الموضوع: الغيرة القاتلة
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-17-2009, 06:49 PM   #1

اسكندريلا

مشرفة قسم الأخبار سابقا

noose

 

 رقم العضوية : 6155
 تاريخ التسجيل : Aug 2008
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : مصر
 المشاركات : 5,724
 النقاط : اسكندريلا will become famous soon enough
 درجة التقييم : 92
 قوة التقييم : 1

اسكندريلا غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي الغيرة القاتلة

الغيرة القاتلة ..أنا وزوجتي والشيطان ثالثنا

سيدتى أنا متزوج منذ فترة قصيرة وأحب زوجتي وأشعر في بعض الأحيان أنها تحبني وفى أوقات أخرى شاردة الذهن وأشعر أنها تزوجتني لمجرد أننى عريس والسلام ، أنني كنت أحبها من قبل الزواج ولكن لم أصارحها إلا عندما كنت جاهز وتقدمت لخطبتها ولكنني لا أعلم شيء عن ماضيها وأخاف أن يكون لها ماضي متعلقة به أو أن يأتي يوم وتفضل أحد على أو تخونني .
رغم أنني أحسبها على خير ولكن لماذا هذا الشعور لا أعرف أنني لا أثق في كل النساء بصراحة ، لا أريد أن أكون الزوج المخدوع في يوم من الأيام وكيف أتأكد من صدق حبها وإخلاصها وخاصة وأنا أسافر عنها إلى بلد عربي آخر من أجل العمل بأحد الدول العربية الشقيقة وهى تعمل مدرسة وأنا أخاف حتى أن تعجب بأحد زملاء العمل .
وأنا غيور جداً على زوجتي حتى من نظرات الرجال لها ماذا أفعل لا أريد أن أدخل في مرض الغيرة القاتلة وكيف أتعلم الثقة في النساء والرجال أيضاً فأنني مما أشاهد من خيانة الأخ لأخيه والصديق لصديقة انعدمت عندي الثقة في أغلب البشر لأنني ما رأيته كان كثيرا الحمد لله لم أكن احد أطراف الخيانة ولكن كنت أشاهد ذلك أمام عيني من الأصدقاء وبين النساء والرجال . ماذا أفعل وهل أنا مريض أم أن ذلك من أثر بعدى عن الدار أرجو الإجابة على الايميل
أ- إ / مصر
أخي الفاضل أعانك الله علي نفسك وعلي وسواسها ، لقد دخلت فعلاً في مرض الغيرة القاتلة ، وتفاقمت المشكلة حتي تحولت لآثام فبعض الظن إثم كما تقول لنا الآية الكريمة ، وأنت تظن السوء بزوجتك ثم تقول أحسبها علي خير ، رغم أنني لا أعرف أساساً لكل هذا الوسواس ، وأنت لم تر من زوجتك إلا كل خير ،فليس من المعقول أن تسال عن ماضيها ولا حق لك في ذلك ، أنت مسئول عنها من ساعة بدا الارتباط بينكما ، فيما عدا ذلك لإانت لست معني به ، وليس من المعقول أيضاً أن يتحول كل ما تقرأه من قصص الخيانة لنماذج ثابتة تضعها نصب عينيك ، فنحن لا نبني حياتنا علي نماذج سيئة قرأنا عنها في صفحات الحوادث ، فصفحة الحوادث ليست مقياساً أساسياً لكل ما يحدث في حياتنا ، فكلنا نقرأ هذه المشكلات ونتأثر بها ونرثي لحال أصحابها لكننا في النهاية نؤمن بالمبدأ النبوي الجميل الذي قاله رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم " الخير في وفي أمتي إلي يوم الدين " ، فالخير موجود .
وعلينا أن نفترض الخير دائماً ، ونتعامل معهم من هذا المبدأ ، إلي أن يثبت العكس ، ثم لماذا تضع نفسك مكان هؤلاء ، هل تعرف كافة تفاصيلهم الحياتية ؟ هل تعرف لماذا ارتكبوا ما ارتكبوه من جرم الخيانة ، إن عدل الله موجود لا محالة ، ومبدأ عدله معروف تماماً وواضح " البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت .. افعل ما شئت فكما تدين تدان " لماذا لا تكون ديون يدفعونها عن أنفسهم أو عن من هم مسئولين عنهم ، إنك لو تفهمت المعني لما ساورك الشك لحظة ولاطمأن قلبك كل الاطمئنان ، خاصة إذا كنت تري أنك مستقيم في حياتك لم ترتكب خطأ ولا تنوي أو أخطأت ككل بن آدم يخطئ ويتوب ، تتقي الله في نفسك وفي زوجتك ، إذا كنت كذلك فتأكد أن زوجتك لن تخونك أبداً ولن تنظر إلي غيرك من جهة ستظل في عينها الرجل الذي يجب أن تكون ومن جهة ستستحي منك ومن بارئها أن تخونك أو تنظر إلي غيرك وأنت في نظرها ملء العين والقلب ، أما إذا كنت غير ذلك فسارع بالتوبة والاستقامة تضمن نفسك وتضمن عفاف زوجتك إلي النهاية ، لأنك لن تكون مدان بديون تسددها عنك زوجتك

