوا في يده دبابيس صغيرة وأوصلوها بالكهرباء ما أقصاها ..ما أقصاها ..وظل فرحان يصرخ ويصرخ
وهم يضحكون تفننو في عذابه قال له الأسود :- شبعت ولا لسه كفايه عليك كده بكرة نكمل ..
أوصدو الزنزانه ارتمي علي الأرض يسيل بدمه منهك القوي سمع طرقات علي الجدار وصوت خافت مهان
فرحان اصبر خليك راجل تحمل أنشاء الله هننتصر كان صوت مينا يشد من أزرة كان يتألم ولكنه كان
قوي الباس مرت ساعات طويله وفرحان غير مدرك ماجري له لكنه تعلم بعض أشياء لم يكن يعرفها من
قبل كان يعيش بعالم مسالم بكل جوانبه لم تختلف أيامه عن بعضها كانت علي وتيرة واحده لكن الآن دخل
عالم الحقيقه التي أظهرت له ماهي الحياة التي يعيشها الملايين من المصريين نعم كانت بالنسبه له حقيقه
مرة صادمه لكنه سعيد لأنه تعلم كيف تكون الحياة ........
مر يومان ولم يختلف كثيرا عما قبلهما تنوع فيها العذاب بكل اشكاله .. نظر فرحان الي جدران الزنزانه
كانت عليها لوحه فنيه من النقوش والأحرف والكلمات المتناثرة لوحة كانت الونها متعدده من حصرة وقهر
ودماء كانت سوداوية المنظر تلمس الجدران وهمس اليها :-أيتها الجدران ماعدد من تشبث بك ونحت
احجارك .. أيتها الجدران كم من مظلوم صرخ بداخلك ..الا تسمعيني أنا لا اراكي جيدا هناك في اعلي
عيني جرح وورم ملطخ بالدماء يعجز بصري عن ادراك خباياك .. يازنزانتي أشعر انني قد توحدت معكي
وأن كل من عذب بداخلك أصبح داخل جسدي أنا اشعر بهم وأسمع صراخهم هاهو ألم يسري في أوصالي
أنه صعق كهرباء لا لا أنها ضربه حذاء لا لا لا أنها لسعه صوت لا لا لا أعرف ولكنه ألم رهيب عرفت
ماهو أنه ألم أهدار الكرامه نعم الكرامه لقد سلبونا حتي أدميتنا وجعلونا مسخ لا ننتمي لا الي أنسان
أو حيوان .. أيتها الجدران لم أسمع منك جواب الاتشعرين بي الا تشعرين بعذابي .. بعجزي .. بخوفي
بغضبي .. نعم أنا غضبان أنا لم أعد فرحان بل أصبحت غضبان .. أحتضن الجدران وظل يبكي بشده
كان يبكي علي نفسه وكيف عاش كل حياته وهو لا يعلم شيئا .. كان مسالم لأقصي درجه ماشي جنب الحيط
مثل ملايين المصريين كان مثل مياة النهر مياه راكدة قليلة الأمواج والدوامات كان مثل تربة النهر
تتحمل وتترسب وتترسب وتترسب ...
كان كلما أن اراد الحياة تذكر صاحبة العيون الخضراء كان يحدث نفسة لولاها ماعرفت ولا تعلمت
لولاها لكنت قابع في مركبي ونهري وفوق مياة راكده .....
ياصاحبة العيون الخضراء .. لقد كنتي نقطة تحول في مسار حياتي .. أنا مدين لكي بكل ماعرفته وتعلمته
ياصاحبة العيون الخضراء أن لون عينيكي يحي فؤادي يدخلني عالم أحب أن أعيش فيه ..عندما أنظر الي
عينيكي يفاجائني زلزال يحطم اجزائي أتصبب عرقا وتتجمد أطرافي ... أقف.. أجلس ..أفرح ... أحزن
أهذي ... أعقل ... الملم اشلائي وأهمس في نفسي سيأتي يوما وتعلم أني أحبها ... نعم أحبها ...
كان عدد المعتقلين بأزدياد وكلما كثر عددهم كانت فرصة فرحان أنينجو من العذاب لأيام كثيرة ...كان
الأسود مشغول بالوافدين الجدد ومينا ورفاقه مشغولين بمعرفه أخبار الميدان والثورة كانوا يطيرون من
الفرحه من أنظمام فئات من الشعب معهم ...لم يترك فرحان معلومه الا وستفسر عنها وركز في معانيها
كان يريد أن يعرف ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن الثورة وأكتسيب بعض الخبرة في اعطاء الأمل للمعتقلين
الجدد ومداواة جروحهم .. شعر أنه أصبح واحد منهم .. نعم واحد منهم لقد تعذب مثلهم وسجن معهم وشاركهم
الراي وحمل اجسادهم وخفف عن بعضهم ظل فرحان ينظر اليهم وهم يتحاورون نعم أنا منهم غمرته فرحه
كبيرة وصرخ في نفسه :- أنا من صناع الثورة ...
