الموضوع: أيها المسافر
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-13-2009, 03:35 AM   #1

sokar
 

 رقم العضوية : 8838
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 العمر : 33
 المكان : egypt
 المشاركات : 83
 النقاط : sokar will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

sokar غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر MSN إلى sokar إرسال رسالة عبر Yahoo إلى sokar
أوسمة العضو
أيها المسافر

ليلة تعقبها ليلة...وأنا في فراشي أعاني من داء عجز عن دوائه أكبر الأطباء..سافرت شرقا وغربا..من الهند وحتى حدود الصين..و معا ذلك لم أجد علاج يذهب عني ذلك الداء...
يأست ويأس من حولي.المرض تجسدني..وما عاد يريد مفارقتي..فما كان من أمري سوى أن أرضخ له..وأتقبله بصدر رحب هذا ما استنتجته بعد يأسي..
كل ليلة أنهض من فراشي لأحمل ذلك الصندوق الذي يسكن فوق خزانتي..فعلى ضوء القمر أفتحه لأشتم رائحة عطره..ولأرى صورته العتيقة..
كل ليلة وعلى ضوء القمر أقراء رسائله من جديد..وكأنها المرة الأول التي أقرائها فيها..وفي ليلة اكتمال البدر أتذكر أنه لم يعد لي ذاك الحبيب القريب..
كل ليلة يزداد الألم في قلبي وأعود لفراشي لأحمل بقايا ذكرياته في صمتي وأنيني..حتى دموعي ما عدت أعرفها وما عدت أتذوقها منذ رحيله..
قال لي الكثير أن عذابي وسقمي سببه صمتي وكتماني..وكأنهم كانوا يطالبونني بالبوح عما بداخلي..لا أدري..!!..
أتذكر تلك الحادثة الماضية..حين حاولت أن أنساك فوضعت في يدي خاتم الزفاف..وأمسكت بيدي رجل غريب لا أعرفه..لكن ما أذكره من تلك الليلة أن الجميع كانوا يباركون لي..أو يعزونني..وأن غريبا ما قبل يدي وألبسني خاتم مرصعا بالألماس..
كان المكان مزدحما بالناس..هذه تحدثني..وتلك ترقص أمامي..وأنا لا أنظر لأحدو لا أستمع لأحد سوى لطيفك الذي لازمني أكثر من العطر الذي يعبق من جسدي...
كنت أرى طيفك أمامي يراقبني..كنت أرى دمعتك فأمسك غضبي..كنت أراك تقترب مني فأبتسم لعلك تصل لي وتأخذني من هذا الجحيم الذي يحيط بي..انتظرتك طويلا لكنك لم تصل إلي..بل رمقتني بنظرة قاتلة.. وابتعدت عن طريقي..
كنت أرى طيفك يرحل..فأصرخ بأعلى صوتي..(تعال أرجوك خذني معك..لا تتركني هنا وحدي..أرجوك خذني معك...)
كنت أصرخ وألحق بك..لكنهم وقفوا في طريقي..أمسكني ذلك الغريب..سألني وما كنت أدري ماذا يقول..صفعته على وجهه ورميت له خاتمه الذي قدمه لي..ولحقت بك...ولكن للأسف..!..
أمسكني أخي وصعد بي على غرفتي..هددني وضربني ..حتى أنه أسال الدم من جسدي..كان يقول بأنك قد مت وأنني قد جننت بسببك....أعادها علي مرارا وتكرارا..(لقد مات لم يعد له وجود في الحياة ألا تفهمين...)
خرج من غرفتي بعد أن رمى وثيقة مزورة تحمل أسمك تثبت بأنك خارج نطاق الحياة...لم أصدقه لأنني رأيتك بأم عيني..وكما قلت لك وسأظل أقولها دوما إنني سأنتظرك ولن أرحل إلا أن يأتي طيفك ليأخذني معه...
منذ ذلك اليوم وأنا حبيسة في غرفتي..لا أعرف سوى الصمت والظلام..لأرى أحد سوى طيفك..ولا أسمع حديث سوى حديثك..كنت أسمع أحيانا أمي حين تقول بأن لعنة ما حلت بي وأنت سببها..هذا الأمر كان يعزيني كثيرا..
أنهم أدركوا انك أسر قلبي والوحيد الذي يملك طريق علاجي..لم أعد احتمل فكرة نسيانك..فجعلت من صورتك أمل أعيش عليه باقي حياتي...
سأنتظرك يا حبيبي ولن أنساك ابدا لأن ذلك من المستحيلات بالنسبة لي..سأنتظرك وإن كنت فعلا كما يقولون تحت التراب..ولم تعد تستطيع المجئ سآتي أنا إليك
ولكن إلا أن يأتي ذلك اليوم دع طيفك يزورني أيها المسافر......تقيلوا تحياتي..







  رد مع اقتباس