عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-01-2012, 06:49 PM   #1

ماسةالشرق

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 78251
 تاريخ التسجيل : Dec 2011
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : قلب من احب
 المشاركات : 1,861
 الحكمة المفضلة : جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبة ولكن الأجمل أن يكون لك صاحب انت قلبة
 النقاط : ماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond reputeماسةالشرق has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 8120
 قوة التقييم : 0

ماسةالشرق غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي تعديل السلوك يجعلك لاتقع فى خطأ تكرار الاعتذار..







لم يعرف الزوج كيف يخبر زوجته أنه أساء كثيراً معها.. ولم يفهم لماذا في أكثر الأوقات الجميلة التي تعيشها معه حينما تكون في ذروة سعادتها وفرحها به يباغتها بكلمة أو موقف يجهض عندها جميع مشاعرها الجميلة صوبه، وكأنه رجل الأخطاء الكثيرة وفي مقابل ذلك كانت هي أنثى التسامح والقلب المفتوح دائماً، بمساحة ممتدة إلى أبعد من مواقف الإساءة والكلمة الجارحة بقصد ومن دونه.. كان يعلم في أعماقه أن جميع الأخطاء مغفورة في قاموسها معه.. وكان من دون أن يشعر يستغل ذلك التعاطف وتلك المساحات الممتدة من خضرة حبها ورغبتها الدائمة أن لا تخسره.. ولكنه كان يقع في ذات الأخطاء ويعتذر ولكنه الاعتذار الذي لا يبدر منه إلاّ حينما يتوقع أنه أساء في كلمة أو موقف.


«الذكاء العاطفي» أن تتخلى عن «الأنا» وتهتم بمشاعر الآخرين


كان يحاول كثيراً أن يغضبها ولكنه يجد نفسه دائماً في موقف الاعتذار الذي لا يفهم من أين جاء؟ وكيف؟ ولماذا؟ فقط هي كانت تعرفه جيداً وتعرف كيف تقرأ جميع ما يشعر به، وكيف يرى الأمور بمعرفة توازي معرفتها بأخطائه المسبقة والمقبلة، وكيف سيوافيها باعتذاره الجميل على استحياء.
لماذا نضطر للاعتذار حينما لا نتعمد الإساءة أو جرح الآخرين، ولكننا حينما نتوقع أننا أحدثنا بداخل البعض إساءة فإننا قد نعتذر، نفعل ذلك حينما نتنبأ أن خطأ قد حدث منا ولكننا غير متأكدين، وعلى الرغم من ذلك نقدم الاعتذارات المتكررة خشية أن نُفهم بشكل غير صحيح.. إننا نفعل ذلك كثيراً حينما نخشى أن نخسر من نحبهم في الحياة، وفي المقابل نفعل ذلك حينما لا نرغب أن نؤذي حتى من لا يعنينا كثيراً ولكن لأننا نحمل بدواخلنا إنسانية نخشى أن نخدش مشاعر من هو أمامنا فنعتذر حتى إن لم نتعمد الإساءة.. وقد نعتذر بطرائق كثيرة فللأخطاء ألوان يتبعها اعتذار بأشكال وطعم يختلف بحسب نوع الخطأ والإحساس به ومدى وقعه على الآخرين.. ويبقى أكثر الأخطاء ألماً تلك التي تتماس مع قلبك، وأجمل أنواع الاعتذار التي تجمع لك الدنيا في كلمة صادقة لتهديك الرغبة بالسماح والمغفرة فقط حينما تصر على أن تسامح وتغفر..
فهل يعني ذلك أننا بحاجة دائما إلى أن نعتذر في المواقف المختلفة لندرك أننا أخطأنا؟ أم أن ذلك يتطلب منا فن كيفية ضبط انفعالتنا مع الآخر حتى لا نضطر دائماً أن نقدم الاعتذار لأمور لا نقصدها ولا نتعمدها بل ربما تحدث بشكل تلقائي؟.

