[morshooo]

الجزء الثانى مع طبيب الهوى بدأت العمل كما ذكرت في الجزء الأول وكان عُمري 5 سنوات و10 شهور تقريباً كان يوم الاثنين 21 يونيو 1976 إن لم تخني الذاكرة وكان أول مهنة أعمل بها صبي في ورشة دوكو سيارات مع أخي علاء رحمة الله عليه وكان مصروفي اليوم شلن ( خمس قروش ) وكل مرتبي الأسبوعي 2 جنيه ومن بعدها كثرت الأعمال والوظائف التي أشتغلت بها وكنت أختار المهنة أو الوظيفة التي تُناسب السنة الدراسية التي أكون فيها وكان أبي يعمل كثيراً على التاكسي الخاص به ومع هذا لم يكن قادراً على تلبية متطلبات الأسرة وكان أخوتي الكبار يعملون كذلك لمساعدة ابي وأمي حتى جاء يوم صعب جداً على أسرتنا المترابطة وهو يوم حدث فيه حادث لأبي بالتاكسي أقعده عن العمل فترة أكثر من 3 شهور وازاددت حالتنا المادية سوءاً بعد هذا الحادث فأضطرا أخي علاء رحمه الله وأخي عماد أن يتركوا المدرسة ويتفرغوا للعمل فقط كي نقدر على المعيشة والدراسة معاً حتى توفيَ أخي علاء غرقاً في القناطر عام 1983 وكان هذا اليوم بداية الأحزان لأسرتنا ومن بعده توالت الأحداث السيئة والحزينة ووفاة أخي عُمر وأختي زهرة في عام 1985 في يوم واحد وفاة طبيعية ثم وفاة جدتي عام 1986 وكانت كارثة لي شخصياً لأني كنت أعشقها وأعشق الحوار معها فكان كل حوارها معي بالنسبة لي حكمة ونصيحة غالية ومما قالت لي رحمها الله أن الجنة بالمجان والنار بالمال وقصت لي كيف كانت خائفة من أن يكون لأبي بنات حيث كانت تخاف من بنات مصر بما أنها صعيدية وكيف دعت الله أن لا ينجب أبي بنات وبعد أن رزق الله أبي توأم بنات هُدىَ ونعمة كيف كانت تدعوا الله أن لا يكبرا في القاهرة حتى توفوا عن عُمر 6 أشهر علاقتي كانت وثيقة جداً بأختي فاطمة وأختي جيهان رحمة الله عليها لأن أعمارنا قريبة من بعض وكنت أنظر دائماً لأخي الأكبر عصام وأتخذه قدوة لي وأخي علاء وأخي عماد كانوا لي مثال للتضحية وحب الأهل أما باقي أخوتي كنت أخشى الأقتراب منهم لأنهم أكبر مني كثيراً ويمكن لأن أبي كان دائماً يردد أن الأخوة الكبار كأنه هو بالظبط لابد من سماع كلامهم حتى لو كان خاطئاً في البداية نفذت كلام أبي من غير تفكير لكن وأنا في المرحلة الثانوية بدأت استوعب ما حولي وأن لي عقلاً لابد من مخاطبته وليس أمره بأمر ما وتصادمت كثيراً مع أخوتي الكبار وفي أحد المصادمات نهرني أبي بشدة ولهذا فضلت في ذاك الوقت أن ابتعد عنهم تماماً وأن أركز في عملي ودراستي فقط حتى أستطيع تحقيق حلمي بالتخرج والاستقلال بحياتي وفي هذه الفترة كانت علاقتي بأختي فاطمة وأختي جيهان وأخي الصغير أخر العنقود محمد هي كل علاقتي بأخوتي وبعد حصولي على الثانوية العامة من مدرسة أحمد لطفي السيد العسكرية قررت أن أعمل في مجال الآلة الكاتبة والنسخ لأن مكاتب الالة الكاتبة والنسخ قريبة جداً من منزلنا ومن الجامعة كذلك وبالفعل عملت في أحد هذه المكاتب وتعلمت كيفية الكتابة على الالة الكاتبة العادية ( الممتازة ) ودخلت الجامعة وكنت سعيداً جداً ومبهوراً وخائفاً وألتحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة عام 1989 ولحبي للكتابة أشتركت في مجلة الكلية وفي أحد الأسر المُنتشرة في الكلية وقرأتُ مقالاً نثرياً لأحد الطالبات أستفزني واستفزر قلمي لجودة الفكرة والتمكن في السرد وروعة الأسلوب وكان عنوان المقال الإنتقال من المراهقة إلى النضج شعرت أني أعرف هذه الكاتبة يمكن لتشابه أسلوبنا يمكن لإنجذابي لحفاظها على اللغة والتحدث بها بإتقان حقاً لا أدري حتى الأن لما أجتاحني هذا الشعور ولأني كان حُلم عُمري أن أحب وأتزوج من فتاة أسمها مُنىَ دعوت الله أن تكون صاحبة الكلمات أسمها مُنىَ ومن شدة إنجذابي لها ولأسلوبها في الكتابة كتبت أول خاطرة لها بعنوان من أنتِ وأرسلت لي ما صديقتها أني مجنوناً فكتبت لها خاطرة العاشق المجنون وكانت هذه الخاطرة بداية علاقتي بزوجتي رحمها الله وفوجئت أن أسمها مُنىَ وحمدتُ ربنا كثيراً وشعرت أنها هي حبيبة وزوجة العُمر وقد كانت ولكن بعد صراع طويل ورهيب مع أبي وأخوتي الكبار وسأتحدث عنها في الجزء الثالث والأخير إن شاء الله تحياتي وودي وورودي أبو عصام