«Raubtier، الحيوان المفترس»
ينبغي أن أقول أن رفيقي كان دائم الحركة فهو لا يقدر أن يبقى طويلا في موضعه ، وفي السفر وما يرافقه من بُعد عنها وشوق لها يأخذ معه أدوات الكتابة بل يأخذ معه بعض الخيوط الرفيعه الملونة وأبرة خياطة وقطع من القماش وصفحات ملونة كثيرة يعددها حسب طول فترة السفر أو قصره ليرسم بأبرته وخيطه الحريري الملون إطار وثيقة حبه ، ويرسلها بالبريد على عنوانها ، أو صندوق بريد الحي الذي تسكنه ، وأيضا الظَّرْف ، الذي يكتب عليه اسمها الحقيقي ولقبها الذي تحمله منذ وقت زواجه في مكتب توثيق العقود في مدينة جراتس ويلونه ، كان يريد أن يشغلها أكثر من 24 ساعة في اليوم الواحد ، وهذا ما دعاني إلى القول أن رفيقي كما سألته آحداهن :" إذا وددت أن تكون كائناً آخر فماذا تريد أن تكون!!؟ ، وقبل أن يجيب وصفته بقولها : „ Raubtier “ (*) ، وأردفت أنت تهجم على من تريدها كنمر على غزال ، المُخبرة ، زميلته في العمل امرأة تراقبه ولم يستطع أن يفتح فمه بكلمة ويبدو أنه أعجبه نعتها ، فهي أحسنت الوصف وهو بحق ينطبق عليه هذا الوصف .
ــــ
(*) كلمة إلمانية الترجمة الحرفية تعني الحيوان السارق ، والمقصود فصيلة الحيوانات؛ كالأسود والنمور وما شابهها
**