شخصيات متفاهمة
في البداية، أنه ليس من المهم أن يعتذر المرء دائماً ليكتشف أنه صدر منه ما يغضب الآخر، فلابد أن يكون بين المقربين في الحياة فهماً واسعاً لشخصياتنا حتى يعرفوا متى نقصد الإساءة المستحقة للاعتذار، ومتى لا نتعمدها فيتقبلوها بصدر رحب، ونشير هنا الى أهمية أن يكون الإنسان ذا صدر رحب و"يوسع صدره" من دون أن يُحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، من خلال تعايشه مع الجماعة بقلب مفتوح لتقبلهم كما هم، ويتفهم زلاتهم البسيطة حينما لا تخرج عن الحدود المعقولة.
يوجد منا من يفاقم الأمور في تعامله مع الآخرين، ويحمل كل طارئ أكثر مما يحتمل، ويتصيد بين الكلمات العابرة جملة غير مقصودة ويجعلها خطئاً فادحاً، وأن هذا النوع من الشخصيات يصعب كثيراً الاحتفاظ معهم بوتيرة العلاقة فترةً طويلة، ومثال ذلك: الصديق الذى كان كثيرا ما يتخذ المواقف الكبيرة ويغضب، وربما يرفض محادثة صديقه والسلام عليه لأشهر طويلة؛ فقط لأنه سمع منه كلمة فسرها بطريقة غير صحيحة فيبني عليها مواقفه، ويعتقد أن الجميع ضده فيبادر بالاعتذار له لأنه لا يرغب أن يخسره ولكنه يعاود من جديد إساءة الفهم لبعض مواقفه أو أحاديثه، فيتكرر الاعتذار الذي لا معنى له لأن الخطأ هنا غير مقصود.
انتقائية كلمات
ونؤكد هنا أن علاقة بين طرفين كلما كانت ذات طابع خاص مثل زوجين أو صديقين حميمين، فلابد أن تحدث انقائية للكلمات الواردة، والمواقف التي تحدث؛ لأن الأشخاص القريبين في الحياة لا بد من مرعاة هذا القرب من خلال أن الدقة في التعابير؛ لأن القرب الروحي يستلزم حالة دائمة من الخصوصية في التعاطي مع الآخر، حيث أن تلك المشكلة الكبيرة تتسبب في إحداث البعد والجفاء في الحياة الزوجية، إذ إن الزوج لا يستطيع أن يستوعب ما تشعر به الزوجة حينما تتخاطب معه وتتعامل معه بشكل يومي ففي اللحظة التي يعبر فيها الرجل بطريقة عقلانية وتلقائية حد التبلد تتلقى المرأة أحاديث وتعابير زوجها بكامل عاطفتها فتشعر بها من منطلق أنوثتها زوجة، ثم تتعرض المرأة لكثير من الكلمات الجارحة التي يعتقد زوجها أنها كلمات عابرة لم يقصد فيها الإساءة.
ويؤخذ على الزوج عندما يتحدث كثيراً عن الاختلافات التي تمر بها المرأة بعد الزواج من تغير في الشكل والوزن خاصة بعد الحمل والإنجاب، وأنها لا تعود كما كانت قبل الزواج في حين يتجاهل السمنة الفادحة التي يصاب بها الأزواج بعد الزواج، وحينما تغضب منه زوجته وتحسست من رأيه أبدى لها أن ذلك الحديث لا يتعلق بها بل بالنساء جميعاً وأحوالهن الغريبة على الرغم من أنه يغضب كثيراً عندما تقارنه بغيره من الأزواج.

تجاهل بغضب
يوجد كثيرا من الناس لم يعد يهتم بتعابير ملامحه، بل ربما أن بعضهم يتعمد الإساءة وحينما يشعر بردود الفعل المليئة بالغضب يبادر بالاعتذار وكأن شيء لم يحدث، مثال ذلك :-
أحد المديرات تتحدث كثيرا عن الغياب المتكرر للموظفة وعن محاولة بعضهن استغلال أوضاعهن الاجتماعية الصعبة لوضع الأعذار نحو الإهمال في العمل، إلاّ أن تلك المديرة لم تتنبه إلى أن أحد موظفاتها تضطر دائماً أن تتغيب عن العمل حتى تستطيع أن تصطحب ابنتها المعوقة إلى مركز التأهيل لتلقي علاجها، وحينما شعرت المديرة أنها أصبحت تبتعد عنها وتحجم عن أحاديثها، أبدت اعتذارها وأنها لا تقصد مطالبة إياها أن تفهمها بالشكل الذي تريد، وهنا يجب على الفرد دائما أن يضع أمام عينيه ظروف الآخرين والحياة التي تحيط بهم حتى يستطيع أن يقيّم أحاديثه من خلال التعبير بما يفكر من دون أن يجرح الآخرين معنوياً.

