عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-30-2012, 04:03 PM   #1

samirelbolaki

مميز لنشاطه في الأقسام الأدبية

 

 رقم العضوية : 15344
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصرى بالقاهرة
 المشاركات : 986
 الحكمة المفضلة : الحياة أيام قليلة مع من نحب... يعقبها فراق طويل مصحوب بالغضب الذى يليه حسرة و حزن صامت يظل ساكنا فى
 النقاط : samirelbolaki has a spectacular aura aboutsamirelbolaki has a spectacular aura about
 درجة التقييم : 189
 قوة التقييم : 1

samirelbolaki غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى samirelbolaki إرسال رسالة عبر Yahoo إلى samirelbolaki إرسال رسالة عبر Skype إلى samirelbolaki

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
نوراة وغيوم الأحزان ( فصة قصيرة بقلمى )



( 1 )


جاء المساءُ و ( نوارة) تتدثرُ فى فراشها

من شدة البرد ، وتصغى لصوت حليم الهادئ

ينبعثُ : بحلم بيك أنا بحلم بيك ، وبأشواقى مستنيك

فتتخيل زوجَ المستقبل الذى سيُحيطها بالسعادة

والأمان ... وإذا برياح شديدة تهبُّ فجأة ، ويدخلُ

أخوها ؛ ليبشرَها بأنّ صديقه ( رجل الشرطة )

قد طلبَها للزواج ، وسيأتى بعد قليل مع عائلته

للاتفاق على موعد الزفاف ، ولم تدرِ ( نوارة )

ماتقوله ، فنظرتْ للنافذة تراقبُ الزهورَ حول بيتها

وقد تناثرتْ أوراقها البريئة بفعل الرياح العتيّة

فشعرتْ بقلبها ينقبضُ متأثراً لاغتيال الورد

على يد الطبيعة القاسية ......

( 2 )

تمّ الزواجُ الرسمىُّ بسرعة ، لتستيقظ ( نوارة )

على طبائع زوجها العنيفة ، وغيرته العمياء

والتى تحوّلتْ إلى الضرب والسبّ والشتم إذا

خرجتْ من بيتها ، حتى ولوذهبتْ لرؤية أمها

القريبة مِن منزلها ... فهل هذا هو الرجلُ الذى

تمنتْ أنْ يُسعدَها ؟!

وهاهى زهرة شبابها تفنى وتذبلُ روحُها كلما

أقبلَ هذا الزوجُ من عمله ؛ ليُلقِىَ على وجهها

تحية المساء بالصفع العنيف ، ثم يعقبه بأناشيدَ

مِن الشتائم والسبّ .. فما أصعبَ شعورَها

المرير بالإهانة ! والذى تحوّلَ مع الأيام إلى

بكاء صامت تاركاً آثارَه الحزينة فى أعماق

القلب الجريح ، ومازادَ مِن مرارتها هو أطفالها

الثلاثة الذين أنجبتهم تباعاً بعد فترة قليلة

من الزواج ، فكم نقاسى من أجل حرصنا

على فلذات أبنائنا .....

( 3 )

تَجمّدَ الحوارُ الإنسانىُّ بين الزوجين ، وكلما

استسلمتْ ( نوارة ) لشتائم زوجها ازدادَ غيظاً

لأنّ نفسَه المريضة كانت تتمنى لو تقاومُه زوجتُه

حتى يُزيدَ مِن إهانته لها ، ولكن برودَها تجاه

تعذيبه قد قتلَ داخله الشعورَ السادىّ الفظيع

وعندما لم تشبعْ نفسُه المتسلطة العنيفة

اتجه يبحثُ عن علاقة مع فتاة أخرى

تُشعره بجبروته وساديته الشرسة ......