وفي منتصف الليل سمعوا أصوات تصدر من الطابق الأعلي مصاحبه بهرج ومرج الكل كان يتخبط في بعض
كانوا لا يعلمون مايجري أصوات الضباط تأمر الحراس أن يخفوا الأدلة وأن يحرقون الأوراق رأو السنه
النار والدخان في الفناء الخلفي الكل مصاب بهستيريه وفزع تواترت الأنباء وبدء الهمس يزداد سمع صراخ
الشباب الله أكبر الله اكبر أحنا أنتصرنا يارجاله الثورة خلعت الطاغية مبارك الشعب أنتصر علي الظلم
والفساد .. تعالت الصرخات والتكبير أحتضن فرحان مينا وأمتزجت دموعهما سجد فرحان علي الأرض
شاكرا لله وجلس بجوارة مينا يثلث علي صدرة شاكر الرب .. زادت الأضطرابات وفتحت الزنازين
تدافعوا الي الخارج لم يبقي من كلاب السلطة أحد الكل هرب التفت فرحان الي صوت محرك السيارة
كانت بداخله مجموعه من الضباط لمح معهم الأسود كان يرتعد كالفأر المزعور ..نظر فرحان الي عينيه
مليئه بالرعب والخوف يتصبب عرقا وجسده ينتفض تحركت السيارة بسرعه وعين فرحان كانت سهام
صائبه تخترقه .. لم يعد هذا الجبار الطاغوت عديم الرحمه بل أصبح فأر مزعور يختبأ في جحره وجد الشباب
احدي السيارات وبها مفتاح التشغيل تركوها من الخوف ركب فرحان ورفاقه متجهين الي الميدان ..
كانت السيارة تسرع وعلي جانبي الطريق مئات من الأشخاص يحملون الأعلام فرحة بالنصر ..الكل لم يكن
يصدق ماحدث هل سقط الطاغوت ؟؟ هل أنتصرنا؟؟ أنه حلم تحقق بدماء الشهداء .. أمتزج فرحان بالألوف
من البشر كانوا مثل أمواج البحر الهادرة أمواج تتلاطم بعضها البعض .. أمواج صاخبه عاليه كالطوفان
لا شئ يقف أمامها ... أستمرت الأفراح وبزغت شمس النهار شمس الحريه والكرامه أنه صباح مختلف
صباح الأمل أشتاق فرحان الي مركبه توجه اليه وهو أنسان مختلف متجدد متحرر لا يعرف الثبات أو الركود
أقترب من سور الكورنيش وعند نزول السلم سمع صوت لم يكن غريب علي اذنيه أنه صوتها صاحبه العيون
الخضراء التفت اليها كان يقف بجوارها شخص لم يرة من قبل مدت يدها اليه وسلمت عليه كانت أثار
التعذيب علي وجهه لمس يدها سألته ماذا أصابه عرف رأسه وتكلم بكل فخر كنت مشارك في الثورة وانتصرنا
انتبه لمن بجوارها نظر اليه قالت انه حبيبها كان مسافر وعاد تبسم فرحان واحتضنه وقال له :-
لا تتركها وتسافر عد اليها لقد عادت الينا الحياة ..ودعهم ونزل درجات السلم واتجه الي مركبه كان
بنتظاره عم بلطي صرخ من السعاده أنت كنت فين؟؟ ضحك فرحان كنت برجع حبيبتي ليه كنت برجع
مصـــــــــــــــــر ركب مركبه وأمسك بمجدافيه نظر الي اعلي الشجرة وجد عصفور صغير بالعش ما
أجمله كان يحاول الطيران وزوج العصافير ابويه ينتظران محاولاته ..تبسم فرحان وضرب بمجدافيه
والعصفور الصغير يضرب بجناحيه محاول الطيران كانت أمواج النهر عاليه متلاطمه ببعضها مصحوبه
بدومات كبيرة قبض فرحان بمجدافيه بقوة واخذ يضرب ويضرب ويضرب الأمواج وعند كل ضربه مجداف
كان العصفور يضرب بجناحيه حتي تشجع وعانق السماء طار العصفور من العش لأول مرة محلقا فوق
مياة النهر يحوم فوق رأس فرحان ضحك فرحان أخيرا تحررت أيها العصفور من الخوف تعانقا معا في
مشهد من السعاده عزفوا لحنا جميلا فرحان يضرب بمجدافيه ليحرك المياه الراكده والعصفور يضرب
بجناحيه نسائم الحــــــــــــــريـــــــــة .....(أنتهت )
.. كـــــــــــــــــــــــــــــــــــابتـــــــــــ ـــــن مصـــــــــــــــــــــر..







  رد مع اقتباس