إدارة الحديث

أن فن إدارة الأحاديث من دون الحاجة إلى الاعتذار من الأخطاء غير مقصودة يسمى "الذكاء العاطفي"، بحيث نتفاعل اجتماعياً مع مشاعر الآخرين، ونتخلى عن "الأنا" بتحقيق الذات، وليس عن طريق الآخرين، وتلك طريقة تفكير إيجابية تُبنى على فكرة حيوية وهامة، "أنا أنجح وأنت تنجح وهو ينجح"، حيث توجد فئة من الشخصيات يهمها "الأنا" حتى إن خسر الآخرين، وفئة أخرى تعمل على إضحاك الآخرين على حساب سخرية من شخص من خلال الإساءة من دون النظر إلى الآخر.
ونؤكد هنا أن من يتمتع بالذكاء العاطفي مع الآخرين لا يمتلك وصفة سحرية، بل إنه تفاعل يتم عبر وصفات شخصية من خلال فن إدارة الأحاديث مع الآخرين والوصول إلى قلوبهم من دون أن نؤذيهم وكيف نشعر بالآخرين فمن الطبيعي أن نأخذ من الآخرين ولكن كما نأخذ علينا أيضا أن نعطي، حيث أن هذه الشخصيات لا تصل إلى هذا المستوى من الذكاء إلاّ بدرجة ذكاء عاطفي عالية جداً وتفاعل اجتماعي كبير، إلى جانب التعلم والممارسة والتدريب.
و أن الأبحاث والدراسات كشفت أن المديرين الناجحين في إدارة شركاتهم لم يكونوا على قدر عال من الذكاء، بقدر ما هو ذكاء عاطفي، إلى جانب علاقات جيدة في العمل، واستطاعوا تحقيق أرباح كبيرة؛ لأن هذا المدير ذكي عاطفياً ويشعر بالآخر، حيث أن الدنيا لم تخلق لفرد واحد، بل إنها نتاج بشري لابد أن يتفاعل به الجميع وبدون تفاعلنا مع البشر لن يتحقق لنا أي تقدير في الحياة.
فن الاعتذار
"الاعتذار فن " وهو على حقيقته فن قيادة الذات وتبدأ بضبطها فأحيانا نتمتع بذكاء عاطفي عالي جدا مع الآخرين ولكننا لا نصب جام غضبنا إلاّ على المقربين لنا في الحياة الذين نحبهم، فعلى سبيل المثال حينما يتعرض شخص لضغوطات كبيرة من مديره في العمل فإنه لا يصب ذلك الغضب على المدير بل إنه يصب جام غضبه على زوجته حينما يعود للبيت، وربما يعتذر ذلك الزوج ولكن ما يحدث أن الاعتذار هنا يفقد قيمته لتكرار ذات الأخطاء فلابد أن يكون قيمة الاعتذار بعدم تكرار الأخطاء، ما يتطلب ضبط عالي للذات وللانفعالات وذلك فن لا يمكن أن يتحقق إلاّ "بالتدريب"،
و أن الاعتذار لا يأتي إلاّ حينما يكون هذا الشخص الذي أساء يدرك من أعماقه أنه أساء للآخر وجرح مشاعر الآخر.
وأن الشخصية التي لا تحسن التعبير عما تشعره بالضبط فإنها كثيراً ما يبدر منها الإساءة لمن تحبهم في الحياة، فربما كان هذا الإنسان جيد جداً ويتعاطى مع الآخرين بشكل رائع وعلاقاته الاجتماعية ناجحة ولكن يبدو مع نفسه محبطاً أو قلق، وننوه أن الالتباس يحدث هنا؛ لأن الإنسان كتلة من المشاعر فرح وحدة وحزن، وذلك هو ملح الحياة، فما يحدث أننا نتقبل أنفسنا على ذلك النحو، ولكننا نتمنى السعادة فنحن نعرف كيف نكون حينما نحزن وإذا أحببنا خرجنا من ذلك.
ونشددعلى أن كثرة الأخطاء المستدعية الاعتذار تكون أكثر حدوثاً بين المحبين لفرط حساسية العلاقة فيما بينهما، فكلما وجد القُرب الروحي كان هناك خط دقيق يفصل المرء عن الخطأ السريع بينه وبين من يحب، وكلما زادت العلاقة بين طرفين واشتدت زادت أيضاً احتمالية حدوث الأخطاء التي تستلزم الاعتذار لأنهم يحبون بعضهم لبعض وذلك السبب خلف وجود الخلافات بين الزوجين فالأوراق هنا مكشوفة لكلا الطرفين، حيث أن هناك من يجد في الحب مبرراً لاستمرار الأخطاء؛ لأنه يعتقد أن من يحبه سيسامح دائماً فقط حينما يعتذر، وأن واجبنا تجاه من نحبهم في الحياة هم أولى الناس أن نتجنب الأخطاء معهم والاعتذار لهم.








  رد مع اقتباس