إن مفهوم السعادة، في المعجم العربي، يحمل دلالات أوسع من التمثل الشائع، بحيث يشمل – إضافة إلى الجانب المادي الحسي – الجانب المعنوي ؛ وبذلك يقترب من مفاهيم فلسفية، كالخير، والفضيلة، والعقل ...إلخ. ومثال على ذلك من الصوفيه أن السعادة لا تكون إلا بالعرفان، ولا تدرك إلا بالإشراق الذي يجعل المتصوف يحيى نشوة روحية نتيجة الإلهام الذي يغمر قلبه، فيصبح به فانيا عن كل وجود، فيحس بالفناء بالذات الإلهية أو حلول الله فيه. ويمكن اعتبار رابعة العدوية من أهم من أسس لهذا النوع من التصوف، من خلال ما يعرف عندها بظاهرة "الحب الإلهي". ومن أشهر ما قالته في حب الله ما يلي :
أحبـك حبين : حب الهوى ** وحـبا لأنك أهـــل لـذاكـا
فـأما الذي هو حب الهوى ** فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأمـا الـذي أنت أهــــل لــه ** فكشفك للحجب حتى أراكـا
فـلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ** ولكن لك الحمد في ذا وذاكـا
|