( 4 )

وصلَ الغرورُ بزوجها أنْ بدأ يتحدثُ علناً بتليفون

المنزل مع أكثرَ مِن فتاة ، وهنا ثارتْ ( نوارة)

لأول مرة ؛ ليخرجَ مِنها بركانُ الكرامة الملتهب

ونهرته عن فعلته وهو واقفٌ لايبالى بثورتها

المتأججة ؛ فتترك له المنزلَ متجهة لمنزل أبيها

ويستغلُّ زوجُها خوفَها على أولادها ، فأخذ يغلقُ

عليهم المنزلَ طوال اليوم ، والصغارُ يبكون شوقاً

لأمهم ، ورعباً مِن الوحدة والسجن الظالم

حتى أبلغها الجيرانُ بما يتعرضُ لأطفالها من أبيهم

فنستْ كرامتَها ، وهرعتْ لتحضنَ أولادَها بدموعها

البائسة ، ويشعرُ زوجها بنشوة النصر ، فيعاودُ

تحيته لها بالصفع على وجهها ، ويسخر قائلاً :

لماذا عدتِ أيتها الناشز ... ارجعى كما كنتِ

فيعلو صوتُها جريئاً :لا لن أتركَ بيتى ..

بل غادره أنتَ إنْ شئتَ ...

فيحاولُ ضربَها بشدة لولا أطفالها الثلاثة والذين

شكلوا حول أمهم حاجزاً دفاعياً فيتراجع الزوجُ

بعد أنْ نزلتْ صفعتُه على رأس طفلته فأدمتها

فصرختْ ( نوارة ) بجنون وهستيريا خوفاُ على

ابنتها الجريحة وأخذتْ ترددُ :حسبى الله

ونعم الوكيل ... ربى ينتقم منك يا ظالم ..

( 5 )

مرّتْ أيامٌ وأيامٌ و (نوارة ) مع أطفالها بغرفتهم

وزوجها يتمادى فى علاقاته مع هذه المرأة وتلك

حتى شعرَ فجأة بمغص شديد فى بطنه والذى

عرفَ بعد ذلك أنه نتيجة ورم خبيث ؛ ليُصبحَ

قعيداً يحتاجُ مَن يرعاه ، وتحوّلتْ ( نوارة ) معه

إلى ممرضة وخادمة تؤدى حقّ الله فى زوجها

المريض الذى جعله المرضُ أكثرَ شراسة ، وأشدّ

سبّاً ، وزادتْ جنونُ غيرته على زوجته الجميلة

الشابة ، وأصبحتْ العصبية هى الصفة الملازمة

لكل تصرفاته و (نوارة ) ترددُ قولَ الله تعالى :

(
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

( 6 )

ومرّ عامٌ ونصف واشتدتْ الحالة المرضية بزوجها

سوءاً بعد سوء ، حتى تمّ إيداعُه المستشفى

ليتمّ رعايته الدائمة وعمل الكيماوىّ اللازم

وأحسّ الزوجُ بالشوق لمَن أهانها سنواتٍ

وسنواتٍ ، ولما حضرتْ ( نوارة) لزيارته التى

تمناها طوال ليله ، لكنّ المرضَ الملعون سلب

منه نورَ عينيه ؛ ليذوقَ البكاء لأول مرة بحياته

ولما انصرفتْ زوجته ، داهمته سكراتُ الموت

ولاحتْ له فى الأفق مِن بعيد قول الله تعالى :

(
وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقِّ ذلك ماكنتَ مِنه تحيدُ )

وظلّ يرددُ : نوارة ... نوارة ... نوارة

سامحينى يانوارة ... ثمّ صعدتْ روحُه لربها

تمتْ بحمد الله

بقلمى
سمير البولاقى
الأحد : 29يناير2012

ملحوظة :أهدى تلك القصة لصديقتى الغالية ( n )
وأروجو ممن ينقل قصصى لأى موقع آخر بأن يكتب فيها أسمى
أو يكتب منقول لأن قصصى مسجلة بكل الطرق القانونية وتحياتى للجميع








  رد مع اقتباس