أخي الفاضل إن خير ما نقدمه لأنفسنا دائماً هو أن نبني ولا نهدم ، وأن نتفاءل بالخير ونسعى إليه ، وأن نبعد السوء والشر ووساوس الشيطان عن أفكارنا ، فالأصل في الحياة أن نبحث عن الخير وننميه ونسعي إليه لنجلب لأنفسنا الاستقرار والهدوء وكل ما من شانه أن يحقق لنا السعادة ، لا أن نتبنى الشك والغيرة كأساس ومنهاج لحياتنا ، ونضخم الوساوس والشكوك و نعيش بها ولها .
أخي الفاضل إنك إن تركت نفسك لمثل هذه الظنون والوساوس فستفتك بك حتماً وتقضي عليك ويصير حالك كما وصفه كامل الشناوي في قصيدة لا تكذبي " وتطل من رأسي الظنون تلومني وتشد أذني " ، وهي الحال التي يصير صاحبها عبداً لوساوسه تتحكم به وتقرر مصيره ، ولا عجب في ذلك فقد سمحت لظنونك منذ البداية بأن تكبر ولشكوكك بأن تستفحل وتسيطر عليك ، وبدلاً من أن تسيطر أنت عليها وتتحكم فيها سمحت لضعفك ووسواسك بأن يتسلط عليك ، وإن لم تتنبه فوراً فستضيعك وساوسك ، وستفقد حبك لزوجتك وحبها لك ، ولن أبالغ إذا قلت إنك قد تفقد زوجتك أيضاً وقد تفقد استقرارك وسعادتك كلية ، والسبب مجرد هواجس تعيث في رأسك فساداً .

كلنا يعرف إن الوسواس من الشيطان يدخل إلي الإنسان ليفسد عليه حياته ويفقده الثقة في كل شيء حوله ، فلا تدع الشيطان يتمكن منك ويفسد حياتك ويدمر حبك لزوجتك وثقتك بها ، فالحب أخي الفاضل بناء تدعمه الثقة وتقوي أواصره ، والعكس صحيح ، فالشك بالنسبة للحب كالسوس الذي ينخر في الخشب فيضعفه ويفتته ويقضي عليه ، وأنت لك عقل يفكر ويتدبر ويعرف الصالح من الطالح ومن المؤكد أنك تعرف أن الشك لن يضيف إلي حياتك شيئاً بقدر ما سيأخذ منك راحتك واستقرارك وفكرك وعزيمتك ، وسيسلبك كل شيء جميل تتمتع به الآن ، استعذ بالله يا اخي من الوسواس الخناس واتق الله في زوجتك ، فانت بظنونك فيها تسيء إليها وإلي نفسك وسيحاسبك الله عن كل ذلك ، نسال الله لك السلامة .
منقول







  رد مع اقتباس