عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-27-2012, 08:12 AM   #1

تصدق نسيت

مشرف التنمية البشرية سابقا

 

 رقم العضوية : 79669
 تاريخ التسجيل : Jan 2012
 العمر : 36
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : المحله الكبرى محافظه الغربيه (القاهرة )
 المشاركات : 6,693
 الحكمة المفضلة : ل كل علام وله مزاكره الى علام الدنيا امتحانه مفاجئه
 النقاط : تصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond reputeتصدق نسيت has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 82676
 قوة التقييم : 42

تصدق نسيت غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى تصدق نسيت

أوسمة العضو

المسابقة الاسلاميه 2 وسام افضل توبيك اسلامى وسام  فريق توم وجيري 

افتراضي لحظات قبل النهاية

لحظات قبل النهاية..!!


د. فهد بن إبراهيم الضالع .




أتى على الناس زمان وأزمان في هذا البلد الطيب المبارك وأهله لا يكادون يسمعون بانتحار لسنين ..وإذا ما وقع القول هذا عليهم إذا أكثرهم ينبهتون ..حتى أدرك الناسُ واقعا غريبا وتعدى الأمر حده حين تسمع بوقوع ثلاث انتحارات في يوم واحد كما وقع في المدينة النبوية ..بل أضحى الانتحار ثقافة خرجت من الواقع المشهود إلى ثقافة التمثيل والمحاكاة كما وقع في بريدة حين علق شباب دمية من على جسر الملك فهد .. ولأن الأمر أمر منكر والواقع ينذر باتساع الحالات كان من الجميل تلمس الأسباب التي تؤدي وتودي أن يجود شبابنا بروحه هروبا من شيء أدنى ما فيه عدم الرضى عن الله تعالى ..ومن تلك الأسباب .
أولا : ضعف الإيمان بالله تعالى ..
وهذا وراء كل نقيصة وجريرة ..فلو كان واقع الشخص ..متعلقا بالله ..لاكتفى بالله تعالى ..وقال حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ..وحسب مثله أن يدرك أن الله تعالى بيده الخلق والأمر ..وأن قربا منه تعالى ..يبدد كل معالم البؤس ..!


ثانيا : ضعف التربية ..

وهذا له قنوات كثيرة سيطول المقام مع البسط .. ولكن ..!
حين يجوع جيبه بين أقرانه ..
حين يجوع الشخص عاطفيا ..
حين لا يجد من البيت إلا التحطيم ..
حين يشح الواقفون على حاجاته من أهله ..
حين يفقد قَدْره وقُدْرته وحريته ورجولته ..
حين يكون بين أم تخلت أو أب مشغول ..
حين لا يعرف في بيئته ونشأته شيئا من القرآن والقراءة ..
حين يشعر أن كثيرا ممن حوله ..يسرقون بسمته..ويشحون عليه بأدنى تقدير..
وكل هذا داخل ردهات البيوت ..قطرات ربما تجتمع تيارا يجتال عقلية الشخص ..

ثالثا : الصحبة ..

والصديق يبني صديقه ..أو يرديه..وخصيصة الصديق ..أنه هو الوحيد الذي ينفذ إلى العقل بلا استئذان لدى صديقه ..وهو الذي يستطيع قراءة الأمور بدقة ..وهو الذي يطمئن إليه صديقه ..في سره ..ويأنس به في علانيته ..
وكون الصديق هو الوحيد ..الذي يستطيع اختراق صديقه فهي مرحلة عزيزة حتى على الأهل المقربين في الغالب ..ولذلك يقول تعالى : " فمالنا من شافعين ولا صديق حميم "
فجعل للمعذبين صوتا يتمنون الصديق الحميم ..ليخفف عنهم مصابهم ..!
وبالتالي تتعاظم مزية الصديق ..فهو يبني عظيما إن بنى .. ويهدم كبيرا إن هدم ..
وصلاح الصديق وفساده ..يحددان ببساطة بوصلة مركب الشخص ..ولذلك لا تكاد تجد منتحرا أو منحرفا ..وهو في وسط من الصحبة الصالحة ..أو المتوازنة كحد أدنى..
فيصح القول ..إن تراكمات الانحرافات المختلفة المشتركة مع رفقاء السوء ..قطرة في تيار طوفان الانتحار ..

الرابع : الفقر ..

وهذا باب كبير ينطوي تحته كثير من الأسباب ..
فالبطالة ..سبب ..
والديون سبب ..
والمرض سبب ..
وضعف الجاه سبب ..
وجوع العيال سبب
والغربة سبب
وغير ذلك مما هو متعلق بالمال ..

الخامس : بقية مشاكل الحياة مما لم يرد ذكره سابقا ..

