منذ /10-22-2008, 02:24 AM
|
#1 |
رقم العضوية : 7694 | تاريخ التسجيل : Oct 2008 | المكان : قلب حبيبي | المشاركات : 4 | النقاط : | درجة التقييم : 50 | قوة التقييم : 0 |
أوسمة العضو | | | أما زوجها فقد جاوز الأربعين مجموعة قصص حقيقية للدكتور محمد العريفي أما زوجها فقد جاوز الأربعين مدمن خمر يسكر فيضربها هي وبناتها ويطردهم.. جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم.. يسهر ليله سكراً.. وتسهر هي بكاءً ودعاء.. كان سيء الطباع.. سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنّح فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً فصاح به: ماذا تريد؟ قال: جئتك زائراً! فصرخ: لعنة الله عليك يا كلب.. هذا وقت زيارة! وبصق في وجهه.. مسح صاحبنا البصاق وقال: عفواً آتيك في وقت آخر.. مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد.. ثم جاءه زائراً.. فكانت النتيجة كسابقتها.. حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً وقال: ألم أطردك.. لماذا تصر على المجيء؟ فقال: أحبك وأريد الجلوس معك..فخجل وقال: أنا سكران.. قال: لا بأس اجلس معك وأنت سكران.. دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار.. بشّره بأن الله يحب التوابين.. كان الرجل يدافع عبراته.. ثم ودعه الشاب ومضى.. ثم جاء فوجده سكراناً فحدثه أيضاً بالجنة والشوق إليها.. وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى.. حاول أن يراه في المسجد فلم يأت.. فعاد إليه فوجده في سكر شديد.. فحدثه فأخذ الرجل يبكي ويقول: لن يغفر الله لي أبداً.. أنا حيوان.. سكّير لن يقبلني الله.. أطرد بناتي وأهين زوجتي وأفضح نفسي.. وجعل ينتحب. فانتهز الشاب الفرصة وقال: أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ، فرافقنا.. فقال: وأنا مدمن! قال: لا عليك.. هم يحبونك مثلي.. ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته وقال: اغتسل والبس إحرامك.. فأخذها ودخل يغتسل. والشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه.. خرج يحمل حقيبته ولم ينس أن يدسّ فيها خمراً.. انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين. تحدثوا عن التوبة.. والرجل لا يحفظ الفاتحة.. فعلموه.. اقتربوا من مكة ليلاً.. فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر.. فتوقفوا ليناموا.. فقال السكير: أنا أقود السيارة وأنتم ناموا! فردّوه بلطف.. ونزلوا وأعدوا فراشه.. وهو ينظر إليهم حتى نام.. فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون.. أخذ يتساءل: يقومون ويبكون وأنا نائم سكران.. أُذّن للفجر فأيقظوه وصلّوا ثم أحضروا الإفطار.. وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم.. ثم انطلقوا.. بدأ قلبه يرقّ واشتاق للبيت الحرام.. دخلوا الحرم فبدأ ينتفض.. سارع الخطى.. أقبل إلى الكعبة ووقف يبكي: يا رب ارحمني.. إن طردتني فلمن التجأ! لا تردني خائباً.. خافوا عليه.. الأرض تهتز من بكائه.. مضت خمس أيام بصلاة ودعاء.. وفي طريق عودتهم.. فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي.. وصل بيته.. بكت زوجته وبناته.. رجل في الأربعين وُلِد من جديد.. استقام على الصلاة.. لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً.. ومع القراءة بين الآذان والإقامة حفظ القرآن . صلِّ قبل أن يُصلّى عليك كنت تاركاً للصلاة.. كلهم نصحوني.. أبي أخوتي.. لا أعبأ بأحد.. رنّ هاتفي يوماً فإذا شيخ كبير يبكي ويقول: أحمد؟.. نعم!.. أحسن الله عزاءك في خالد وجدناه ميتاً على فراشه.. صرخت: خالد؟! كان معي البارحة.. بكى وقال: سنصلي عليه في الجامع الكبير.. أغلقت الهاتف.. وبكيت: خالد! كيف يموت وهو شاب! أحسست أن الموت يسخر من سؤالي دخلت المسجد باكياً.. لأول مرة أصلي على ميت.. بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة.. أمام الصفوف لا يتحرك.. صرخت لما رأيته.. أخذ الناس يتلفتون.. غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي.. حاولت أن أتجلد.. جرّني أبي إلى جانبه.. وهمس في أذني: صلِّ قبل أن يُصلى عليك! فكأنما أطلق ناراً لا كلاماً.. أخذت أنتفض.. وأنظر إلى خالد.. لو قام من الموت.. ترى ماذا سيتمنى! سيجارة؟ صديقة؟ سفر؟ أغنية؟! تخيلت نفسي مكانه.. وتذكرت (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون).. انصرفنا للمقبرة.. أنزلناه في قبره.. أخذت أفكر: إذا سئل عن عمله؟ ماذا سيقول: عشرون أغنية! وستون فلماً! وآلاف السجائر! بكيت كثيراً.. لا صلاة تشفع.. ولا عمل ينفع.. لم أستطع أن أتحرك.. انتظرني أبي كثيراً.. فتركت خالداً في قبره ومضيت أمشي وهو يسمع قرع نعالي
|
| |