لأن الإنسان خلق ضعيفا ..محدودا ..مهما ظن أن أُفقا بعيدا يلوح أمام عقله وقدرته وقوته ..فقد يدخل دهليزا ..فيرتطم بجدار التخلص ليحجب عنه كل أفق عرفه مدى حياته ..
فالمشاكل العاطفية ..والخلافات الزوجية .. والإخفاقات المتكررة .. والإحباطات ..العنيفة ..والمواقف الكبرى ..التي ربما لا يستطيع تحملها ..كفقد حبيب ..مثلا..إنما هي أسباب أيضا..


السادس : الشعور بالوحدة ..

وهذا سبب يُحتقر ولكنه هو من أعنف الأسباب .. بل هو السبب الوحيد الذي يعتبر سببا مرحليا ..بعد الأسباب السابقة ..فهو يجلب في عقله جميع الإخفاقات الداخلية ..التي سبق ذكرها أو بعضها ..ثم يجعلها ..ترتطم بجدار ( الوحدة ) التي هي نفسه ونفسه فقط ..ومع تتابع التفكير ..وتطاول الإحباط ..تتهتك جميع مقومات العيش من عينيه وعقله ..فيبدأ تخلُّق مولود التخلص ..في رحم عقله ..
ونتيجة لوحدته ..وعدم التفريغ ..للحقائق السببية السابقة
سواء كانت حقا ..أو أوهاما ..فيستمر جنين القنبلة الموقوتة
في ذهنه ..ما لم يحصل له إجهاض ..بعرض نفسه على
من يمون ..أو عناية مَن حوله به ..من خلال حساسية
الاستشعار بتغير سلوكه ..وهذا يفتقر عناية كبيرة ..!

السابع : الفضائيات ..والشبكة ..

فلم يكن يعرف الناس الانتحار .. إلا بعد أن قدمته الفضائيات كأسلوب للتخلص ..
ووافق كومة من الركام ..الذي ينقصه عود الثقاب ..
فصار الانتحار تخلصا وهروبا ..من الواقع ..!


والنتيجة ..

أن عملية الانتحار ..هي انفجار يُسمع دويه من بعيد ..لتراكمات كثيرة ..توافرت وتكاثرت ..عبر الزمن ..في غيابات سجون الأنانية ..!!
وهنا ثلاث أُثفيَّات ..
وهي أحجار لا بد أن يغلي فوقها قدر العقل لينفجر ..
ضعف الإيمان بالله / الوحدة / أنانية من حوله
إن الموت..ليس خيارا لأحد ..لم يهنأ بدنياه ..!!
وبالتالي ..فهي مرحلة لها أطوار تستحق التوصيف والتماس الأسباب ..وإبرازها ..كقراءة واقعية ..
وأما الشخص نفسه ..فيصح ربما وصفه ..أنه كثيرا ما يكون فاقدا لزمام نفسه ..فاقد بوصلة أي اتجاه..يريد وبالتالي لن يقدم على الموت..إلا في مراحل متأخرة متفاقمة من اليأس..فهو في رأيي..
مريض فاقد الوعي ..فعلى كل من عرفه أن يسعى لصحوته ..قبل أن ينتهي كل شيء..


وأما العلاج

فتأمل الأسباب وقراءتها بصور عكسية .. وبالذات تكسير كل أغلفة ..وضعها الشخص حول نفسه ..
وأنجع علاج ..هو كما قال البخاري رحمه الله :
عن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحزَّ بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى : عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة " .
وهذا فيه رسائل من الله تعالى :

أن المنتحر ..تصرف في نفسه التي بين جنبيه ..وفي هذا تعد عليها إذ ليس مخولا بذلك ..
أن المنتحر يعترض على قضاء الله عليه ..في مصيبة من مصائب الدنيا ..
أن المنتحر عبد من عباد الله ..فيجب عليه ألا يبادر الله تعالى إلا بما يرضيه ..
أن المنتحر أفسد دنياه بتفويت كل فرص الحلول ..والخروج من المأزق ..
وأفسد آخرته ..حين ضيع على نفسه أجر الصابرين .. وصار تحت حكم المحرم عليهم الجنة ..
أن المنتحر ..إذن خسر الدنيا والآخرة ..ذلك هو الخسران المبين ..
فالمؤمن الحق لا ينتحر ..
لا ينتحر مؤمن ..وهو يعلم أن الصبر نصف الإيمان ..

وأن في تأريخه والذين من قبله من قاسى أشد بأضعاف مما قاسى هو ..فصبروا ..
وأن عِظم الجزاء مع عظم البلاء ..
وأن اختياره للبلاء اختبار من الله له ..

وأن الصبر مرحلة موقوتة بين نعيمين..لأن العسر قبله وبعده يسر..وليس يفتقر للصبر إلا العسر..
وأنه لو انتحر يخرج نفسه من قوله تعالى : " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
ويكفي مؤمنا لو فكر بالانتحار ..أن يستشعر قول الله تعالى له :" ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " ..








  رد مع اقتباس